مرض الصفراء لدى حديثي الولادة هو حالة شائعة ومؤقتة تحدث عندما يتراكم مستوى مرتفع من مادة البيليروبين في دم الطفل، كما تعتبر الصفراء الفسيولوجية (الطبيعية) أكثر أنواع الصفراء شيوعًا لدى حديثي الولادة ولا تشكل خطورة كبيرة عادةً، وفي موقع مخزن نستعرض معكم أبرز جوانب هذا المرض والمعلومات المتاحة عنه.
أعراض الصفراء عند حديثي الولادة تعتمد على سببها وشدتها، فالصفراء عند الرضع الجدد تحدث بسبب ارتفاع مستوى البيليروبين في الدم، وفيما يلي نستعرض معكم أهم المعلومات عن هذا المرض:
هو صبغة طبيعية تتكون عند تحلل الهيموجلوبين (الجزء الأحمر من خلايا الدم القديمة) عندما تكون كمية البيليروبين زائدة في الدم، يمكن أن تسبب تلون الجلد والأبيضاض (العينين)، وهذه تسمى الصفراء.
تعتبر الصفراء عند حديثي الولادة عادةً ظاهرة طبيعية وشائعة، وتتلاشى عادةً بشكل تدريجي دون الحاجة إلى علاج خاص.
ولكن لا يمكن تحديد وقت محدد لاختفاء الصفراء بالضبط، فهذا يعتمد على عدة عوامل مثل شدة الصفراء ونسبة البيليروبين في الدم وصحة الطفل بشكل عام.
عمومًا يمكن أن تختفي الصفراء خلال فترة تتراوح بين أيام إلى بضعة أسابيع في العادة، يكون ذروة الصفراء حوالي اليوم الثالث أو الرابع من الولادة ومن ثم تبدأ في التلاشي تدريجياً.
إذا كان الصفراء خفيفًا والطفل بصحة جيدة، فإنه لا يتطلب تدخلاً طبيًا، ويمكن العمل على تقليله بتعريض الطفل لأشعة الشمس الطبيعية لفترات قصيرة وفقًا لتوصيات الأطباء.
ولكن إذا كانت شدة الصفراء مرتفعة أو مصاحبة لأعراض أخرى تثير القلق، قد يقوم الطبيب بتقييم الحالة وينصح بالتدخل المناسب، مثل عمل فحوصات دم إضافية أو إجراء علاج بالضوء (الفوتوتيرابيا) في حالات نادرة.
كيف أعرف أن طفلي شفي من الصفراء؟
لمعرفة ما إذا كان طفلك قد شُفي من الصفراء، يمكنك متابعة العلامات التالية:
لون البشرة: يمكنك متابعة لون بشرة طفلك. عندما يكون طفلك قد تجاوز الصفراء، ستبدأ بشرته في العودة تدريجيًا إلى لونها الطبيعي دون أي تلون أصفر.
لون الأبيضاض: قد يكون لون الأبيضاض (الجزء الأبيض من العين) مؤشرًا على التحسن أيضًا. عندما يختفي الصفراء، ستصبح الأبيضاض باللون الأبيض دون أي تلون أصفر.
النشاط والقدرة على الرضاعة: عندما يتحسن الطفل من الصفراء، ستلاحظ أنه أكثر نشاطًا وحيوية وقدرة على الرضاعة بشكل جيد. قد تبدأ الرغبة في التغذية والتبول والتبرز بشكل طبيعي.
متابعة طبيب الأطفال: إذا كان لديك قلق بشأن الصفراء أو كنت غير متأكد من شفاء طفلك، فمن الأفضل متابعة طبيب الأطفال.
متى تنتهي أعراض الصفراء عند حديثي الولادة
معظم حالات الصفراء الفسيولوجية (الطبيعية) لدى حديثي الولادة تتلاشى تدريجيًا وتختفي بشكل طبيعي دون أي تدخل طبي خاص في غضون أسابيع قليلة من الولادة، عادةً ما تكون أعراض الصفراء قد بدأت في الأيام الأولى بعد الولادة، وتصبح ذروتها خلال الأسبوع الأول إلى الأسبوع الثاني من الحياة عمومًا، يمكن أن تختلف مدة استمرار الصفراء بناءً على عوامل متنوعة مثل:
مستوى الصفراء: إذا كان مستوى البيليروبين مرتفعًا بشكل كبير، فقد يستغرق وقتًا أطول للتحسن.
الصحة العامة للطفل: يمكن أن تؤثر حالات صحية أخرى على مدى استجابة الطفل للصفراء.
عوامل معينة مثل الرضاعة الصناعية أو الرضاعة الطبيعية: قد تؤثر نوعية الرضاعة على سرعة انخفاض مستوى البيليروبين في الجسم.
عمومًا في حالات الصفراء الفسيولوجية، يتلاشى اللون الأصفر بشكل تدريجي في الوجه والجلد بعد فترة قصيرة ويعود الطفل إلى اللون الطبيعي.
إذا استمرت الصفراء لفترة طويلة أو تفاقمت الأعراض، ينبغي مراجعة طبيب الأطفال للفحص والتقييم وتحديد السبب واتخاذ الخطوات اللازمة للتعامل مع الحالة.
استمرار الصفراء أكثر من شهر عند حديثي الولادة
الصفراء لدى الأطفال الرضَّع تعتبر حالة شائعة تحدث عندما تتراكم مادة البيليروبين في الدم بشكل زائد. عادةً ما يكون مستوى الصفراء منخفضًا وغير مؤذٍ للطفل، ولكن قد تحتاج بعض الحالات إلى مراقبة وعناية طبية، ومن أهم الأسباب الخاصة باستمرار الصفراء لفترة طويلة ما يلي:
ارتفاع مستوى البيليروبين الناتج عن زيادة في إنتاج البيليروبين أو تخلص الجسم منه بشكل غير كافٍ.
حالات مرضية مثل فقر الدم الناقص للحديد (هيمولوبين) أو التهاب الكبد.
مشكلات في وظائف الكبد والكبد الدهني.
قد يكون هناك اضطرابات في الجهاز الهضمي.
علاج الصفار عند حديثي الولادة بالبيت
قد تكون العلاجات المنزلية غير ضرورية، والصفراء عادةً تختفي بشكل تدريجي دون علاج خاص إليكم بعض الإرشادات العامة التي يمكن أن تساعد في تقليل احتمال استمرارية الصفراء:
رضاعة الطفل: ينصح برضاعة الطفل بشكل منتظم، سواء كانت رضاعة طبيعية أو صناعية. الرضاعة المبكرة والمنتظمة تساعد على تحفيز عملية التبرز والتخلص من البيليروبين.
التعرض للضوء الطبيعي: يمكن وضع الطفل تحت ضوء الشمس المباشر لبضع دقائق في اليوم (لا تتعرض جلد الطفل للحروق)، مما يساعد في تحويل البيليروبين إلى مركب يمكن التخلص منه عن طريق البول والبراز.
امتى اقلق من نسبة الصفراء؟
يجب أن تكون نسبة الصفراء عند حديثي الولادة في الحدود الطبيعية، وفي الغالب لا تشكل مشكلة صحية خطيرة ومع ذلك، يجب أن تكون مراقبًا لحالة طفلك والانتباه إلى أي علامات تشير إلى زيادة خطورة الصفراء، قد تحتاج إلى القلق وتراجع طبيب الأطفال في حالة:
إذا استمرت أعراض الصفراء لأكثر من أسبوعين أو أكثر، فيجب التحقق من ذلك مع الطبيب.
في حين لاحظت أن الصفراء تزداد شدة بدلاً من التحسن، يجب استشارة الطبيب فورًا.
إذا لاحظت صفراء في أماكن غير عادية مثل العينين أو اليدين، يجب التحقق من ذلك.
في حال إن كان هناك أعراض أخرى مثل استسقاء الجلد أو اضطرابات في السلوك أو الرضاعة.
قياس الصفراء في المنزل
قياس مستوى الصفراء في المنزل لدى حديثي الولادة يعتبر أمرًا غير معتاد ويجب أن يتم عادةً بواسطة الفريق الطبي في المستشفى أو عيادة طبيب الأطفال، وهذا تبعاً للكثير من الأسباب التي يتمثل أبرزها فيما يلي:
يتم قياس مستوى البيليروبين في الدم باستخدام اختبار البيليروبين المباشر (Direct Bilirubin Test)، وهو اختبار يقوم بتحديد كمية البيليروبين المتواجدة في الدم.
في حال إن كنت تشعر بالقلق بشأن صفراء طفلك، يُنصح بعرضه على طبيب الأطفال فورًا للفحص والتقييم.
الطبيب سيقيم الحالة بناءً على علامات الصفراء والتاريخ الطبي للطفل وقد يقوم بطلب اختبارات الدم لقياس مستوى البيليروبين إذا اعتبر ذلك ضروريًا.
يُعتبر الكشف المبكر عن مستوى الصفراء وعلاجها الفعال هو أمر مهم للوقاية من مضاعفات الصفراء المحتملة.
قد يحتاج الطفل المصاب بصفراء متواصلة أو متزايدة إلى العلاج بالفوتوتيرابي (Phototherapy)، وهي عملية تعرض الجلد للضوء الأزرق الذي يساعد على تحطيم البيليروبين في الدم وتسهيل إخراجه من الجسم.
ما هي النسبة الطبيعية للصفراء عند حديثي الولادة؟
مستوى الصفراء الطبيعي لدى حديثي الولادة يختلف وفقًا للأيام الأولى من الحياة عادةً، يزداد مستوى البيليروبين (المادة المسؤولة عن الصفراء) في الدم خلال الأيام الأولى بعد الولادة، ويصل إلى ذروته في اليوم الثالث أو الرابع، ثم يبدأ في التناقص تدريجيًا بعد ذلك، علما ً أن النسبة الطبيعية للبيليروبين في الدم بعد الولادة تختلف وفقًا للأيام ويمكن أن تكون كما يلي:
في اليوم الأول: عادة ما يكون من 1-2 ملغ/دل (ميليجرام/ديسيلتر) من البيليروبين في الدم.
في اليوم الثاني: قد تصل النسبة إلى حوالي 6 ملغ/دل.
في اليوم الثالث: قد تصل النسبة إلى 12 ملغ/دل.
في الأسبوع الأول: عادةً ما تبدأ النسبة في الانخفاض تدريجيًا وتعود إلى المعدلات الطبيعية بحلول الأسبوع الثاني أو الثالث من الحياة.