ابحث عن أي موضوع يهمك
قسّم الله عز وجل أرزاق العباد بالتساوي بينهم، فمنهم من رزقه الله المال، ومنهم من رُزق الذرية من الأبناء، ومنهم ما قد يكون رزقه زوجة صالحة ترعاه، وقد يذهب البعض إلى النظر إلى رزق أخيه بعين الحسد ليحسده ويؤثر عليه سلباً سواء كان بقصد أن يحسده أو دون قصد، وقد أجمع أهل العلم أنه بعد أداء الاستقراء قد تم تجميع العلامات التي تُبين خروج أثر العين من الشخص المحسود وذلك بعدما يتم أخذ الأثر من العائن والتي تتمثل في:
يشعر المرء بأن هناك عين ما قد أصابته بالحسد بعد مرور فترة طويلة من دخول العين بالحسد إلى نفس وجسد الشخص المحسود، وتختلف أعراض الشعور بالحسد من شخص إلى آخر، كما تختلف هذه الأعراض المصاحبة للحسد وفقاً لاختلاف الشيء الذي تم حسده عليه، وبمجرد أن تبدأ أعراض الحسد في الظهور على نفس وجسد الشخص فإنه يتيقن من إصابته بالحسد أو العين من شخص ما، وحينها يبدأ المحسود في البحث عن علاج الحسد والعين بالعديد من الوسائل والطرق المختلفة التي تم ذكرها في القرآن الكريم والسُنة النبوية الشريفة.
بعدما يبدأ الشخص في الشعور بأنه قد أُصيب بالعين والحسد فإنه يبدأ في الدخول إل دائرة البحث عمن وجّه إليه عين الحسد والعين، ولا يُشترط أن يكون الشخص الحاسد هو عدو أو كاره للمرء، ولكنه قد يكون قريب منه أو أحد أحباءه وأصدقاءه ممن يعجبهم فيه صفات كثيرة وينظرون إلى ما يملكه من نعم.
ويُمكن للشخص معرفة من حسده عند شعوره بالضيق والنفور حال تواجد هذا الشخص في نفس المكان، كما أنه قد يظهر له في أحلامه، كما أن الإنسان قد يعرف من وجّه إليه الحسد في حال وجده كثير المدح له في وجوده وغيابه، ومن العلامات الشرعية المؤكدة على معرفة من قام بالحسد هي أنه عند بدأ قراءة الرقية الشرعية على الشخص المحسود فإن أول من يخطر بباله يكون هو من حسّده، كما أن تذكر شخص ما في الخيال بصفة دائمة يدّل على أنه من وجه إليك الحسد، ففي حال وجود إحدى هذه العلامات أو كلها فإن المحسود يُمكنه التعرف على من حسده ويتيقن من ذلك.
قد يتساءل الكثيرين عن طبيعة الفرق بين العين والحسد، وهل يوجد اختلاف بينهما أم أنهما شيء واحد، والحقيقة هي أنه لا يوجد فرق واضح وأكيد بين الحسد والعين، وذلك لأن كلاهما يصل بالشخص المحسود أو المعيون إلى النتيجة ذاتها، وقد جاء عن النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن العين حق، وتكون العين هي الطريق للحسد الذي يتمنى به الحاسد زوال النعمة من المحسود، ويكون الحسد نابعاً من القلب وليس من العين فقط، لذا فإن الفرق بين العين والحسد فرقاً طفيفاً لا يظهر سوى في بعض الأعراض إلا أن النتيجة منهما وعلاجهما واحد، فيلجأ الشخص المحسود لقراءة الرقية الشرعية التي تتضمن العديد من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي استخدمها النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم في رُقية نفسه وأهل بيته.
فيما يتعلق بأعراض العين التي تظهر على الشخص المعيون فقد ذكر العلماء بأنها تتمثل في إصابة المعيون بالأمراض العضوية ليجد أنه لا يُشفى منها ولا يُجدي علاج الأطباء فيها أية فائدة ومن بينها آلام العظام والمفاصل، وكذلك التقرحات التي تظهر على الجلد مع خروج صديد منها، المعاناة من الأرق الشديد وعدم القدرة على النوم، الشعور بالضيق، التنهد هماً، شحوب وجه المعيون ، النسيان الشديد والمتكرر، الشعور بوجود ثقل ما في الرأس والكتفين، كما أن المعيون يجد نفسه يشعر بنفور شديد من أهل بيته وأصدقائه ومسكنه والمقربين منه، وقد جاء في قول الشيخ عبد الخالق العطار بأن أعراض الحسد تختلف اختلافاً طفيفاً عن اختلاف العين، وتتمثل أعراض الحسد في: ” أعراض الحسد تظهر على المال، والبدن، والعيال بحسب مكوناتها، فإذا وقع الحسد على النفس يصاب صاحبها بشيء من أمراض النفس، كأن يصاب بالصدود عن الذهاب للكلية، أو المدرسة، أو العمل، أو يصد عن تلقي العلم ومدارسته واستذكاره وتحصيله واستيعابه، وتقل درجة ذكائه وحفظه، وقد يصاب بميل للانطواء والانعزال والابتعاد عن مشاركة الأهل في المعيشة، بل قد يشعر بعدم حب ووفاء وإخلاص أقرب الناس وأحبهم له”.
في الكثير من الأحوال يحتاج الشخص المحسود أو المعيون للاستعانة ببعض الوسائل العلاجية لإخراج اثر العين والحسد من جسده، ومن بين هذه الوسائل العلاجية الحجامة التي أوصانا بها النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وذلك لما لها من قدرة وفوائد علاجية كثيرة، وبعد استخدام الشخص المحسود للحجامة للتخلص من أثر الحسد فغالباً ما تظهر عليه العلامات الآتية:
تُصاب العديد من السيدات أيضاً بالعين والحسد فالأمر ليس مقتصراً على الرجال فقط، وذلك سواء كانت عين الحاسد من شخص كاره لها أم حبيب مقرب منها فإنه يحدث دخول عين الجسد إلى جسد النساء، وتظهر عليها الأعراض الدالة على الحسد التي سبق تفصيلها، كما تظهر لدى السيدات العديد من العلامات الأخرى التي تدل على تعرضها للحسد مثل:
لا يُمكن النجاة من الأثر السلبي للعين والحسد إلا باللجوء إلى كتاب الله ـ عز وجل ـ والسُنة النبوية الشريفة، لذا فقد أوضح أهل العلم والدين أهمية وضرورة الاستعانة بالرقية الشرعية للتخلص من أثر العين والحسد، ومن علامات الشفاء والتخلص من الحسد:
يزول أثر العين مباشرةً بعد أخذ أثر العائن ووضعه من أُعين على جسده، فبهذا الأمر يزول أثر العين بإذن الله.
أتفق أهل العلم على أن العين والحسد حق وذلك استناداً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة فٍان العين حق “، فنعم قد يمنع قول ماشاء الله إصابة الشخص بالحسد، وذلك ما جاء في قول الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ : ” فإذا رأى الإنسان ما يعجبه وخاف من حسد العين فإنه يقول: ما شاء الله تبارك الله، حتى لا يصاب المشهود بالعين، وكذلك إذا رأى الإنسان ما يعجبه في ماله فليقل: ما شاء الله لا قوة إلا بالله؛ لِئَلاَّ يعجب بنفسه وتزهو به نفسه في هذا المال الذي أعجبه، فإذا قال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، فقد وكل الأمر إلى أهله تبارك وتعالى “