مخزن أكبر مرجع عربي للمواضيع و المقالات

ابحث عن أي موضوع يهمك

حكم اكل الطاووس ( حرمة لحم الطاووس )

بواسطة: نشر في: 25 ديسمبر، 2023
مخزن

إن طائر الطاووس من الطيور التي أبدع الله عز وجل خلقها لتكون ذات فائدة للبشر، ويتميز هذا الطائر بجمال شكله الفريد الذي يُستخدم في تزيين منازل الناس، ويجد العديد من الأفراد متعة في تربيته، كما يتواجد بكثرة في حدائق الحيوانات، وبالنسبة إلى أكله ففي ذلك خلاف حول حرامنية أكله وفي جواز ذلك، ونحن في هذا المقال عبر موقعكم مخزن سوف نطرح لكم ما جاء في ذلك.

حكم اكل الطاووس ( حرمة لحم الطاووس )

لحم الطاووس يُعتبر من لحوم الطيور المباحة للأكل، حيث لم ترد أي أدلة في القرآن الكريم أو السنة النبوية تحظر تناوله. الأصل في الطيور هو الإباحة للأكل، ورغم منع بعض الطيور مثل القطط والصقور والنسور لأنها جارحة، هناك طيور مباحة للأكل نظرًا لأنها غير جارحة.

روى مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل كل ذي ناب من السباع وعن كل ذي مخلب من الطير.

والطاووس من ضمن الطيور المباحة القابلة للأكل هي تلك التي لا تمتلك مخالبًا حادة ولا تعتبر جارحة.

حكم اكل الطاووس عند جميع المذاهب

قد تمت مناقشة حكم أكل لحم الطاووس في جميع المذاهب الإسلامية التي نشأت بعد عصر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والصحابة، وحتى ظهور العلماء والتابعين لهم، فبعض المفكرين والعلماء اشتهروا بآرائهم في القرن الثاني الهجري، بينما ظهر آخرون في القرن الثالث وما بعده.

وعلى الرغم من أن جميع المذاهب الإسلامية صحيحة في أفكارها، إلا أنهم ليسوا معصومين من الخطأ، فبعضهم وصل في استنتاجاته إلى الحديث والسنة، وقدم تفسيرات وآراء بطرقهم الخاصة. وقد أضاف البعض منهم بجهدهم المعرفي بعض التفاصيل البسيطة، مما يجعلهم يختلفون.

في الأحكام الشرعية، تباينت المذاهب الأربعة في الاستنتاجات، وهناك من وافق هذه الاستنتاجات ومن لم يقبلها، وذلك وفقًا لمدى علم كل فرد والجهود العلمية التي بذلها، حيث جاءت أحكام المذاهب الأربعة كالتالي:

حكم اكل الطاووس عند المالكية

حكم الطاووس في المذهب المالكي لمن يتبع الإمام مالك بن أنس – رحمه الله – يقضي بجواز أكل لحم الطيور من جميع الأنواع، حتى الطيور التي تصنف ضمن الجارحة، مثل العقبان والغربان والاحدية والنسور، كما توصل هذا المذهب إلى جواز أكل طير الخطاف والهدهد، واستنادًا إلى ذلك، أباحوا أيضًا استهلاك الجيف من الطيور وأمثالها، بشرط عدم تناول ما أكلوه منها.

حكم اكل الطاووس عند الأحمدية

المذهب الحنبلي لمن يتبع الإمام أحمد بن حنبل، لم يحرم اكل الطاووس، فقد جاز هذا المذهب أكل لحم الطيور بشكل عام باستثناء الطيور ذات المخالب كالحداة والصقور والبوم، وكذلك من يأكل الجيفة مثل النسر والقلق. لهذا السبب، فإن اكل لحم الطاووس وفقًا للمذهب الحنبلي يُعتبر جائزاً.

حكم اكل الطاووس عند الشافعية

المذهب الشافعي الذي يرجع تأسيسه إلى الإمام الشافعي، محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله، قد حظر اكل لحم الطاووس وأنواع أخرى من الطيور. فقد أعلن الشافعية تحريم استهلاك لحوم الطيور المختلفة، مثل الببغاء والمعلمة والبط والكركي، بالإضافة إلى الإوز.

حكم اكل الطاووس عند الحنفية

المذهب الحنفي يعود إلى الإمام أبي حنيفة النعمان بن ثابت رحمه الله. في مسألة تناول لحوم الطيور، فقد أباح هذا المذهب تناول أغلب أنواع الطيور ما عدا الهدهد والخفاش والعقعق والبوم والخطاب والرخم، وبناءً على ذلك، المذهب الحنفي يروّج لإباحة تناول لحم الطاووس.

حكم اكل المخلوقات في الاسلام

الله يحب عباده المخلصين، وليس خلقهم ليُعذبهم، بل اختار لهم بين الصواب والخطأ، والإنسان مسؤول عن اختياراته. القرآن الكريم والسنة النبوية جاءتا لتوضيح أحكام الحياة وتبيان شرائع الدين.

فيما يتعلق بالأمور المحظورة من قبل الله على عباده، فإن ذلك خير لهم، وهو ما أكده العلم أيضًا، فالله تعالى حظر علينا كل ما يمكن أن يؤدي بالإنسان إلى الخراب والمصائــ وفي ما يتعلق بالأطعمة المباحة والمحرمة، أشار الله تعالى في كتابه العزيز إلى:

“أحل لكم ما في الأرض جميعا “ فالله تبارك وتعالى خلق الإنسان وأنشأ كل الكائنات على الأرض لتخدمه، بما في ذلك النباتات وغيرها من النعم التي وفرها الله، فكل شيء في هذا الكون متاح لخدمة الإنسان.

وأوضح الله لنا في كتابه الكريم أن الأشياء التي أباحها من الحيوانات أو الثمار أو غيرها، هي مفيدة ومحمودة للإنسان، إذ يقول تعالى في كتابه الكريم:

” يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ “

الأطعمة التي حرمها الله

الله تعالى حظر على الإنسان أكل الحيوانات الميتة، وشرب الدم، واللحم من الخنازير، وأشارت الدراسات العلمية إلى أن تناول لحم الخنزير يمكن أن يسبب مشاكل صحية للإنسان.

وقال الله تبارك وتعالى في كتابه: “حُرّمتْ عليْكُمُ الْميْتةُ والدّمُ ولحْمُ الْخنزير وما أُهلّ لغيْر اللّه به والْمُنْخنقةُ والْموْقُوذةُ والْمُتردّيةُ والنّطيحةُ وما أكل السّبُعُ إلّا ما ذكّيْتُمْ وما ذُبح على النُّصُب وأنْ تسْتقْسمُوا بالأزْلام”

كما حظر الله على العباد أكل الحيوانات أو الطيور التي ذُبحت لغير الله ولم يُذكر عليها اسم الله تعالى، وهذا يشمل الذبح لأغراض مثل الجنّ وغيرها من الأمور التي تُعتبر كفرًا بالله تعالى. كما تم حرمان أكل الحيوان الذي مات بالخنق أو تعرّض للضرب بشدة على رأسه حتى مات، وكذلك البعيدة التي نطحتها حيوانات أخرى، والحيوان المفترس الذي أكل منها.

حكم تربية الطاووس

تربية طائر الطاووس جائزة ومباحة وفقًا للأحكام الشرعية المبنية على السنة النبوية حيث:

  • قد أوضحت مجموعة من علماء الدين أن تربية الحيوانات الأليفة، بما في ذلك الحمام والعصافير والببغاوات، بالإضافة إلى طائر الطاووس، مسموح بها. لكن على الأشخاص القائمين بتربية هذه الطيور أن يحافظوا عليها بشكل لائق وإحسانًا إليها، ويوفروا لها الطعام والشراب الكافيين.
  • وأظهرت السُنة النبوية الشريفة أن المعاملة القاسية مع الحيوانات ومنعها من الطعام والشراب تعد ظلمًا محرمًا شرعًا، وتثير غضب الله على الشخص القائم بهذه الأفعال.
  • ومن الجيد أن تُحتفظ الحيوانات والطيور في مكان خاص مخصص لها برفق ورعاية، مما يسمح بتربيتها والاستفادة منها بمراعاة توفير الطعام والشراب لها، وهذا لا يُعتبر محرمًا شرعًا، والله تعالى هو الأعلى في الحكم والأعلم.

حكم أكل الطاووس عند الشيعة

اجمع الفقهاء الإمامية باتفاق على تحريم أكل لحم طائر الطاووس، وليس هذا التحريم مبنيًا على الاحتياط بل يستند إلى الروايات المتعددة الموجودة، التي تشير إلى أن الطاووس كان من المنسوخات في العقيدة الشيعية.

  • ونتيجة لذلك فإنه غير جائز أكل لحمه وبيضه، ويحرم استعمال جلوده في الصلاة وغيرها من الأغراض التي تتطلب الطهارة.
  • السبب وراء تحريم أكل لحم الطاووس يعود إلى اعتباره جزءًا من المنسوخات، والنصوص الشيعية تحظر تناول كل ما هو منسوخ. ويُظهر ذلك من الفقه الشيعي الرضوي الذي يشير إلى أن سبب تحريمه هو لأن الطاووس، وما يتبعه من المنسوخات البرية أو البحرية، يُعتبر مضرًا لصحة الإنسان.
  • بالإضافة إلى ذلك هناك نصوص خاصة وموثقة تؤكد تحريم أكل لحم الطاووس في الفقه الإمامي:
    • ما رواه أحد كبار الأئمة الشيعية وهو أبي الحسن الرضا بقوله: الطاووس لا يحل أكله ولا بيضه.
    • ما رواه أبي الحسن الرضا أيضًا حيث: إن الطاووس مسخ، حيث كان هناك رجلًا جميلًا، فأكبر بامرأة رجلٍ آخرٍ مؤمنٍ، فوقع بها.

علاقة الطاووس بالشياطين

هناك قصة خاطئة يتم تداولها تفيد بأن الطاووس ساعد إبليس في دخول الجنة والوسوسة لسيدنا آدم عليه السلام بتناول السجرة المحرمة، لكن هذه القصة ليست صحيحة لأن إبليس استعان بالأفعى وليس بالطاووس للدخول إلى الجنة، وهو ما جاء تفصيله في القرآن الكريم. لم يرد أي نص صريح يُثبت أن الطاووس شارك في تلك الحادثة، سواء في القرآن أو السنة النبوية. أي ما يُذكر عن ذلك هو بدعة وضلالة ليس لها أساس صحيح من الشريعة الإسلامية.

حكم اكل الطاووس ( حرمة لحم الطاووس )

جديد المواضيع