ابحث عن أي موضوع يهمك
قصص عن جبريل عليه السلام نذكرها في مخزن وجبريل هو اسمٌ يطلق على أشرف وأقرب الملائكة لله تعالى، وحامل الرسائل لجميع الأنبياء، فكانت مهمّته تتمثل في النزول بالرسائل والوحي للرسل عليهم السلام، وحين انتهت الرسائل ظل جبريل عليه السلام مسبّحاً لله جل وعلا، قانتاً عابداً له، كذلك فإنه يتنزّل للأرض كلّ ليلة قدرٍ مثلما ذكر تعالى ذلك بسورة القدر بالقرآن الكريم.
من أهم القصص التي يمكن ذكرها عن الملك جبريل عليه السلام هي نزوله بالوحي على النبي الكريم صلى الله عليه، وسلم، والتي أخذت عدة مراحل نذكر منها ما يلي:
جاء جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم بالمرة الأولى كرؤيا بحال النوم، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم “فَجَاءَنِي جِبْرِيلُ وَأَنَا نَائِمٌ بِنَمَطِ مِنْ دِيبَاجٍ فِيهِ كِتَابٌ”، ثم قال بآخر الحديث “فَانْصَرَفَ عَنِّي، وَهَبَبْتُ مِنْ نَوْمِي، فَكَأَنَّمَا كَتَبْتُ فِي قَلْبِي كِتَابًا”.
فكانت هذه هي أول مرة لجبريل عليه السلام بزيارته للنبي صلى الله عليه وسلم بهيئة رجل أتى له بالمنام، ودار الحوار المشهور بينهما؛ الذي قال الملك به للنبي صلى الله عليه وسلم: “اقرأ، فقال: ما أقرأ”.
هبَّ النبي الله صلى الله عليه وسلم من النوم، وهو ما قال فيه “وَهَبَبْتُ مِنْ نَوْمِي”، وكان يُخالطه إحساس شديد بالرهبة، أو شعور بالخوف؛ لأن جبريل كان يضمُّه بشدة، لعلَّ هذه الضمة قد أرهقته حتى حينما استيقظ بالحقيقة، وتَذَكَّر هذه الرؤيا التي قد رآها، وبشكلٍ خاص لأنه يدرك أن رؤاه جميعها تتحقَّق مثل فلق الصبح، لذا فإنه توقَّع رؤية مثل ذلك الحدث بالواقع، إلى جانب أنه سمع بتلك الرؤيا بعض الكلمات الغريبة، وقد حفظها.
وكانت الجمل التي قالها له جبريل عليه السلام قول الله تعالى في سورة العلق الآيات من 1إلى 4 (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ) ، وقد أدرك محمد صلى الله عليه وسلم أن هذه الكلمات ليست بالكهانة أو الشعر، فكان صلوات الله عليه وسلامه أفصح العرب قاطبة، فعلم أنها من غير كلام البشر، وهو ما زاد رهبته، وتحديدًا لأن ما سمعه من آيات تتحدَّث عن الإله، الذي يبحث عنه ويُفَكِّر فيه صلى الله عليه وسلم.
أقرأ أيضًا: قصص عن عبادة السر
ذلك الشعور بالخوف والرهبة دفع النبي صلى الله عليه وسلم للخروج ومغادرة الغار، ومحاولة الرجوع بسرعة لبيته حتى يَسْكُن لزوجته السيدة خديجة رضي الله عنها؛ في حين أن الأزمة قد اشتدَّت حين خرج عن معتكفه، حيث سمع الرسول صلى الله عليه وسلم من السماء صوتًا في ذلك المكان الموحش والذي قال له: “يا مُحَمَّدُ أَنْتَ رَسُولُ اللهِ وَأَنَا جِبْرِيلُ”، وحول ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم ” فَرَفَعْتُ رَأْسِي إلَى السَّمَاءِ أَنْظُرُ، فَإِذَا جِبْرِيلُ فِي صُورَةِ رَجُلٍ صَافٍّ قَدَمَيْهِ فِي أُفُقِ السَّمَاءِ يَقُولُ: يَا مُحَمَّدُ أَنْتَ رَسُولُ اللهِ وَأَنَا جِبْرِيلُ”.
لا شك أن المنظر كان مرعبًا إلى حد أن النبي صلى الله عليه وسلم حاول صرف نظره لكي لا يرى ذلك، فيقول “فَوَقَفْتُ أَنْظُرُ إلَيْهِ فَمَا أَتَقَدَّمُ وَمَا أَتَأَخَّرُ وَجَعَلْتُ أَصْرِفُ وَجْهِي عَنْهُ فِي آفَاقِ السَّمَاءِ”، ولكن حينما حاول رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ذلك حتى يتجنَّب رؤية الرجل الذي يقف بالسماء، رأى منظرًا أكثر تخويفًا وأشدَّ رعبًا؛ حيث رأى الرجل بجميع الاتجاهات من حوله، وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم “فَلاَ أَنْظُرُ فِي نَاحِيَةٍ مِنْهَا (أي من السماء) إلاَّ رَأَيْتُهُ كَذَلِكَ!”.
ميّز الله جل وعلا جبريل عليه السلام عن غيره من الملائكة، حيث خصّه بأن يكون هو حامل الوحي، وتنزيل الأحكام والشرائع من السماء للأرض، وتدمير الأمم الطاغية الظالمة، فقد خلق الله تعالى جبريل عليه السلام وجعل خلقه عظيماً، ووهبه إمكاناتٍ هائلةٍ، كما وجعل له العديد من الصفاتٍ التي وردت في نصوص القرآن الكريم، وفيما يلي بعض هذه الصفات:
أقرأ أيضًا: قصص عن الصبر على المرض
روى عبد الله بن مسعود رضيَ الله عنه (رأى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ جبريلَ في صورتِه وله ستُّمائةِ جَناحٍ كلُّ جَناحٍ منها قد سدَّ الأفُقَ يسقُطُ مِنْ جَناحِه مِنَ التهاويلِ والدُّرِّ والياقوتِ ما اللهُ به عليمٌ)، ويقصد بالتهاويل الألوان المتعدّدة، حيث خلق الله جل وعلا للملائكة من الأجنحة مثنى وثلاث ورباع، كما ويزيد بها ما يشاء.
وفي ذلك قال تعالى في سورة فاطر الآية 1 (رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۚ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، وفي الحديث الوارد عن عائشة رضيَ الله عنها أنها قالت (مَن زَعَمَ أنَّ مُحَمَّدًا رَأَى رَبَّهُ فقَدْ أَعْظَمَ، ولَكِنْ قدْ رَأَى جِبْرِيلَ في صُورَتِهِ وخَلْقُهُ سَادٌّ ما بيْنَ الأُفُقِ)، وقد شاهد النبي صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام بالصورة الملائكيّة التي قد خلقه الله تعالى عليها مرّتين، وفي بعض المرات كان يتمثّل له بصورة بشريّة، فكان ينزل في صورة الصحابيّ الجليل دحية الكلبي رضيَ الله عنه.
خلق الله جل وعلا الملك جبريل عليه السلام، وقد جعل له ستمائة جناح، وورد ذلك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال به (رأَيتُ جِبْرِيلَ عندَ سِدْرةِ المُنْتهى، عليه سِتُّ مئةِ جَناحٍ، يَنْتثرُ مِن ريشِه التهاويلُ: الدُّرُّ والياقوتُ)، وجبريل عليه السلام واحد من أعظم الملائكة، وهو أفضل الملائكة؛ بسبب ما كان يفعله من عمل عظيم.
وفيما يتعلق بالهيئة التي قد خلقه الله سبحانه عليها فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رآه مرتين، أحدهما بالأرض حين كان بغار حراء، وفي ذلك الوقت سدَّ جبريل عليه السلام كل الأُفق، والأخرى بالسماء.
أقرأ أيضًا: قصص عن عظمة النبي
كلّف الله تعالى- الملائكة بوظائف عدة متنوعة ومُختلفة، وقد لقب جبريل عليه السلام بروح القدس، إلى جانب صفاته الشديدة والقوية، حيث وكَّله الله جل وعلا بمهام عظيمة: ومن بينها ما يلي:
حيث كان الملك جبريل عليه السلام سفيرًا ما بين الله سبحانه وتعالى ورسله، إذ كان ينقل الرسالة والوحي للرّسل الكرام عليهم الصلاة والسلام، وهو ما ورد بقوله تعالى في سورة الشعراء الآيات 192_ 195(وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ، نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ، عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ، بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ).
وكانت هذه الرحلة هي الإسراء والمعراج، حيث انتقل بها رسول الله صلى الله عليه وسلك من المسجد الحرام للمسجد الأقصى، ومن هناك قد انتقل لسدرة المنتهى بالسماوات العلا.
إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم رأى جبريل عليه السلام بهيئته الحقيقية التي قد خلقه الله تعالى عليها مرتين.