ابحث عن أي موضوع يهمك
الأفلام الإباحية هي مقاطع فيديو أو بث مباشر تصوّر أشخاصًا يمارسون أعمالًا غير لائقة مثل الزنا، وقد يحدث أحيانًا أن يقع الفرد في الخطأ بالبحث عن هذه الأفلام ومشاهدتها، وعندما يدرك الخطأ الذي ارتكبه، قد يلتجأ إلى الاستغفار والتوبة إلى الله -تعالى- عن هذا السلوك، ونحن في هذا المقال عبر موقعكم مخزن سوف نقوم باستعراض حكم مشاهدة الأفلام الإباحية والتوبة منها بشكل مفصل.
الله عز وجل حرم مشاهدة هذه الأفلام وغيرها من الأمور الخاطئة في توجيهاته لنا في القرآن الكريم، كما ورد في سورة النور: “قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ”، وهذا يعني أن النظر إلى ما حرم الله يعتبر مخالفة لأمره.
من الآية الكريمة ندرك أن الإنسان سيُسأل في يوم القيامة عن أفعاله وجوارحه، فالنظرة الخاطئة تعد مخالفةً للأمر الإلهي وأما زنا العين فهو عندما يُلقي الإنسان نظرة غير شرعية إلى ما حرم الله النظر إليه.
إن الإسلام قد حرم النظر إلى عورة الرجل والمرأة الأجنبيين، ويُعتبر النظر إلى مشاهد العورة التي حرّمها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، في الأفلام الإباحية، عملية محرمة ومنافية لتعاليم الدين. فهي تمثل نوعًا من أنواع الزنا المحرّم، وبالتالي، مشاهدة هذه الأفلام تعدّ من الأمور المحرّمة شرعًا ومن الواجب اجتنابها.
وهو ما جاء في القرآن الكريم: “قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ” (النور: 30-31).
وروى أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة”.
شروط التوبة الواردة عند العلماء، قد رحمهم الله، تشمل:
الاستغفار وقبول التوبة الصادقة عند الله أمر مباح بعد فعل المنكرات، ففي حديث يرويه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، يقول الله -تبارك وتعالى- عن العبد الذي يذنب ثم يتوب: “عبدي أخطأ ذنبًا، فعلم أن لديه ربًا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب. ثم يعود فترتكب المعصية مرة أخرى ويقول: ‘أي رب اغفر لي ذنبي’، فالله يقول: ‘عبدي أخطأ ذنبًا، فعلم أن لديه ربًا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، اعمل ما شئت فقد غفرت لك'”. يعني أنه ما دمت تعود إليه وتتوب، فسيغفر لك.
لكن من شروط قبول التوبة ووجوب المغفرة ألا يصر الشخص على الخطيئة أو المعصية. قال الله -عز وجل-: “والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين” (الآية: 135-136).
تترتب العواقب السلبية لمشاهدة الأفلام الإباحية على عدة نقاط ملموسة، ومن أبرزها:
لا يوجد أي فرق في حرمة مشاهدة تلك الأفلام، سواء كانت المشاهدة لغرض التعلم أو بدون ذلك، ففي كل الحالات تعد مشاهدة هذه الأفلام محظورة شرعًا وفقًا للشريعة الإسلامية. إنها تتعارض مع أوامر الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويوافق على هذا الرأي جميع الأئمة وشيوخ الإسلام بالإجماع.
إذا كان الشخص يسعى للحصول على المعرفة والتعلم فيما يتعلق بالمسائل الزوجية والجنسية، هناك العديد من الكتب الشرعية المتخصصة التي تناولت هذه الأمور بشمول وتفصيل، لذا ينبغي عليه أن يلجأ إلى هذه الكتب لكي يكتسب المعرفة والفهم الصحيح حول هذه القضايا، مما يمكنه من الالتزام بتعاليم الدين وعدم ارتكاب ماحرم من قبل الله تبارك وتعالى وألا يجعل ربه أهون الناظرين إليه.
مشاهدة الأفلام الإباحية تعتبر من الأفعال المحرمة في جميع الديانات السماوية، وليس فقط في الدين الإسلامي، فهي تُثير غضب الله ويعاقب عليها ربنا تبارك وتعالى عقوبة شديدة في الدنيا والآخرة، وفيما يتعلق بالالتزام بالصلاة ومشاهدة تلك الأفلام، فإن الحكم يفضل بشكل منفصل عن مشاهدة تلك الأفلام وأداء الصلاة، حيث لا يوجد ارتباط مباشر بينهما حيث إن:
كثير من الشباب يلجأون إلى مشاهدة الأفلام الإباحية وممارسة العادة السرية، ويعتقدون أنهم بهذه الأعمال لا يخالفون إرادة الله. هؤلاء الأشخاص، في الغال ، يلجؤون إلى تلك الأفلام بسبب عدم قدرتهم على الزواج وتأمين تكاليفه، ويجدون في هذه الأفلام سبيلاً للتخفيف من الضغط الجنسي الذي يشعرون به.
وفي هذا الصدد نوضح ونؤكد أن مشاهدة الأفلام الإباحية وتعد من الأمور المحظورة والتي نهاها الله عز وجل، حتى في حالات الضرورة. لذلك، الشخص الذي أدمن تلك الأفلام يحتاج إلى العودة إلى الله والالتزام بأركان الإسلام التي فرضها الله. يمكن للفرد البدء بأداء الصلاة ثم القيام بالصدقة وصوم الأيام المفروضة، بهدف أن يزيد حب الله في قلبه ويبتعد عن هذه المعاصي.