هل يمكن التوقف عن علاج الضغط واحدًا من الأسئلة التي تشغل بال المرضى بشكل شائع عندما يصل الضغط لديهم للمستوى المطلوب بعد تناول العلاج لفترة زمنية طويلة، حيث إننا عبر موقع مخزن سنجيب عن هذا السؤال بالتفصيل وسنشير إلى أهم المعلومات حول هذا العلاج.
إن مرض ارتفاع الضغط يعد من الأمراض المزمنة الصامتة أي التي لا يرافقها في الغالب أي أعراض، ولكنه يمثل خطورة كبيرة على الصحة لا سيما في حالة إن لم يتم السيطرة عليه عبر تناول الأدوية المناسبة واتباع نظام حياة صحي، لذا ومن هذا المنطلق فإنه لا يُمكن التوقف عن تناول علاج الضغط حتى بعد الشعور بالتحسن دون الرجوع إلى الطبيب المختص وتحقيق الشروط اللازمة ففي كثير من الأحيان يكون من الأفضل تلقي العلاج مدى الحياة لضمان السيطرة على ضغط الدم، أما فيما يخص حالات إيقاف الدواء والمخاطر المترتبة على ذلك فإننا سنطرحها في السطور التالية:
ايقاف دواء الضغط وفقًا لنوع الدواء المستخدم
قد يؤدي إيقاف أدوية الضغط التي تُصنف من نوع حاصرات بيتا بشكل مفاجئ أي دوون التدرج في الجرعة إلى حدوث رد فعل عكسي في الجسم كارتفاع ضغط الدم مرة أخرى.
كذلك الإيقاف المفاجئ لدواء بروبرانولول من الممكن أن يتسبب في ظهور مجموعة من الأعراض الانسحابية والتي قد تتفاقم بسهولة وتؤدي إلى الموت المفاجئ.
ايقاف دواء الضغط وفقًا لعمر المريض
ليس هناك أدلة علمية مثبتة توضح فائدة تناول علاجات الضغط من قِبل المرضى الأكبر من عمر 80 سنة مقارنةً بالأصغر سنًا.
فقد يكون تناول دواء الضغط لفترة زمنية طويلة قبل بلوغ عمر 80 سنة سببًا كافيًا للاستمرار عليه لما قد يكون له فوائد عديدة صحية.
حيث إن كبار السن لا سيما الذين يعانون من الضعف والهشاشة يكونون أكثر عرضة للأعراض الجانبية للدواء كالدوخة وهو الأمر الذي يجعل في النهاية التوقف عن الدواء أفضل من أخذه، ولكن لا بد من مراجعة الطبيب.
ايقاف دواء الضغط وفقًا لسبب ارتفاع الضغط
لا يُمكن التوقف عن تناول دواء الضغط في حالة إن كان سبب الإصابة بالمرض صعب أو لا يُمكن التحكم فيه مثل الإصابة بالأمراض المزمنة كالسكري وأمراض الكلى أو العامل الوراثي.
علمًا بأنه يُمكن التوقف عن الدواء في حالة إن كان السبب من المتاح التحكم فيه عبر اتباع نظام صحي معين كتقليل الملح من الطعام وخفض الوزن، ولكن لا ينبغي أخذ هذا القرار دون استشارة الطبيب وتحت رعايته وإشرافه.
متى تزداد فرص نجاح التوقف عن أدوية الضغط
من المعروف أن فرص الإصابة بالأزمات القلبية تكون متزايدة عند التوقف عن أدوية ارتفاع ضغط الدم بشكل مفاجئ، ولكن هذه الفرص من الممكن أن تقل ويحل محلها الأخرى الإيجابية إذا كان ضغط الدم طبيعي لدى المريض وتمكن من السيطرة عليه لمدة عام واحد على الأقل، وإذا كان ينتمي إلى أي من الطرق الآتية:
يقوم الطبيب المختص وبعد مراجعة الحالة الصحية للمريض بأخذ قرار التوقف عن دواء الضغط، حيث إنه سيتبنى مجموعة من الإجراءات، فمن أبرزها ما يلي:
يقلل الطبيب جرعة الدواء بشكل تدريجي كما يعمل على مراقبة ضغط الدم.
يوصي بأخذ الدواء لفترة من الزمن عقب الوصول إلى أقل جرعة، علمًا بأن هذه الفترة تختلف من شخص لآخر وفقًا لحالته حيث قد تتراوح بين 6 أشهر إلى عامين.
إذا أصبح ضغط الدم طبيعي ومنتظم في فترة التجربة فإنه يُمكن إيقاف الدواء ولكن يُشترط المحافظة على ذلك.
ينصح باتباع نظام غذائي صحي للتمكن من إيقاف الدواء، كما ينصح بمراجعته بشكل دوري، حيث في حالة ارتفاع الضغط وعدم انتظامه مرة أخرى من الممكن أن يتم العودة إلى الأدوية من جديد.
ما هو علاج الضغط
يتضمن علاج الضغط العديد من الأنواع، حيث إن كل منهم يستخدم لمكافحة سبب محدد أدى إلى زيادة ضغط الدم، فمن أبرزها ما يلي:
مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين
يتسبب الأنجيوتنسين في تضييق الشرايين في مختلف نواحي الجسم حيث تعمل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين على تقليل إنتاجه مما يضمن توسيع وتمدد الأوعية الدموية وبالتالي خفض ضغط الدم المرتفع.
فمن أشهر هذه المثبطات: إنالابريل، كابتوبريل، وراميبريل، ليزينوبريل.
وهي تتضمن العديد من الآثار الجانبية المزعجة كالسعال والذي من المتوقع أن يختفي مع استمرار استخدام الدواء، والصداع وانخفاض وظائف الكلى نتيجة تقليلها لضغط الدم بشكل كبير.
إلى جانب الفشل الكلوي وفرط بوتاسيوم الدم في فترة الحمل.
حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين-2
سبق وأسلفنا ذكرًا بأن هرمون الأنجيوتنسين يضيق الأوعية الدموية ولكنه لا يُمكنه القيام بذلك دون الارتباط بمستقبل ما.
لذا فإن حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين تمتع ارتباطه بالمستقبلات التي توجد في الأوعية الدموية وبالتالي تخفض الضغط مثل إبيسارتان وكانديسارتان وتيلميسارتان.
ولكنها لديها آثار جانبية مزعجة أيضًا كالدوخة والإرهاق وزيادة كمستوى البوتاسيوم في الدم والإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي العلوي وبعض المشكلات في الجهاز الهضمي.
حاصرات قنوات الكالسيوم
يعمل الكالسيوم على زيادة قوة انقباض كل من الأوعية الدموية والقلب، حيث إنه يمنع دخول الأنسجة العضلية الملساء.
ويأتي دور حاصرات قنوات الكالسيوم في خفض ضغط الدم من خلال تقليل معدل ضربات القلب واسترخاء الأوعية الدموية، مثل دواء نيفيديبين ونيكارديبين وديلتيازيم وأملوديبين.
علمًا بأن هذه الأدوية تتضمن بعض الأعراض الجانبية كالدوخة والصداع والإمساك والخفقان وتورم الكاحلين.
مدارات البول
من المعروف أن مدرات البول تساهم في زيادة التبول، حيث يفيد ذلك الأمر في تقليل السوائل في الجسم والصوديوم.
إلى جانب تقليل حجم الدم وهو ما يساعد على خفض الضغط بفاعلية، إذ تشمل الأمثلة الشائعة عنها ما يلي:
تساهم حاصرات بيتا في تقليل ضغط الدم المرتفع من خلال تقليل معدل ضربات القلب وكذلك حجم الدم الخارج من القلب وقوة الضغط.
حيث إنها تشمل دواء بروبرانولول وكارفيديلول وميتوبرولول.
متى تستخدم أدوية الضغط
يتم اللجوء إلى أدوية الضغط عندما تكون قراءات ضغط الدم غير طبيعية أي مرتفعة، وذلك للوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية، ولكن الأمر يعتمد على مدى الارتفاع في الضغط كما سنبين في النقاط التالية:
في حالة إن كانت قراءات ضغط الدم أعلى من 90/ 140 ملليمتر/ زئبق وكان خطر حدوث المشكلات الأخرى منخفضًا فهنا يُنصح بإجراء بعض التغيرات على نمط الحياة فقط.
أما إذا كانت قراءات ضغط الدم أعلى من 90/ 140 ملليمتر/ زئبق وخط حدوث المشكلات الأخرى مرتفعًا فإنه يلزم بتناول دواء ضغط الدم إلى جانب إحداث بعض التغييرات الإيجابية على نمط الحياة.
ويتطلب ضغط الدم الأعلى من 100/ 160 ملليمتر/ زئبق والمستمر تناول أدوية الضغط بانتظام واستمرار مع تحسين نمط الحياة.
كيف يمكن خفض الضغط دون أخذ الأدوية
قد تساهم بعض التغييرات في نظام الحياة في إنزال الضغط المرتفع ولكنها لا تغني عن تناول الدواء لا سيما في الحالات المتقدمة، فمن هذه التغيرات ما يلي:
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لمدة 30 دقيقة أغلب أيام الأسبوع.
تناول الأطعمة الصحية الغنية بالحبوب الكاملة والألياف وبالخضراوات والفواكه لا سيما الأطعمة التي تحتوي على البوتاسيوم.
الإقلاع عن التدخين.
تقليل الوزن والحفاظ على محيط الخصر وجعله ضمن المقاسات الطبيعية.
تقليل كمية الصوديوم في الطعام والتخفيف من الملح المضاف.
