هو محمد بن سعود بن محمد بن مقرن هو الذي أقام الدولة السعودية الأولى، ويعد الحاكم الثاني من أسرة آل سعود، تولى إمارة الدرعية وكان يعد الأمير الخامس عشر، وكان ذلك بعد وفاة أبيه الأمير سعود الأول.
عندما تولى محمد بن سعود ولاية الدرعية ظهر الشيخ محمد بن عبد الوهاب التميمي، وكان داعية للدين الإسلامي الحنيف، وكان يحارب الفتن والإشاعات التي تطرأ على الشريعة الإسلامية، وكان يدعو إلى عبادة الله الواحد الأحد واتباع أوامره وتجنب نواهيه، وقد عاونه في ذلك ودعمه محمد بن سعود حيث التقى به، وعز الأمر على إقامة دولة تحكم بشرع الله وتتبع الشريعة الإسلامية.
يتمتع الإمام محمد بن سعود بالعديد من الصفات لمحموده مثل الشجاعة والحكمة والقيادة، ويتمتع بشخصية قوية وورث ذلك من عائلته الحاكمة كما اشتهر بتدينه الشديد وحبه للأعمال الخيرية وحب الرعية له وقدرته على التأثير في نفوسهم.
فقد ترعرع وسط عائلة حاكمة، وقد تعلم أصول الحكم والإدارة وأساليب القيادة منهم، فقد تلقى دراسته على أمهر العلماء وأكثرهم كفاءة كما تعلم أصول الدين وتعاليمه.
تأثر بعائلته وخاصةً جده مانع المريدي والذي أتى إلى المنطقة عام 850هـ وأقام الدرعية وقد ترك ولايتها لحفيده محمد بن سعود.
وكان يضع الإمام محمد بن سعود تصورات وأمال للدرعية وقد سعى لتحقيق هذه الأحلام وقد تحققت له بالفعل فأصبحت الدرعية مركز قوة واستقرار واستطاع توحيدها.
كما أنه قد تعلم الكثير في شبابه، فقد شارك والده في تنظيم أوضاع الإمارة مما جعله مليء بالمعرفة والخبرة الكافية فقد انتقل بالدرعية من مجرد مدينة صغيرة إلى دولة متسعة الأطراف.
كان الإمام محمد بن سعود ذات رؤية مستقبلية عالية فقد عمل على تغيير الأوضاع السائدة آنذاك وتطبيق قوانين جديدة للمنطقة وكان من أهم ما يسعى إليه هو توحيدها وترسيخ العلم والمعرفة والثقافة وتعزيز التواصل بين الأفراد والقبائل ونشر الأمن والأمان.
تصدى الإمام محمد بن سعود لغزو زعيم الأحساء للدرعية وشارك في المقاومة حتى حقق النصر وتغلب عليه.
فقد عانت الدرعية قبل توليه الحكم من الضعف والانكسار والتدهور والتفكك، فقد انتشر مرض الطاعون في شبه الجزيرة العربية وأدى ذلك إلى موت عدد مهول من الناس وقد تولى محمد بن سعود ولاية المنطقة في ظل هذه الظروف العصيبة ولكنه استطاع أن ينجو بالمنطقة وأهلها من الانهيار واستقرت الأوضاع وعم الأمن والأمان والعدل.
فكان حاكماً عادلاً وحكيماً إلى أبعد الحدود يحبونه الناس ويتأثرون به ويؤثر بهم.
وقد انتقل الإمام محمد بن سعود إلى رحمة الله عام 1179 هـ، 1765 م، وقد خلفه بعد وفاته ابنه : الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود حتى توفي في عام 1229، وخلفه بعد وفاته أخيه الإمام عبد الله بن محمد بن سعود ودامت فترة حكمه حتى سقطت الدولة السعودية الأولى وانتهت بغزو العثمانيين لها.
إخوته
ثنيان بن سعود
مشاري بن سعود
فرحان بن سعود
أبنائه
فيصل له من الأبناء: (هذلول)
سعود له من الأبناء: (ناصر وحسن وحسين وعبد الرحمن)
عبد العزيز له من الأبناء: (سعود الكبير وعبد الله وعمر)
عبد الله له من الأبناء: (سعود ومحمد وزيد وإبراهيم وتركي)
ابرز اعمال الامام محمد بن سعود
قام بتأسيس الدولة السعودية الأولى ووحد أطرافها وتم ذلك على مرحلتين :
المرحلة الأولى
خلال الفترة (1139-1158هـ / 1727-1745م) وكان من أهم ما حدث في هذه المرحلة:
توحيد أجزاء الدرعية وتحتها تحت حكم رجل واحد بعد أن كان لها مركزان للحكم.
تقوية إمارة الدرعية والاهتمام بأمورها الداخلية والخارجية وتوحيد شعبها بالإضافة إلى دعم الأمور الاقتصادية للدولة.
إقامة حي جديد في سمحان، ويطلق عليه حي الطرفية وجعله مركز الكم بدلا من حي عصبية.
عمل على إقامة الاستقرار في الدولة في كافة مجالات الحياة.
عمل على إقامة الاستقلال السياسي وعدم الانسياق وراء أي قوة بعد أن كان هناك بعض البلدان تنساق وراء القوى الإقليمية.
دعم دعوة الشيخ محمد عبد الوهاب التميمي، والتي كانت تنصر الدين الإسلامي، وتدعو إلى عبادة الله الواحد الأحد، وقد اختار الشيخ محمد عبد الوهاب التميمي الدرعية لقوتها وقوة حاكمها الإمام محمد بن سعود.
أرسل الدعوات لبعض البلدان الأخرى للانضمام إلى الدولة السعودية، واستجابت له بعض الدول ووافقوا على الانضمام إلى الدولة السعودية.
أحاط الدرعية بسور، وجعلها كالحصن الأمن للتصدي لأي هجمات خارجية محتملة وخاصةً من بلدان شرق الجزيرة العربية.
المرحلة الثانية
من التأسيس خلال الفترة (1159-1179هـ / 1746-1765م) وأهم ما حدث في هذه الفترة:
بدأ حملات توحيد أجزاء الدولة وإقامة الحكم بها.
انتشرت أخبار الدولة في أنحاء شبه الجزيرة العربية، وتم توحيد معظم أجزاء منطقة نجد.
حماية وتأمين الطرق للحجاج والقوافل التجارية فأصبحت منطقة نجد تتمتع بالأمن والأمان.
القدرة على تأمين طرق الحج والتجارة فأصبحت نجد من المناطق الآمنة.
محاولة الكثير من الأعداء القضاء على الدولة في نشأتها ولكنهم نجحوا في التصدي لهذه المحاولات التي باءت بالفشل في النهاية.
ابرز انجازات الامام محمد بن سعود
وحد إمارة الدرعية، وتولى حكمها وعمل على نشر الاستقرار والأمن والأمان بها.
أنشأ حي الطرفية إلى جانب حي غصيبة، وأعتني بالأمور الداخلية والخارجية ودعم مجتمع الدرعية.
اهتم بنشر الاستقرار والأمن والأمان في كافة أنحاء الدولة، وبدأ بنشر الدعوات للانضمام للدولة السعودية.
عمل على التصدي للهجمات الخارجية عن طريق إقامة سور حول الدرعية.
حرص على إقامة الاستقلال السياسي وعدم الانسياق وراء أي نفوذ أو قوة معينة.
مناصرة دعوى الشيخ محمد عبد الوهاب التميمي التي كانت تدعو إلى نصرة الدين الإسلامي وعبادة الله الأحد ة تحكيم شرع الله.
العمل على تأمين الطرق للحجاج والقوافل التجارية في منطقة نجد.
حدود الدولة السعودية الأولى ونهايتها على يد العثمانيين
استمرت الدولة السعودية في توسيع رقعتها حتى شملت نجد، وإقليم العارض وهو يضم (الدرعية، والرياض، والعيينة)، كما شملت (منفوحة، وضرما، وأقاليم الوشم، وسدير، والخرج، والقصين، وجبل شمر، وبريدة، والإحساء) وظلت تتسع حتى وصلت حدود الخليج العربي وشملت (الكويت، وقطر، وعمان، والأردن، والعراق).
سقطت الدولة السعودية الأولى على يد الوالي العثماني الحاكم لمصر محمد علي باشا، فقد قام بإرسال حملة عسكرية كبيرة بقيادة ابنه إبراهيم باشا إلى الأراضي السعودية وسيطروا على الحجاز، وقد استطاع إبراهيم باشا بعد خوضه الكثير من المعارك الطاحنة الوصول إلى الدرعية وهي مركز الحكم، وقاموا بأسر الإمام والأمير عبد الله بن سعود بالإضافة إلى الكثير من رجال الدين والمشايخ والأمراء والعلماء وأئمة الدولة السعودية الأولى، حيث قاموا بأخذهم إلى العاصمة التركية (إسطنبول) وقاموا بالتحقيق معهم، ثم انتهى التحقيق بالحكم عليهم بالإعدام جميعاً.
وقد قاموا بتدمير الدولة ونهب أموالها وخيراتها، وأشاعوا الفساد والخراب والفوضى العارمة، وقد قتل الكثير على يد العثمانيين ومنهم: (أمير منطقة الخرج عبد الله بن سليمان بن عفيصان)، و(أمير منطقة الإحساء فهد بن سليمان بن عفيصان)، و(علي بن عبدالوهاب)، وقاموا بنفي العديد من الناس منهم (حجيلان بن حمد أمير القصيم) فقد قاموا بنفيه إلى المدينة المنورة، وأصبحت الدولة السعودية خاضعة لحكم الدولة العثمانية؛ وبهذا سقطت الدولة السعودية الأولى.