ابحث عن أي موضوع يهمك
نعرض لكم في مخزن أفضل الأعمال في شهر شعبان ذلك الشهر الفضيل السابق لقدوم شهر رمضان الكريم، ولأنه شهر يغفل عنه الناس ما بين شهر رجب وشهر شعبان كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه لأسامة بن زيد رضي الله عنهما حين قال (يا رسول الله ، لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم من شعبان ، قال : ” ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان)، وذلك على الرغم لما للعبادة فيه من فضل وأجر كبير خاصةً أن أعمال العباد ترفع فيه إلى الله تعالى ومن أفضل العبادات التي يمكن القيام بها في شهر شعبان ما يلي:
لا خلاف أن الالتزام والمواظبة على أداء الصلوات الخمس المفروضة على المسلم هو أكمر واجب وضروري القيام به على أوقاته ليس في شهر شعبان فقط ولكن طوال العام، أما الصلاة المقصودة في شهر شعبان فهي الإكثار من أداء صلاة النوافل والتي ورد بها حديث قدسي عن الله تعالى أنه قال (…وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ مما افترضتُه عليه, وما يزالُ عبدي يتقربُ إليَّ بالنوافلِ حتى أُحبُّه…).
والمقصود بصلاة النافلة ما زاد عن الصلاة المفروضة وهي ليسن فرض ولكنها من السنن عن الرسول صلى الله عليه وسلم لا أذان لها ولا إقامة منها ما هو مستحب ومنها ما كان تطوعاً، وهي تنقسم إلى قسمين أولها ما لا يوجد وقت محدد له فيقوم العبد بأدائها فيما عدا أوقات الكراهة مثل صلاة الاستخارة أو صلاة الحاجة، ومنها ما يوجد وقت محدد له مثل الرواتب والسنن التي تعقب أو تسبق الصلوات مثل صلاة الوتر، قيام الليل، أو الضحى.
عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت (كان رسول الله يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم وما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان)، وفي رواية عن مسلم (كان يصوم شعبان كله ، كان يصوم شعبان إلا قليلا).
وقياساً على ذلك فقد ذكر الكثير من العلماء أن الرسول صلى الله عليهم لم يكن يصوم شهر شهبان كاملاً ولكن كان يصوم أكثر أيامه، وقد استدلوا في ذلك على قول السيدة عائشة (ما علمته – تعني النبي صلى الله عليه وسلم – صام شهرا كله إلا رمضان)، في صحيح بخاري ومسلم ورد عن ابن عباس أنه قال (ما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرا كاملا غير رمضان).
وقد ذكر ابن رجب رحمة الله عليه أن الصوم في شهر شعبان أفضل من الصوم في الأشهر الحرم، بل إن أفضل التطوع ما يكون قبل شهر رمضان أو بعده، ومنزلته من الصوم مثل منزلة الرواتب والسنن مع الفرائض سواء قبلها أو بعدها،فإنها تجبر نقص الفريضة، وهو الأمر فيما يتعلق بصيام ما قبل شهر رمضان وما بعده وهو ما ينطبق على صوم شهر شعبان السابق لشهر رمضان.
الزكاة تحتل الترتيب الثالث بين أركان الإسلام الخمي وهو ما يشير إلى مدى فضل أدائها ويكون الفضل والأجر أعظم في شهر شعبان وقد قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ).
وقد حدثنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الزكاة هي أفضل أنواع الصدقات لأنها فرض بينما الصدقات تطوع وفي شعبان على العباد أن يكثروا من أداء صدقات التطوع من إطعام للفقير، ومساعدة للمحتاجين.
يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأحزاب الآية 41 (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرً)، ومن خلال الآية الكريمة يتضح مدى ما للذكر من فضل وأجر، وعن الرسول صلى الله عليه وسلم أن الله سبحانه وتعالى يقول (أَنا عِندَ ظنِّ عبدي بي وأَنا معَهُ حينَ يذكُرُني، فإن ذَكَرَني في نفسِهِ ذَكَرتُهُ في نَفسي، وإن ذَكَرَني في ملإٍ ذَكَرتُهُ في ملإٍ خيرٍ منهم….).
ومن أفضل الأعمال الصالحة في شهر شعبان هو ذكر الله والذي لا يوجد عبادة أسها أو أيسر منه وكلما ازداد تعلق العبد بخالقه ازداد إيمانه وكثر ذكره وثنائه عليه، ومن فضل المداومة على ذكر الله رفعة منزلة العبد في الآخرة، ونقاء القلب، فهو أحب الأعمال إلى الله وهو سبب حب الله سبحانه لعباده الذاكرون.
أما عن فضل الاستغفار فقد أوضح الله سبحانه إلة العباد أن يستغفروه ويعودوا إليه في كل وقت وبأي زمان ومكان، وخاصةً الاستغفار في شهر رمضان وشهر شعبان والأشهر الحرم، وفي الثلث الأخير من الليل ولا سيما الاستغفار عقب ختام الأعمال الصالحة وأداء الفرائض حيث يجبر الاستغفار ما يكون قد لحق بها من نقض.
ولعل أفضل صيغة للاستغفار يجب أن يتم المداومة عليها في شهر شعبان هي قول سيد الاستغفار (اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ).
هناك أهمية كبيرة للدعاء في حياة المسلم إذ أنه يعود عليه بالنفع في الحياة الدنيا والآخرة، حيث يجعل العبد يستشعر قرب الله سبحانه إليه واستجابته للدعاء حيث قال جل وعلا في سورة البقرة الآية 186 (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)، وأكثر الأوقات المستحب الدعاء بها هو شهر شعبان وبه يقوم المسلم بطلب ما كل ما يتمناه من الله، ومن أفضل الأدعية التي يمكن للعباد أن يرددونها ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم ومنها:
- اللّهم رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”.
- اللَّهم اغفِرْ لي، وَإرحمني، واهْدِني، وعافِني، وارزقني”.
- اللّهم إِنِّي ظَلَمتُ نَفْسِي ظُلْماً كثِيراً، وَلا يَغْفِر الذُّنوبَ إِلاَّ أَنْتَ، فَإغْفِر لي مَغفِرَةً مِن عِنْدِكَ وَإرحَمْني، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفور الرَّحِيم”.
- للّهم اغفِر لي خَطِيئَتي وجهْلي، وإسرَافي في أَمري، وما أَنْتَ أَعلَم بِهِ مِنِّي، اللّهم اغفِرْ لي جِدِّي وَهَزْلي، وَخَطَئي وَعمْدِي، وَكلُّ ذلِكَ عِنْدِي، اللّهُم اغْفِرْ لي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخرْتُ، وَما أَسْررت وَمَا أَعلَنت، وَمَا أَنتَ أَعلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنت المقَدّم، وَأَنتَ المُؤخر، وَأَنْتَ عَلى كلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ”.
- “اللّهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم وعذاب القبر اللّهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاه”.
ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن العمل الصالح في شهر شعبان محبب إليه وذلك لغفلة الناس عنه ما بين التعبد في شهر رجب لأنه من الأشهر الحرم وما بين شهر رمضان وقد قال الإمام ابن الجوزي رحمة الله عليه (واعلم أن الأوقات التي يغفل الناس عنها معظمة القدر لاشتغال الناس بالعادات والشهوات ، فإذا ثابر عليها طالب الفضل دل على حرصه على الخير . ولهذا فضل شهود الفجر في جماعة لغفلة كثير من الناس عن ذلك الوقت ، وفضل ما بين العشاءين وفضل قيام نصف الليل ووقت السحر).
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال : (قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان ، فقال : ” ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه ، بين رجب ورمضان ، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم”) ومن خلال ذلك الحديث النبوي الشريف يستدل على أن أعمال العباد ترفع إلى الله سبحانه في شهر شعبان لذا كان الرسول صلى الله عليه وسلن يكثر من الصوم فيه.
ورد في السنة النبوية الكثير من الأحاديث عن رسول صلى الله عليه وسلم في فضل شهر شعبان ومنها:
- عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: “ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان”.
- عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان أحب الشهور إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن يصومه شعبان ثم يصله برمضان”.
وبذلك نكون قد تعرفنا في مخزن أفضل الأعمال في شهر شعبان وما للعبادة والعمل الصالح به من فضل عظيم وأجر كبير في الدنيا والآخرة.