جرثومة الشيغيلا هي عدوى معوية تسببها فصيلة بكتيرية تعرف باسم الشيغيلا، وهو من الأمراض المعدية.
يصاب الأفراد بهذه العدوة نتيجة ملامسة كمية من البكتيريا من براز الشخص المصاب بها حتى وإن كانت صغيرة.
عادة ما تحدث الإصابة بجرثومة الشيغيلا في بيئات رعاية الأطفال فأغلب العاملون يغفلون عن ضرورة غسل الأيدي جيدًا بعد مساعد الرُضع في استخدام المرحاض أو عند تغيير الحفاضات للأطفال.
كذلك قد تنتقل عدوى الشيغلا من خلال الأطعمة الملوثة أو نتيجة شرب مياه السباحة الملوثة.
احتمالات الإصابة للأطفال الأصغر من 5 سنين تزيد عن احتمالات الإصابة في أي عمر آخر ولكنها قد تُصيب الأشخاص في أي عمر.
أنواع shigella
يضم جنس الشيغيلا أربع أنواع نذكرها لكم عبر سطورنا التالية:
الشيغيلة الزحارية: يضم هذا النوع 12 نمط مختلف.
الشيغيلة السونية: يضم هذا النوع نمط واحد.
الشيغليه الفلكنسرية: تحتوي على 6 أنماط.
الشيغيلة البويدية: تضم 8 أنماط مختلفين، وتنقسم إلى نوعان مختلفان وهم: “الشيغيلة المقلية – الشيغيلة النيوكاسلية”.
أسباب الإصابة بجرثومة شيغيلا
يصاب الفرد بعدوي الشيغيلا حينما يبتلع بكتيريا الشغيلا عن طريق الخطأ، وقد يحدث ذلك نتيجة:
المخالطة المباشرة للأشخاص أو لمس الفم دون غسل اليدين جيدًا خاصة بعد تغيير الحفاضات للأطفال المصابين بعدوي الشيغيلا.
كذلك قد تكون الإصابة نتيجة تناول أطعمة ملوثة، ويتم ذلك من خلال تناول طعام مُعد من قِبل أشخاص مصابين بالعدوى.
قد يكون الطعام مصدر للعدوى البكتيرية كذلك إذا نمت مكوناته النباتية في حقل يروى بمياه الصرف.
قد يصاب الأفراد كذلك بهذه العدوى نتيجة تناول المياه الملوثة (المياه المختلطة بمياه الصرف الصحي) ففي هذه الحالة يتسبب الماء في الإصابة.
السباحة في مياه ملوثة كذلك قد تؤدي إلى الإصابة بالعدوي.
أعراض الإصابة بجرثومة شيغيلا
علامات وأعراض الإصابة بعدوى الشيغيلا تبدأ في الظهور في مدة تتراوح بين يومان إلى 7 أيام من وقت الإصابة، وتتمثل هذه الأعراض في:
الإسهال وفي الغالب يحدث مصاحبًا للدم أو المخاط.
الشعور بألم وتقلصات في المعدة.
الإصابة بالحمى.
الشعور بالغثيان والرغبة في التقيؤ.
دوار ودوخة شديدة.
قلة الدموع لدى الأطفال.
قبل اختتام هذه الفقرة وجب التنويه عن أن الأعراض عادة ما تستمر لمدة أسبوع وفي بعض الأحيان تمتد لفترات أطول، وبعض الحالات أيضًا لا يظهر عليها أي عَرض، ولكن سواء ظهرت أعراض أم لا يظل الشخص ناقلًا للعدوى إلى أن يُشفى منها.
عوامل الخطر
عدوى شيغيلا كغيرها من الأمراض قد تصيب أي شخص في أي مرحلة عمرية، وهناك بعض الأمور التي تزيد من احتمالية الإصابة بهذه الجرثومة، هذه العوامل نذكرها لكم عبر سطورنا التالية:
تزداد احتمالية الإصابة لدى الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات، ولكن هذا لا يعني أنها لا تصيب من هم أكبر، فمن الممكن أن تصيب عدوى الشيغيليه أي شخص في أي عمر.
المشاركة في الأنشطة الجماعية تزد من فرص الإصابة بالعدوى حيث تؤدي هذه المشاركة إلى التقارب اللصيق مع الأشخاص الآخرين وبالتالي يسهل انتشار البكتيريا من شخص لآخر.
تزيد احتمالية الإصابة بجرثومة شيغيلا في مراكز رعاية الأطفال وفي دور الرعاية بشكل عام وفي السكنات العسكرية وفي السجون وحمامات السباحة.
التواجد في الأماكن التي تفتقر لوجود مرافق للصرف يجعل الفرد أكثر عُرضة للإصابة بعدوي الشيغيلية.
الرجال المثليين أكثر عُرضة للإصابة بالعدوى فممارسة الرجل للجنس مع رجل آخر ففي هذه الممارسة يحدث الاتصال الفموي أو الشرجي سواء المباشر أو الغير مباشر.
مضاعفات جرثومة شيغيلا
عند الحديث عن المضاعفات لابد أن نذكر أن عدوى جرثومة شيغيلا عادة ما تنتهي دون حدوث مضاعفات ولكنها تؤثر قطعًا على عملية التبرز وعلى الأغلب تستغرق عودة هذه العملية لحالتها الطبيعية بضع أسابيع تصل إلى شهور أحيانًا، ولكن الإصابة بهذه الجرثومة كغيرها من الإصابات قد تتسبب في حدوث مضاعفات، هذه المضاعفات نذكرها لكم تفصيلًا عبر سطورنا التالية:
الجفاف: في بعض الأحيان يؤدي الإسهال الناتج عن الجرثومة إلى الإصابة بالجفاف والجدير بالذكر أن الجفاف في حالاته الشديدة قد يؤدي إلى الوفاة.
تدلي المستقيم: في الحالات الشديدة من الإصابة قد يحدث ذلك حيث يؤدي الضغط أثناء التبرز إلى خروج الغشاء المخاطي أو بطانة المستقيم عبر فتحة الشرج، وقد يؤدي أيضًا التهاب الأمعاء الغليظ إلى هذه الحالة.
تضخم القولون السمي: يعتبر هذا من المضاعفات النادرة للإصابة بجرثومة شيغيلا تحدث حينما يُصاب القولون بالشلل حيث يمنع ذلك الفرد من التبرز، وهي من المضاعفات المهددة للحياة فإذا لم يتلقى الفرد العلاج المناسب سيتضخم القولون السُمي وقد يؤدي ذلك إلى تمزق القولون.
تجرثم الدم: تعرف هذه المضاعفة كذلك باسم عدوى مجرى الدم، وقد تضر هذه العدوى في بعض الأحيان تضر عدوى الشيغيلة ببطانة الأمعاء، وفي حالات نادرة قد تصل إلى مجرى الدم عبر بطانة الأمعاء التالفة، وحينها تحدث الإصابة في مجرى الدم.
النوبات المرضية: بعض الأطفال مصابين بعدوي الشيغيلة يعانون من النوبات المرضية المتكررة خاصة إذا رافق هذه العدوي الإصابة بالحمى، وفي حالة حدوث هذه المضاعفة ينبغي استشارة الطبيب المختص.
متلازمة انحلال الدم اليوريمية: تعتبر هذه من المضاعفات النادرة لجرثومة الشيغيلة فهي عادة ما تنتج عن بكتيريا الإشريكية القولونية وليس بكتيريا الشيغيلة، فهي تؤدي إلى انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء وانخفاض الصفيحات الدموية، وبالتالي قد تؤدي إلى الفشل الكلوي.
التهاب المفاصيل التفاعلي: تحدث هذه المضاعفة كاستجابة للعدوى، وتتضمن علاماتها ألم والتهاب في المفاصل، وحكة واحمرار في أحدى أو كلا العينين.
علاج ميكروب الشيجيلا
قبل البدء في توضيح علاجات هذا الميكروب تجدر بنا الإشارة إلى أن بعض الحالات الخفيفة تُشفى من تلقاء نفسها ف خلال أسبوع، وفي بعض الحالات أيضًا قد يتطلب العلاج اتباع الآليات التالية:
تناول المضادات الحيوية: تسهم المضادات الحيوية في تقليل مدة الإصابة، ولكن الجدير بالذكر أن بعض أنواع بكتيريا الشيجيلا مقاومة للأدوية لذا قد لا ينصح الطبيب بتناولها.
بديل المحلول: في بعض الحالات يكون تناول مياه الشب كافي لعلاج هذا الميكروب حي يعمل تناول المياه على تعويض الفاقد من الإسهال الحادث نتيجة الإصابة بالعدوى.
محلول معالجة الجفاف الفموي: قد يكون العلاج المناسب لحالات الإصابة بميكروب الشيغيلا خاصة إذا كان المصاب طفلًا، ومن أمثلة معالجة الجفاف الفموي Pedialyte.
بشكل عام تجدر بنا الإشارة إلى أن الطبيب وحده من يستطيع وصف العلاج المناسب فالعلاج يختلف تبعًا للحالة الصحية للمريض، فتناول الأدوية دون الحصول على استشارة طبية قد يؤدي إلى نتائج عكسية وتفاقم الوضع.
طرق الوقاية من جرثومة شيجيلا
على الرغم من الجهود المبذولة في تصنيع لقاح مضاد لبكتيريا الشيغيلا إلا نهم لم يتوصلوا إلى أي لقاح يحمي من الإصابة ولكن هناك مجموعة من النصائح الممكن اتباعها للوقاية من الإصابة، هذه النصائح نذكرها لكم عبر سطورنا التالية:
المداومة على غسل اليدين بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية.
مراقبة الأطفال عند غسلهم لأيديهم للتأكد من غسلها جيدًا.
التخلص من الحفاضات المستعلمة بطريقة صحيحة وبشكل نهائي.
تطهير الأماكن التي يتم فيها تغيير الحفاضات للأطفال.
تجنب تحضير الطعام للآخرين في حالة الإصابة بالإسهال.
تجنيب الأطفال المصابين بالإسهال عند مناطق تجمع الأطفال ومناطق اللعب.
ملاحظة الأطفال ومنعهم من تناول المياه أثناء السباحة في حمامات السباحة.
استخدام المياه المعدنية للأطفال ومنعهم من ابتلاع مياه البحيرات والبرك والمياه الملوثة بشكل عام.
تجنب ممارسة الجنس مع الأشخاص المصابين بالإسهال أو الشافين منه في وقت قريب.
على المريض تجنب السباحة في حمامات السباحة أو في البحر طوال فترة العدوى.
الفرق بين السالمونيلا والشيجلا
قد يكون الأمر صعبًا عند محاولة التفريق بين مرض السالمونيلا ومرض الشيجلا، لا سيما أن كلاهما يصيب الجهاز الهضمي ولهم العديد من الأعراض المتشابهة، مثل التشجنات أو انتفاخ البطن أو وجود إسهال نتيجة تقلص المعدة، ولهذا سنعرض فيما يلي الفارق بينهما:
يكمن الفرق الأول ما بين السلامونيلا وعدوى الشيجلا، أن السلامونيلا تتراوح المدة التي تظهر فيها أعراضها على المريض من بعد التعرض على البكتيريا هي من حوالي 6 ساعات إلى مدة تصل ل6 أيام أو أسبوع، ومن الممكن أن تبقى هذه الأعراض لفترة تتجاوز الأيام بل والأسابيع أيضًا، كما أن معظم المرضى بعدوى السلامونيا يشيرون أن مدة استمرار الإسهال معهم تتجاوز العشرة أيام، وفي بعض الأحيان قد يستغرق الوقت مع الحالة وقتًا طويلًا للغاية حتى تعود الأمعاء لحالتها الطبيعية.
الفرق الثاني ما بين السلامونيلا وعدوى الشيجلا، أن السلامونيلا تختلف في طريقة انتقالها، حيث إنها تنتقل عن طريق تناول الأطعمة الغير مطبوخة جيدًَا أو النيأة، وذلك يشمل الدواجن أو اللحوم أو حتى المأكولات البحرية، والفواكه والخضروات بل وحتى منتجات الألبان التي لم يتم بسترتها بشكل جيد، كما أنها من أن تنتقل بسبب تناول البيض النيء واللحوم المصنعة، كما تنتقل السلامونيلا بسبب قلة الاهتمام بالنظافة الشخصية أو لمس براز شخص مصاب بنفس الداء.
يمكن للطبيب وحده معرفة طبيعة كلا الحالتين والتفريق بينهما من خلال التشخيص الجيد للحالة والأعراض التي تحدث لها، وكذلك من خلال أخذ عينة من براز المريض حتى يقوم الطبيب تحديد نوع البكتيريا المتسببة في وجود تلك الأعراض، مع إجراء فحص سريري للحالة، لكن تجدر بنا الإشارة هنا إلى أن علاج كلا المرضين يتشابه مع بعضه، ويشتركون في نفس المضادات الحيوية المأخوذة، وأدوية أخرى.
أسئلة شائعة
جرثومه شيغيلا هل هي خطيره؟
نعم قد تكون تلك الجرثومة حينما تحدث جرائها مضاعفات لحالة المريض، كما تزيد نسبة الخطورة عند إصابة الأطفال بها.
متى تموت جرثومة المعدة؟
إن جرثومة المعدة لا تموت في أغلب الحالات إلا حينما يقوم الشخص بتناول أكثر من 12 قرص في اليوم من الأدوية المثبطة.