ابحث عن أي موضوع يهمك
من بين تساؤلات الأحكام الشرعية التي تتداول على مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث الإلكترونية أيضا هو سؤال؛ هل لعن الله من ذبح لغير الله؟ لذلك فسوف نتناول من خلال هذا المحتوى الذي نقدمه إليك عزيزي القارئ عبر مخزن المزيد من المعلومات حول هذا الأمر من حيث حكمه في الشريعة الإسلامية وآراء العلماء والأئمة فيه، بالإضافة إلى الأدلة التي سوف نستشهد بها من القرآن الكريم وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الشيخ ابن الباز -رحمه الله- عن حكم الذبح لغير الله:
باب ما جاء في الذبح لغير الله يعني من الوعيد، والدلائل على أنه شرك أكبر، فالذبح لغير الله عبادة لغير الله، فالعبادة كلها لله وحده، ومن جملتها الذبح كالصلاة، كما أن الصلاة لله فالذبح لله ليس لأحد أن يتقرب بذبح ناقة أو بقرة أو شاة أو دجاجة أو عصفور أو ذباب لغير الله؛ لأن المقصود هو التقرب، فإذا تقرب بشيء لغير الله يرجو إحسانه بأن يعتقد أنه ينفعه من الأموات والأشجار والأحجار والأصنام والجن ونحو ذلك كان هذا هو الشرك، وقال تعالى: قُلْ يا محمد للناس “إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي” يعني ذبحي وجميع الأنساك لله رب العالمين لا شريك له، وقال تعالى: “فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ” فقرن النحر مع الصلاة؛ لأن هذه عبادة مالية والصلاة عبادة بدنية، فكما يجب أن تصرف الصلاة لله وأن لا يصلي إلا لله فيجب أيضاً أن لا ينحر إلا لله.
عندما وسئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين عن حكم الذبح لغير الله؛ قال:
الذبح لغير الله شرك أكبر لأن الذبح عبادة كما أمر الله به في قوله : فصل لربك وانحر . وقوله سبحانه : قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين . لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين فمن ذبح لغير الله فهو مشرك شركا مخرجا عن الملة – والعياذ بالله – سواء ذبح ذلك لملك من الملائكة ، أو لرسول من الرسل ، أو لنبي من الأنبياء ، أو لخليفة من الخلفاء ، أو لولي من الأولياء ، أو لعالم من العلماء ، فكل ذلك شرك بالله – عز وجل – ومخرج عن الملة والواجب على المرء أن يتقي الله في نفسه ، وأن لا يوقع نفسه في ذلك الشرك الذي قال الله فيه إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار.
وأما حكم الأكل من لحوم الذبائح التي قد ذبحت لغير الله أيا كان السبب من ذبحها فإنه محرم لأنها أهل لغير الله بها وكل شيء أهل لغير الله به أو ذبح على النصب فإنه محرم، ونستدل على ذلك من خلال قوله تعالى في الآية رقم 3 من سورة المائدة: “حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ۚ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ ۗ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ”.
وبعد أن توصلنا مما سبق إلى أن الذبح الغير الله قد لعنه الله عز وجل ولعن صاحبه، بالإضافة إلى أنه شرك بالله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لعن الله من ذبح لغير الله”، فعليك عزيزي القارئ أن تعلم بأن الذبح لغير الله شرك أكبر، لأنه يكون بمثابة التقرب لغير الله، لذلك لعنه الله، ونهى عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مواضع كثيرة من خلال الأحاديث النبوية الشريفة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لعن الله من لعن والده، ولعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من آوى محدثًا، ولعن الله من غير منار الأرض).