يجوز أن ينام المسلم على جنابه، ولكن يفضل أن يغتسل قبل النوم، ولكن حتى ينام على جنابه يفضل أن يتوضأ في البداية قبل النوم، ثم يكمل اغتساله بصورة كاملة عندما يستيقظ من النوم، ثم يقوم بالصلاة.
حيث قالت أم المؤمنين السيدة عائشة (سَأَلْتُ عَائِشَةَ عن وِتْرِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَذَكَرَ الحَدِيثَ، قُلتُ: كيفَ كانَ يَصْنَعُ في الجَنَابَةِ؟ أكانَ يَغْتَسِلُ قَبْلَ أنْ يَنَامَ؟ أمْ يَنَامُ قَبْلَ أنْ يَغْتَسِلَ؟ قالَتْ: كُلُّ ذلكَ قدْ كانَ يَفْعَلُ، رُبَّما اغْتَسَلَ فَنَامَ، ورُبَّما تَوَضَّأَ فَنَامَ) ( حديث صحيح).
من الجدير بالذكر أن جميع الفقهاء أجمعوا أن الوضوء قبل النوم على جنابه، هو مستحب وليس واجب.
هل يجوز النوم على جنابه والصوم
يجوز النوم على جنابه، كما يقبل صيامه إذا استيقظ في نهار رمضان، فإذا نام الزوج أو الزوجة على جنابه ثم استيقظوا على نهار رمضان، فيصح صيامهم إذا كانت توجد نية الصيام.
أما بالنسبة إلى تأخير الغسل حتى اقتراب وقت الصلاة، فإنه يجوز أن يغتسل المسلم بعد الجنابة ثم يقوم بأداء صلاته، حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم أحيانا تقترب صلاة الفجر، وكان لم يتمكن من الاغتسال، فيقوم بالاغتسال ثم يصلي، كما يصح صيامه بعد ذلك.
النوم على جنابه نجاسة
من الجدير بالذكر أن المسلم لا ينجس، حيث روي أبي هريرة حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث قال ( لقيني رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم في طريق من طرق المدينة وأنا جنب فاختنست فذهبت فاغتسلت ثم جئت فقال أين كنت يا أبًا هريرة قال قلت إني كنت جنبًا فكرهت أن أجالسك على غير طهارة فقال سبحان الله إن المسلم لا ينجس).
يمكن أحيانا أن يصيب جسم المسلم نجاسة أو تتلوث ملابسه، ولكن هذا الأمر لا يجعل من المسلم نجس، بل يجب أن يتخلص من النجاسة ويغتسل، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان أحيانا ينام على جنابة، ثم عندما يستيقظ يقوم بالاغتسال، والهدف من هذا الأمر أن لا يثقل على الناس.
ولكن من الأفضل أن ينام كل مسلم على طهارة، حيث ورد عن ابن حبان عن ابن عمر، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ( مَن باتَ طاهرًا باتَ في شِعارِهِ ملَكٌ فلا يَستيقظُ إلا قالَ الملَكُ اللَّهمَّ اغفِر لعبدِكَ فلانٍ فإنَّهُ باتَ طاهِرًا) ( حديث صحيح).
الغسل من الجنابة
من الجدير بالذكر أنه يوجد نوعان من الغسل من الجنابة، وتتمثل تلك الطرق على النحو التالي:
الغسل الواجب: يتم هذا الغسل من خلال عقد النية في البداية، ثم يجب أن يعم الماء سائر الجسد.
الغسل الكامل( واجب ومستحب): يقوم هنا المسلم بغسل يديه بالماء ثم يقوم بغسل منطقة الفرج، ثم يجب أن يتوضأ للصلاة، ومن الجدير بالذكر أنه يجوز أن يتوضأ بصورة كاملة أو يقوم بتأخير غسل القدمين في النهاية.
حيث ورد في الصحيحين، من ابن عباس ، أن خالته ميمونة قالت(دْنيتُ لرسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ غُسلَهُ منَ الجَنابةِ ، فغسلَ كفَّيهِ مرَّتينِ ، أو ثلاثًا ثمَّ أدخلَ بيمينِهِ في الإناءِ ، فأفرغَ بِها علَى فَرجِهِ ثمَّ غسلَهُ بشمالِهِ ثمَّ ضربَ بشمالِهِ الأرضَ فدلَكَها دلكًا شديدًا ثمَّ تَوضَّأ وضوءَهُ للصَّلاةِ ، ثمَّ أفرغَ علَى رأسِهِ ثلاثَ حَثياتٍ ملءَ كفِّهِ ، ثمَّ غسلَ سائرَ جسدِهِ ثمَّ تنحَّى عن مَقامِهِ فغسلَ رجلَيهِ. قالَت : ثمَّ أتيتُهُ بالمنديلِ ، فردَّهُ)(حديث صحيح).
كما أن تعميم سائر الجسم بالماء مع وجود نية الغسل، يغني عن الوضوء، ويجب أن تغتسل المرأة بنفس الطريقة التي يغتسل بها الرجل،ولكن لا يجب أن تكون ضفائرها مجدولة، لأن من الشروط الأساسية للغسل أن يصل الماء إلى الشعر.
ومن الجدير بالذكر أنه في حالة قيام الرجل أو المرأة بالغسل الواجب فقط، أو بالغسل الواجب والمستحب، فإنه يتحقق شرط الطهارة، ويجب التنويه أن المرأة يجب أن تقوم بنفس الغسل، في حالة الحيض والنفاس.
الجنابة الموجبة للغسل
هناك حالتين يجب فيهم أن يتم الغسل من الجنابة، وفيما يلي سنعرض تلك الحالتين على النحو التالي:
خروج المني بلذة: يجب الاغتسال إذا خرج المني نتيجة الشعور بلذة، سواء حدث تلك اللذة في المنام أو اليقظة، وأحيانا يخرج نتيجة المداعبة أو الجماع، أو من خلال التفكير جنسيا أو القيام بالاستمناء، ومن الجدير بالذكر أنه لا يوجد فرق هنا إذا كان سبب خروج المني بلذة حلال أو بطريقة حرام، وفي جميع تلك الحالات السابقة يجب الغسل، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(أنَّ امرأةً قالت : يا رسولَ اللَّهِ ! إنَّ اللَّهِ لا يستَحي مِنَ الحقِّ ، هل على المرأةِ غُسلٌ إذا هيَ احتَلَمت ؟ قالَ : نعَم إذا رأَتِ الماءَ)(حديث صحيح).
يجب التنويه أنه يوجد فرق واضح بين ماء الرجل وماء المرأة، حيث إن لون ماء المرأة أصفر رقيق، أما بالنسبة إلى الرجل فلون الماء غليظ ابيض، وفي حالة نزول ماء الرجل أو المرأة نتيجة الاحتلام ولم يحدث أي بلل، فإنه هنا يجوز عدم الاغتسال، أما بالنسبة إلى نزول المني نتيجة معاناة الرجل من مرض ما دون وجود شهوة، فإنه هنا لا يجب الاغتسال.
الوضوء لرفع الجنابة
هناك اختلاف في آراء الفقهاء، أنه في حالة الجماع دون نزول المني، هل يجب الاغتسال هنا أم يمكن الاكتفاء بالوضوء فقط، فذهب جزء كبير من الفقهاء أنه يمكن الاكتفاء بالوضوء فقط، حيث جاء في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري