ابحث عن أي موضوع يهمك
قصص عن الحياء عند الصحابة نعرضها لكم في مخزن فالحياء هو خلق عظيم وكريم من أخلاق الإسلام، حيث إنه يمنع صاحبه عن التقصير وإتيان أي سلوكٍ أو فعلٍ يعيبه، وقد حثّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حوله في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، وبيّن مدى فضله العظيم.
إن الصحابة الأجلاء هم خير من يضرب بهم المثل في الحياء، وكيف لا وقد كان نبي الله صلى الله عليه وسلم خليلهم وقدوتهم وهو أشد الناس حياء، ومن قصصهم يمكن معرفة قيمة الحياء والتحلي به في الحياة، ومن أجمل هذه القصص ما يلي:
من صفات الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه كان شديد الحياء، ومن بين القصص المثبتة بصحيح مسلم والدالة على مدى حياءه، قصته مع الرسول صلى الله عليه وسلم حين كان نائماً في فراشه وكانت ساقه مكشوفة، فدخل الصحابي الجليل أبو بكر الصديق رضي الله عنه عليه يسأله عن أمرٍ ما ثم ذهب، ثم استأذن عمر رضي الله عنه منه بالدخول فأذن النبي له بالدخول حيث سأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن حاجةٍ معينة ثم خرج.
وحين أراد الصحابي عثمان رضي الله عنه الدخول عند الرسول غطى الرسول رجله، وحين ذهب سألت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها النبي متعجبة: يا نبي الله حينما دخل عمر وأبو بكر لم تغطي رجلك، فلماذا فعلت ذلك حينما أتى عثمان، فأوضح لها النبي أن عثمان رضي الله عنه رجل شديد الحياء، وأنه خشي من ألا يسأله عثمان بن عفان ولا يقول عن حاجته له، وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عائشة أن عثمان رضي الله عنه تستحي الملائكة منه لشدة حياءه.
أقرأ أيضًا: قصص الصحابة في رمضان
خطب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذات مرة فعرض إلى غلاء المهور، فقالت امرأة له: أيعطينا الله تعالى وتمنعنا أنت يا عمر؟ ألم يقل عز وجل في سورة النساء الآية 20 “وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا” فلم يمنعها الحياء من الدفاع عن حق نسائها، كما لم يمنع عمر أعن الاعتذار قائلًا: “كل الناس أفقه منك يا عمر”.
حينما تزوج النبي صلى الله عليه وسلم السيدة زينب بنت جحش وهو ما كان بأمر من الله، وصنع لأصحابه وليمة العرس ودعاهم لطعامه، فمكث البعض من الصحابة الأجلاء بعد فراغهم من الطعام حيث كانوا مستمتعين بوجود الرسول الكربم، ولكن النبي كان يريد القيام لزوجه المنتظرة في البيت، حيث استحى النبي أن يأمرهم بالانصراف.
فخرج من المنزل متعللًا برغبته في المرور على باقي زوجاته حتى يطمئن عليهن، ثم يرجع لعل الضيوف يفهمون إشارته اللطيفة هذه، حينما يترك البيت، حيث يمنع الحياء النبي قدرته في أن يطلب منهم الانصراف.
وبعد مرور بعض الوقت فطنوا وأدركوا أنهم ينبغي عليهم الانصراف، وعندها نزل قول الله تعالى في سورة الأحزاب الآية 53 “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ”.
توجه أبو سفيان بن حرب بصحبة بعض القرشيين بغرض التجارة إلى الشام، فأرسل لهم ملك الروم هرقل يطلب حضورهم، وحين قدموا إليه قال لهم: أيكم هو الأقرب نسبا بذلك الرجل الذي يزعم كونه نبي؟
فأجابه أبو سفيان: أنا أقربهم منه نسبًا، فقال هرقل: أدنوه مني ثم اجعلوا أصحابه من خلفه، وقال لهم: إني سائل ذلك الرجل، ولو كذبني فكذبوه، فأجاب أبو سفيان وقال: لولا الحياء من أن يروا كذبًا عليَّ لكذبت، فسأله هرقل حول صفات الرسول وأصحابه ونسبه وأبو سفيان لا يقول سوى صدقًا حياء.
وجد النبي موسى عليه السلام من مدين امرأتين تمنعان غنمهما عن الورود إلى الماء، ولا يلتفت أحد لهما، والأولى لدى ذوي الفطرة السليمة والمروءة أن تسقي المرأتان أولًا بأغنامهما وأن يفسح الرجال لهما.
فتقدم إلى المرأتين حتى يسألهما حول أمرهما الغريب وما كان منهما إلى أن أطلعتاه على السبب، وهو الحياء أن تزاحم الرجال، حيث إن المرأة عفيفة الروح، الحيية، نظيفة القلب، لا تتقبل ولا تستريح إلى مزاحمة الرجال، وحينها ثارت نخوة النبي موسى والذي تقدم ليسقي لهما وتركهما، وأتاه الفرج حينما أتته أحد الفتاتين في استحياء بغير أي تبرج.
وبذلك قال تعالى في سورة القصص الآيات 25 و26 “فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ، قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ”.
ففي قوله تعالى “تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ” تعبير وكأن الحياء تمكن منها، وأنها تمكنت منه، حيث يصور ذلك التعبير القرآني حالة المرأة ومدى ما هي عليه من خلق فاضل وأدب جم، فأعظم ما بخلق المرأة يكون حياؤها، وقد لبى النبي موسى الدعوة، وطلب منها أن تمشي خلفه وإن أخطأ الطريق تشير له بحجر تلقيه به، لكي يصحح المسار ويسلكه، إلى أن انتهى لبيت أبيها.
نُقلت الكثير من أقوال السلف الصالح والصحابة الأجلاء عن خلق الحياء، ومنها ما يلي:
أقرأ أيضًا: من عجائب قصص القرآن
ذُكر في فضل خلق الحياء الكثير من الأحاديث النبوية، ومنها ما يلي:
شاهد أيضًا: قصص عن ذكاء أبي حنيفة النعمان
من الدال على مدى أهمية وفضل الحياء اقترانه بالإيمان بالعديد من النصوص الشرعية، ومنها التالي:
شاهد أيضًا: قصص الصحابيات رضى الله عنهم
كان الرسول صلى الله عليه وسلم أشدَّ النَّاس حياءً.