لإنشاء رسوم الكرتون لا بد أن نمر بثلاث مراحل، وتتمثل في مرحلة ما قبل الإنتاج، مرحلة الإنتاج، ومرحلة ما بعد الإنتاج، حيث كل مرحلة تحتوي على العديد من الخطوات التي يجب القيام بها بصورة صحيحة، حتى نحصل على الرسوم المتحركة، وتتمثل تلك المراحل في:
مرحلة ما قبل الإنتاج
تعتمد مرحلة ما قبل الإنتاج على العصف الذهني والتخطيط لفكرة الرسوم المتحركة، وهي تتمثل في التالي:
يجب القيام بتحديد الهدف والفكرة الرئيسية للرسوم المتحركة.
كما يجب تحديد الجمهور المستهدف من الرسوم المتحركة.
ثم يجب خلال تلك الخطوة تحديد ووضع الأفكار الرئيسية التي يجب مناقشتها في الفيديو.
وأخيرا يجب اختيار الطرق التي يجب اتباعها في صناعة الرسوم المتحركة، والتي تتمثل في تحديد الموسيقي والألوان والنغمة الخاصة بالحوار.
مرحلة الانتاج
تعتمد تلك المرحلة على التركيز على الأهداف التي تمت كتابتها في المرحلة الأولى، وذلك من خلال البداية في إعداد السيناريو، وكتابة جميع المشاهد الرئيسية بجانب القيام برسم الشخصيات الرئيسية، وجميع الأماكن التي سوف تظهر بها، ثم القيام بتحريكها، وتسجيل جميع الأصوات بنغمات مختلفة، وفيما يلي سنعرض كافة التفاصيل التي يجب القيام بها خلال تلك المرحلة:
السيناريو: سنعرض بعض النصائح التي يجب القيام بها في كتابة السيناريو:
يفضل في كتابة السيناريو الخاص بالرسوم المتحركة أن يكون الحوار قليل، حتى لا نفقد انتباه الجمهور لمشاهدته.
كما يجب تحديد اللغة وكيفية عرضها بناء على عمر ونوعية الجمهور المستهدف من هذا الفيديو.
يفضل استخدام أسلوب القصصي مع الجمهور.
كما يفضل أن يتم عرض الفكرة الرئيسية من السيناريو في بداية الفيديو، حتى يتم ضمان جذب انتباه الجمهور من البداية.
المشاهد: المقصود جميع المشاهد البصرية، التي تعرض جميع الفقرات من السيناريو، ومن الجدير بالذكر ان تلك الخطوة تسهل من عملية الإنتاج بصورة كبيرة، ويتمثل ذلك من خلال صناعة مربعات، كل مربع يضمن مشهد يحتوي على حوار محدد.
الرسومات: هي أساس الفيديو، ومن أفضل الوسائل التي يمكن التعبير عن السيناريو والفكرة الرئيسية من خلالها، ومن الجدير بالذكر أن تلك الرسومات يمكن أن خيالية أو حقيقية، ويتم اختيار تلك الرسومات في مرحلة ما قبل الإنتاج، وفيما يلي سنعرض بعض الخطوات التي تساعد على اختيار تلك الرسومات وهي:
يجب في البداية تحديد نسق محدد من الألوان المنسجمة مع بعضها البعض.
ثم يجب تحديد جميع الأبعاد الخاصة بالرسومات، حتى يتم إظهارها بجودة عالية.
يفضل استخدام نمط واضح ومحدد في الرسومات، وتجنب الأنماط الغير واضحة.
وهناك إمكانية تحويل جميع الرسومات الورقية إلى رسومات رقمية، وذلك من خلال الاعتماد على أفضل المصممين في ذلك الأمر.
الأصوات: من أهم العناصر التي يقوم عليها الرسوم المتحركة، فيجب تحديد كل الأصوات الخاصة بكل الشخصية، مع أصوات الخلفية والمؤثرات الصوتية المختلفة، وحتى يتم اختيار أفضل الأصوات، هناك عدة نصائح يجب اتباعها وهي:
يجب في البداية تحديد نغمة صوت تتناسب مع الرسومات.
كما يفضل تجنب استخدام الأصوات البطيئة، لأنه يمكن أن تشعر المشاهد بالملل.
خلال تلك الخطوة يجب التحقق من جودة الصوت بعد التسجيل، حتى يتم التأكد من عدم وجود ضوضاء.
وأخيرا يفضل أن تكون جميع الأصوات في مستوي صوت واحد، بحيث لا يكون هناك صوت مرتفع للغاية وصوت آخر منخفض.
التحريك: من آخر الخطوات في مرحلة الإنتاج، حيث يتم فيها جمع كل من الأصوات والمشاهد والرسومات مع بعضهم البعض، ومن الجدير بالذكر أنه يوجد العديد من البرامج التي تقوم بذلك، وفيما يلي سنذكر أهم الخطوات في مرحلة التحريك:
يجب في البداية ترتيب جميع المشاهد بناء على السيناريو.
ثم القيام بوضع التسجيلات الصوتية مع المشاهد بصورة مرتبة.
يجب تطبيق التحريك لكل مشهد بصورة منفردة.
وأخيرا يفضل دمج جميع المشاهد مع بعضها البعض، والتحقق من سهولة الانتقال بين جميع المشاهد.
يفضل خلال تلك الخطوة إضافة المقاطع الموسيقية.
وأخيرا يجب مشاهدة الفيديو، حتى يتم وضع التعديلات الأخيرة عليه.
مرحلة ما بعد الانتاج
تتمثل تلك الخطوة الأخيرة في مشاهدة الفيديو بعد الانتهاء من جميع التعديلات عليه، من أجل التحقق من إيصال الرسالة الخاصة بالجمهور المستهدف من هذا الفيديو، كما يفضل الانتباه لجميع آراء الناس المختلفة عليه حتى نتجنب حدوث الأخطاء في المشاريع القادمة، ومن أفضل الطرق لسماع آراء الناس عن الفيديو، يجب القيام بنشره على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي.
الرسوم المتحركة
عبارة عن صنع وهم الحركة، ويتم ذلك من خلال العرض السريع لأحداث معينة متمثلة في رسومات أو صور، ويطلق على الرسوم المتحركة باللغة الإنجليزية Animation عليها، ثم يجب بعد ذلك إضافة المؤثرات الصوتية والموسيقي الخلفية والأصوات الخاصة بكل الشخصيات.
ومن الجدير بالذكر أن الرسوم المتحركة تتميز بتأثير قوي في وسائل الإعلام، حيث يمكن الاعتماد عليها لإيصال فكرة أو موضوع معين، كما يتم الاعتماد عليها في صناعة وتنفيذ الأفلام الترفيهية، ومن أجل صناعة رسوم متحركة بصورة احترافية يجب اللجوء لفنانين مختصين باستخدام جميع التقنيات الحديثة، مثل أجهزة الكومبيوتر والكاميرا الرقيمة.
تقنيات الرسوم المتحركة
هناك تقنيات كثيرة في صناعة الرسوم المتحركة، وسوف نعرض جميع التقنيات الخاصة بالرسوم المتحركة فيما يلي:
الطريقة التقليدية: يطلق على تلك الطريقة باللغة الإنجليزية Traditional animation، وكان يتم الاعتماد على تلك الطريقة خلال القرن 20، حيث كان يتم استخدام بعض الرسومات الورقية، حتى يتم خلق وهم الحركة، وكان يتم رسم جميع الأحداث على أوراق شفافة يطلق لقب خلايا عليها، ثم على الجهة المعاكسة يتم ملئ جميع الفراغات من خلال استخدام الألوان، ثم يتم وضعها على خلفية ثابتة، ومن الجدير بالذكر أنه يتم تطوير تلك الطريقة حاليا من خلال الكومبيوتر، حيث يتم القيام بالرسم والتلوين على أجهزة الكمبيوتر المتطورة.
طريقة ايقاف حركة الرسومات: كان تعتمد تلك الطريقة على تحريك المجسمات الحقيقة، ثم القيام بتصويرها حتى تظهر في الفيلم، وتتميز تلك الطريقة بأنها أقل تكلفة من استخدام الكومبيوتر.
طريقة الحاسوب: يتم استخدام هنا تقنيات الحاسوب الرقمية، ولكنها تنقسم إلى نوعين وهما:
الرسوم ثنائية الأبعاد: يتم تحريك جميع الرسومات عن طريق الرسومات النقطية، والتي يتم تحريكها على الحاسوب، وهناك برامج عديدة تقوم بذلك الأمر، وهي برنامج فلاش أو برنامج باوربوينت.
الرسوم ثلاثية الأبعاد: يتم القيام بتلك الرسومات من خلال رسم مضلع ثلاثي الأبعاد، ثم القيام بتحريكه من خلال البرامج المختلفة التي توجد على الحاسوب، ثم تظهر جميع التفاصيل الخاصة بالمضلع على الصورة المرئية، وهكذا يتم تحريك جميع المجسمات المختلفة من خلال البرامج الخاصة بثلاثية الأبعاد.
تاريخ صناعة الرسوم المتحركة
يرجع تاريخ صناعة الرسوم الإلكترونية إلى القرن 19، حيث لم يتم اختراع الكاميرا الخاصة بتصوير الصور المتحركة، فقام المصور إدوار مويبريدج، بصناعة صور متتابعة تمثل حركة كل من الإنسان والحيوان، وبعد ذلك تم اختراع آلات ميكانيكة تقوم بعرض جميع الصور المتحركة، من خلال ومضات سريعة.
تم عرض أول فيلم كرتوني قام بتصميمه الفرنسي إيميل رينود خلال عام 1892، ثم مع بداية القرن العشرين تم اعتماد الرسوم المتحركة بصورة أساسية على الرسومات، ثم قام الإخوة فليشر خلال عام 1914 بفتح أول استديو متخصص في صناعة الرسوم المتحركة في مدينة نيويورك، ثم بدأت تلك الاستديوهات في الانتشار في مدينة كاليفورنيا ، ثم تمكنت والت ديزني من السيطرة على إنتاج الرسوم المتحركة خلال عام 1923.