ابحث عن أي موضوع يهمك
إن الحب من أرقى وأسمى المشاعر الإنسانية، وبشكل خاص إن كان خالصًا لوجه الله تعالى، وقد ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله تعالى قالوا يا رسول الله تخبرنا من هم قال هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها فوالله إن وجوههم لنور وإنهم على نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس وقرأ هذه الآية ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)، وفيما يلي نذكر فوائد ثمرات حب المؤمنين ومرافقة الصالحين بالدنيا :
لا تنقطع الصلة بالصالحين والمؤمنين حتى بعد الوفاة، وهو ما قال فيه تعالى بسورة الزخرف الآية67 (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ)، ومن حق المؤمن على أخيه المؤمن النصح، وله عليه الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وهو ما قال فيه تعالى في سورة العصر الآيات [1-3] (وَالْعَصْرِ، إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)، وقوله تعالى في سورة التوبة الآية 71 (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ).
وهو ما قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنَّ اللَّهَ يقولُ يومَ القيامةِ: أينَ المُتحابُّونَ بجلالي؟ اليومَ أظلُّهم في ظلِّي، يومَ لا ظلَّ إلَّا ظلِّي)، وفي حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله ذكر من بينهم (ورجلان تحابّا في اللهِ، اجتمعا عليه وتفرَّقا عليه).
عن عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنه، أن الرسول صلّى الله عليه وسلم قال : (ليسَ المؤمنُ بالطَّعّانِ ولا اللَّعّانِ ولا الفاحشِ ولا البَذيءِ).
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه قال، سمعت رسول الله صلّي الله عليه وسلم يقول، قال الله جل وعلا (المتحابُّونَ في جلالِي لهمْ مَنابِرُ من نورٍ، يَغبطُهمُ النَّبيُّونَ والشهداءُ).
ينبغي على المسلم حب أخيه المؤمن، وتمني الخير له، فهي خصلةٌ من خصال الإيمان، وهو ما قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)، وهو ما يعني أن يحب المسلم لأخاه المسلم الطاعة التي ترضي عنه الله جل وعلا ونبيه صلى الله عليه وسلم مثلما يحب لنفسه، وأن يكره ارتكاب أخاه المسلم المعاصي والنواهي، كما يكره ذلك على نفسه، وأن يحب لأخاه ما يحب لنفسه من كل الأمور المباحة مثل الملابس والأطعمة والمشروبات.
وهو ما لا يعني إعطائه ما لديك، على الرغم من أنها صفةٌ من الصفات الحسنة والتي تتمثل بالإيثار على النَّفس إن كان في حاجة، ويجب على الصديق الصالح أن يقدم النصح لصديقه ويقوّمه، ولا يغلب المجاملة بينهم على حساب الدين، حيث إن الصداقة الحقيقية تكمن بالإصلاح والهداية، وهو ما قال فيه عمر رضي الله عنه: (رحم الله امرءًا أهدى إليّ عيوبي) .
هناك العديد من الأسباب لحب الله تعالى لعباده، ومن أبرز هذه الأسباب ما يلي:
يمكن للعبد أن يُنَمّي الحب بداخله، وفي داخل الآخرين، حيث يوجد حبًا فطريًا، وحبًا آخر يجب العمل على بثه وتنميته، وفيما يلي نذكر بعض الأمور التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم لإيلاف القلوب، والتي تساعد في تدريبها على المحبة :
قال تعالى بالحديث القدسي (وما تقرَّب إلي عبدي بشيء أحب إليَّ ممَّا افترضتُ عليه، وما يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببته، كنت سَمْعَه الذي يسمَع به، وبصَرَه الذي يُبصر به، ويَدَه التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأُعيذنَّه)، وذكر ابن بطال رحمه الله: (وجه ذلك، أنه لا يحرك جارحة من جوارحه إلا في الله، ولله، فجوارحه كلها تعمل بالحق، فمن كان كذلك، لم ترد له دعوة)، وفيما يلي نذكر بعض العلامات التي تدل على أن الله تعالى يحب العبد:
1- مرافقتهم في الجنة.
2 – التأثر بأخلاقهم.
3 – الاستظلال بظل العرش.
4 – الجلوس علي منابر من نور.