مفهوم التلوث البيولوجي يتبين من خلاله أنه من الأنواع التي تنشأ عن انتشار البكتيريا والفطريات في البيئة والتي تؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض، حيث إننا عبر موقع مخزن سوف نشير إلى هذا المفهوم وكما ذُكر بواسطة العلماء، كما سنوضح أهم أسباب حدوث هذا النوع وتأثيراته السلبية وطرق التخلص منه.
إن التلوث البيولوجي يعد من أقدم الأنواع التي عرفها الإنسان، حيث إنه يشير إلى التلوث الناتج عن بعض المواد المنتشرة في البيئة والمؤدية إلى التأثير على الصحة، إذ تأتي هذه المواد من مصادر متعددة مثل الحشرات وحبوب اللقاح من النباتات والأشجار وبعض البكتيريا والفطريات والفيروسات وكذلك شعر وقشور جلد الحيوانات والبول واللعاب، ومن الجدير بالذكر أن درجة ضرر هذه المواد وآثارها تتفاوت.
أسباب التلوث البيولوجي
تتمثل أهم أسباب حدوث التلوث البيولوجي في زيادة الرطوبة إلى جانب توافر العناصر الغذائية التي تُفضلها الفطريات والبكتيريا، أما عن الأسباب الأخرى فهي تتضمن ما يلي:
فضلات الحيوانات
تعد الحيوانات الأليفة والتي يُمكن تربيتها في المنزل بمثابة مصدرًا أساسيًا للعاب ووبر الحيوانات.
إلى جانب أنها مصدر لفضلات الحشرات مثل القوارض والصراصير والآفات الأخرى.
كما يُعد البروتين الذي يُوجد في البول من الفئران والجرذان من أبرز مسببات الحساسية القوية، حيث إنه عندما يجف يتطاير بسهولة في الهواء.
حبوب اللقاح
يُمكن لحبوب اللقاح التي تتكون في النباتات أن تنتشر بأعداد كبيرة في الهواء لا سيما في فصل الربيع.
حيث إن هذا الأمر يترتب عليه تلوث الهواء والإصابة بالحساسية لدى البعض.
العفن الفطري
يتجلى التلوث البيولوجي في المناطق الرطبة غير المهواة، وذلك لكونها متعفنة.
حيث إن هذه المناطق يتراكم فيها بسهولة الغباء والملوثات البيولوجية الأخرى، والتي من المعروف أنها من أهم أسباب إصابة الجلد والأظافر بالالتهابات.
الكائنات الحية الدقيقة
تنمو البكتيريا في العديد من الكائنات الحية كالحيوان والإنسان وكذلك في التربة والنباتات وغيرها.
حيث إنها من العوامل الأساسية وراء الإصابة ببعض الأمراض كالأمراض المرتبطة بالتلوث الغذائي مثل السالمونيلا، والالتهابات الرئوية.
كذلك تنمو الفيروسات في كل من البشر والنباتات والحيوانات، فهي من أسباب الإصابة بالإيدز والجدري والتهاب الكبد والحصبة وغيرها من الأمراض.
دقائق الغبار
يؤدي عثب الغبار إلى إصابة العديد من الناس بردود فعل تحسسية مزعجة.
حيث إنه يعد بمثابة وسطًا ناقلًا لمختلف الملوثات الأخرى وكذلك لانتشار العديد من الأمراض.
أسباب أخرى
نمو بعض الفطريات مثل الطفيلي الأزلي بلازموديوم فيفاكس والذي يتسبب في الإصابة بمرض الملاريا، وكذلك طفيلي النوم التي تنقله ذبابة تسي تسي، فضلًا عن الديدان الطفيلية كالبلهارسيا والاسكارس حيث تنتشر بويضاتها بسهولة في الماء والهواء.
أنظمة التكييف المركزي حيث إنها المكان المناسب لتكاثر العفن وتحفيز نمو المصادر الأخرى للملوثات البيولوجية وتوزيعها عبر المنزل.
الأشياء التي يتراكم فيها بسهولة الملوثات البيولوجية كأحواض المكثفات والمراحيض عديمة التهوية والمفروشات والستائر والسجاد.
أضرار التلوث البيولوجي
يترتب على تلوث البيئة المحيطة بيولوجيا العديد من الآثار السلبية والتي تستهدف بشكل عام الصحة، فمن أهمها ما يلي:
الإصابة بأمراض الملوثات التي تنتقل عبر الهواء وتتسبب في حدوث جائحة كبيرة مثل الحصبة والسل والبكتيريا الفيروسية وعدوى بكتيريا المكورات العنقودية والإنفلونزا.
حدوث رد فعل تحسسي لجزء كبير من الأشخاص بما في ذلك التهاب الأنف التحسسي أو التهاب الرئة التحسسي إلى جانب بعض أنواع الربو.
انتشار بعض الأمراض المعدية مثل الحصبة وجدري الماء والإنفلونزا، فضلًا عن انطلاق السموم من العفن والفطريات.
المعاناة من بعض الأعراض المزعجة كالسعال والدوخة وضيق التنفس والخمول والحمى والعطاس والمشكلات في الجهاز الهضمي.
الإصابة بحمى المرطب والتي تنتج عن التعرض لسموم بعض الكائنات الحية الدقيقة النامية في أنظمة تهوية المباني.
مستوى التلوث البيولوجي
يُطلق على مستوى التلوث البيولوجي اسم مستوى التلوث الحيوي (BPL)، حيث إنه المقياس الكمي لحجم تأثير الغزو الحيوي، إذ يتراوح من («لا تأثير» (BPL = 0) إلى «ضعيف» (BPL = 1)، و«معتدل» (BPL = 2)، و«قوي» (BPL = 3) و«هائل» (BPL = 4))، وتعتمد طريقته على الآتي:
تقييم مدى توزيع الأنواع غير الأصلية لمكان محدد (بحر إقليمي كامل، مدخل، بحيرة شاطئية، خليج، بركة، مرسى، ضفة رملية، موقع تربية الأحياء المائية، وغيرها).
تصنيف الأنواع غير الأصلية إلى عالية أو متوسطة أو منخفضة.
تسجيل التوزيع على أنه في منطقة واحدة، وذلك في حالة العثور على أنواع جديدة غير أصلية داخل منطقة التقييم أو على مواقع عديدة ومختلف.
الجمع بين التوزع ودرجات الوفرة للحصول على خمس فئات من نطاقهما.
حساب التأثير على كل من الموائل وأداء النظام البيئي والمجتمعات المحلية.
الاستعانة بالمفاهيم البيئة مثل نوع المجتمعات المحددة والأنواع الرئيسية وتغيير الموائل والتجزئة والفقدان والتحول في شبكة الغذاء والمجموعات الوظيفية وغيرها، حيث ستغطي الحسابات للتمكن من تقييم التغيرات الزمنية فترة زمنية محددة.
المقارنة بين مختلف المجموعات التصنيفية في فترات زمنية مختلفة، أو تمييز الكائنات الحية في منطقة معينة بكل سهولة.
الجدير بالذكر أن هذه الطريقة تتطلب الحصول على معلومات كافية للوصول إلى حجم التأثير إلى جانب تقييمه إلى 3 مستويات وفقًا لجودة البيانات المتاحة.
طرق السيطرة على التلوث البيولوجي
تعد مكافحة التلوث البيولوجي أو ما يُطلق عليه التلوث الإحيائي من الأمور الهامة والتي تضمن الوقاية من العديد من المشكلات الصحية والمهددة للحياة، حيث تتمثل طرق مكافحة هذا التلوث فيما يلي:
التخلص من الفضلات وعث الغبار
لا بد من التحقق من نظافة الأسطح والمنازل إلى جانب تعقيمها بشكل دوري وتنظيفها.
كما ينبغي تنظيف أغطية الوسائد والمراتب بالماء الساخن لضمان التخلص من عث الغبار.
فضلًا عن ذلك فإنه يُنصح بالتحقق من نظافة وتعقيم السجاد لأن العديد من الفطريات والجراثيم ووبر الحيوانات وعث الغبار تتجمع فيه بسهولة.
ومن الجدير بالذكر أنه لا يجب نسيان إغلاق النوافذ لا سيما في فصل الربيع والصيف مع استعمال التكييف فهو يقلل من دخول دقائق الغبار وحبوب اللقاح إلى المنزل، وبصفة عامة يُفضل عدم تربية الحيوانات الأليفة بواسطة مرضى المشكلات التنفسية في المنزل.
التحكم في الرطوبة
من المعروف أن المياه الراكدة وكذلك المواد التالفة بالأسطح الرطبة كالأراضي الخصبة أو بالمياه تتسبب في تكاثر البكتيريا والحشرات والعفن، كذلك بيئة المنزل الرطبة والدافئة تؤدي إلى نمو عث الغبار والذي يعد من أقوى مسببات الحساسية.
لذا فإنه ينبغي التحقق من بقاء السطح دائمًا والأسقف والجدران جافة لضمان عدم استعمال العفن والفطريات لعوامل الرطوبة للنمو.
ويُجدر بالإشارة إلى أن استعمال التهوية المناسبة يضمن إبقاء الأسطح جافة، فلا بد من جعل الهواء يمر في المنزل باستمرار.
حلول أخرى
عدم التبول في المزارع أو قرب المياه أو في العراء، حيث ينبغي استعمال المراحيض المخصصة لهذا الأمر.
جمع القمامة دائمًا في أكياس محكمة الغلق.
التوجه إلى المسالخ المرخص لها عند الرغبة في ذبح المواشي لفحص لحومها إذ لا يجب تناول المواشي المصابة.
الحرص على عدم زراعة النباتات والأشجار التي تؤدي حبوب لقاحها في إصابة بعض الناس بالحساسية عند انتشارها في الهواء.
استعمال الشفاطات التي يتم تنفيسها إلى الخارج في المراحيض والمطابخ إلى جانب تهوية مخارج مجففات الملابس.