ابحث عن أي موضوع يهمك
قصه عن النبي موسى كليّم الله ونشأته في قصر فرعون الظالم، فدوماً ما تذخر قصص الأنبياء والمُرسلين بالعديد من العبر والمواعظ التي إن اتخذها الناس وجدوا طريق الهداية في حياتهم، لذا يعرض موقع مخزن المعلومات مقتطفات من حياة كليّم الله موسى عليه السلام.
اقرأ أيضاً: قصة عن فضل الصدقة
هو نبي الله موسى بن عمران بن قاهث بن عازر بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، الذي جاء وصفه بأولى العزم من الرُسل حيثُ بم يمنعه أي عائق من استكمال طريقه للنبوة والدعوة إلى الهداية والحق، لذا فقد كرمه الله ـ عز وجل ـ بذكر اسمه في القرآن الكريم سبعين مرة.
ينتمي نبي الله موسى إلى بني إسرائيل الذين كانوا يعيشون بفلسطين في زمان نبي الله إبراهيم وإسحاق ويعقوب، ثم انتقلوا منها إلى مصر مع نبي الله يوسف، والتي كان يحكمها آنذاك فرعون الظالم الذي أذل بني إسرائيل بقدر كبير وجعل الناس عبيداً له ولا يخالفه أحدهم الرأي، وفي أحد الأيام رأى فرعون في منامه أن هناك ناراً تخرج من بيت المقدس وتدخل إلى بيوت مصر فتحرقها إلا أنها لم تحرق دينار بني إسرائيل وقد فسرّ الكهنة رؤيته بأنه سيخرج رجل من بني إسرائيل يكون على يديه هلاك فرعون مصر.
وبسبب رؤية فرعون فقد أصدر فرماناً بقتل جميع المواليد الذكور من بني إسرائيل، وجنّد أعداداً ضخمة من جنوده لتحريّ قتل كافة الذكور مع تهديد العائلات التي تتستر على المواليد الذكور بقتلهم جميعاً، وفي هذه الأثناء كانت أم موسى في الشهور الأولى من حملها، وخافت على وليدها من مصير القتل فأخفت خبر حملها عن الجميع، إلا أنه حينما جاءتها أعراض الولادة جاءها إلهام من الله ـ عز وجل ـ بأنها بمجرد أن تضع جنينها تقوم بإرضاعه وإن خافت عليه مصير القتل عليها بوضعه في تابوت خشبي وإلقاءه في النهر، وذلك في قول الله تعالى: “وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ”.
وقد نفذّت أم موسى ما جاءها الإلهام به لتلقي جنينها في النهر وتطلب من أخته أن تتبع مساره، ليصل التابوت إلى قصر فرعون وتلتقطه بعض الجواري من القصر وتعطينه إلى زوجة فرعون السيدة آسيا، التي رأت فيها رضيعاً جميلاً فأحبته من قلبها، وحينما أخبرت فرعون عن المر أراد بقتله لعلمه بأنه من نسل بني إسرائيل إلا أن زوجته قد ألحت عليه وترجتّه ألا يقتله.
في هذه الأثناء كادت أم موسى أن يقتلها القلق على رضيعها، لولا أن قذف الله الصبر في قلبها بقوله تعالى: “وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ”، حيثُ بدأ الرضيع يبكى طالباً للرضاعة وكلما أحضروا مرضعةً له رفضها واستمر في البكاء حتى رفض مرضعات القرية جميعاً.
حينها تقدمت أخت موسى وأخبرتهم عن معرفتها بمرضعة صالحة قد يقبلها الرضيع، وهي أمها التي جاءت إلى القصر لتلتقي برضيعها أخيراً ويعود إلى مستقر قلبها ، وبذلك نشأ موسى بين أمه وزوجة فرعون آسيا في قصر فرعون.
اقرأ أيضاً: قصة عن الصدق للاطفال
نشأ موسى شاباً صالحاً ذو علم وحكمه منحهما الله له في مرحلة الشباب، لذا فقد كان كارهاً لفرعون وظلمه ويترقب الفرصة التي يُمكنه فيها الخلاص منه لإزالة ظلمه عن الناس، وفي يوم من لأيام دخل موسى إلى المدينة وكانت خالية من البشر ووجد بها رجلان يتشاجران أحدهما كافراً من مصر والثاني مؤمناً من بني إسرائيل، وحينما استنجد الرجل من بني إسرائيل بموسى أراد أن يفض النزاع بينهما إلا أنه دون قصد دفع المصري ليموت في موضعه.
ما حدث سبب لموسى صدمه بالغة فلم يكن ما حدث مقصوداً، فطلب من الله تعالى المغفرة ليتوب عليه عما بدر منها، وبقي في المدينة خائفاً مما قد يحدث بسبب قتله للمصري، وفي صباح اليوم التالي تكرر الأمر وانتشر الخبر بين الناس، ليصدر فرعون قراراً بحاشيته بقتل موسى، ليأتي أحد الرجال الصالحين إلى موسى مسرعاً ليبلغه بما يدبره له فرعون الظالم وينصحه بمغادرة مصر، ليبدأ في مسيرته قاطعاً سيناء مشياً على قدميّه.
اقرأ أيضاً: قصة عن فضل الوضوء
كانت هداية الله ـ عز وجل ـ لنبيه موسى في الطريق خير هداية فقد تمكن من الوصول إلى قرية مديّن والتي تواجد على طرفها بئر مياه مزدحم بالرعاة الراغبين في سقاية أغنامهم، ليجد هناك فتاتين عاجزتين عن سقاية إبلهم وأغنامهم حياءً من تزاحم الرجال ولأن والدهما شيخاً كبيراً في السن، ليتطوع نبي الله موسى لسقاية أغنامهم إليهم، ثم لجأ إلى ظل شجرة كبيرة ليستريح طالباً عون الله ومساعدته له، ولم يلبث حتى جاءته إحدى الفتاتين على استحياء تخبره بأن والدها يرغب في مكافأته لمساعدتهم لهما، ليسير موسى أمامها مسترشداً ببعض الحصاة التي ترميها إحدى الفتاتين لترشده إلى الطريق.
إلا أن التقى بوالد الفتاتين وهو نبي الله شعيب، الذي طلب منه أن يعمل معه لمعاونته على رعي الأغنام، إلا أنه لم يكن لديه أموال ليعطيها له لذا سيزوجه إحدى ابنتيه على أن يكون مهرها هو العمل عنده لمدة ثمانية أو عشرة سنوات، ليظل بالفعل يعمل لديه عشرة سنوات كاملة.
اقرأ أيضاً: قصة عن في الاتحاد قوة
بعدما قضى موسى ما عيه من سنوات في خدمة شعيب شعر بالاشتياق لأهله، فأخذ زوجته منطلقاً في طريقه إلى مصر، إلا أنه قد تاه عن الطريق في أجواء من البرد الشديد، ليرى من بعيد وجود ناراً مشتعله، ليترك زوجته قاصداً النار عسى أن يستطيع أن يأتي إليها بالدفء أو يجد من يرشده إلى الطريق السليم.
وحينما وصل موسى إلى النار وجدها ما هي إلا شجره ليتعجب من الأمر ولا يدركه، وحينما اقترب منها جاءه نداء الله عز وجل مباشرةً في جبل الطور، وذلك في قوله تعالى:” فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى (12) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى”
فقد اختاره الله تعالى لكون نبي له، ومنحه الآيات المعجزات الدالة على صدق نبوته، ثم أمره الله تعالى أن يذهب لدعوة فرعون وقومه إلى الإيمان” اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي (43) اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى، وإخراج بني إسرائيل من مصر إلى فلسطين.
اقرأ أيضاً: قصة عن فضل الوالدين
قابل فرعون دعوة بني الله موسى للإيمان والطاعة بالتعنت والاستكبار والتكذيب، لذا فقد منحه الله تعالى المعجزات والآيات المدعمة لصدقه، حيثُ تحولت عصى موسى إلى ثعبان عظيم الحجم، كما جاءت يده تشع نوراً، وعلى الرغم من انبهار فرعون وسحرته بما جاء به موسى إلا أنهم لم يصدقوا دعوته بل اتهموه بأنه ساحر يرغب في الإضرار ببني إسرائيل، وحينما شاهد السحرة معجزات موسى فما كان منهم سوى الركوع ساجدين لله تعالى، ليتهمهم فرعون بالخيانة والتواطؤ مع موسى، لذا فقد بطش بهم قتلاً وأراد أن يقتل موسى، فتتبعه وأهله وصولاً للبحر ليشق موسى البحر بعصاه وحينما حاول فرعون اللحاق بها انشق البحر وابتلعه في جوفه عقاباً لطغيانه وتكذيبه بدعوة موسى ـ عليه السلام.
“فأَوْجَسَ فِى نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى”.