إن الفرق بين الحب والجنس عند الرجل كبير للغاية ويمكن التعرف على هذا الفرق بسهولة من خلال العديد من العلامات والدلالات، فبصورة عامة يعد الحب والجنس من الأمور المختلفة عن بعضهما حتى وإن كانوا من المفاهيم ذات الصلة ببعضها البعض، ولكن هذا لا يعني أنهما نفس الشيء بالنسبة للرجل، وفيما يلي سوف نعرفكم على الفرق بين الحب والجنس عند الرجل:
إن الرجال بشكل عام يختلفون فيما يتعلق بالربط بين الحب والجنس، فالبعض منهم يرى أن العلاقة الجنسية غير مرتبطة بالحب وأنهم من الممكن لهم أن يقوموا بها من دون الشعور بمشاعر حب حقيقية تجاه الآخر، والبعض يرى أن العلاقة الجنسية لا تتم بالنسبة لهم إلا إن شعروا بالحب تجاه الآخر، والمقصود بالحب هو المشاعر الحقيقية تجاه المحبوبة وعدم الرغبة في التواجد مع امرأة أخرى غيرها وتمنى الحياة معها، وليس مجرد الانجذاب.
إن الحب لدى الرجال يرتبط في الأغلب بالرغبة في التواجد إلى جوار المحبوبة والبقاء معها مدى الحياة وتمني تكوين أسرة والاستمرار في العناية بها ورعايتها التعبير عن امتنانه لوجودها والاهتمام بها من جميع النواحي النفسية والعاطفية وغيرها، أما بالنسبة للجنس فهو الرغبة في مشاركة الجسد مع الآخر نتيجة لاحتياج أو شهوة أو شعور بالانجذاب تجاه امرآة ما والرغبة في القيام بعلاقة حميمية معها لأنها يريد إشباع حاجته أو يراها مثيرة بالنسبة له، وقد تكون تلك الإثارة من غير حب، ومن الممكن أن ترتبط أيضًا نفس الرغبة تجاه الحبيبة.
إن الحب يتضمن في معانيه بالنسبة للناس عامةً وليس الرجال وحسب الرغبة الجنسية تجاه من تحب، فلا يمكن مثلًا أن تحب شخص ما دون أن تشعر في بعض الأحيان في الرغبة في احتضانه أو تقبيله أو ممارسة علاقة حميمية معه لأن هذا جزء من الحب؛ أي أنك تشعر طوال الوقت أن هذا الشخص هو الأحق بكل مشاعرك الحميمية تجاهه، ولكن في نفس الوقت لا يتم حصر الحب في هذا الجانب فقط إن كان الحب حقيقي، ومن هنا نقول أن الحب ليس جنس في ذاته وإنما يشتمل عليه كعنصر من العناصر التي تشكل الحب مثل: الاهتمام، التعلق، الشعور بالسعادة والرضا بجوار الحبيب، الدوافع العاطفية الرومانسية، الخوف من ضياع الحبيب.. وهلم جرًا.
إن الجنس على العكس تمامًا من ذلك فهو يرتبط فقط بأشياء محددة مثل الشهوة والإثارة والإغراء ولا يشترط أن يحمل معاني أخرى لأنه جزء من كل، وليس كلًا في حد ذاته.
هل الكلام الجنسي دليل على الحب
تتضمن الإجابة على هذا السؤال الكثير من التحليل والشرح، وهو ما سنقدمه لكم على النحو التالي:
إن العلاقات الحميمية من الغرائز الطبيعية التي فطر الله عليها البشر، وهو ما يعني أنه لا داعي من الخوف إن كنت تحب شخص ما أو لك زوج ويريد أن يمارس معك العلاقة الجنسية، ففي الأغلب هذا جزء من حبه لكِ، ولكن ما يثير الريبة هو حينما تنحصر العلاقة بينك وبين الشريك في هذا الجانب فقط فمن تلك النقطة يبدأ التخوف، حيث يصبح الأمر جنسي بحت ولا يعد تعبيرًا عن الحب ولا شيء آخر غير الرغبة والشهوة الجنسية.
من هنا نقوا أن الكلام الجنسي ليس دليلًا على الحب حتى وإن كان جزء من الحب، ولكنه لا يعال عليه في التأكد من أن من أمامك يحبك بصدق وليس يرغب في جسدك فقط، فقد يرغب الشخص فيك جنسيًا ويكون لا يحمل لك أي مشاعر أخرى غير الجنس.
أما عن الكلام الجنسي بين الشركاء فهو أمر طبيعي في حال إن كانت العلاقة بينهما جادة وقائمة على أسس أخرى غير الجنس فقط لا سيما بين الأزواج، أما في حالات الارتباط غير الرسمي أو حتى فترات الخطوبة فالكلام الجنسي من شأنه أن يؤثر على ثقة الشركاء ببعض وقد يدخلهم في مشكلات تفسد العلاقة، كما إنه لا فائدة وجدوى منه، كونه في مرحلة مبكرة وقبل أوانها، ففي فترات الخطوبة أو قبل الزواج عامةً هناك العديد من الأمور التي على الشركاء مناقشتها غير الجنس بالطبع، وهي الأجدر بالتركيز عليها في كل الأحوال.
هل العلاقة الحميمية تقوي الحب قبل الزواج؟
إن الإجابة على هذا السؤال على الرغم من أنها حاسمة ولكنها تحتاج إلى مزيد من المنطق والشرح للتعرف على عليها والاقتناع بها وهو ما سنقوم به في السطور التالية:
إن العلاقة الجنسية من شأنها أن تعمل على تقوية العلاقة بين الرجل والمرأة وتزيد من حبهما لبعضهما وانجذابها لبعض ولكن في نطاق جاد أي “بعد الزواج” لأنهما وقتها فقط يدركان أنه من حقهما أن يتشاركا في جسد الآخر، أما قبل الزواج فلا يعد الجنس حق من حقوق الطرفين على بعضهما بل هو أمر قد يتسبب في انعدام الثقة بينهما مما يضعف الحب ولا يقويه أبدًا بل إن من شأن ممارسة العلاقة الحميمية قبل الزواج أن لا تقود إلى الزواج أصلًا، لا سيما إن كانت الفكرة من الزواج عند أي طرف من الأطراف هي بالأساس الانجذاب الجنسي للشريك أو الشريكة، فحينها سيكون قد تنال طرف منهما أو كلاهما الغرض من الآخر دون أن يرتب له أو يسمح لنفسه الوصول إليه بالطريقة اللازمة، ولن يكون هنا الزواج ذا معنى كبير لا سيما إن لم يكن الحب قوي بين الشريكين.
إن العلاقة الحميمية قبل الزواج مع الشريك من شأنها أن تؤدي إلى الانجراف أكثر نحو الإثارة الجنسية بل من شأنها أن تجعل العلاقة بين الشركاء مركزة على هذا النحو فقط، دون أن يحدث تطور في العلاقة بشكل صحي، بل سوف ينغمس كل شريك في الآخر دون أن يكون هناك عائد حقيقي يرفع م شأن علاقتهما على نحو جيد.
علامات حب الرجل للجنس
هناك بعض العلامات التي توضح مدى حب الرجل للجنس، وفي الأغلب ما تكون تلك العلامات واضحة ومعروفة وسوف نذكرها لكم في السطور التالية:
ربط كل المواضيع بالجنس: إن الرجل الذي لديه طاقة جنسية كبيرة ويهتم بالجنس أكثر من أي شخص آخر تكون أفكاره أغلبها جنسية وهوسية بالعلاقة الحميمية، وهو ما يجعله في أي حوار حتى وإن كان له طابع عادي أو رومانسي فإنه يربطه بالجنس، ويمكن أن يتحدث في تلك الأمور بشكل متواصل دون أن يمل من هذا.
الشعور بعدم الاكتفاء: فالرجل الذي يحب الجنس هو رجل شهواني بطبيعته ومهما قام بإشباع حاجته الجنسية فإنه سيحتاج إلى ممارسة العديد من الممارسات الأخرى دون أن يشعر بالإجهاد البدني أو الملل حتى بعد أن يصل إلى قمة نشوته سيرغب في تجديدها.
التعبير عن الحب من منظور جنسي: في الأغلب ما يكون الرجل الجنسي على نحو لا يعرف فيه كيف يعبر عن الحب إلا بالطريقة الجنسية الحميمية، فهو قد يعبر حتى عن إعجابه عن طريق اللمس والتقبيل وما إلى ذلك، ودومًا ما يربط سعادته في الحب بالجنس، فهي الطريقة التي يعبر بها عن حبه لشريكته.
الجنس والحب من منظور إسلامي
إن الدين الإسلامي لا ينهانا عن الحب، فالحب من أسمى المعاني الإنسانية التي وضعها الله سبحانه وتعالى في مخلوقاته، والجنس أيضًا من الغرائز الفطرية فينا، ولكن الله قد وضع لنا نطاق معين لإشباع تلك الغريزة، فلا يجوز أبدًا إشباعها بحجة الحب ومن دون إطار شرعي وهو “الزواج” فالحب متاح لأنه لا سلطة لنا على قلوبنا لكن الغير متاح هو الممارسات التي تتم أيضاً تحت حجة الحب، فمن يحب أحد فعليه أن يسعى له بالحلال ويوثق علاقة معه بالطريقة التي حددها الإسلام لنا، ومن أراد الجنس فإن الله قد أحله في إطار الزواج فقط، وهذه هي شريعة الله التي يجب اعتمادها لنفلح.