ابحث عن أي موضوع يهمك
من الجدير بالذكر أن الحرب العالمية الثانية تعد من أصعب الحروب التي شهدها العالم، حيث إنها استمرت لفترة طويلة تقدر بحوالي ست سنوات، وكانت تنقسم الحرب إلى فريقين هدف كل فريق التخلص من الفريق الآخر، ونتجت عن الحرب العديد من الأحداث التي غيرت العالم بصورة كبيرة، شارك في الحرب العالمية الثانية حوالي 100 مليون شخص من 30 دولة، ولكن يجب التنويه أن المشاركة في تلك الحرب لم تكن مقتصرة على الجنود فقط بل شارك كل من الصناعة والعلم والاقتصاد في تلك الحرب.
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، تمكنت اليابان من تطوير الاقتصاد الخاص بها خلال فترة قصيرة، ولهذا السبب أطلق لقب المعجزة اليابانية عليها، لأن اليابان تعرضت للعديد من الغارات الجوية والقصف الدوري خلال الحرب العالمية الثانية، ولكن تميزت اليابان عن بقية البلاد الأخرى بحسن ادراتها وسياستها لتخطي أزمة انتهاء الحرب، والتعافي بصورة كاملة من صدمة الحرب.
فيما يلي سنذكر جميع المراحل التي مرت بها اليابان بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في تطوير اقتصادها، وهي تتمثل على النحو التالي:
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عانت اليابان من الأضرار الاقتصادية الكبيرة، والتي تتمثل في التالي توقف صناعة القطن بسبب صدور قرار يتضمن إغلاق ثلث مخازن القطن، كما تم قصف العديد من المناطق وادي إلى تدميرها بصورة كبيرة، وفقدت اليابان حوالي 20% من صناعة الغزل، ولكن تمكنت اليابان من العودة إلى الساحة مرة أخرى خلال فترة قصيرة جدا، وتم وصفها بالمعجزة بسبب قصر المدة التي تمكنت فيها أن تستعيد قوتها من جديد مقارنة بالدول الأخرى التي عانت من نفس الظروف والمشاكل.
تتمثل تلك المرحلة في دعم الولايات المتحدة الأمريكية لليابان، حيث قامت اليابان بتطوير اقتصادها من خلال الاعتماد على التصنيع المحلى والذي ساهم في جعل اليابان تصبح من أهم وأكبر الدول الاقتصادية في شرق آسيا، كما تم دراسة تطور اليابان في العديد من الكتب بسبب تطورهم الكبير الذي حدث خلال فترة قصيرة جدا.
خلال عام 1973 حدث ارتفاعا كبيرا في أسعار النفط، حيث كان سعر النفط 3 دولار للبرميل ثم ارتفع لحوالي 13 دولار، وهذا أدى إلى حدوث أزمة النفط العالمية، كما ترتب على ذلك حدوث انخفاض كبير في إنتاج اليابان الصناعي لحوالي 20%، مما أدى إلى حدوث ارتفاع ملحوظ في أسعار المواد الخاصة بالإنتاج بسبب زيادة سعر النفط، ولهذا السبب قامت اليابان باتباع طرق جديدة ومختلفة في الإنتاج وذلك من خلال إنتاج منتجات صديقة للبيئة تستهلك كمية قليلة من النفط.
فيما يلي سنذكر جميع الأسباب التي أدت إلى سرعة نمو اليابان بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية:
قديما كان يحكم اليابان النظام الطبقي والذي أدى إلى وجود العديد من المشاكل التي تعيق عملية الإصلاح، ولكن تم إلغاء هذا النظام وبدء العمل على تطبيق مبدأ المساواة بين الأفراد، والذي أدى إلى تطوير المجتمع ورغبة جميع الأفراد في العمل.
من أهم الأشياء التي قامت بها دولة اليابان هي امتلاكها لمعدل فائض مرتفع مقابل معدل استهلاك منخفض، وهذا الأمر أدى إلى إنعاش الاقتصاد بسرعة كبيرة خلال فترة قصيرة، كما ساهم الفائض في المدخرات في توفير الكثير من الأموال حتى يتم استخدامها في تطوير الاقتصاد.
تمتلك التكنولوجيا الحديثة دور مهم وكبير في تطوير اقتصاد اليابان بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، ويرجع الفضل في ذلك للعلاقات العلمية التي كانت توجد بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية واليابان، كما يوجد تبادل صناعي وتجاري وثقافي بين البلدين، بجانب وجود علاقات وثيقة بين الجامعات الأمريكية واليابانية.
اعتمدت اليابان بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في استخدام العديد من الأساليب الحديثة والمتطورة وإلغاء السياسات الخاطئة، وهذا الأمر أدى إلى وجود تطور كبير في الاقتصاد، كما قامت دولة اليابان بإلغاء وسائل الخاطئة التي اعتمدتها في الحرب والتي لم تعود عليها بأي فائدة.
من الجدير بالذكر أن الحرب العالمية الثانية أدت إلى حدوث العديد من التغييرات الكبيرة على مستوى العالم، ومن أهمها استسلام اليابان وفقدت اقتصادها وقوتها مما أدى إلى ارتفاع نسبة البطالة، والتي وصلت إلى حوالي سبعة مليون شخص، ولكن تميزت اليابان عن بقية الدول أنها لم تستسلم لذلك الأمر بل بدأت في وضع العديد من الأهداف والخطط حتى يتم إنقاذها من الخراب والضياع، وفيما يلي سنذكر دور النهضة العلمية والتكنولوجيا في تطوير اليابان خلال السطور التالية: