ابحث عن أي موضوع يهمك
يتم التساؤل دائما عن كيف ساهم المذهب الفيزيوقراطي في تطور الفكر الاقتصادي؟
ج/ تم المساهمة في تطور الفكر الاقتصادي عن طريق ذهاب أصحاب واتباع المدرسة الفيزيوقراطية عن طريق مكافحة جميع المنظمات التجارية التي يتم الاعتقاد فيها بوجوب التعريفات السعرية وإقامة القيود التجارية، وذلك لأن أصحاب هذا المذهب هم وراء نظرية أن ثروة الأمم مصدرها الثروة الآتية من الأرض والزراعة.
سوف نتكلم خلال هذا المقال عن جميع التفاصيل المتعلقة بذلك الموضوع.
الفيزيوقراطية هو مصطلح قد تم وضعه في عام 1767 وذلك من خلال دوبون دي نيمور خلال القرن الثامن عشر، وهو يرجع معناه الحقيقي إلى حكم الطبيعة، حيث إنه يتم اعتبار المدرسة الفيزيوقراطية هي صاحبة أول نظرية يتم اعتبارها متطورة في علم الاقتصاد، والتي تعتبر البذرة التي أدت إلى إنشاء أول مدرسة اقتصاد حديثة وهي الاقتصاد الكلاسيكي، وقد تم النشر عن فكر هذه المدرسة من خلال كتاب آدم سميث في عام 1776 يحمل عنوان ثروة الأمم.
هي تعتبر من إحدى مدارس علم الاقتصاد، وهي ظهرت في القرن الثامن عشر في فرنسا، وكان أهم ما يميز تلك المدرسة تأكيدها أنه لا يجب على الحكومة أن تشارك في طريقة التي يتم بها تنفيذ القوانين الاقتصاد الطبيعي، كما أنه يعتمد فكر تلك المدرسة على أنه يجب اعتبار الأرض هي المصدر الرئيسي لكل ثروات الموجودة على الأرض ، ويجب العلم أن مدرسة الفيزيوقراطية تعتبر من المدارس الأولى في علم الاقتصاد.
يعتبر أن أصحاب المدرسة الفيزيوقراطية يعتمد تركيزهم على الإنتاج والعمل كمصدر للثروة الوطنية، وقد تم وضع هذا المبدأ الأساسي للنظرية الفيزيوقراطية على يد فرانسوا كينساي، ويمكن تقدير المدة التي من خلالها وضع النظرية هي ما بين عام 1759 إلى عام 1766 والتي تعتمد على أن الزراعة هي أساس الوحيد لكل السلع الموجودة في ذلك الوقت، وقد اعتمدت المدرسة الفيزيوقراطية علي إن ثروة الأمم تعتمد على حجم ناتجها الصافي من الأرض المزروعة، وليس من خلال ما تمتلك أراضيها من ذهب أو فضة، وقد قدم المدرسة الفيزيوقراطية الأساس لعلم الاقتصاد الحديث، وقد تم إنشاء العديد من المدارس الاقتصادية مشابهة الفكر للمدرسة الفيزيوقراطية، فقد كان الهدف من تلك المدرسة واراءها هو تطوير علم الاقتصاد في المستقبل وجلب النفع للبشر على مر التاريخ.
المذهب الفيزيوقراطي يعتمد علي أكثر من نظرية والتي سوف نذكرهما خلال هذا المقال وهي التي تتمثل في الآتي:
يعتمد أصحاب المدرسة الفيزيوقراطية على أنه هناك نظام طبيعي متكامل في الأرض يعمل تلقائيا وبصورة مستمرة ومتكاملة ومترابطة دون تدخل أحد، ويؤدي إلى إنتاج الكثير من الموارد الطبيعية التي تعمل على نجاح الاقتصاد العالمي، لذلك يجب على الحكومات العمل على عدم وضع أي قوانين تعيق عمل الطبيعة في إنتاج مواردها بأي شكل من الأشكال، لأن التدخلات الحكومية ووضع القيود على الإنتاج يعمل على عدم سيرورة القوانين الطبيعية، التي وضعت من الأساس لضمان رفاهية الفرد ، وأصحاب تلك المدرسة يعتمدون على شعار وهو ( دع الطبيعة تعمل لوحدها) الذي أعلنه هوبز في مرحلة الرأسمالية الصناعية وذلك حدث في نهاية المرحلة المركنتالية.
هنا يرجع أصحاب المدرسة الفيزيوقراطية على ضرورة التفريق بين القانون الوضعي والقانون الإلهي، في القانون الوضعي لا يجب الأخذ بأنه قانون ضار، فإنه مثلا الجيش يضع قانون فهنا لا يعتبر ضار فمن الممكن وضع قوانين وضعية، ولكن يكون لها تأثير مفيد، لذلك عمل العلماء التفريق بين المدرسة الوضعية والمدرسة الطبيعية، فالمدرسة الطبيعية هي القوانين الذي وضعها الخالق وذلك من اجل توفير السعادة الي الانسان اما القوانين الوضعية هي من خلال صنع الانسان لذلك لا يجب ان يتم التطابق بين الاثنين، ولكن تتفوق القوانين الطبيعية علي القوانين الوضعية، ولكن يجب العمل علي التوفيق بينهما.
تعتمد المدرسة الطبيعية على أنه يجب التوفيق بين فوائد المدرسة الوضعية والقانون الإلهي ككل،وأنه عند الوصول لتلك النتيجة سوف يتم تحقيق نتيجة حقوق العمل وحرية التعاقد والحرية الشخصية، وذلك ما جاء أيضا في نظرية ابن خلدون، ولكن وضع الطبيعين على أن الفرد على معرفة أكثر بمصلحته وما يجب القيام به لتحقيق الكسب والعيش، وأنه يجب أن يقوم بمنافسة الآخرين، وأنه عمل الفرد يتطابق مع النظام الطبيعي وأن تدخل الدولة لا يتفق نهائيا مع النظام الطبيعي.
هناك الكثير من الانتقادات التي تم توجيهها للنظام الطبيعي الفيزيوقراطي والتي تتمثل في الاتي:
كان ينسب المذهب الطبيعي القيمة الاقتصادية الكبرى إلى الأرض، فأعطى المذهب الكلاسيكي قيمة للعمل، وليس هذا معنها الانتقال من العصر الزراعي إلى العصر الصناعي فحسب، بل يعبر عن رغبات الطبقة الجديدة التي تذهب إرادتها إلى فرض نفوذها المادي على المجتمع ، للسيطرة على النسبة الأكثر من العمال الذين يعملون في الزراعة.