مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

قصة جبل عرفات وسبب تسميته بهذا الاسم وأسمائه الأخرى

بواسطة: نشر في: 28 يوليو، 2023
مخزن

قصة جبل عرفات وسبب تسميته بهذا الاسم من الأمور التي يجب أن يكون على دراية بها جميع المسلمين، وذلك للتمكن من الاتعاظ وأداء عبادة الوقوف على هذا الجبل عند الذهاب للحج على أتم وجه ممكن، حيث إننا عبر موقع مخزن سوف نتناول توضيح ذلك من خلال ذكر أهم المعلومات عن جبل عرفات.

قصة جبل عرفات وسبب تسميته بهذا الاسم

يقف الحجاج بجبل عرفات وكما هو معروفًا في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة وذلك حتى يؤدوا ركن الحج الأعظم، فلقد ذكر الله – عز وجل- هذا الجبل والذي يقع على نحو 23 كيلومتر شرقي مكة في كتابه العزيز في قوله تعالى ( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ ۚ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ۖ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ) [البقرة، 198]، ففيما يلي سوف نذكر قصته وسبب تسميته بهذا الاسم:

قصة جبل عرفات

في حقيقة الأمر لم يأتي في السنة النبوية قصة محددة لجبل عرفات، حيث إنه لا يمتلك افضلية تميزه عن غيره، فلقد حث سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم- على صحه إلى جانب اتخاذه منسكًا على الرغم من أنه – صلى الله عليه وسلم- وقف تحته لا سيما عند الصخرات الكبار، ولقد جاء ذلك في الحديث الشريف الذي رواه جابر بن عبد الله عن النبي وهو “نَحَرْتُ هَاهُنَا، وَمِنًى كُلُّهَا مَنْحَرٌ، فَانْحَرُوا في رِحَالِكُمْ، وَوَقَفْتُ هَاهُنَا، وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ، وَوَقَفْتُ هَاهُنَا، وَجَمْعٌ كُلُّهَا مَوْقِفٌ.”.

الجدير بالذكر أن هذا الحديث يدل على أن الحجاج يستطيعون الوقوف في أي جزء من عرفة، حيث إنه لا يوجد تخصيص لصعود جبل عرفات بذلك.

سبب تسمية جبل عرفات بهذا الاسم

هناك العديد من الأقاويل التي جاءت بشأن سبب تسمية جبل عرفات بأسمه، فمن أبرزها:

  • قيل إنه مأخوذ من التعارف وذلك لأن الحجاج يجتمعون فيه كما يتعرفون من خلاله على بعضهم البعض.
  • أو مأخوذ من الاعتراف نظرًا لاعتراف الحجاج فيه بذنوبهم فضلًا عن طلبهم من الله – عز وجل- أن يعفو عنهم ويغفر لهم.
  • ويرى البعض أنه مأخوذ من العرف أي الرائحة الزكية وذلك لكون رائحته عطرة وزكية ويُقصد بالزكية أي المباركة النامية وليست النفاذة الساطعة.
  • وقيل أيضًا بأنه الله – سبحانه وتعالى- عندما أنزل آدم وحواء من الجنة إلى الأرض أنزلهما في مكان ما وهو موقع جبل عرفات، حيث كان هذا الموقع الذي التقيا فيه وتعرفا على بعضهما البعض.
  • ومما ذكر في ذلك أيضًا أنه عندما كان يطوف جبريل بإبراهيم – عليهما السلام- وكان يريه المناسك والمشاهد يسأله “أعرفت أعرفت”، فكان يرد إبراهيم – عليه السلام- “عرفت عرفت”، والله أعلم.

الأسماء الأخرى لجبل عرفات

هناك العديد من الأسماء التي تُطلق على جبل عرفات، حيث إن أكثرها لا أصل لها ومع ذلك فهي شائعة، مثل ما يلي:

جبل الإليوجد هذا الاسم في الكثير من الكتب التاريخية
جبل الرحمةسُمى بذلك لأن الله – عز وجل- ينزل رحمته على جميع الحجاج في هذا الموقف العظيم
جبل التوبةسُمى بذلك لتوجه الحجاج إلى الله – سبحانه وتعالى- بالدعاء الخالص والتوبة الصادقة على هذا الجبل
جبل القرينقيل إنه عُرف بهذا الاسم نظرًا للشاخص الذي أحدث في أعلان حيث إنه يٌشبه القرن، وهناك من قالوا بأن هذه التسمية عُرفت قبل الشاخص
جبل النابتسبب التسمية أنه كالنبتة في الأرض السهل

الموقع الجغرافي لجبل عرفات

يقع جبل عرفات على الطريق الواصل إلى مدينة الطائف وذلك في مكة المكرمة، حيث إنه يبعد من جهة الشرق عن مكة بنحو 22 كيلو متر، بينما يبعد عن مشعر منى بنحو 10 كيلو مترات فقط، ومن الجدير بالذكر أنه يبعد 6 كيلو مترات عن مزدلفة، وهو جبل منبسط حيث يوجد فيه جبل الرحمة كما يُحاط بسلسلة من الجبال الأخرى، ومن ناحية مسجد نمر يوجد وادي عرنة والذي يمثل الفاصل بين جبل عرفات والحرم.

حدود جبل عرفات

تبدأ حدود جبل عرفات وكما حدد الفقهاء من الجبل العالي الذي يشرف على عرنة عن جبل الرحمة شمالًا حيث إنه شرقي عرفة، وتمتد إلى الجبال الجنوبية المقابلة له والتي تمثل حد عرفة من الجنوب، ثم إلى ما يلي حوائط بني عامر إذ إنها عبارة عن بساتين لبنى عامر، ثم إلى مسجد إبراهيم والذي لا يعد من عرفة نظرًا لعدم كونه من ضمن المحدود.

معالم موجودة في جبل عرفة

يحرص المسلمين من الحجاج على الوصول إلى معالم جبل عرفها لنيل أجرها وعظيم مكانتها فمن أبرز هذه المعالم ما يلي:

مسجد نمرةنمرة هو الجبل الذي نزل عليه سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يوم عرفة، فلقد تم بناء المسجد عليه وأصبحت مساحته في الوقت الحالي نحو 124 ألف متر مربع حيث إنه يتسع لأكثر من 300 ألف مصلي
جبل إلالهو عبارة عن تلة صغيرة تُسمى النابت لكونها شبه النبتة في الأرض السهلة وتشبه البرث، وتٌسمى أيضًا البادية القرين لصعود الحجاج عليها يوم عرفة
جبل الرحمةهو الاسم المشهور عن جبل عرفات حيث يحرص الحجاج على الوقوف عليه وذلك للتضرع إلى الله بالعبادة والدعاء وتأسيًا بالنبي – صلى الله عليه وسلم-
مسجد الصخراتيُوجد أسفل جبل الرحمة تحديدًا على يمين من يصعد عليه ويُعرف بالصخرات الكبار التي وقف عندها عشية يوم عرفة النبي – صلى الله عليه وسلم- وقد كان على ناقته أي مرتفع عن الأرض قليلًا

أهمية جبل عرفات للمسلمين

تكمن الأهمية العظيمة لجبل عرفات للمسلمين فيما يلي:

  • أداء الركن الأعظم من أركان الإسلام ألا وهو الحج، حيث لا تصح هذه الفريضة إلا بالوقوف على عرفات، فلقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم ” الحجُّ عرفاتٌ، الحجُّ عرفاتٌ، الحجُّ عرفاتٌ .. أيامُ مِنى ثلاثٌ فمنْ تعجّلَ في يومينِ فلا إِثْمَ عليهِ ومن تأخّرَ فلا إثْمَ عليهِ، ومن أدركَ عرفةَ قبلَ أن يَطلعَ الفجرُ فقد أدركَ الحجُّ”.
  • يباهي الله – سبحانه وتعالى- بأهل عرفات الملائكة، فلقد روى أبو هريرة – رضي الله عنه- عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أنه قال ” إنَّ اللهَ يُباهي بأهلِ عرفاتٍ ملائكةَ السماءِ ، فيقولُ : انظُروا إلى عبادي هؤلاءِ ، جاءوني شُعْثًا غُبْرًا”.
  • صيامه لغير الحاج يكفر الذنوب كما هو في الحديث الشريف “صيامُ يومِ عَرفةَ إنّي أحْتسبُ على اللهِ أن يُكفّرَ السنَةَ التي بعدهُ ، والسنةَ التي قبلهُ”.

حكم الوقوف بعرفة

يبدأ الوقوف بجبل عرفات من فجر اليوم التاسع من ذي الحجة علمًا بأنه ينتهي بطلوع فجر يوم النحر، وبالنسبة لما يجزئ الحاج بالوقوف به فإنه يكون كالآتي:

  • الوقوف لمدة ساعة من هذا الوقت سواء كان يقظًا أو نائمًا، وسواء وقف أو مر به.
  • ولا يُشترط حينها استقبال القبلة أو الطهارة.
  • كما لا يُشترط صعود الجبل، حيث من الممكن الوقوف في أي ناحية من نواحي جبل الرحمة ومشعر عرفات، فكم أسلفنا ذكرًا بأن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- وقف عند الصخرات الكبار.
  • ومن الجدير بالذكر وبإجماع العلماء أنه من فات عليه الوقوف بعرفه فقد فاته الحج لأنه يعد ركن الحج الأعظم، حيث يلزم عليه قضاء الحج مرة أخرى العام القادم إلى جانب ذبح الهدي فضلًا عن الالتزام بالتوبة لا سيما في حالة إن تأخر بغير عذر.
قصة جبل عرفات وسبب تسميته بهذا الاسم

جديد المواضيع