قصه عن عبدالله الربيعه، يدعى عبد الله بن عبد العزيز بن محمد الربيعة، ولد في 23 فبراير 1955م في مدينة الرياض، وهو طبيب جراح سعودي متخصص في جراحة الأطفال، ويعتبر من الخبراء في عمليات فصل التوائم السيامية. بدأ العمل في هذا المجال منذ عام 1990، وحقق نجاحًا كبيرًا في هذا المجال الحساس والمعقد، وفي هذا المقال عبر موقع مخزن سوف نتعرف على قصة نجاحه أكثر.
يشتهر عبد الله الربيعة بسبب سيرته في فصل التوائم وفيما يلي سوف نوضح لكم نقطة التحول في حياته:
تاريخ فصل التوائم السيامي يعود إلى عام 1957، حيث نجح الطبيب الأمريكي “برترام كاتز” وفريقه الطبي في أوهايو في فصل التوأم جوني وجيمي المتحدين في السرة والمشتركين في كبد واحد مع قلبين منفصلين. ومع ذلك، كانت أول سابقة في تاريخ الطب لإجراء عملية جراحية دقيقة لفصل توأم سيامي ملتصق في منطقة حساسة في عام 1987 بقيادة الطبيب الأمريكي “بن كارسون” وفريقه الطبي المؤلف من 50 شخصًا. ولقد استغرقت العملية 22 ساعة، وكانت حتى ذلك الوقت تفشل عادة وتنتهي بوفاة أحد التوائم أو كليهما معًا.
في الفترة بين عام 1957 وعام 1990، لم يحدث الكثير في تقنية فصل التوائم السيامي، ولكن في ديسمبر 2019، حطم الطبيب السعودي الماهر عبد العزيز الربيعة الرقم القياسي في هذا المجال.
نشرت قناة ABC News الأمريكية تقريرًا حول الربيعة، حيث قالت إنه أجرى 48 عملية فصل توائم سيامية خلال ثلاثين عامًا من حياته، فيما يعد النوع الأكثر تعقيدًا في العالم، وقد تمت هذه العمليات على توائم ولدوا لعائلات فقيرة في مختلف دول العالم، بما في ذلك عملية فصل التوأم الليبيين أحمد ومحمد. وأشار التقرير إلى أنه لا يوجد جراح في العالم يتفوق على الربيعة في عدد عمليات فصل التوائم السيامية.
بداية نبوغ عبد الله الربيعة
يعود بداية نبوغ البروفيسور الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن محمد الربيعة، الذي وُلد في مدينة الرياض في 11 نوفمبر 1954، إلى طفولته العادية التي عاشها مثل أقرانه حيث أنه:
لم يكن يحمل حينها الربيعة، الذي تفوّق على كل دفعته وحصل على درجة البكالوريوس في الطب بامتياز، الطموح بأن يصبح رائداً عالمياً في مجال طب فصل التوائم السيامية إلا بعد حادث صغير تعرض له في طفولته. وفي هذا الحادث، سقط من دراجته وأصيب بجرح في الرأس، وعندما ذهب إلى الطبيب لعلاج الجرح، تم خياطته بدون استخدام المخدر، مما تسبب له في آلام مضاعفة.
وبعد أن لاحظ والده معاناة ابنه من الألم، قال له بشكل مواسٍ “ستصبح يومًا جراحًا يا عبدالله، وسوف تخيط الجروح بدون ألم”. وكانت هذه الكلمات ترافقه وتشكل له حلمًا معاشًا في صباه ومراهقته، ودفعته إلى مواصلة دراسته في كلية الطب في جامعة الملك سعود بالرياض، والتي تخرج منها بدرجة البكالوريوس في الطب بامتياز، بعد أن أكمل تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في مدارس مختلفة
حرص الربيعة على تحقيق المزيد من النجاحات بعد تخرجه بامتياز من كلية الطب، فحصل على درجة الامتياز خلال فترة تدريبه في مستشفى الملك خالد. وعلى الرغم من آلام الابتعاد عن أسرته وأحبابه، سافر إلى كندا للحصول على درجة الماجستير في جراحة الأطفال المشوهين خلقيًا من جامعة ألبرتا في عام 1985.
وبعد حصوله على هذه الدرجة، بقي في كندا لنيل زمالة جراحة الأطفال من مستشفى جامعة ألبرتا أدمنتون، ومن ثم استكمل تخصصه في الجراحة العامة وأمراض الأطفال بجامعة دلهاوسي بمدينة هاليفاكس في مقاطعة نوفا سكوشيا الكندية في عام 1987. وبذلك، أظهر الربيعة إصراره على النجاح وتطوير مهاراته في مجال الطب.
مؤلفاته وبحوثه العلمية
قدّم الربيعة جهوداً مميزة في كتابة البحوث وتأليف الكتب، حيث ألف أربعة كتب تتعلق بالتوائم السيامية وجراحة الأطفال، من بينها كتابه الشهير الموسوم “تجربتي مع التوائم السيامية” الذي صدر في عام 2009.
يأخذ المؤلف القارئ بسلاسة إلى عالم التوائم السيامية، مستعرضاً غرائبها وعجائبها، ومعاناة الوالدين قبل الإنجاب وبعده، ومعاناة التوائم بعد الولادة، ومعاناة فريق العمل الطبي في أثناء عملية الفصل وبعدها، وغير ذلك الكثير.
كما شارك الربيعة في نشر أكثر من 72 بحثًا وورقة عمل في مجلات علمية متخصصة ومحكمة، وتم ترجمة بعضها إلى اللغات الفرنسية والألمانية والبولندية والصينية. وبذلك، أثبت الربيعة قدرته على العمل الجاد والمتواصل في مجاله وتعزيز مكانته كخبير في مجال جراحة الأطفال والتوائم السيامية.
مؤهلاته العلمية
حقق الربيعة حلمه في أن يصبح طبيباً من خلال تحقيق إنجازات عديدة حيث:
تخرج الربيعة من جامعة الملك سعود بالرياض عام 1979م/1399هـ، حصل على درجتي البكالوريوس في الطب والجراحة، وحصل على المركز الأول. ثم التحق بفترة التدريب في مستشفى جامعة الملك خالد بالرياض في أغسطس 1980م، وفي عام 1981م حصل على ترخيص رسمي لممارسة الطب.
بعد ذلك، قرر الربيعة مواصلة دراسته في كندا، حيث حضر في مستشفى جامعة ألبرتا وإدمونتون عام 1985م وحصل على ماجستير العلوم الجراحية. كما أكمل الزمالات في الجراحة العامة وجراحة الأطفال في مستشفى IWK للأطفال وجامعة دالهوزي وهاليفاكس ونوفا سكوشيا على التوالي، وحصل على زمالة جراحة الأطفال من دالهاوسي بكندا عام 1987م.
تخصصه الجراحي
يعد هذا الطبيب أحد أبرز الجراحين الأطباء حول العالم فيما يتعلق بمحجال التصاق التوائم وهو من المجالات الصعبة للغاية، وقد قام عبد الله بالإشراف على حوالي 79 حالة لتوائم ملتصقة فيما يقارب 17 دولة حوب العالم، قام قم بحوالي 31 عملية جراحية من أجل فصل توائم ملتصقة عن بغضها البعض وكانت أغلبها توائم سيامية ومنهم 3 توائم طفيلية، وهي أحد العمليات الصعبة والنادرة للغاية والمستعصية على كثير من الأطباء حول العالم.
مناصبه
تولى عبد الله العديد من المناصب العلمية الهامة التي أضافت للتاريخ الطبي السعودي إضافات هائلة للغاية:
يشغل المشرف على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية منصب مستشار في الديوان الملكي السعودي منذ 21 أبريل 2014، وكان وزيراً للصحة في الفترة من فبراير 2009 حتى أبريل 2014. وقد تولى رئاسة مستشفى الملك فيصل التخصصي من أغسطس 2010 حتى أبريل 2014، ورئاسة مجلس أمناء الهيئة السعودية للتخصصات الصحية من 15 فبراير 2009 حتى 21 أبريل 2014.
وقد شغل المشرف عدة مناصب في مجال الصحة في المملكة العربية السعودية، حيث كان المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني من يوليو 2003 حتى فبراير 2009، ومدير جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية من مايو 2005 حتى فبراير 2009، ونائب المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني من يوليو 1995 حتى يوليو 2003.
كما شغل المشرف عدة مناصب طبية في المستشفيات السعودية، حيث كان استشاري جراحة الأطفال بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض منذ 1 يناير 1991، واستشاري جراحة الأطفال بمستشفى الملك خالد بالحرس الوطني بجدة منذ 11 أبريل 1990، وكبير الأطباء بمستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض من 1 أغسطس 1990 حتى 30 سبتمبر 1990، واستشاري جراحة الأطفال بمستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض من 1 يناير 1988 حتى 1 يناير 1991.