مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

حكم مشاهدة الأفلام الإباحية ثم الاستغفار

بواسطة: نشر في: 21 ديسمبر، 2023
مخزن

الأفلام الإباحية هي مقاطع فيديو أو بث مباشر تصوّر أشخاصًا يمارسون أعمالًا غير لائقة مثل الزنا، وقد يحدث أحيانًا أن يقع الفرد في الخطأ بالبحث عن هذه الأفلام ومشاهدتها، وعندما يدرك الخطأ الذي ارتكبه، قد يلتجأ إلى الاستغفار والتوبة إلى الله -تعالى- عن هذا السلوك، ونحن في هذا المقال عبر موقعكم مخزن سوف نقوم باستعراض حكم مشاهدة الأفلام الإباحية والتوبة منها بشكل مفصل.

حكم مشاهدة الأفلام الإباحية ثم الاستغفار

الله عز وجل حرم مشاهدة هذه الأفلام وغيرها من الأمور الخاطئة في توجيهاته لنا في القرآن الكريم، كما ورد في سورة النور: “قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ”، وهذا يعني أن النظر إلى ما حرم الله يعتبر مخالفة لأمره.

من الآية الكريمة ندرك أن الإنسان سيُسأل في يوم القيامة عن أفعاله وجوارحه، فالنظرة الخاطئة تعد مخالفةً للأمر الإلهي وأما زنا العين فهو عندما يُلقي الإنسان نظرة غير شرعية إلى ما حرم الله النظر إليه.

حكم النظر لعورة الرجل والمرأة

إن الإسلام قد حرم النظر إلى عورة الرجل والمرأة الأجنبيين، ويُعتبر النظر إلى مشاهد العورة التي حرّمها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، في الأفلام الإباحية، عملية محرمة ومنافية لتعاليم الدين. فهي تمثل نوعًا من أنواع الزنا المحرّم، وبالتالي، مشاهدة هذه الأفلام تعدّ من الأمور المحرّمة شرعًا ومن الواجب اجتنابها.

وهو ما جاء في القرآن الكريم: “قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ” (النور: 30-31).

وروى أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة”.

التوبة بعد مشاهدة الفيلم الإباحي وشروط التوبة

شروط التوبة الواردة عند العلماء، قد رحمهم الله، تشمل:

  • أن تكون التوبة موجهة لله وحده، وأن تكون صادقة وخالصة لوجه الله، بحيث يكون الدافع الحقيقي للتوبة هو محبة الله وخوفه منه. لا يمكن أن تكون النفس متجانسة في الوقت نفسه بين الصلاح والفساد.
  • الشعور بالندم والحزن الصادق على ارتكاب المعصية أو الخطأ، دون الاستهزاء أو الفخر. يكون الشخص حزينًا ومدمرًا بسبب تجاوزه لحدود الله.
  • إصرار الفرد على عدم العودة إلى الخطأ أو المعصية مرة أخرى، حيث يكون هذا القرار ثابتاً ومؤكداً.
  • عدم الإفصاح أو الاعتراف العلني بالذنب، فالشخص لا يفضح نفسه ويحتفظ بخطأه بينه وبين الله.
  • تجنب الإصرار على الخطيئة، وعدم الاستمرار في ارتكابها وتكرارها.
  • أن يتبع الفرد التوبة بأعمال صالحة فعلية، لا يكتفي بالندم بل يسعى للعمل الصالح والتغيير الإيجابي في حياته.

قبول التوبة الصادقة

الاستغفار وقبول التوبة الصادقة عند الله أمر مباح بعد فعل المنكرات، ففي حديث يرويه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، يقول الله -تبارك وتعالى- عن العبد الذي يذنب ثم يتوب: “عبدي أخطأ ذنبًا، فعلم أن لديه ربًا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب. ثم يعود فترتكب المعصية مرة أخرى ويقول: ‘أي رب اغفر لي ذنبي’، فالله يقول: ‘عبدي أخطأ ذنبًا، فعلم أن لديه ربًا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، اعمل ما شئت فقد غفرت لك'”. يعني أنه ما دمت تعود إليه وتتوب، فسيغفر لك.

لكن من شروط قبول التوبة ووجوب المغفرة ألا يصر الشخص على الخطيئة أو المعصية. قال الله -عز وجل-: “والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين” (الآية: 135-136).

أضرار مشاهدة الأفلام الإباحية

تترتب العواقب السلبية لمشاهدة الأفلام الإباحية على عدة نقاط ملموسة، ومن أبرزها:

  • تجلب هذه الأفلام سخط الله تعالى نظرًا لعمل الإنسان المعصية والتعدي على حدود الله.
  • تؤدي إلى ابتعاد الشخص عن الله وتقويض أداء الواجبات الدينية.
  • تنشئ قسوة في القلب وفقدانًا للرحمة والإيمان.
  • تشكل كراهية لكل ما أحله الله تعالى.
  • تدفع الشخص للارتكاب المستمر للمحرمات والذنوب.
  • قد تسبب في ظهور بعض الاضطرابات النفسية والعصبية مثل التفكير الشارد والاكتئاب.
  • تؤثر على القدرة على التركيز وتقليل مستوى الذكاء.
  • قد تسبب العار والخزي للفرد وأسرته.
  • قد يُحرَض الشخص بعد مشاهدته على تجربة ما شاهده، مما يزيد من فرص الإصابة بالأمراض الجنسية الخطيرة.
  • تؤدي إلى تأثير سلبي على البصر وضعفه بسبب الاستخدام المطول للأجهزة الإلكترونية.

حكم مشاهدة الأفلام الإباحية بغرض التعلم

لا يوجد أي فرق في حرمة مشاهدة تلك الأفلام، سواء كانت المشاهدة لغرض التعلم أو بدون ذلك، ففي كل الحالات تعد مشاهدة هذه الأفلام محظورة شرعًا وفقًا للشريعة الإسلامية. إنها تتعارض مع أوامر الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويوافق على هذا الرأي جميع الأئمة وشيوخ الإسلام بالإجماع.

إذا كان الشخص يسعى للحصول على المعرفة والتعلم فيما يتعلق بالمسائل الزوجية والجنسية، هناك العديد من الكتب الشرعية المتخصصة التي تناولت هذه الأمور بشمول وتفصيل، لذا ينبغي عليه أن يلجأ إلى هذه الكتب لكي يكتسب المعرفة والفهم الصحيح حول هذه القضايا، مما يمكنه من الالتزام بتعاليم الدين وعدم ارتكاب ماحرم من قبل الله تبارك وتعالى وألا يجعل ربه أهون الناظرين إليه.

حكم مشاهدة الأفلام الإباحية والصلاة

مشاهدة الأفلام الإباحية تعتبر من الأفعال المحرمة في جميع الديانات السماوية، وليس فقط في الدين الإسلامي، فهي تُثير غضب الله ويعاقب عليها ربنا تبارك وتعالى عقوبة شديدة في الدنيا والآخرة، وفيما يتعلق بالالتزام بالصلاة ومشاهدة تلك الأفلام، فإن الحكم يفضل بشكل منفصل عن مشاهدة تلك الأفلام وأداء الصلاة، حيث لا يوجد ارتباط مباشر بينهما حيث إن:

  • الحرمة في مشاهدة تلك الأفلام تبقى سائدة سواء كان الشخص يصلي أم لا، إذ تُعتبر من الذنوب الكبيرة، لكن الصلاة لا تُلغي صحتها ولا تُبطلها بشرط أن لا يخرج شيء من جسم الإنسان.
  • في حالة الاستمناء، سواء كان دون اللمس المباشر للعضو التناسلي أو نتيجة للعادة السرية، يجب على الشخص الاغتسال والتطهر من الجنابة قبل الصلاة، إذ أحد شروط صحة الصلاة هو الطهارة. الوضوء لا يكفي بل يتطلب الاغتسال في هذه الحالة.
  • تستطيع الصلاة أن تكون المخرج الوحيد للشخص من هذه المعاصي، كما أشار الله في القرآن، حيث تنهى الصلاة عن الفحشاء والمنكر، وهي تذكير للإنسان بأمور الله وتقريبه منه.
  • إضافةً إلى ذلك في بعض الحالات، قد يؤدي ذلك الجرم نحو الابتعاد عن الصلاة والعبادات بالتدريج ومن ثم إلى الانحراف والمعصية، وهذا قد يحدث نتيجة انتشار المعاصي في قلب الإنسان، مما يؤدي إلى انغماسه في الآثام والأخطاء.

حكم مشاهدة الأفلام الإباحية للضرورة

كثير من الشباب يلجأون إلى مشاهدة الأفلام الإباحية وممارسة العادة السرية، ويعتقدون أنهم بهذه الأعمال لا يخالفون إرادة الله. هؤلاء الأشخاص، في الغال ، يلجؤون إلى تلك الأفلام بسبب عدم قدرتهم على الزواج وتأمين تكاليفه، ويجدون في هذه الأفلام سبيلاً للتخفيف من الضغط الجنسي الذي يشعرون به.

وفي هذا الصدد نوضح ونؤكد أن مشاهدة الأفلام الإباحية وتعد من الأمور المحظورة والتي نهاها الله عز وجل، حتى في حالات الضرورة. لذلك، الشخص الذي أدمن تلك الأفلام يحتاج إلى العودة إلى الله والالتزام بأركان الإسلام التي فرضها الله. يمكن للفرد البدء بأداء الصلاة ثم القيام بالصدقة وصوم الأيام المفروضة، بهدف أن يزيد حب الله في قلبه ويبتعد عن هذه المعاصي.

حكم مشاهدة الأفلام الإباحية ثم الاستغفار

جديد المواضيع