هناك أكثر من مئة نوع لفيروس الورم الحليمي، قد تكون تلك الأنواع تعمل على نمو الجلد وقد تكون تعمل على نمو الأغشية المخاطية التي يُطلق عليها أيضا اسم الثآليل، حيث أنه تلك الثآليل قد تتسبب أحياناً في إصابة الشخص بمجموعة من السلالات السرطانية النادرة.
ومثلماً ذكرنا في البداية بأنه هناك أكثر من نوع لفيروس الورم الحليمي لذلك قد يختلف كل نوع من تلك الأنواع في الطريقة التي ينتقل بها، ولكن جميع تلك الأنواع تتفق في كونها معدية، ولكن تختلف في الطريقة التي تنقل بها العدوى من الشخص المصاب إلى غيره.
بمعنى أن هناك أنواعاً من الورم الحليمي قد تنتقل بمجرد أن يقوم شخص بتقبيل الشخص المصاب بهذا المرض، إلى جانب أنه هناك عدة أنواع أخرى من نفس الورم قد لا تنتقل نهائياً إذا قام شخص طبيعي بمشاركة مشروب أو طعام مع الشخص المصاب.
لذلك أكد العديد من الأطباء من خلال إجرائهم لبعض البحوث أنه في بعض الأنواع الخاصة بالورم الحليمي قد يستبعد نهائياً أن تنتقل تلك الأنواع عن طريق سوائل الجسم كاللعاب.
كما أنه في باقي الأنواع أيضاً من الممكن أن يقوم شخص سليم بتقبيل شخص مصاب بأحد أنواع الورم الحليمي، دون أن يحدث للشخص المصاب أي مكروه أو عدوى، وذلك يعود بالطبع إلى نوع الورم الحليمي والطريقة التي ينتقل بها هذا النوع من شخص لآخر.
ما هو فيروس الورم الحليمي
يُعد فيروس الورم الحليمي البشري واحداً من الفيروسات المرضية التي تندرج في القائمة الخاصة بالأمراض المعدية متعددة الأنواع، فكما ذكرنا في الفقرات السابقة بأن هذا الفيروس يحتوي على حوالي مئة نوع، يجب أن نشير الآن أيضا إلى أنه هناك أربعون نوعاً على الأقل من المئة نوع ينتقلون من شخص لآخر بسرعة فائقة خلال عملية الاتصال الجنسي.
واستنادا على الإحصائية التي قام بها مركز السيطرة على الأمراض المعدية والوقاية بها مركز CDC حيث شملت تلك الإحصائية أن العدوى الخاصة بالفيروس الحليمي التناسلي هي أكثر الأمراض المعدية المنقولة جنسياً في آخر ثلاث سنوات.
علماً بأن فيروس الورم الحليمي يؤثر بشكل رئيسي على الجلد في بداية الأمر، ويتسبب في ظهور بعض الثآليل التي تكون عبارة عن مجموعة من النتوءات الجلدية المجمعة في مكان واحد، وقد تنتشر تلك النتوءات الجلدية في كافة أنحاء الجسم لذلك تصبح هناك خطورة على باقي الأشخاص من التعامل المباشر مع جلد المريض.
والجدير بالذكر أن تلك الثآليل قد تظهر بشكل مركز في عدة مناطق في بداية الإصابة، وتتمثل تلك المناطق في الأعضاء التناسلية أو الفم والحلق أو الشرج.
لذلك تعتبر هذه الثآليل أحد الرموز الخطيرة التي يجب علاجها على الفور كونها تشكل خطورة في احتمالية الإصابة بسرطان المهبل أو سرطان عنق الرحم أو القضيب أو الشرج والحلق.
ولكن هذا لا يمنه أن أكثر من 75% من حالات فيروس الورم الحليمي تُشفى من تلقاء نفسها، ولا تسبب أي أمراض سرطانية، ولكنه يجب الحرص خصوصاً في حال إن استمرت تلك العدوى الفيروسية لسنوات طويلة في الجسم، دون أن تزول، فإن لم يتم علاجها، فإنها في ذلك الحين من الممكن أن تتسبب في حدوث تغيرات في الخلايا الموجودة في جسم الإنسان، وهذه التغيرات قد تتسبب في حدوث خلالاً في الخلايا يُنتج عنه أمراض سرطانية متعددة.
كيف يتم تشخيص الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشرى
قد يتأخر الطبيب غالباً في تشخيص حالة المريض المصاب بفيروس الورم الحليمي، وذلك لأن المريض قد لا يذهب للطبيب حتى تظهر له بعض الثآليل، والتي في الغالب تظهر بعد الإصابة بهذا الفيروس بعدة أسابيع أو عدة أشهر حسب نوع الفيروس المصاب به المريض، مع العلم أنه لا يوجد أي فحص دم أو أي اختبار حتى الآن مخصص للكشف عن فيروس الورم الحليمي عند الرجال.
ولكن فيما يخص النساء فهناك طريقة يلجأ إليها الأطباء لفحص الأعضاء التناسلية النسائية في حال الشك في الإصابة بأي من الأمراض، وهذا الفحص يُسمى بمسحة عنق الرحم.
حيث أن المسحة التي يقوم بها الطبيب لعنق رحم الأنثى تستطيع أن تكشف عن وجود أي خلل أو أي تغيرات غير طبيعية في الخلايا الموجودة في الأعضاء التناسلية، سواء إن كانت تلك التغيرات قد حدثت نتيجة لعدوى الفيروس الحليمي أو عدوى أخرى.
فيروس الورم الحليمي وعلاقته بالحمل
أثبتت العديد من الدراسات أن الإصابة بفيروس الورم الحليمي للأنثى لا تقلل نهائياً من فرص الحمل لديها، ولكنه في حال إن اكتشفت الأنثى إصابتها بهذا الفيروس خلال فترة حملها، فيجب في ذلك الحين أن تقوم بتأجيل وتأخير فترة العلاج الخاصة بهذا الفيروس إلى الفترة ما بعد الولادة.
مع التنويه أن فيروس الورم الحليمي قد يتسبب في حدوث بعض المضاعفات للحامل، وفي بعض الأحيان قد تمتد تلك المضاعفات لتشمل الجنين، وذلك بسبب أن خلال فترة الحمل تحدث العديد من التغيرات الهرمونية التي تتسبب في نمو الثآليل التناسلية الناتجة عن الفيروس.
وعندما تنمو الثآليل، وتصل عند حد معين قد تتعرض للنزيف، كما أن في حال انتشارها في الجسم قد يكون هناك صعوبة على الحامل في أن تلد بطريقة طبيعية لذلك يلجأ الطبيب المختص لتوليدها عن طريق القيصرية؛ نظراً إلى أن تلك الثآليل في العادة تقوم بسد قناة الولادة التناسلية عند المرأة.
وقد كشفت الأبحاث التي تناولت هذا المرض الفيروسي أن هناك بعض السيدات الحوامل اللواتي نقلن هذا الفيروس إلى الجنين أثناء الولادة، علماً بأنه عندما يتم نقل هذا الفيروس لحديثي الولادة ينتقل له بمرض يُسمى الورم الحليمي التنفسي المتكرر، والذي يصيب المواليد الجدد في الشعب الهوائية مما يجعلهم غير قادرين على التنفس نهائياً، ولكن يرجى التنويه أن هذا يحدث بمعدل نادر للغاية قد لا يتعدى 2%.
الأسئلة الشائعة
متى يتحول فيروس HPV إلى سرطان ؟
من الممكن أن تصبح العدوى بفيروس الورم الحليمي HPV مزمنة، وتظل تتطور حتى تصبح أورام سرطانية، فهناك العديد من الأبحاث التي شملت أنه قد ينتج عن الفيروس الحليمي ورم سرطاني في عنق الرحم.
هل ينتقل فيروس الورم الحليمي عن طريق الملابس؟
ينتقل فيروس الورم الحليمي بشكل رئيسي من خلال ملامسة الجلد الخاص بالمصاب، كما أن من يحمل هذا الفيروس من الممكن أن ينقله لشخص آخر بشكل فوري إذا حدث أي تواصل جنسي فيما بينهم، ونظراً إلى أن هذا الفيروس ينتقل عن طريق الجلد، فإنه بالطبع قد لا ينتقل فقط من خلال حدوث الجماع، لكنه من الممكن أن ينتقل من خلال الملابس والتلامس وأي اتصال مباشر مع جلد الشخص المصاب بهذا الفيروس.
هل الإصابة بفيروس HBV تمنع الزواج؟
من أكثر الطرق التي تساعد على الوقاية من هذا الفيروس هي تجنب حدوث الجماع نهائياً مع شخص مصاب أو حامل لهذا الفيروس، حيث أن معدلات الإصابة بهذا الفيروس الناتجة عن الجماعة أصبحت مرتفعة للغاية في الأشهر الماضية، حيث أن عندما يكون أحد شريكين هذه العلاقة حاملاً لهذا الفيروس بمجرد أن يقوم بلمس الشريك الأخر، فهو يقوم بنقل الفيروس له بشكل سريع.