كيف تؤثر الثورة الصناعية الرابعة على حياتك اليومية
شهد القرن الثامن عشر حدوث الثورة الصناعية في إنجلترا ثم بدئت في الانتشار إلى باقي أنحاء العالم، وأدى حدوث تلك الثورة الصناعية إلى وجود عدة تأثيرات على الحياة اليومية للأفراد في مختلف المجتمعات، حيث أن حياتهم قد تأثرت بالثورة الصناعية الرابعة بعدة تأثيرات سلبية واجتماعية ومن أبرز تلك التأثيرات ما يلي:
التأثيرات الإيجابية
تتمثل التأثيرات الإيجابية للثورة الصناعية الرابعة على الحياة اليومية فيما يلي:
من أهم التأثيرات الإيجابية التي انتشرت في المجتمعات المختلفة بعد حدوث الثورة الصناعية هي حدوث انخفاض ملحوظ في التكاليف.
كما أن الثورة الصناعية الرابعة ساعدت في تقديم عدة خدامات أكبر وأوسع لمجموعة كبيرة من الأفراد.
وكل ما سبق بدأ في أن يصب على الاقتصاد في تلك المجتمعات؛ مما أدى إلى زيادة معدلات النمو الاقتصادي بشكل ملحوظ.
وهذا النمو المرتفع في الاقتصاد جاء نتيجة أيضا لتحسين الجودة في عدة مجالات ومنتجات.
التأثيرات السلبية
تتمثل الآثار السلبية الناتجة عن حدوث الثورة الصناعية الرابعة فيما يلي:
ساهمت الثورة الصناعية الرابعة في زيادة معدل البطالة بشكل واسع للغاية في عدة مجتمعات، وهذا بناءً على عدة إحصاءات قام بها العديد من خبراء الاقتصاد بالإضافة لعدة بحوث ودراسات ورد فيها أن الثورة الصناعية الرابعة أدت إلى تقليص فرص العمل حتى وصلت إلى 50%.
أدت الثورة الصناعية الرابعة إلى حدوث اضمحلال في الدور الخاص بالشركات ذات الحجم الصغير أو المتوسط وخاصةً في العمليات الإنتاجية.
كما أن الثورة الصناعية أدت إلى جعل الشركات الكبرى تهيمن على سوق العمل بشكل واضح وصريح ومبالغ فيه.
الثورة الصناعية الرابعة
تعتبر الثورة الصناعية الرابعة واحدة من الإنجازات التي حققتها الثورة الصناعية الثالثة حيث أن الثورة الرابعة هي التي تعبر عن التطور الذي حدث في جميع المجتمعات المختلفة، حيث أنها هي التي تم من خلالها دمج مجموعة كبيرة من المجالات والقطاعات المادية والبيولوجية والرقمية مع بعضهم البعض.
ومثال على هذا الإندماج هو الإندماج الذي حدث في مجال الذكاء الاصطناعي والمجال الخاص بصناعة الروبوتات وانتشار الإنترنت بالإضافة للإندماج الذي حدث في عدة قطاعات مادية وبيولوجية ورقمية مثل المجال الهندسي وخاصة مجال هندسة الحاسوب، إلى جانب الهندسة الخاصة بالجينات الوراثية، وغيرهم من المجالات التي شهدت هذا الإندماج الناتج عن الثورة الصناعية الرابعة حيث أن تلك المجالات تمثل فعلياً المصدر الرئيسي لعدة منتجات وخدمات لا يمكن الاستغناء عنها في الحياة اليومية.
على سبيل المثال فنظام الملاحة GPS يعتبر أحد أهم الأنظمة التي يستعين بها جميع الأشخاص في الوقت الحالي من أجل أن يساعدهم في تحديد وجهتهم إلى مكان ما او يساعدهم في التوصل إلى مكان غير معلوم بالنسبة لهم.
فهذا النظام يقوم على استخدام عدة خرائط جغرافية للمناطق المختلفة حتى يتمكن من الوصول إليها، بجانب أنه يستعين بعدة تقنيات حديثة في مجال الملاحة مثل الأقمار الصناعية بجانب وجود خادم صوتي يساعد في إرشاد الأشخاص إلى الوجهات والأماكن التي يرغبون في الوصول إليها.
علماً بإن هذا النظام المذكور مسبقاً يعتبر خير دليل على التطور التكنولوجي التي ساهمت فيه الثورة الصناعية الرابعة، حيث أن الثورة الصناعية الرابعة ساهمت بشكل كبير في تحول المصدر الخاص بالاقتصاد العالمي حيث أنه كان في البداية يعتمد على الزراعة وغيرها من الأنشطة البدائية حتى تحول إلى الاعتماد على الصناعات الآلية والمصانع الحديثة وهذا كله بفضل الثورة الصناعية الرابعة.
حيث أن هذه الثورة جعلت الصناعات بوجه عام تشغل حيزاً كبيراً في الاقتصاد أكثر من غيرها من المجالات، والجدير بالذكر أن الثورة الصناعية الرابعة تحديداً ساهمت في ظهور وتطور عدة عوامل أهمها أنها هي أول من أدى إلى ظهور النظام الاقتصادي الرأسمالي، وتطور السياسة الإمبريالية الأوروبية، كما أنها لها الفضل في جعل الأفراد يتجهون لاستخراج الفحم لأول مرة حيث أنه ساهم في نمو الاقتصاد لعدة دول.
ما هي مراحل الثورة الصناعية
منذ بداية ظهور ما يسمى بالثورة الصناعية على مر العصور منذ عدة قرون سابقة، أدى ذلك إلى مرور تلك الثورة بعدة مراحل مختلفة وعدة فترات متنوعة حيث أصبح هناك تنوع في الظروف الخاصة بالثورة وبدايتها وخصائصها بناءً على الظروف المسيطرة في الفترة التي حدثت فيها تلك الثورة وهذا يتضح في المراحل الأربع التي مرت بها الثورة الصناعية على مر التاريخ، لذلك سوف نوضح تلك المراحل في الأتي:
المرحلة الأولى للثورة الصناعية
كانت البداية للثورة الصناعية في القرن الثامن عشر للمرة الأولى، وكانت البداية لتلك الثورة في بريطانيا حيث أنها تعتبر هي حجر الأساس الأول التي قامت عليه الثورة الصناعية في العموم.
حيث أن تلك الثورة ساهمت في حدوث عدة تحولات اقتصادية لبريطانيا في البداية ثم بدئت تلك التحولات في الانتشار إلى كافة أنحاء أوروبا.
تعتبر الثورة الصناعية الأولى هي التي يعود إليها الفضل في اكتشاف الآلة البخارية أو الطاقة البخارية عموماً علماً بأنه كان يتم الاعتماد على عجلات بدائية في إنتاج الخيوط في البداية قبل الثورة الصناعية الأولى ولكن بعد حدوث الثورة أصبحت المحركات البخارية هي التي تستخدم لإنتاج الطاقة مما جعلها تحدث فرقاً شاسعاً في تسهيل حركة نقل الأشخاص والبضائع.
المرحلة الثانية للثورة الصناعية
بدأت تلك المرحلة تحديداً في القرن التاسع عشر، وجاءت هذه الثورة الثانية مباشرةً بعد اكتشاف الكهرباء وإنتاج الخط التجميعي لها، كما أن شهدت تلك المرحلة الزمنية دخول الآلة كعامل وسيط ومساعد بين العامل والعمل لأول مرة، ومن أبرز الظواهر التي انتشرت في تلك الفترة هي أنه تم استبدال الآلات بعدة وظائف عقلية خاصة بالعامل.
حيث يُذكر أنه في خلال تلك المرحلة الثانية بدأ مؤسس شركة فورد الشهيرة هنري فورد في بداية تصنيع السيارات بمعدات حديثة وضخمة للغاية لأول مرة وذلك اتباعا للمبدأ التي قامت عليه الثورة الصناعية الثانية وهو أن التجميع المادي للمكونات هو القادر على إنجاز أي صناعة، وهذا يعتبر السبب الرئيسي وراء تقدم هذه الماركة الشهيرة من السيارات حتى يومنا هذا.
المرحلة الثالثة للثورة الصناعية
ظهرت تلك المرحلة الثالثة في منتصف القرن العشرين وتعتبر تلك المرحلة بمثابة انتقال كبير وواسع في الإنتاج الآلي بشكل كبير حيث أن تلك الفترة شهدت بداية إدارة الآلات الحديثة بشكل ذاتي من خلال الاستعانة بالتحكم الآلي.
وعندما تم الاستعانة بالأتمتة أي الروبوتات في عملية الإنتاج أدى ذلك إلى حدوث تغيرات جذرية في نظام العمل حتى أنه أصبح العمل من الممكن أن يُدار عن بعد من دون ضرورة وجود صلة مباشرة بين العامل والآلة.
المرحلة الرابعة للثورة الصناعية
تعتبر هذه المرحلة هي الأخيرة من الثورة الصناعية بجانب كونها هي الموجودة حالياً في القرن الذي نعيش فيه الآن وهو القرن الواحد والعشرون، يُذكر أن تلك الثورة الرابعة هي الأكبر والأوسع والأشمل من نوعها.
حيث أن تلك الثورة الرابعة للصناعة هي التي شاهدت التطور الكبير للأنظمة التكنولوجية والمعلوماتية التي ساهمت في زيادة معدل الأجهزة الإلكترونية بشكل ملحوظ للغاية وهذا ما ساهم في انتشار العملات الرقمية بصورة كبيرة.
