علاج الرعاف نهائيا يتضمن القيام ببعض الإسعافات الأولية لضمان السيطرة على عملية فقدان الدم إلى جانب ضمان جعل مجرى الهواء مفتوحًا، حيث إننا عبر موقع مخزن سوف نشير إليه، كما سنوضح أهم المعلومات حول هذا المرض بالتفصيل.
يُعرف نزيف الأنف طبيًا باسم الرعاف، حيث إنه من الحالات المرضية الشائعة والتي تحدث بفعل تمزق الأوعية الدموية الضعيفة الموجودة داخل الأنف وبالأخص تلك التي توجد في الغشاء المخاطي باعتباره من الأغشية المخاطية الغنية بالكثير من الأوعية الدموية، فلقد تم تصنيفه ضمن الحالات التي عادة لا يُعتبر علامة خطر، إذ من الممكن السيطرة عليه والتخلص منه نهائيًا عبر إجراء بعض الإسعافات الأولية أو الطرق الطبية كالآتي:
الاسعافات الأولية
الجلوس أو الوقوف بوضعية مستقيمة ومن ثم القيام بإمالة الرأس إلى الأمام قليلاً، علمًا بأنه يجب الالتزام بعدم إمالة الرأس إلى الخلف، وذلك لأنه من المحتمل أن يؤدِّي الأمر إلى تدفق الدم بسهولة إلى الجزء الخلفي للحلق وبالتالي ابتلاعه، وهو ما يترتب عليه تهيج المعدة فضلًا عن حدوث التقيؤ، والذي يزيد النزيف سوءاً أو ربما يُعيد النزيف مرة أخرى من جديد.
وينبغي التنويه إلى ضرورة التخلص دائمًا من الدم المتراكم في الفم أو الحلق وعدم ابتلاعه.
استعمال الإبهام وكذلك السبابة للضغط بقوة نسبيًا على الجزء اللين من الأنف وذلك حتى يتم إغلاقه، حيث إن الأنف يتكوّن من جزئين وهما الجزء الصلب العظمي والجزء اللين الذي يحتوي على الغضاريف، والذي عادةً ما يحدث النزيف فيه.
يمكن استعمال بخاخ علاجي للأنف قبل الضغط عليه، مثل بخاخ أوكسي ميتازولين لوقف النزيف، علمًا بأنه يجب أن تتم عمليَّة التنفُّس من الفم في هذا الوقت، وأن يتم استمرار الضغط على الأنف لمدة 10 دقائق كاملة حتى يتم ضمان انقطاع النزيف، وينبغي عدم إزالة الضغط قبل إكمال 10 دقائق.
التحقق من توقف نزيف الأنف أو عدمه عقب مرور 10 دقائق كاملة من الضغط على الجزء اللين وكما أسلفنا ذكرًا من الأنف، ففي حال عدم توقفه فإنه يُنصح بالضغط مرة أخرى على الأنف لمدة 10 دقائق إضافية، ويُجدر بالإشارة إلى أن نزيف الأنف في الغالب يقل بل ويتوقف بعد مرور ما يتراوح من 10 إلى 20 دقيقة من عملية الضغط المباشر.
استعمال كيس ثلجي من خلال تطبيقه على جسر الأنف حيث إنه يلعب دروًا كبيرًا في المساعدة على تهدئة المنطقة من خلال تشجيع الأوعية الدموية على الانقباض.
تجنب القيام ببعض الممارسات السيئة مثل نفخ الأنف أو الانحناء إلى الأمام أو ممارسة النشاط العنيف وذلك لمدة لا تقل مطلقًا عن 12 ساعة عقب توقف نزيف الأنف، مع المحاولة قدر الإمكان في المحافظة على أن يكون مستوى الرأس دائمًا أعلى من مستوى القلب.
علاج النزيف المتكرِّر لدى الأطفال والذي ينتج عادةً عن التقشير المستمر داخل فتحات الأنف بواسطة مرهم مرطِّب، مثل: الفازلين، فهو يساهم في تليين الأنف.
في حالة إن كان النزيف قويًا ولم يتوقف بعد مرور 20 دقيقة من الضغط بشكل مستمر عليه لا بد من مراجعة الطبيب، وكذلك تتطلب الحالات الآتية الاستعانة بالمشورة الطبية على الفور:
تأثير نزيف الأنف على عملية التنفس.
عمر المريض أقل من سنتين.
التعرض لإصابة بالغة في الرأس مثل السقوط.
استمرار النزيف على الرغم من الضغط عليه لأكثر من 30 دقيقة.
استعمال الأدوية المضادة للتخثر وكان النزيف متكررًا مثل الوارفرين.
نزم الدم من الأنف عدة مرات في الأسبوع الواحد، فهذا الأمر يدل على وجود مشكلة صحية كامنة ولم يتم تشخيصها.
يجب التحقق من عدم وجود أي جسم غريب داخل الأنف، وينبغي مساعدة المريض على السيطرة على مخاوفه لأن البكاء يزيد من تدفق الدم بسهولة إلى الوجه.
يُحذر من حمل الأجسام الثقيلة أو القيام الأنشطة البدنية الشاقة فقد تستغرق عملية الشفاء من نزيف الأنف أسبوعين كاملين، كما يجب عدم وضع السدادات القطنية أو المناديل في الأنف لأنها تزيد الأمر سوءًا.
الطرق الطبية
يقوم الطبيب المختص بتقييم مدى خطوة نزيف الأنف كما يقيس ضغط الدم ومعدل نبضات القلب ومن ثم تحديد السبب المحتمل لحدوثه وذلك إن كان متكررًا، حيث عادةً ما ينصح حينها بالاختيار بين العلاجان الرئيسيان له وهما كالآتي:
كي الأنف
يعتمد الكي على تطبيق الحرارة على الأنف، حيث تؤدي الحرارة إلى إغلاق الجروح وصهرها وكذلك الأوعية الدموية وما حولها.
وهذا الإجراء يتم بطريقتين إما كيميائيًا عبر الاستعانة بمادة حارقة مثل نترات الفضة لعلاج الأوعية الدموية المرئية الموجودة في الجزء الأمامي من الحاجز الأنفي وللتخلص من نزيف الأنف المتكرر والمجهول السبب.
أو كهربائيًا عبر استخدام سلك مشحون من مادة البلاتين لوقف النزيف في الغشاء المخاطي للأنف.
ومن الجدير بالذكر أنه ينبغي العلم بأن عملية الكي تتطلب قبل بدئها رش مخدر موضعي في الأنف.
الحشوة الأنفية
يقوم الطبيب بحشو الأنف بواسطة إسفنجة خاصة حتى يتم وقف النزيف، وذلك في حالة إن كان الكي غير ممكن.
إذ يضع الإسفنجة في الأنف بعد رش المخدر الموضعي وذلك للضغط على مكان النزيف، ومن ثم يزيلها بعد التعافي.
ولكنه يوصى عادةً بالبقاء في المستشفى أو بالالتزام بالتعليمات الهامة في المنزل كعدم إزالة الحشوة من مكانها لمدة زمنية محددة.
علاجات أخرى
نقل الدم لتعويض النقص الحاصل بسبب النزيف.
ربط الأوعية الدموية في الجزء الخلفي من الأنف.
استعمال بعض الأدوية المساهمة في تجلط الدم مثل حمض الترانيكساميك.
إجراء بعض التعديلات على الأدوية المميعة للدم.
إزالة الجسم الغريب الموجود في الأنف والمتسبب في حدوث النزيف.
علاج الأنف المكسور بالعمليات الجراحية المناسبة أو إجراء جراحة انحراف الحاجز الأنفي.
سبب الرعاف المفاجئ
هناك العديد من الأسباب وعوامل الخطر التي تزيد من حدوث نزيف الأنف، فمن أبرزها ما يلي
التعرض للإصابة عند تنظيف الأنف بطريقة خاطئة.
النزف عقب الخضوع لعملية في الأنف.
الحكة في الغشاء المخاطي في حالة التعرض لطقس جوي حار وجاف أو بسبب وجود التكييف الهوائي.
المعاناة من حساسية الأنف.
الاضطرابات في تجلط الدم.
وجود انحرافات شديدة في حاجز الأنف.
بعض الأمراض المعدية التي تنتج بسبب البكتيريا أو الفيروسات فهي تسبب الحكة في الغشاء المخاطي.
الأورام السرطانية الحميدة أو الخبيثة.
أمراض الأوعية الدموية التصلبية.
فرط ارتفاع مستوى ضغط الدم.
تناول الأدوية التي تسبب مشكلات في تجلط الدم مثل الأسبرين.
بعض المشكلات المرضية كمرض السكري وارتفاع ضغط الدم وفشل القلب الاحتقاني وفقر الدم.
أعراض الرعاف
تتمثل الأعراض الشائعة لمرض الرعاف والذي يتسبب في فقدان الدم فيما يلي:
الارتباك.
وجع الرأس الخفيف.
عدم التركيز.
الدوار.
الإغماء.
الوقاية من نزيف الأنف
تساعد الإجراءات التالية عند الإصابة بنزيف الأنف المتكرر في تقليل فرص التعرض لذلك حيث يُنصح بالالتزام بها:
تعزيز برودة المنزل عبر استعمال جهاز ترطيب الهواء للوقاية من النزيف الناتج عن الجفاف.
المحافظة على رطوبة الأنف من خلال استخدام الهلام الملحي أو بخاخ الأنف الملحي فهو يمنع بطانات الأنف من الإصابة بالجفاف لا سيما في الشتاء.
