اكتئاب المراهقين هو حالة نفسية تتميز بمشاعر مستمرة ومتعمقة من الحزن والاكتئاب، وتؤثر على الشعور بالسعادة والاهتمام بالأمور اليومية. يعد الاكتئاب في سياق المراهقة مشكلة شائعة وجدية تؤثر على الصحة النفسية والعاطفية والاجتماعية للشباب. وإليك بعض المعلومات حول هذه الحالة في هذا المقال عبر موقع مخزن.
علاج الاكتئاب عند المراهقين يشمل مجموعة من الخطوات والأساليب التي تهدف إلى تحسين الحالة النفسية والعاطفية للشبان الذين يعانون من الاكتئاب. من الجدير بالذكر أن علاج الاكتئاب قد يختلف من شخص لآخر ويتطلب تقييمًا دقيقًا من قبل محترفي الرعاية الصحية النفسية. إليك بعض الخطوات التي قد تشملها علاج الاكتئاب عند المراهقين:
العلاج النفسي (الاستشارة النفسية): يمكن لجلسات العلاج النفسي أن تكون فعّالة في تحسين حالة المراهق المصاب بالاكتئاب. هذا النوع من العلاج يشمل جلسات تحدث مع مستشار نفسي أو معالج نفسي، حيث يتم تقديم دعم نفسي وتعلم استراتيجيات التعامل مع المشاعر والتفكير السلبي.
العلاج الدوائي: في بعض الحالات، قد يقرر الطبيب وصف دواء مضاد للاكتئاب للمراهق، مثل مثبطات انتقائية لاعتماد السيروتونين (SSRIs)، وذلك بناءً على تقييمه للحالة. يجب استشارة طبيب متخصص قبل بدء أو توقف استخدام أي دواء.
تعديلات في نمط الحياة: تشمل هذه الخطوة تحسين نوعية النوم، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والتغذية الصحية. يمكن أن تساعد هذه التعديلات في تعزيز الحالة المزاجية والعاطفية.
الدعم الاجتماعي: يعتبر الدعم الاجتماعي جوانب هامة في علاج الاكتئاب. تشجيع المراهقين على التحدث مع أصدقائهم وأفراد عائلتهم حول مشاعرهم وتجاربهم يمكن أن يخفف من الشعور بالوحدة والعزلة.
التعليم والتوعية: توفير معلومات للمراهقين حول الاكتئاب وكيفية التعامل معه يمكن أن يساعد في زيادة الوعي وتقبل العلاج.
مراقبة وتقييم دوري: يجب أن يتم مراقبة تحسن حالة المراهق على مر الزمن وتقييم فعالية العلاج، وفي حال عدم تحسن الحالة أو تفاقمها، يجب التواصل مع محترفي الرعاية الصحية لإجراء التعديلات اللازمة.
مهم جداً أن يتم توجيه الشباب الذين يعانون من اكتئاب إلى محترفي الرعاية الصحية النفسية للحصول على العلاج الذي يتناسب مع حالتهم الفردية.
تشخيص الاكتئاب عند المراهقين
يعتمد تشخيص الاكتئاب على مجموعة من الأعراض والمعايير المعينة التي يجب أن تستمر لفترة زمنية معينة وأن تسبب تأثيرًا سلبيًا على الحياة اليومية للفرد. إليك بعض المعايير التي يستند إليها تشخيص الاكتئاب عند المراهقين:
المزاج الحزين أو الاكتئابي: وجود مزاج حزين مستمر أو اكتئاب يظهر بشكل يومي ومستمر لمعظم الوقت. يمكن أن يشمل ذلك الشعور بالفراغ أو العجز.
فقدان اهتمام أو متعة: فقدان الاهتمام بالأمور التي كانت ممتعة سابقًا، بما في ذلك الأنشطة والهوايات المفضلة.
تغيير في الشهية أو الوزن: زيادة أو انخفاض غير معنوي في الشهية أو الوزن، وقد يؤدي ذلك إلى تغييرات في نمط الأكل.
اضطرابات في النوم: تغييرات في نمط النوم، مثل الأرق أو النوم الزائد.
إعياء أو خمول: شعور دائم بالإعياء أو الخمول حتى في الأنشطة التي كانت مجدية سابقًا.
انعزال اجتماعي: انخفاض الاهتمام بالتفاعل مع الآخرين والانسحاب من الأنشطة الاجتماعية.
ضعف التركيز والانتباه: صعوبة التركيز أو الانتباه، وقد يؤثر ذلك على الأداء الأكاديمي والأنشطة اليومية.
شعور بالذنب أو عدم القدرة: شعور مستمر بالذنب أو قلة القيمة، أو شعور بعدم القدرة على القيام بالأشياء بشكل جيد.
أفكار عن النفسية أو الموت: وجود أفكار متكررة عن النفسية أو الموت، أو الرغبة في التخلص من الحياة.
تغيير في النشاط البدني: زيادة أو انخفاض في النشاط البدني، مثل التحرك البطيء أو العصبية الزائدة.
إذا كان المراهق يعاني من مجموعة من هذه الأعراض بشكل مستمر لمدة تزيد عن أسبوعين، وتسببت هذه الأعراض تأثيرًا سلبيًا على حياته اليومية، فيجب على أفراد العائلة مراجعة محترفي الرعاية الصحية النفسية لتقييم الحالة وتقديم العلاج اللازم.
أعراض الاكتئاب لدى المراهق
قد يساعد تقييم الطبيب أو أخصائي الصحة العقلية في التحقق مما إذا كانت أعراض الاكتئاب ناجمة عن إحدى الأمراض التالية:
اضطرابات ثنائية القطب من النوع الأول والثاني: تتضمن تقلبات في المزاج بين فترات من السعادة المفرطة وفترات من الإحباط الشديد. يمكن أن يكون من الصعب أحيانًا تمييز الاضطراب ثنائي القطب عن الاكتئاب.
اضطراب المزاج الدوري: يصاحبه تقلبات في المزاج ذات حدة أقل من اضطراب ثنائي القطب.
اضطراب تقلبات المزاج التخريبي: يشمل نوبات سهولة الاستثارة والغضب المستمر والشديد، وقد يتطور هذا الاضطراب إلى اضطراب اكتئابي أو اضطراب قلق خلال فترة المراهقة أو فترة البلوغ.
الاضطراب الاكتئابي المستمر: يُعرف أيضًا بالعسر المزاجي، وهو شكل أقل حدة من الاكتئاب ولكنه يستمر لفترة أطول. وعلى الرغم من أنه لا يُعاقب الأنشطة الحياتية، إلا أنه قد يؤثر على الأداء اليومي الطبيعي وقدرة الشخص على الاستمتاع بالحياة.
اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي: يشمل أعراض الاكتئاب المرتبطة بالتغيرات الهرمونية قبل الدورة الشهرية، وتتحسن هذه الأعراض بشكل عام بعد بداية الحيض.
أسباب أخرى للاكتئاب: يمكن أن يكون الاكتئاب ناتجًا عن تناول المخدرات أو العقاقير غير القانونية، أو تأثير بعض الأدوية التي يصفها الطبيب، أو قد يكون نتيجة لحالة طبية معينة.
أسباب اكتئاب المراهقين
يعزى اكتئاب المراهقين إلى مجموعة متنوعة من الأسباب النفسية والبيئية والبيولوجية. من بين الأسباب المحتملة:
التغيرات الهرمونية: يعتقد أن التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال فترة المراهقة قد تؤثر على توازن الكيمياء الدماغية وتزيد من احتمالية حدوث الاكتئاب.
العوامل الوراثية: قد يكون للعوامل الوراثية دور في زيادة عرضة بعض المراهقين للاكتئاب، حيث يكون لديهم تاريخ عائلي للمشاكل النفسية.
التحديات النفسية: تجربة التحديات والضغوط النفسية خلال فترة المراهقة، مثل مشاكل الهوية، والتوتر الاجتماعي، والتعامل مع تغيرات الجسم، يمكن أن تؤدي إلى ظهور أعراض الاكتئاب.
التغيرات الاجتماعية: تأثر المراهقين بالتغيرات الاجتماعية والعلاقات الاجتماعية المعقدة قد يسهم في تطور الاكتئاب.
الإجهاد والضغوط المدرسية: الضغوط المدرسية والأداء الأكاديمي، وتواجه المراهقين ضغوطًا من الأقران والمجتمع قد تسهم في تفاقم الاكتئاب.
تجارب الصدمات والضغوط: التعرض لصدمات أو تجارب مؤلمة مثل فقدان شخص عزيز أو تجارب العنف قد يؤدي إلى ظهور أعراض الاكتئاب.
اضطرابات القلق: اضطرابات القلق مثل القلق الاجتماعي أو القلق العام قد تكون لها صلة بظهور الاكتئاب.
تعاطي المخدرات والكحول: تعاطي المخدرات والكحول في سن المراهقة يمكن أن يزيد من احتمالية ظهور الاكتئاب.
نقص في التغذية والنوم: سوء التغذية ونقص النوم يمكن أن يؤثران سلبًا على الصحة النفسية وزيادة احتمالية الاكتئاب.
التحولات العائلية: التغيرات في البيئة الأسرية مثل الطلاق أو المشاكل العائلية يمكن أن تكون لها تأثير على حالة المراهق وتسهم في ظهور الاكتئاب.
هذه عوامل قد تلعب دورًا في اكتئاب المراهقين، وقد يختلف التأثير من شخص لآخر.
علاج الاكتئاب عند المراهقين بالأدوية
علاج الاكتئاب عند المراهقين يشمل استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب، ويتم تحديد نوع الدواء والجرعة الصحيحة بناءً على تقييم طبيب متخصص. من الأدوية الشائعة لعلاج الاكتئاب عند المراهقين:
مثبطات انتقائية لاسترداد السيروتونين (SSRIs): تشمل مثل هذه الأدوية السيرترالين (Sertraline) وفلوكستين (Fluoxetine) وإسكيتالوبرام (Escitalopram). تعمل هذه الأدوية على زيادة مستوى السيروتونين في الدماغ، ويمكن أن تكون فعالة في تخفيف أعراض الاكتئاب.
مثبطات انتقائية لإعادة امتصاص السيروتونين والنورأبينفرين (SNRIs): تشمل مثل هذه الأدوية الفينلافاكسين (Venlafaxine) وديولوكسيتين (Duloxetine). تعمل هذه الأدوية على زيادة مستويات السيروتونين والنورأبينفرين في الدماغ.
مضادات الاكتئاب الأخرى: قد ينصح الطبيب بأدوية أخرى مثل مثبطات أكسيداز المونوأمين (MAOIs) أو مضادات الاكتئاب غير التقليدية في حال عدم استجابة الشخص للعلاجات الأخرى.
المثبطات الأحادية الأمين (MAOIs): هذه الأدوية تستخدم نادراً وتتطلب انتباهاً خاصاً لبعض القيود الغذائية والتفاعلات الدوائية.
العلاج المشترك بين الأدوية والعلاج النفسي: قد يقترح الطبيب استخدام العلاج المشترك بين الأدوية والعلاج النفسي (العلاج السلوكي المعرفي) لتحقيق أفضل نتائج في علاج الاكتئاب.