نتناول في مقالنا اليوم مواقف تربوية من حياة الرسول ، يود الكثير من أبناء الأمة الإسلامية التعرف على المواقف التي كان يقوم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى يقتدوا بها في كافة أمور حياتهم وتعاملاتهم مع الغير وتربية أبنائهمـ ومن خلال موقع مخزن سوف نوضح في هذا الموضوع التالي مواقف تربوية من حياة الرسول.
تتعدد المواقف لجميلة والحسنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في تعاملاته مع أصدقائه من الصحابة، ومع أهله من الزوجات والأبناء، وكلك المعاملة الخاصة به مع الطفل، ومن ثم يجب علينا نحن أبناء الدين الإسلامي الحنيف إتباع سنته ونهجه في كافة الأمور، حيث قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم في سورة الأحزاب في الآية 21 ” لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا”، وذلك حتى نسعد في الدنيا ونأجر بالمغفرة والثواب ثم الفوز بالجنة بإذن الله تعالى، وفي موضوعنا هذا سوف نعرض لكم أهم المواقف الخاصة بالرسول.
دروس وعبر من حياة الرسول مع زوجاته
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائم العدل بين زوجاته في التعامل وفي كافة الأمور، حيث روت عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها قالت “كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا أرادَ سَفَرًا أقْرَعَ بَينَ نِسائِه، فأيَّتُهنَّ ما خرَجَ سَهمُها خرَجَ بها”.
كان رسول الله يعاشر زوجاته كافة معاشرة طيبة وكان يلزم اللين في التعامل معهن، ويشاورهن في أموره، وكان دائما ما يمازحهن ويتغاضى دائما عن الأخطاء التي كانت من الممكن أن تصدر من قبل احدهن.
ومن الجدير بالذكر أن محمد رسول الله كان يقوم بمشاركة زوجاته في أعمال المنزل، دون أن يضع فروق بينه وبينهم في كونه رجل فلا يشارك فتلك الأعمال، ونستند في هذا الحديث بالحديث الشريف الذي روته زوجته عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها قالت ” سألتُ عائشةَ رضيَ اللهُ عنها : ما كانَ يصنعُ النَّبيُّ في أهلِهِ ؟ فقالت : كان يكونُ في مِهْنَةِ أهلِهِ ، فإذا حضرتِ الصَّلاةُ خرجَ”.
مواقف تربوية في حياة الرسول مع الصحابة
كان نبينا محمد عليه الصلاة والسلام دائم الحنين والرفق في معاملته مع الصحابة، وكان يظهر ذلك في كونه يمازحهم ويتعامل معهم باللين، وذلك دون أن يتعلى عليهم بكونه يحمل الوحي الذي انزل من الله ورسائله، ونستدل في هذا الأمر بالحديث النبوي حيث روى أنس بن مالك رضى الله عنه، قال “ما رَأَيْتُ أَحَدًا كانَ أَرْحَمَ بالعِيَالِ مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: كانَ إبْرَاهِيمُ مُسْتَرْضِعًا له في عَوَالِي المَدِينَةِ، فَكانَ يَنْطَلِقُ وَنَحْنُ معهُ، فَيَدْخُلُ البَيْتَ وإنَّه لَيُدَّخَنُ، وَكانَ ظِئْرُهُ قَيْنًا، فَيَأْخُذُهُ فيُقَبِّلُهُ، ثُمَّ يَرْجِعُ. قالَ عَمْرٌو: فَلَمَّا تُوُفِّيَ إبْرَاهِيمُ قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ إبْرَاهِيمَ ابْنِي، وإنَّه مَاتَ في الثَّدْيِ، وإنَّ له لَظِئْرَيْنِ تُكَمِّلَانِ رَضَاعَهُ في الجَنَّةِ”.
كان النبي عليه أفضل الصلاة والسلام دائم الحرص على نشر المحبة بين الصحابة، فكان كثيرا ما يعمل على المشاكل التي كانت تقع بين الصحابة بعضهم البعض، وكان يلزم الصحابة بأن يهتادوا فيما بينهم بهدية حتى إن كانت من أبسط الأشياء، ولتشجعيهم على القيام بهذا الأمر أخبرهم أنها من أفضل الأعمال في الدنيا، حيث روى البراء بن عازب رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “مَن مَنحَ منِيحةَ لبنٍ أو وَرِقٍ أو هَدَى زِقاقًا كانَ له مثلُ عتقِ رقَبَةٍ”.
يعامل الصحابة جميعا بنفس الطريقة دون التميز بين أحد منهم على الآخر، وكان دائما ما يحكم بيهم بالعدل فيما يقع بينهم.
مواقف الرسول في دعوته للقبائل وفتح مكة المكرمة
التزم النبي في تعامله مع الناس حتى ينشر الدعوة الإسلامية بالرفق في التعامل، وتحقيق الأمان الدائم لهم، كما عفى عن أعداء الدين الإسلامي من الكفار وذلك فور فتحه لمكة المكرمة، حيث روى عن بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليهم وسلم قال للكفار “ذهبوافأنتمالطُّلَقاءُ” ولكن حكم الإسناد في هذا الحديث ضعيف.
عندما كان يدعو أهل الطائف لاعتناق الدين الإسلامي عرض عليهم أن يلجأ إليهم ويظل معهم في حالة استجابتهم للدعوة الإسلامية، ولكن قبل بالرفض في ذلك المطلب فقاموا يطردوه وعملوا على إلحاق الأذى به
مواقف من حياة الرسول للأطفال
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعطف دائما على الأطفال، فكان يلعب معهم ويمازحهم ويدللهم، ومن خلال السطور التالية سوف نقدم أهم المواقف في ذلك:
الحب لأحفاده الحسن والحسين: فكان دائم الذهاب إليهم والتقبيل لهم، كما كان يحرص على الدعاء الكثير لهما ومداعبتهم، وذكر عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه كان ساجدا وركب عليه أحدهما، فأطال النبي السجود حتى لا يقطع عنه استمتاعه بذلك.
كان سيدنا محمد دائم التقبيل لحديثي الولادة، كما كان له عدد من الأمور التي يقوم بها معهم مثل دعائه المستمر لهم بالبركة والخير في الحياة، وكان يطعمه بالتمر، ومن أشهر ما يدل على ذلك قطعه لعمله للذهاب لأبي موسى الأشعري عندما رزقه الله سبحانه وتعالى بمولود.
كان لديه خادم طفل يهودي، فاشفق الرسول صلى الله عليه وسلم من دخول هذا الشخص للنار، فقاع بإقناع هذا الطفل حتى قام الخادم بإعلان إسلامه هو وأولاده.
كان كثير الحنان على حفيدته أمامة بت أبي العاص، فكان يأخذها معه لإقامة الصلاة ففي حالة سجوده كان يضعها على الأرض وإذا قام حملها، حيث كان هو من يتولى أمرها بعد وفاة والدتها.
حرص النبي على حفظ حقوق البنات وكان هذا الأمر على عكس ما كان يحدث في عصر الجاهلية الذي كان يقومون فيه الناس بدفن إناث وهن أحياء خوفا من العار الذي من الممكن أن يلحق بهم، وكانوا دائما التفضيل والتفاخر بإنجاب الذكور، ومن ثم حدد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن العمل على تربية البنات وإكرامهن ورعايتهن والإنفاق عليهن يعد من أحد أسباب الفوز بالجنة في الدار الآخرة، ونستند في ذلك بما جاء في الحديث النبوي الشريف حيث روى انس بن مالك رضى الله عنه قال، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “من عالَ جاريتينِ دخلتُ أنا وَهوَ الجنَّةَ كَهاتين وأشارَ بأصبُعَيْهِ”.
هكذا نكون وصلنا وإياكم لنهاية مقالنا هذا اليوم عن مواقف تربوية من حياة الرسول ، تتعدد المواقف لجميلة والحسنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في تعاملاته مع أصدقائه من الصحابة، ومع أهله من الزوجات والأبناء، وكلك المعاملة الخاصة به مع الطفل، ومن ثم يجب علينا نحن أبناء الدين الإسلامي الحنيف إتباع سنته ونهجه في كافة الأمور، نلقاكم في مقال جديدة بمعلومات جديدة على موقع مخزن.