ماذا يطلق على اسم الذهب قديمًا هو واحدًا من الأسئلة التي تشغل محبي الذهب، فلقد عرف العالم هذا المعدن منذ القدم، ولقد شاع استخدامه في العديد من الأغراض كتجسيد التماثيل وصناعة مجوهرات النساء وغيرها،فعبر موقع مخزن سوف نوضح اسمه في السابق وجميع المعلومات اللازمة.
يرجع تاريخ معرفة الإنسان لمعدن الذهب والذي يعد من المعادن الثمينة إلى القرن الثالث قبل الميلاد، إذ يُستدل على هذا الأمر من التحف الذهبية والحفريات التي اكتشفها المنقبين الأثرين والتي أكدوا على أنها تعود إلى عصر الدولة السومرية في دولة العراق، ولقد أطلق على هذا المعدن العديد من الأسماء قديمًا قبل أن يشتهر باسمه الحالي، فمنها ما يلي:
أطلق الفراعنة على الذهب قديمًا اسم نبو.
أما العرب فلقد أطلقوا عليه العديد من الأسماء مثل:
الرنان أو التبر: هو اسم برادة الذهب قديمًا.
الريادة: الذهب الناعم عقب سَنّه.
التبر: الذهب في حالته العادية قبل تشكيله أو صياغته إلى أواني وحلي.
الدينار: فلقد اتخذه البعض كوحدة نقدية نفسية وقيمة مقارنةً بالوحدة النقدية المصنوعة من الفضة وتُعرف بالدرهم.
تسمية الذهب قديمًا عند العرب
سبق وأسلفنا ذكرًا بأن العرب أطلقوا أكثر من اسم على الذهب، وذلك للتعبير عن مدى حبهم له، ولاعتباره من الأشياء التي زُينت في أعين الناس لا سيما إن كانت قناطير مقنطرة، ويعزى السبب وراء ذلك إلى تعبير القرآن الكريم عن حب الناس لهذا المعدن الثمين في قوله تعالى (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ …) [آل عمران، 14].
تاريخ الذهب
إن الذهب يعد فلزًا ثمينًا للغاية، وعنصرًا كيميائيًا حيث يُرمز له بالرموز Au، وهو يتسم بليونته ولونه الأصفر ولمعانه، وبتوفير في الطبيعة على هيئة حبيبات داخل الصخور وكذلك في قيعان الأنهار، كما يوجد أيضًا على هيئة عروق في باطن الأرض، ففيما يلي سوف نتحدث عن تاريخه:
تم اكتشاف التحف الذهبية أول مرة في مدينة أور جنوب العراق حيث يرجع تاريخ هذه التحف إلى الدولة السومرية والتي ظلت قائمة نحو 3000 عام قبل الميلاد.
حيث تم استخدام هذا المعدن حينها في المرفقات الجنائزية والتي كان يتم وضعها مع الميت كجزء من ممتلكاته التي سيكون بحاجة إليها في الحياة الأخرى.
ولقد تم اكتشاف مجموعة من المتنقيات الذهبية أيضًا في مقبرة أثرية في منطقة فارنا بنيكروبلوس وبالتحديد في بلغاريا.
كذلك في مدينة بيرو عندما كان بها حضارة الشافين لمدة 1200 عام قبل الميلاد تم اكتشاف مجموعة من المصنوعات والأواني الذهبية.
والجدير بالذكر أنه في منطقة البحر الأسود تم العثور على ما يقرب من 7 آلاف قطعة مصنوعة من الذهب ترجع إلى حضارة مايكوب والتي كانت مشهورة في العصر النحاسي.
أما في عهد الأسرة التاسعة عشر في مصر الفرعونية تم رسم أول خريطة لمناجم الذهب، ويُجدر بالإشارة إلى أنه من ضمن الألقاب الفرعونية للفرعون الحاكم حينها كان لقب نبو، حيث إن هذا الاسم الذهبي ظهر في بداية عصر الأسرة الثالثة.
أنواع الذهب واسمائها
منذ أنة تم استخراج الذهب قديمًا من باطن الأرض أطلق العرب على كل شكل من أشكاله اسمًا مختلفًا وذلك للدلالة على طريقة استعماله وحالته، فمن أشهر هذه الأسماء ما يلي:
التبر
يعد التبر من أشهر أسماء الذهب منذ القدم، حيث إنه يُقصد به الذهب في حالته الطبيعية والأولية عقب استخراجه من باطن الأرض أي وهو مادة خام مليئة بالشوائب، ولقد كان العرب ينعتون بهذا الاسم أيضًا كل من القبائل وكذلك الأشخاص ذات الحسب والنسب.
العسجد
يُطلق هذا الاسم على الذهب بعدما يتم جمعه بالياقوت وكذلك الجوهر ويتم صناعة الحلي منه، حيث إن العسجد كان من أنفس أنواع الحلي والمجوهرات لدى العرب، ولقد تفنن الشعراء في وصفه إلى جانب التشدق بحلاوة صنعته وجماله، وكان هناك مثل عربي شهير يعبر عن قيمته وهو “إن الناس قد اختلفوا في العسجد”
الإبريز
هو الذهب الذي يكون في حالته الأولية ومن ثم يخضع لعملية التصفية من الشوائب المختلطة به، فلقد ورد ذكر هذا الاسم في معاجم اللغة العربية وأتى لبعير عن أنقى مراحل الذهب الخالص من الشوائب والعوالق، ومن الجدير بالذكر أن أحد شعراء العرب قال عنه “كذا الإبريز يصفو على السبك”
العيقان
يُسمى الذهب الذي يخرج في أنقى صورة له أي بعد التنقية باسم العيقان، حيث إن هذه الكلمة مأثورة وتدل على الخلو والصفاء تمامًا من العيوب، فلقد كان العرب يسمون الجواري الحميلة بالعيقان دليلًا على نقاء جسدهن من العيوب
استخدامات الذهب قديمًا
برع العرب في القدم في تصنيع وتشكيل الذهب وفقًا لاحتياجاته فلقد كانوا يستخدمونه في الآتي:
صناعة العملات المعدنية: ففي العصر الفرعوني في الدولة المصرية القديمة صنع الفرعون مينا المؤسس لحكم الأسرة الأولى الفرعونية بعض العملات المعدنية من الذهب وكانت قيمتها تعادل قيمة قطعتين ونصف القطعة حينها من الفضة.
استخدامه كعملة تجارية: أشارت بعض الدراسات الأثرية قديمًا إلى أن حضارة ليدا والتي توجد حاليًا في تركيا قد سبقت الحضارة السومرية والحضارة المصرية في تصنيع الذهب على يد التجار البحريين كعملة تجارية.
بعض الأقنعة: لقد تم صناعة قناع الملك الشاب توت عنخ آمون من الذهب الخالص قديمًا، كما أن هناك العديد من التوابيت الخاصة بالملوك صُنعت من الذهب، ومن الجدير بالذكر أن هذا المعدن اُستخدم أيضًا لتزيين العجلات الحربية.
الاستخدامات العامة للذهب
صناعة مجوهرات الزينة عند خلط الذهب مع الخارصين أو النحاس أو الفضة وذلك بكميات متفاوتة تساهم في تشكيل عيارات متعددة للذهب تعتمد على درجة النقاوة، فمثلًا درة النقاوة 1000 يكون عيارها 24، بينما درجة النقاوة 875 يكون عيارها 21.
الدخول في صناعة محلول لعلاج الروماتيزم والتهابات العظام، وكذلك في أدوات طب الأسنان بسبب ليونته ولقدرته على مقاومة التآكل في الفم، بالإذافة إلى أنه يُستخدم في علاج بعض أنواع مرض السرطان.
المساهمة في الاستثمار فمن الممكن تخزينه في صورة سبيكة أو على هيئة قطع نقدية في حالة حدوث الاضطرابات الاقتصادية أو التضخم.
المشاركة في صناعة الأسطوانات الراقية كطبقة عاكسة.
كيف استخرج القدماء معدن الذهب
ابتكر القدماء مجموعة من الطرق لمساعدتهم على اكتشاف مناجم الذهب إلى جانب استخراجه من باطن الأرض فمن أبرز هذه الطرق ما يلي:
استهداف ومراقبة أماكن الصخور عقب ملاحظة تواجد وانتشار معدن الذهب في المناطق الصخرية وهو مختلط مع مجموعة متنوعة من المعادن، ومن أشهر هذه الصخور هي صخور البازلت وصخور الكوارتز.
حيث كانت عمليات البحث في البداية تتمركز حول السلاسل الجبلية والتي تم اكتشاف الذهب فيها على شكل عروق أسفل الجبال.
ومن الجدير بالذكر أنهم استخرجوا الذهب من باطن الأرض مختلطًا بمجموعة من الشوائب ثم اتجهوا إلى عمليات التنقية والتصفية إلى أن تم الوصول إلى أعلى درجة من النقاء.
ومن العمليات البدائية الأخرى التي استعملوها في تصفية الذهب تمامًا من الرمال هي عملية الغربلة والتي كانت تهدف إلى إزالة العوالق كالأتربة والحصى فلقد كانت هذه العملية بمثابة المرحلة الأولى حيث كانت تتم بجوار المناجم قبل نقل الذهب للمرحلة الثانية أي مرحلة التنقية.
وهناك مرحلة أخرى متقدمة كانت تتم بعد الغربلة هي مرحلة الطرد المركزي حيث كان يُستعمل فيها المعدات والنار لتصفية الذهب.