مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

قصة عن الظلم في عهد الرسول

بواسطة: نشر في: 23 مايو، 2023
مخزن

قصة عن الظلم في عهد الرسول توضح سوء عاقبة الظالم، كما تؤكد على أن دعوة الشخص المظلوم بمثابة سهم لا يخطئ، وعلى أن الظلم من ظلمات يوم القيامة، حيث إننا عبر موقع مخزن سوف نشير إليها بالتفصيل، كما سنذكر المزيد من القصص عن هذه الصفة السيئة.

قصة عن الظلم في عهد الرسول

إن الظلم واقع في كل مكان وزمان، وذلك لأن الدنيا دار الابتلاءات والاختبارات، حيث إن جميعنا معرضون لهذا الاختبار المزعج، ولكن الله – عز وجل- رحمته أوسع من كل شيء وسيظهر الحق ولو بعد حين، والدلالة على ذلك قصص الظلم التي وردت في عهد الرسول، والتي من أبرزها ما يلي:

قصة السيدة عائشة

  • من أشهد الظلم الذي قد يقع على أي رجل صالح هو أن يتم اتهام زوجته بالزنا، ولقد حدث هذا الأمر مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم-.
  • حيث تم اتهام السيدة عائشة أم المؤمنين زوجة أطهر وأكرم خلق الله الطاهرة العفيفة بالزنا، ولقد روى هذه القصة القرطبي أثناء تفسيره لقوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [النور، 11].
  • إذ ذكر بأن من اتهمها بهذه التهمة الشنيعة هو زعيم المنافقين اعتقادًا منه بأنه سيؤذيها بذلك ويصب عليها الشر، ولكن هذه الحادثة رفعت بشكل أكثر من شأن السيدة عائشة – رضي الله عنها-.
  • فلقد أنزل الله – سبحانه وتعالى- براءتها وبين أن للمنافقين عذاب أليم، كما أمر بتجاوز القضية بين المؤمنين بالصفح والعفو.
  • وذلك لأن أبو بكر – رضي الله عنه- قد منع حينها صدقة كان يمنحها لأحد الفقراء ممن خاض بعرض السيدة عائشة، حيث أمره الله – تعالى- بأن يبقى صدقته كما هي طلبًا لرضوانه، والدلالة على ذلك قوله تعالى (وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [النور، 22].

قصة سعيد بن زيد

  • ذُكر في الصحيحين أنه ثُبت عن عروة بن الزبير أنه تم الإدعاء بواسطة أروى بنت أويس على الصحابي سعيد بن زيد أنه سرق شيئًا من أرضها.
  • حيث ذهبت لتخصامه لدى مروان بن الحكم، فتعجب حينها سعيد من دعواها، قائلًا كيف له أن يسرق أرضًا بغير حق وهو الذي سمع من رسول الله – صلى الله عليه وسلم- التحذير الشديد من أخذ أي شبر من الأرض دون حق، وعلم بأن عاقبة ذلك الخسف إلى سبع أرضين.

عن سعيد بن زيد عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- “مَنِ اقْتَطَعَ شِبْرًا مِنَ الأرْضِ ظُلْمًا، طَوَّقَهُ اللَّهُ إِيَّاهُ يَومَ القِيَامَةِ مِن سَبْعِ أَرَضِينَ”.

  • ولم يسأل بعدها مروان الصحابي سعيد – رضي الله عنه- عن أي شيء، وذلك لأن حديثه عن النبي محمد – صلى الله عليه وسلم- كان كافيًا.
  • ومع ذلك فلقد دعا سعيد بن زيد على أوى بنت أويس إن كانت كاذبة أن يذهب بصرها وكذلك أن تُقتل في أرضها.
  • ولقد قيل إنها لم تمت حتى عمى بصرها بالفعل، وذلك قبل أن تقع في حفرة أثناء سيرها في أرضها وتموت.

قصة سعد بن أبي وقاص

  • لقد أرسل عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- على أهل الكوفة سيدنا سعيد بن أبي وقاص، ولكنهم شكوه إلى عمر.
  • حيث قالوا إنه لا يحسن الصلاة، لذا أوصى عليهم عمار – رضي الله عنه – بدلًا من سعيد.
  • فلما سأل عمر – رضي الله عنه- سعيد بن أبي وقاص عن ذلك الأمر أخبره بأنه لا يحيد مطلقًا عن صلاة النبي – صلى الله عليه وسلم- وأنه كان يصلي كصلاته دون أن يقوم بتغيير أي شيء فيها، فقال له عمر “ذاك الظن بك يا أبا إسحاق”.
  • ثم أرسل عمر – رضي الله عنه- إلى الكوفة رجالًا وعلم بأن الناس يثنون على سعيد خيرًا في جميع أنحاء الكوفة عدا رجل واحد اسمه أسامة بن قتادة.
  • إذ قال إن سيدنا سعد – رضي الله عنه- ظالمًا وغير عادل، حيث ذكر عنه “كان لا يسير بالسرية، ولا يقسم بالسوية، ولا يعدل في القضية”.
  • فلما سمع هذا الكلام سيدنا سعد دعا حينها الله – تعالى- عليه قائلًا “اللهم إن كان عبدك هذا كاذبًا قام رياءً وسمعةً، فأطل عمره، وأطل فقره، وعرضه بالفتن”.
  • ولقد استجاب الله له فكبر أسامة بن قتادة في السن إلى أن سقط حاجباه على عينه أثناء تعرضه للجواري في الطرقات وهو يغمزهن، وعندما كان يُسأل عن ذلك كان يقول أصابتني دعوة سعد.

أحاديث نبوية عن الظلم

لقد نهى رسول الله – صلى الله عليه وسلم- عن الظلم، وأمر بتجنبه بسبب سوء عاقبته، حيث وردت العديد من الأحاديث النبوية عنه لتوضح ذلك، فمنها ما يلي:

  • عن جابر بن عبد الله عن النبي – صلى الله عليه وسلم- “اتَّقُوا الظُّلْمَ، فإنَّ الظُّلْمَ ظُلُماتٌ يَومَ القِيامَةِ، واتَّقُوا الشُّحَّ، فإنَّ الشُّحَّ أهْلَكَ مَن كانَ قَبْلَكُمْ، حَمَلَهُمْ علَى أنْ سَفَكُوا دِماءَهُمْ واسْتَحَلُّوا مَحارِمَهُمْ”.
  • عن عبد الله بن عباس “أن رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ بعَثَ معاذَ بنَ جَبلٍ إلى اليمَنِ، فقالَ اتَّقِ دَعوةَ المظلومِ؛ فإنَّهُ ليسَ بينَها وبينَ اللَّهِ حجابٌ”.
  • عن أبو هريرة عن النبي – صلى الله عليه وسلم- “ثلاثةٌ لا تُردُّ دعوتُهم الصَّائمُ حتَّى يُفطرَ والإمامُ العادلُ ودعوةُ المظلومِ يرفعُها اللهُ فوق الغمامِ وتُفتَّحُ لها أبوابَ السَّماءِ ويقولُ الرَّبُّ وعزَّتي لأنصُرنَّك ولو بعد حي”.
  • عن أبو موسى الأشعري عن النبي – صلى الله عليه وسلم- “إنَّ اللَّهَ لَيُمْلِي لِلظّالِمِ، حتَّى إذا أخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ. قالَ: ثُمَّ قَرَأَ {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود: 102]”.

أنواع الظلم

ينقسم الظلم والذي يصنف ضمن الأخلاق الذميمة إلى عدة أنواع حيث إنه لا يتقصر على التعدي على الحقوق وكما يعتقد البعض، إذ تتمثل أنواعه فيما يلي:

الظلم فيما يخص الله تعالى

  • يقصد به الكفر والشكر، حيث إنه من أعظم الأنواع نظرًا لعواقبه الوخيمة على الظالم.
  • فلقد قال الله تعالى (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) [لقمان، 13]، فإنه لا يغفر هذا الظلم سوى في حالة التوبة النصوحة قبل طلوع الشمس من مغربها وكذلك قبل الموت.

ظلم النفس

  • يتم هذا النوع من الظلم من خلال ارتكاب المعاصي والذنوب.
  • حيث يؤدي الأمر إلى اكتساب الآثام التي تدخل نار جهنم يوم القيامة، وكما قال تعالى (… ۖ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ …)[فاطر، 32].

ظلم الآخرين

  • لقد حرم الدين الإسلامي الظلم الذي يقع بين الناس، وذلك في قوله تعالى (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) [الشوري، 40].
  • فإن الله حرم بشكل صريح الظلم على نفسه وهو القادر على كل شيء.

عواقب الظلم في الدنيا والآخرة

تتعدد أسباب الظلم بين توعد الشيطان بأن يقعد للعبد كل مقعد حتى يضله، وبين اتباع الهوى وبين عدم القدرة على كبح جماح النفس، وعلى الرغم من تعددها إلا أن عاقبة الظلم واحدة، وهي كالآتي:

  • الطرد من رحمة الله – سبحانه وتعالى-.
  • سوء العاقبة إلى جانب فقدان محبة الله – عز وجل-.
  • الحرمان من الفلاح في الدنيا وكذلك الآخرة.
  • الذل في الدنيا وربما انكسار النفس حتى يتم استيفاء حقوق المظلومين.
  • نزع البركة من حياة الظلم ومن أمواله وأولاده.
  • الانحطاط في نظر الجميع وفقدان تقديرهم واحترامهم.
  • التأثر بدعوة المظلوم، فهي مستجابة حيث إن الله شديد الانتقام.
  • الاندارج ضمن المفلسين والذين يأتون يوم القيامة بجبال من الحسنات عقب سفك الدماء وشتم هذا وضرب هذا والقيام بالكثير من المعاصي، يحث يتم الأخذ من حسناته وبالتالي سحبه إلى النار، والله أعلم.
قصة عن الظلم في عهد الرسول

جديد المواضيع