ابحث عن أي موضوع يهمك
ما هو الفرق بين التربية والرعاية للأبناء، فالعديد من الآباء والأمهات قد يخلطون بيّن مفهومي الرعاية والتربية، ويظنون أن الاعتناء بالأطفال يقتصر فقط على توفير الطعام الجيد، التعليم الجيد، الملبس وغيّره من متطلبات الحياة الأساسية للإنسان، إلا أن مفهوم التربية أشمل من ذلك بكثير، لذا يوّضح لكم موقع مخزن أبرز الفروقات بين التربية والرعاية وكيفية تربية أطفال أسويّاء نفسياً.
يقتصر الفرق بين الرعاية والتربية في أن الرعاية جزء لا يتجزأ من التربية، فالتربية مفهوم أشمل وأعمّ متضمناً لكيفية تنشئة إنسان سويّ نفسياً وأخلاقياً، من خلال توفير متطلبات الحياة الأساسية له وكذلك تكويّن شخصيته وقناعاته ومبادئه التي سيسير عليها في مستقبله.
تُعد الرعاية جزء من أجزاء ومقومات التربية، والتي تتضمن حصول الأبناء على جميع متطلباتهم من الحياة وأن يعيشوا حياة اجتماعية كريمة دون مهانة، فالرعاية للطفل يُقصد بها توفير ملابسه، طعامه، الاعتناء بصحته، وغيرها، فالرعاية من أهم الأشياء التي يجب منحها للأطفال وتختص بها الأم أم المُربيّة في بعض الأحيان، إلا أن التربية يقع عاتق القيام بها بصفة أساسية على الوالديّن، فهم المسئولان عن أخلاقيات، صفات، مبادئ طفلهما وكيفية تصرفه في المواقف المختلفة.
اقرأ أيضاً: ما هي أفضل كتب عن التربية الذكية للأطفال
التربية هي الأمر الأبرز في حياة الأطفال، وتقع مسئوليته على الآباء والأمهات، فيقصد بالتربية العديد من المفاهيم والمتطلبات أبرزها تعليم الطفل ما هو الصواب وما هو الخطأ، ما يجب فعله وما يجب تركّه والابتعاد عنه، وذلك يتضمن مكافأة الطفل حينما يقوم بفعل أمر جيّد ومعاقبته في حدود التربية حينما يخطأ، فلا يُمكن أن تقوم التربية على المكافأت والتدليل فقط، وكذلك العقاب والضرب من أهم الأمور التي يجب الابتعاد عنها لتربية الأطفال بشكل جيد.
اقرأ أيضاً: ما هو نظام المنتسوري في تعليم الأطفال
تتضمن التربية أن ينمو الطفل وهو يستقبل العديد من المعلومات حول كيفية التعامل مع الأشخاص، كيف يكون عضو فعال ونافع في المجتمع، كيفية الإحسان للآخرين ومساعدتهم، فالشاب الذي ينشأ على هذه القواعد سيكون رجلاً صالحاً وأباً صالحاً في المستقبل، فللأسف يغفل الكثير من الآباء عن هذا الأمر ويكتفون بتوفير الرعاية فقط دون التربية،
حال توفير كافة سمات الرعاية للطفل والتغافل عن التربية فإن ذلك يؤدي إلى نشأة شخص مشوش ضعيف في شخصيته، لا يعرف كيف يتعامل مع الآخرين ويظن أن الأمر يقتصر فقط على تحقيق مصالحه الشخصية، فلا يدري مفهوم الواجبات المفروضة عليه تجاه عائلته وأصدقائه والمجتمع.
وعادةً لا يُدرك الآباء خطورة الأمر إلا حينما يفون الأوان، فنجد أن هناك شاباً أو شابة كبيرة قد كبّرت دون تربية جيدة ولا تدري كيفية التعامل الحسن مع والديها أو كيفية بناء مستقبل جيد في الحياة.
اقرأ أيضاً: خصائص نمو الطفل في مرحلة رياض الأطفال
يُمكن تفويض جزء من شئون الرعاية إلى غيّر الوالدين للقيام بها، إلا أن التربيّة السليمة السويّة للأطفال يجب أن يكون الوالدان هم الفاعل الأساسي بها، فالتربية السليمة تقوم في أساسها على خمسة قواعد، والتي تتمثل في الآتي:
اقرأ أيضاً: علامات تدل على ذكاء الطفل
قد يعتقد بعض الآباء والأمهات أن الحزّم والصرامة والجديّة المبالغ فيها في التعامل مع الأبناء هي السبيل الأول للتربية الجيدة وتنشئة أطفال صالحين، إلا أن الأمر خاطئ تماماً، فتربية الطفل يجب أن تكون متوازنة معتدلة ما بين الشدّة والليّن، فتخويف الطفل أو تنشئته يخشى كل شيء تنتج لنا أطفالاً غير أسوياء لا يُدركون معنى الحياة ولا يُمكنهم التعايش مع متغيراتها السريعة، كما أنه من أبرز الأخطاء الشائعة في تربية ألأبناء:
اقرأ أيضاً: كيفية التعامل مع الطفل العنيد والعصبي في عمر الثلاث سنوات
يُقصد بالتربية زرع الصفات الجيدة في ذهن الطفل وتعليمه ما هو الصواب وما هو الخطأ، وكيفية التمييز بينهما، بينما الرعاية هي تلبية متطلبات الطفل الأساسية للحياة مثل المأكل، المشرب، التعليم، الملبس، اللعب، ويتضمن التعليم تزويد الطفل بالمعلومات المختلفة في المؤسسات التعليمية لتوسيع أفق ذهنه والمشاركة في نفع المجتمع مستقبلاً.
التربية من أساسيات نشأة المجتمع، فهي أمر ضروري لا غنى عنهـ فلا يُمكن نشأة الأشخاص دون تربية سوية تعلمهم كيفية أن يكونوا أفراداً صالحين في المجتمع مما يعود عليهم بالنفع ويساعد في تقدم المجتمع بأكمله.