ما حكم إنشاء بنوك الحليب ، تشهد العصور الأخيرة تزايد في البحث عن جواز أو تحريم إنشاء بنوك الحليب، حيث تم إنشاء تلك النوع من البنوك في أمريكا، تقوم هذه البنوك على تصفية اللبن من النساء وشرائه منهن وبيعه للأمهات التي تعاني من نقص هرمون الحليب لديها في مرحلة رضاعة الأطفال، فأصبحت الأمة الإسلامية كافة تبحث عن شرعية أو تحريم تلك البنوك، لأن في هذه الحالة يتناول الجنين حليب من أمراءة غير أمه، من خلال موقع مخزن سوف نتناول حسم الجدل حول هذه القضية.
يشهد عالمنا في فترته الأخيرة ظهور نوع من البنوك الفريدة من نوعها، التي لم يسمع بها من قبل، ومن خلال سيطرة حكم إنشاء بنوك الحليب في الدين الإسلامي، حيث جاء حكم هذا الأمر على يد أهل العلم المستجدين، وتبين أن لا يوجد اتفاق في آراء أهل العلم في الحكم على إنشاء تلك البنوك، التي تهدف إطعاء الرضيع حليب من سيدة غير أمه؛ و يحدث ذلك في حالة نقص هرمون اللبن عند الأم أو نقص الفيتامينات لديها، وأنقسم رأي أهل العلم إلى قسمين من العلماء، سنوضح ذلك في النقاط التالية:
العلماء الذين أتفق رأيهم مع جواز إنشاء بنوك الحليب
ذكرنا فيما سبق أن آراء أهل العلم المستجدين انقسموا إلى فريقين، وفي هذه الفقرة نذكر آراء القائلين بجواز لإنشاء بنوك الحليب وهي تتمثل فيما يلي:
رأي الدكتور محمد القرضاوي: يحكم بجواز إنشاء بنوك الحليب، لأنه يعتبرها حلالا في الشريعة الإسلامية، حيث جاء قوله هذا من خلال استشهاده بأمرين، نذكر تلك الأمرين في النقاط التالية:
أن أمر الشك في الرضاعة ليس محرم، حيث أن بنوك الحليب تعمل على خلط الحليب المستخلص من النساء،وفي هذه الحالة لا يكون هناك اي دليل لللبن أنه منسوب لأم بعينها، فيكون التحريم في النظر إلى الغالب من اللبنين، أما في حالة عدم معرفة اللبن الغالب من المغلوب فهذا يحدث شك فقط والشك ليس بحرام.
أن العلة في كون تحريم النكاح بسبب الرضاعة هي الأمومة المرضعة لا إنشاز العظم وإنبات اللحم.
بدر المتولي عبد الباسط: يتفق مع إنشاء بنوك الحليب،و أثبت رأيه من حيث أن يقول الإرضاع يتكون أمرين الأول إلقام الثدي و إنزال ما فيه في فم الرضيع و سريان الحليب في جوفه، وذلك لا يتم في بنوك الحليب، ولذلك فأنه لا يحرم النكاح، ومن ثم لا يتطلب ذلك الخوف من اختلاط الأنساب؛ لأنه أمر لا وجود له.
دار الإفتاء المصرية: تبيح إنشاء بنوك الحليب، مستندة في ذلك على شروط أبي حنيفة التي وضعها في أحكام الرضاعة، حيث حدد شرعية تناول الرضيع لللبن الآتي من تلك البنوك، في أن يكون مختلطا وغير معروف من اللبن الغالب ومن المغلوب في هذا الخليط، ويأتي تحريم النكاح في شروط الرضاعة التي حددها أبي حنيفة، أن يكون في تناول الرضيع للبن خلصا من امرأة واحدة، ورسيان تلك اللبن في جوف الرضيع.
العلماء الذين أتفق رأيهم مع تحريم إنشاء بنوك الحليب
نقوم في هذه الفقرة بتوضيح مجموعة العلماء الذين اختلفوا في أراءهم مع فكرة إنشاء بنوك الحليب، نذكر هؤلاء العلماء و آرائهم في النقاط التالية:
رأي عبد الرحمن النجار: أستند في رأيه على تحريم إنشاء تلك البنوك على رأي الأطباء في أن تلك الحليب يلحق بالضرر للأطفال، كما يرى حرمة اختلاط اللبن مع لبن آخر وذلك بسبب اختلاط الأنساب وتغير الحليب عن أصل خلقته.
حسام الدين: أتفق مع حرمة إنشاء بنوك الحليب، حيث استند بذلك على الأدلة القرآنية الذي يؤكد على تحريم الرضاع بشكل تام، حيث قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم، في سورة النساء، الآية رقم 23 قال ” حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ”، و رأى حسام الدين أن اختلاط اللبن في تلك النوك يؤدي إلى الكثير من مظاهر الفساد في المجتمع الإسلامي وذلك؛ بسبب صعوبة التحقق من معرفة الأم الحقيقة للرضيع، كما أكد على ضرورة الالتزام باتباع الأهداف التشريعية التي وضعها الله عز وجل.
ماهية بنوك الحليب
تعرف بنوك الحليب بأنها ” مركز مخصص لجميع حليب المراضع تبرعا منهن أو يتم الجمع مقابل الحصول على مبلغ من المال”.
قد بدأت فكرة إنشاء تلك البنوك في الدول الغربية، ولكن لم تجد اهتماما من قبل الأمهات فأغلقت.
عملت الصين على تجديد فكرة إنشاء بنوك الحليب، وتهدف في ذلك الإنشاء الي تغذية الأطفال ذات النمو الضعيف، والأطفال الجذع، ويتم إعطاء تلك الحليب المخلوط للرضع بعد مروره لعدة مراحل للتعقيم.
يتم في هذه البنوك الخلط بين لبن المرأة الواحدة مع لبن عشرات السيدات الأخريات، وبذلك لا يتم معرفة أيا من هذا الخليط لبن غالب وأيهم لبن مغلوب.
يتم صرف مبالغ باهظة على إنشاء بنوك الحليب، وذلك سبب احتياجاتها إلى الأجهزة الحديثة ذات التقنيات العالية، تلك الأجهزة التي تستخدم في تعقيم اللين قبل وصوله للرضع.
المشاكل الصحية الناتجة عن استخدام حليب بنوك الحليب
يتسبب تناول الرضيع للحليب المخلوط الذي يتم شرائه من بنوك الحليب في حدوث الكثير من المخاطر الصحية له، نذكر في النقاط التالية تلك المخاطر الصحية التي يتعرض لها الرضيع:
يتم وضع كمية من المواد الحافظة حتى يستمر لأطول وقت ممكن، كما يكون تلك الحليب عرضة للتلوث من خلال الفيروسات والميكروبات، ومن ثم تلحق هذه الحالات بالضرر الكبير للرضيع.
عدم استفادة الرضيع من فوائد اللبن الخالص الذي خلقه الله سبحانه وتعالى في الأم، وذلك يأتي بسبب معارضة الأم لإرضاع ابنها، و تتمثل فوائد لبن الأم في النقاط التالية:
يمثل الغذاء الآمن والنظيف للرضيع.
اعتماد الرضع عليه كغذاء لأشاع حاجتهم خاصة في الشهور الأولى، التي تسبق سن السماح للطفل بتناول الطعام من خضروات وفاكهة.
تعمل الرضاعة الطبيعية على حماية الطفل من التعرض للجراثيم والميكروبات.
تقوم الرضاعة الطبيعية من تسهيل عملية الهضم؛ مما يجعل الطفل لا يعاني من حدوث الانتفاخ المؤلم الذي يتعرض له الرضع الذين يعتمدون في غذائهم على اللبن الصناعي.
تمد الرضاعة الطبيعية الطفل بالكثير من الفيتامينات والعناصر الهامة التي يحتاجها الجسم، خاصة الكالسيوم الذي يقوم ببناء العظام والأسنان، لذلك فهي تعمل على تقوية عظام الفكين للرضع.
تقوم الرضاعة الطبيعية بتحسين عملية نظام التمثيل الغذائي، مما يحمي الطفل من السمنة المفرطة.
تحمي الرضاعة الطبيعية من التعرض للمشاكل الصحية، خاصة ضعف الجهاز المناعي للرضيع.
تساعد الرضاعة الطبيعية على تقليل فرصة الإصابة للرضيع بالحساسية المفرطة.
تعمل الرضاعة الطبيعية على حماية الطفل من الالتهاب الحاد للقولون، وذلك عن طريق تسهيل عملية الهضم للرضيع.
هكذا نكون ختمنا مقالنا عن ما حكم إنشاء بنوك الحليب ، حيث تبين لنا أن تلك البنوك تقوم على الخلط بين حليب المئات من السيدات، وذلك بهدف تغذية الأطفال ذات النمو الضعيف و الأطفال الجذع، الذين لا يمكنهم الحصول على لبن أمهم بسبب نق هرمون اللبن لدىهن، وجاء الحكم في ذلك مختلف بين أهل العلم المستجدين الذين يراون جوازه والآخرين الذين يحرمونه، نلقاكم في مقال جديد بمعلومات جديدة على موقع مخزن.