ابحث عن أي موضوع يهمك
نجيبكم في مخزن المعلومات حول سؤال ما هو أول ركن من أركان الإسلام وهو ما ينبغي على كل مسلم ومسلمة منذ الصغر أن يكون على دراية به حيث إن ذلك الركن هو الأساسي لدخول الدين الإسلامي ولا يتحقق إيمان العباد إلى به، وهو (الشهادتان) ويقصد بها (شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله)، وتعني شهادة العبد أن الله وحده هو المستحق للعبادة، هو الخالق وحده، الرازق وحده، بيده ملكوت كل شئ، يخلق من يشاء ويأمر بقبض روح من يشاء.
والشهادة أن محمداً هو رسول الله المرسل والمبعوث من عنده والمنزلة عليه رسالات ربه هدىً ورحمة للخلق أجمعين، يلزم على العباد التصديق به والإيمان برسالته واتباعه الالتزام بسنته، واقتفاء أثره صلى الله عليه وسلم.
يقصد بأركان الإسلام الأسس والقواعد الرئيسية التي قوم الدين الإسلامي عليها لا استقامة له بدونها، ولا قيام به إن فقد أحدها، وقد بلغت أركان الإسلام من العدد خمس أركان ورد ذكرها فيما ورد عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما حين قال، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (بُنِي الإسلامُ على خمسٍ شَهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزّكاةِ ، والحجِّ، وصومِ رمضانَ)، وبالفقرات التالية بيان لكل ركن من تلك الأركان الخمس:
ويقصد بالشهادتين أن يشهد العبد المسلم بالشهادتين واللتان تعدان هما الركن الأول للإسلام والشرط الأول والأساسي لدخوله وذلك بأن يقول بلسانه مصدقاً لها بقلبه (أشْهَدُ أنْ لا إِلهَ إلّا اللهُ وأشْهَدُ أنّ محمّداً رسولُ اللهِ)، وقد وردت صيغة الشهادتين في القرآن الكريم في أكثر من موضع حيث قال تعالى ف سورة الفتح، الآية: 29 (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ)، كما ورد ذكرها في قول الله تعالى في سورة آل عمران، الآية: 18 (أشَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
ويعني قول (لا إله إلا الله) اعتراف العبد أن الله سبحانه وحده هو المعبود لا إله ولا معبود غيره أو سواه وأنه لا شريك لله جل وعلا في ذلك، بل إن الله واحد منفرد بربوبيته، وألوهيته، وما له من صفات علا وأسماء حسنى)، وفي ذلك يقول سبحانه في سورة سورة الزخرف، آية: 26- 27 (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ، إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي)، وبذلك يستدل على أن الشهادتين يقصد بها أن الله وحده هو الخالق والإله، وأن محمد صلى الله عليه وسلم نبيه ورسوله وخاتم المرسلين والنبيين.
هي ثاني أركان الإسلام والفريضة الأكثر ذكراً في كتاب الله تعالى وقرآنه فهي عمود الدين وقرة عين رسول الله، وهي وحدها من العبادات التي تم فرضها بغير واسطة، كما تعد دواء القلب وغذاء الروح، وهي الصلة ما بين العبد وربه، وأول ما يحاسب عليه يوم القيامة، فإن صلحت الصلاة صلُح سائر أعمال العبد، لذا يلزم على كل مسلم أن يحافظ ويواظب على أدائها أياً كانت الظروف والأحوال.
ومن شروط صلاح الصلاة وقبولها من الله تعالى اعتقاد العبد اعتقاد لا شك فيه ولا ريب أنها مفروضة من الله تعالى على كل عاقل بالغ أهل للتكليف، وقد بلغت الصلوات المفروضة خمس صلوات في اليوم والليلة، ويلزم أن يتم أدائها وفق كيفيتها وهيئتها وما تحدد لكل منها من وقت كما يلزم لقبولها أن يكون المسلم على طهارة ووضوء.
وهناك فرق بين من يقيم الصلاة ومن يؤديها إذ أن من يقيمها هو من يقوم بها ويؤتيها على أفضل وجه ونحو ممكن، وليس بهدف أو غاية إسقاط الفريضة وهو ما ورد في قول الله تعالى في سورة العنكبوت، الآية: 45 (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ).
هي ثالث ركن من أركان الإسلام ويقصد بها ذلك الحق الواجب عل المسلم في ماله وقد حددت لها الشريعة الإسلامية أوقات محددة وأحوال خاصة، ويقصد بها المقدار الذي يجب على المسلم إخراجه من ماله إلى مستحقيه، وهو ما يكون إذا ما بلغ ذلك المال النصاب الشرعي، والذي تحدد مقداره بشروط معينة وبنظام دقيق في الإسلام.
وهو ما قد أوجبه سبحانه وتعالى بالأموال القابلية للزيادة والنماء، مثل الفضة والذهب (النقيضين)، والأنعام، عروض التجارة، الزروع والثمار، وقد ورد ركن الزكاة في القرآن الكريم حيث بين الله تعالى من خلال آياته مصارف الزكاة الثمانية وهو ما ورد في سورة التوبة، الآية: 60 (إنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).
الصيام هو رابع أركان الإسلام ويقصد به الإمساك عن جميع المفطرات منذ طلوع الفجر الصادق حتى مغيب الشمس، طاعةً الله سبحانه والتقرب منه، والتزام ما أمر به وما وضعه له من أحكام شرعية دون انتقاص منها أو زيادة عليها، ولا يكون الصوم حق ولا يقبل من الله إلا في حالة إمساك العبد عن المفطرات بنوعيها الحسي والمعنوي، فالمفطرات الحسية يقصد بها الشرب والأكل، أما المعنوية فهي كل أمر أو فعل ينقص من أجر الصيام منها ارتكاب الآثام والذنوب، وإتيان المنكرات والمعاصي.
هو خامس ركن من أركان الإسلام وقد فرضه الله تعالى على المسلم مرة واحدة في حياته وذلك للقادرين عليه مالياً وصحياً، كما تسقط تلك الفريضة عن العبد ولا يكون ملزماً بها إذا كان طريق السفر إلى الحج بالنسبة له غير آمن، وقد يهلك في حالة خروجه من بلده متوجهاً إليه، وهو ما قال فيه الله سبحانه في سورة آل عمران، الآية 97 ( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)، وقد ورد على لسان علماء الإسلام في تعريف الحج أنه (قصدُ بيت الله تعالى بصفةٍ مخصوصةٍ، في وقتٍ مخصوصٍ، بشرائطَ وأركانٍ وفروعٍ مخصوصةٍ).
هناك الكثير من الثمار والفوائد التي تعود بالنفع على المسلم في الحياة الدنيا والآخرة، ومن أهم الثمرات التي يجنيها العباد من اتباع الفرائض وإتيانها ما يلي:
وردت أركان الإسلام في العديد من مواضع القرآن الكريم حيث يستدل من تلك الآيات على أحكام وشروط أركان الإسلام وما لآتيها من ثواب، وما لتاركها من جزاء وعقاب، ومن تلك الآيات نذكر:
كانت تلك إجابة سؤال ما هو أول ركن من أركان الإسلام وقد أوضحنا ذلك الركن العظيم وهو الشهادتين كما وقد تحدثنا بشيء من التفصيل حول أركان الإسلام الخمس المفروضة على المسلم والتي ينبغي أن يكون على دراية بها، ومصدقاً لها فعلاً وقولاً ويقيناً حتى تستقيم سائر عباداته وحياته، ويفوز في الآخرة بجنات النعيم.