مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

من ثمرات محبة المؤمنين في الدنيا

بواسطة: نشر في: 23 ديسمبر، 2022
مخزن

من ثمرات محبة المؤمنين في الدنيا

إن الحب من أرقى وأسمى المشاعر الإنسانية، وبشكل خاص إن كان خالصًا لوجه الله تعالى، وقد ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله تعالى قالوا يا رسول الله تخبرنا من هم قال هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها فوالله إن وجوههم لنور وإنهم على نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس وقرأ هذه الآية ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)، وفيما يلي نذكر فوائد ثمرات حب المؤمنين ومرافقة الصالحين بالدنيا :

العون على الطاعة، والأخذ بيدك للجنة

لا تنقطع الصلة بالصالحين والمؤمنين حتى بعد الوفاة، وهو ما قال فيه تعالى بسورة الزخرف الآية67 (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ)، ومن حق المؤمن على أخيه المؤمن النصح، وله عليه الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وهو ما قال فيه تعالى في سورة العصر الآيات [1-3] (وَالْعَصْرِ، إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)، وقوله تعالى في سورة التوبة الآية 71 (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ).

تستظلون سويًا بظل عرش الرحمن

وهو ما قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنَّ اللَّهَ يقولُ يومَ القيامةِ: أينَ المُتحابُّونَ بجلالي؟ اليومَ أظلُّهم في ظلِّي، يومَ لا ظلَّ إلَّا ظلِّي)، وفي حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله ذكر من بينهم (ورجلان تحابّا في اللهِ، اجتمعا عليه وتفرَّقا عليه).

تتأثر بأخلاقهم الحميدة

عن عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه، أن الرسول صلّى الله عليه وسلم قال : (ليسَ المؤمنُ بالطَّعّانِ ولا اللَّعّانِ ولا الفاحشِ ولا البَذيءِ).

الجلوس معًا على منابر من نور

عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه قال، سمعت رسول الله صلّي الله عليه وسلم يقول، قال الله جل وعلا (المتحابُّونَ في جلالِي لهمْ مَنابِرُ من نورٍ، يَغبطُهمُ النَّبيُّونَ والشهداءُ).

محبة المؤمنين

ينبغي على المسلم حب أخيه المؤمن، وتمني الخير له، فهي خصلةٌ من خصال الإيمان، وهو ما قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، وهو ما يعني أن يحب المسلم لأخاه المسلم الطاعة التي ترضي عنه الله جل وعلا ونبيه صلى الله عليه وسلم مثلما يحب لنفسه، وأن يكره ارتكاب أخاه المسلم المعاصي والنواهي، كما يكره ذلك على نفسه، وأن يحب لأخاه ما يحب لنفسه من كل الأمور المباحة مثل الملابس والأطعمة والمشروبات.

وهو ما لا يعني إعطائه ما لديك، على الرغم من أنها صفةٌ من الصفات الحسنة والتي تتمثل بالإيثار على النَّفس إن كان في حاجة، ويجب على الصديق الصالح أن يقدم النصح لصديقه ويقوّمه، ولا يغلب المجاملة بينهم على حساب الدين، حيث إن الصداقة الحقيقية تكمن بالإصلاح والهداية، وهو ما قال فيه عمر رضي الله عنه: (رحم الله امرءًا أهدى إليّ عيوبي) .

أسباب محبة الله للعبد

هناك العديد من الأسباب لحب الله تعالى لعباده، ومن أبرز هذه الأسباب ما يلي:

  • تلاوته القرآن الكريم: فإن حرص العبد على قراءة القرآن الكريم، وإدراك ما تصبو الآيات إليه سوف ينال حب ورضا الله تعالى.
  • أداء النوافل: يكسب الإنسان رضا وحب الله تعالى من أداء الصلوات النافلة عقب الفرائض.
  • المداومة على ذكر الله: إن المداومة على ذكر الله سبحانه وتعالى فعلاً قولاً باللسان والقلب يكسبه حب الله عز وجل.
  • تلاوة أسماء الله الحسنى: إن حفظ وتلاوة أسماء الله الحسنى وصفاته العلا ترفع من شأن العبد وتكسبه محبة الله تعالى والقرب منه.
  • شكر الله على نعمه: يزيد الله تعالى المؤمن الشاكر لنعمه كما ويكسبه محبته.
  • الخلوة ومناجاة الله: يحب الله تعالى العبد الذي يسجد له ويختلي لمناجاته، والوقوف بحضرته، وتلاوة كلامه، ثم ختمها بالاستغفار والإنابة والتوبة لوجه الله العظيم.
  • مجالسة المؤمنين: حيث إن الشريعة الإسلامية حثت على الصحبة النافعة، كما وأكدت عليها في الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، وهي من الأمور الهامة التي تكسب العبد رضا الله ومحبته.
  • عدم تلويث الفطرة الإيمانية: إذ أن الله عز وجل خلق الفطرة الإيمانية بقلب كل عبد من عباده، وهنا تتجلى مهمة الإنسان بالابتعاد عن جميع ما يغضب الله، ويبعد قلبه عن محبة الله ويلوث فطرته الإيمانية.

تدريب القلوب على محبة المؤمنين

يمكن للعبد أن يُنَمّي الحب بداخله، وفي داخل الآخرين، حيث يوجد حبًا فطريًا، وحبًا آخر يجب العمل على بثه وتنميته، وفيما يلي نذكر بعض الأمور التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم لإيلاف القلوب، والتي تساعد في تدريبها على المحبة :

  • أخبر أخاك أنك تحبه: وهو ما ورد في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلَّم : (إذا أحبَّ أحدُكم صاحبه فلْيَأته في مَنْزِله، فليخبره أنه يحبُّه لله عزَّ وجلَّ)، وعن معاذ بن جبل أن الرسول صلّ الله عليه وسلم قال له : (يا معاذ، والله إنِّي لأحبُّك)، فقال : (أوصيك يا معاذ، لا تدعَنَّ في دبُرِ كُلِّ صلاة تقول : اللَّهم أعنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك).
  • إفشاء السلام: عن النبي الله صلّى الله عليه وسلم أنه قال : (أفشوا السَّلام بينكم).
  • زهد ما في أيدي الناس: ورد عن سهل بن سعد الساعدي أنه أتى رجلٌ إلى الرسرل صلى الله عليه وسلَّم وقال له: يا رسول الله، دُلَّني على عمل إذا أنا عملته أحبَّني الله وأحبني الناس، فقال رسول الله صلَّ الله عليه وسلَّم: (ازْهَد في الدُّنيا يُحِبَّك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبُّوك).
  • لا تستمرئ البغضاء: قال تعالى في سورة الممتحنة الآية 7 (عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
  • عدم الإصغاء إلى المغتابين والنمامين: كره النبي صلى الله عليه وسلم الاستماع لناقي الكلام، فصلًا عن الاقتناع بما نقلوه، فقد روي عن الرسول على لسان عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال (لا يُبلغني أحدٌ شيئًا عن أصحابي؛ فأنا أُحِبُّ أن أخرج إليهم وأنا سليم الصَّدر).

علامات حب الله لعبده

قال تعالى بالحديث القدسي (وما تقرَّب إلي عبدي بشيء أحب إليَّ ممَّا افترضتُ عليه، وما يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببته، كنت سَمْعَه الذي يسمَع به، وبصَرَه الذي يُبصر به، ويَدَه التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه)، وذكر ابن بطال رحمه الله: (وجه ذلك، أنه لا يحرك جارحة من جوارحه إلا في الله، ولله، فجوارحه كلها تعمل بالحق، فمن كان كذلك، لم ترد له دعوة)، وفيما يلي نذكر بعض العلامات التي تدل على أن الله تعالى يحب العبد:

  • من بين علامات حب الله للعباد أن يرزقهم الزهد بالدنيا، وملاذاتها، وهو ما قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم (ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبوك)، (إن الله عز وجل ليحمي عبده المؤمن من الدنيا وهو يحبُّه، كما تحمون مريضكم من الطعام والشراب، تخافونه عليه).
  • ابتلاء الله لعباده بالشدائد والمحن، لأنه يحبهم، وهو ما قال تعالى فيه بسورة الإنسان الآية 2 (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا)، فلا ينبغي الحزن حينها لأن الدنيا دار بلاء، وبها يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه (دار أولها بكاء، وأوسطها عناء، وآخرها فناء، ولكنه فناء يعقبه حساب وجزاء)، وذكر سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، قلت : يا رسول الله، أي الناس أشد بلاءً؟ قال: (الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى العبد على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة، اشتدَّ بلاؤه، وإن كان في دينه رقَّة، ابتُلي على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه من خطيئة).

ما هي ثمرات محبة المؤمنين في الدنيا؟

1- مرافقتهم في الجنة.
2 – التأثر بأخلاقهم.
3 – الاستظلال بظل العرش.
4 – الجلوس علي منابر من نور.

المراجع

من ثمرات محبة المؤمنين في الدنيا

جديد المواضيع