الفرق بين الحبة الزرقاء والحمراء، هو مصطلح له العديد من الدلالات الفلسفية، ويمثل رؤية الحياة بطريقة معينة تناولتها إحدى الأفلام، ويتردد هذا المصطلح كثيرًا في الفيلم المقصود وهو فيلم “المصفوفة أو the matrix” وعلى ألسنة بعض المحللين والنقاد للعرض، وهو الأمر الذي يثير تساؤل الكثير من الأشخاص، ونحن في مقالنا هذا ومن خلال موقع مخزن سوف نطرح عليكم هذه الأطروحة الفلسفية بالتفصيل.
إن مصلح الحبة الزرقاء ومصطلح الحبة الحمراء يشيران إلى الاختيار بين الرغبة في المعرفة الحقيقية التي تقلق أم الحقيقة المغايرة للحياة عن طريق تناول الحبة الحمراء أو البقاء في جهل مقنع بالحبة الزرقاء، ويرجع أصل تلك المصلحات إلى فيلم ذا ماتركيس.
فيلم ذا ماتركيس
إن هذا الفيلم السينمائي الخيالي تم إنتاجه في الولايات المتحدة الأمريكية، ويتكلم عن عالم افتراضي يطلق عليه “المصفوفة” أو ذا ماتركيس باللغة الإنجليزية، وقد صنع هذا العالم من آلات حاسبة واعية من أجل تدجين الإنسان وإخضاعه لاستخدامهم كالبطاريات لصالحهم،عملية إدخال الكائنات البشرية ضمن برنامج الماتركيس أو المصفوفة وهو الذي يجعل البشر يعيشون في عالم افتراضي يتم فيه غرس بعض الأجهزة التب تدخل في إطار مجموعة من الأحداث التي تمتلأ بالإثارة والقتل مع القيام بعرض مجموعة من الأفكار والأسئلة الفلسفية الحديثة والقديمة.
قصة الفيلم
فيما يلي سوف نعرض لكم قصة فيلم ذا ماتركيس كي نعرف الفرق بين الحبة الزرقاء والحمراء:
تدور أحداث الفيلم عن مبرمج حاسوب يسمى توماس أندرسون ويعيش هذا الشخص من بعد عمله حياة سرية أخرى قرصان (مخترق) للبرامج وشبكة أنترنت تحت الاسم المستعار نيو/ Neo وهو في بحث مستمر عن السؤال المحير وهو ماهي المصفوفة؟ أو ما هو الماتركيس؟
من بعد ذلك ينضم هذا الشخص إلى المجموعة عبر تناوله الحبة حمراء اللون التي تقوم بعزل إشاراته الإلكترونية من خلال جهاز حاسوب ضخم تتم السيطرة عليه من قبل بعض الآلات، ثم يتحرر نيو فجأة من عالمه الواقعي الذي يعيشه كمبرمج حاسوب ويدخل لعالم غريب افتراضي وهو حقول لزرع البشر ليتم نقله إلى متن سفينة يطلق عليها نبوخذ نصر.
يكتشف نيو بعد ذلك أنه أصبح يعيش في سنة 2199 م، حيث إن هناك حرب قد بدأت بين الآلات من جهة وبين العنصر البشري من جهة أخرى، وكانت تلك الآلات تعتمد على الطاقة الشمسية كمصدر للطاقة، ومن أجل حجب تلك الطاقة قام البشر بحرق الأرض من أجل حجب السماء من أجل منع وصول أشعة الشمس وذلك في محاولة للقضاء على المصدر الوحيد للطاقة لدى الآلات التي تحاربهم.
ردًا على ذلك فقد قررت الآلات على أثر هذا أن تقوم ببناء حاسوب ضخم للغاية وقامت بربط تالأجنة البشرية الموجودة في الحقول في هذا الحاسوب من أجل من الجنس البشري كمصدر بديل للطاقة لديهم ، وعاشت تلك الأجنة البشرية وكبرت وهي مسبوتة ضمن الحاضنات الخاصة وتم السيطرة عليها والتحكم فيها من خلال ربط برنامج تفاعلي بشري يقوم برسم الخطوط العريضة للحياة كما هي عليه الآن مع إمكانية تعديل العقول الموجودة في تلك الحاضنات لهذا البرنامج التفاعلي، وهذا العالم يطلق عليه المصفوفة أو الماتريكس.
أحداث الفيلم
تطور أحداث الفيلم بعد ذلك على النحو التالي:
هناك عدد من البشر لم يتم ربطهم بتلك الأجهزة ويطلق عليهم الأحرار وهم يعيشون في مدينة تحت الأرض يطلق عليها زيون أو صهيون، وهي آخر مدينة بها تجمع البشر تحت الأرض واعتبرت ملاذ دافئ عن الأرض الباردة التي حجبت أشعة الشمس عنها، وبعددها نجد أن الأحرار يدخلون إلى داخل الماتريكس عن طريق الربط بأداة تدخل عبر الرأس، وفي حالة الدخول يجب أخذ الاحتياط من برامج قاتلة وهم العملاء “Agents” وأخطرهم هو عميل يطلق عليه “سميث”، والذين لا يمكن مواجهتهم لأن كل من واجههم كان حتفه الموت.
في الماتركيس هناك شخصية مهمة تقوم بتوقع بالمستقبل تسمى “الأوراكل أو العرافة”، والتي تتنبأ لمورفيوس بأن هناك شخص سوف يقوم بتحرير البشر من عبودية تلك الآلات هذه ويطلق عليه المختار أو ذا وان وهو نيو. بطل الفيلم، بعد ذلك يقوم شخص من العملاء قد مقت حياته على سفينة نبوخذ نصر ويسمى “سايفر،Cypher” بالاتفاق مع العملاء على أن يقوم بتسليمهم مورفيوس الذي يعرف شيفرة مدينة زيون السرية.
بعد تلك الأحداث يقوم نيو بتلقي مساعدة من صديقة له تسمى ترينتي أو The Trinit حيث إنها تقوم بإنقاذ مورفيوس من قبضة العميل سميث، وهنا تبدأ المواجهة بين نيو المختار وبين الآلات بقيادة سميث الخطير.
في نهاية تلك المواجهة بعد أن تعرض نيو لإطلاق نار من قبل سميث العميل يكتشف أن لديه قدرات في فهم آلية عمل الماتركيش والتعامل معها بطريقة لم يصل إليها أحد وهنا يقوم بتوقيف الطيران والطلقات الرصاصية كأنه سوبر مان وهذا هو السبب وراء لقبه the one المختار كما يطلق عليه.
فلسفة الحبة الحمراء
إن فلسفة الحبة الحمراء في فيم ذا ماتركيس تقوم على أن الحبة الحمراء سوف تجعلك تفيق إلى الحقيقو لا الوهم، بينما الحبة الزرقاء فتعيد الشخص إلى عالم الوهم، حيث تعيش الحياة التي اعتدت عليها، فلا خطر من الآلات أبدًا، حياة يمكن أن تكون حياتك سعيدة مترفة ممتعة، ولكنها ليست حقيقية بل زائفة، تعبر عن مجرد إشارات إلى مخك وأنت في نوم.
فلسفة الحبة الزرقاء والحمراء
إن فيلم ذا ماتركيس يشير إلى فلسفة الحبة الزرقاء والحمراء فهو فيلم فسفي عميق يعبر عن لذكاء الصناعي وأخلاقياته، والاختيار بين الواقع الكئيب أو الوهم السعيد حيث إن مورفيوس قائد المقاومة البشرية يعرض على المختار نيو السابق ذكر دوره في الفيلم أن يتخلى عن عالم الوهم الذي صنعته الآلات ويفيق على عالم الحقيقة المخيفة العميقة، حيث إن الآلات تسيطر على البشر وتضعهم في نوم وترسل إشارات لمخهم توحي لهم أنهم يعيشون في الحقيقة، فيظن كل شخص أنه يذهب إلى العمل أويأكل الأرز أو يحادث فتاة ما، لكن الحقيقة هو أنه في غيبوبة يستلقي داخل أنبوبة، وقد فلت البعض من ذلك الفح وأعلنوا المقاومة ضد الآلات، وبقية البشر الصغار ما يزالون في خطر دائم وملاحقة مستمرة من قبل تلك الآلات القاتلة.
فلسفة فيلم ذا ماتركيس
يمكن التعرف على فلسفة فيم ذا ماتركيس من خلال توضيح الآتي:
إن موقف نيو في فيلم المصفوفة يجلب لنا سؤال طرحه الفيلسوف أفلاطون المعروف في فلسفة كهف أفلاطون، وهو سؤال يطرح على كل من شاهد الفيلم فيجب أن يسأل نفسه الآتي “لو كنت مكان نيو ما الذي كنت ستفعله؟ فعل ستختار أن تبقي حبيس وهم مسلي؟ أم تريد تقبل الحقيقة حتى وإن كانت مرة؟
إنه من السهل على الجميع أن يقولون أنهم سيختاروا الحقيقة على الوهم لكنهم لن يعرفوا اختيارهم إلا إذا كانوا في مكان من يقاوم، فهل سيرضون بدفع ثمن الحقيقية على الوهم؟ هل سيختارون أسلحة الآلات؟ لتبقى تلاحقكم طيلة عمركم، تعيشون مع 5 أو 6 أفراد، ولا توجد ألوان الطعام اللذيذة التي تعرفونها بل أكلكم فقط مادة مقرفة شبه سائلة تشتمل على المغذيات الضرورية، لا تعرفون اللهو ولا الترفيه ولا المتعة أو التنويع، هل تقبلون العيش في حياة رصاصية معادة أساسها يقوم على الخوف والحرمان، ماذا ستختار؛ الحبة الحمراء الحقيقية القاسية أم الحبة الزرقاء السعيدة الزائفة؟
