ابحث عن أي موضوع يهمك
نعرض لكم في مخزن المعلومات الإجابة على سؤال الام يرشدك الحديث السابق وانت تقف امام بائع الذهب الوارد في حلول كتاب لغتي ثالث متوسط الفصل الدراسي لثاني، وقد أتت تلك الإجابة على النحو الآتي:
- يدل على حرمة بيع الذهب القديم باخر جديد، والصحيح أن يباع الذهب القديم بمال ثم يشتري الجديد بمال ولو زاد عليه قليلاً.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الذهب بالذهب، مثلًا بمثل، سواءً بسواء، يدًا بيد، فمن زاد أو استزاد فقد أربى)، حيث يشير الحديث الشريف إلى مدى ما لاستبدال الذهب بالذهب من حرمانية تصل إلى مرتبة الربا ولعياذ بالله، وذلك الحكم ينطبق حتى في الحالة التي يتم فيها دفع الفرق في الثمن ما بين الذهب القديم المرغوب استبداله بالجديد الذي يتم شراؤه من الصائغ.
إن حكم بيع الذهب بالذهب كما جاء في السنة النبوية من أحاديث شريفة أنه حرام وأحد صور الربا، وهو غير جائز حيث إنه على من يرغب في بيع الذهب أن يعطيه للصائغ مثلاً ويقبض ثمنه مستقلاً ثم يشتري الجديد ويدفع ثمنه.
وهو ما ذُكر كذلك في بيع التمر حينما أتى بلال رضي الله عنه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يقول له (أنا اشترينا صاعًا من التمر الطيب بصاعين من التمر الرديء، فقال النبي: أوه أوه عين الربا، لا تفعل، بل بع بالدراهم ثم ابتع بالدراهم جديدًا).
وقد تم ذكر الأموال الربوية المتفق عليها في الشريعة الإسلامية والتي انقسمت إلى ستة أصناف وهي (الذهب، والفضة، والملح، والتمر، والشعير، والبُرّ) كما توصل جمهور العلماء إلى أن أصناف الربا لا تنقسم عند ذلك الحد فقط حيث ورد في حديث ابن عمر رضي الله عنه أنه قال :(نَهَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عَنِ المُزَابَنَةِ، أَنْ يَبِيعَ ثَمَرَ حَائِطِهِ إنْ كَانَتْ نَخْلًا بتَمْرٍ كَيْلًا، وإنْ كانَ كَرْمًا أَنْ يَبِيعَهُ بزَبِيبٍ كَيْلًا، وإنْ كانَ زَرْعًا أَنْ يَبِيعَهُ بكَيْلِ طَعَامٍ، نَهَى عن ذلكَ كُلِّهِ.)
ورد تعريف الربا في الشريعة الإسلامية على أنه ما يتم زيادته إلى أصل البيع، كما يعرف بأنه الدين بغير حق في مال الذي يزاد بعد وقت محدد دون مقابل حيث تعد تلك الزيادة هي الربا، سواء تم تقاضيه في نفس اللحظة أو عقب وقت من الزمن، أما عن حكمه في الإسلام فقد ورد تحريمه في القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة، ومن بين الآيات القرآنية والأحاديث الدالة عل تحريم الربا ما يلي:
- سورة البقرة، الآية 276: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ).
- سورة آل عمران، الآية 130: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
- سورة النساء، الآية 161: (وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ ۚ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا).
- ما ورد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لعن رسولُ اللهِ الواشمةَ والموتشمةَ، والواصلةَ والموصولةَ، وآكلَ الربا، وموكلَه، والمحللَ، والمحللَ له).
- قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (لَعَنَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ آكِلَ الرِّبَا وَمُؤْكِلَهُ. قالَ: قُلتُ: وَكَاتِبَهُ، وَشَاهِدَيْهِ؟ قالَ: إنَّما نُحَدِّثُ بما سَمِعْنَا.).
لا شك أن في كل أمر حرمه الله تعالى على عباده حكمة عظيمة وخير لهم في آخرتهم ودنياهم، وهو ما ينطبق على الربا لما يمثله من مخاطر جسيمة منها ما يتعلق بالنفس الإنسانية والعلاقات بين الأفراد، وأخرى تتعلق بالمجتمع، ومن أهم الأسباب التي ورد من أجلها تحريم الربا ما يلي:
- منع الاحتكار: حيث إنه في حالة شيوع التقايُض بأصنافٍ محددة يترتب عليه حصر التبادُل فيها.
- الحلول دون الغش: وذلك فيما بين الناس وما يدور بينهم من معاملات مادية، والحرص على حفظ الأموال من الضياع أو الهلاك.
- الحد من الإسراف: وتجنُّب الإفراط باستهلاك الأصناف التي تعتمد حياة الناس عليها.
- محاربة البطالة: وذلك من خلال مَنع القعود دون عمل الحرص على السَّعي لكسب المال بالمنافع المُباحة، مثل الصناعة والزراعة والتجارة، مما ينتج عن ذلك تحقيق الهدف من عمارة الأرض وهو ما يعد الربا حائلاً دون الوصول إليه.
- مَنع الظلم: الربا هو أخذٌ مبلغ من المال دون عِوَضٍ، وأكلٌ بالباطل لأموال الناس، كما يؤخذ مال الربا بغير جهد ولا تعبٍ ، ولكن يحصل عليه نظير تعب شخص آخر، ودون أن يتعرّض ماله لخسارة أو ربحٍ.
- الحث على الاعتماد على النقود باعتبارها وسيطٍ للتبادل، فإن ورد الربا بجميع المعاملات الماليّةٍ، فإنّه قد يُؤدّي إلى توقف المعاملات الماليّة، وممّا يدل على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (بعِ الجَمْعَ بالدَّرَاهِمِ، ثُمَّ ابْتَعْ بالدَّرَاهِمِ جَنِيبًا، وَقالَ في المِيزَانِ مِثْلَ ذلكَ).
كانت تلك هي الإجابة الخاصة بسؤال الام يرشدك الحديث السابق وانت تقف امام بائع الذهب حيث أوضحنا أن الحديث النبوي الشريف يشير غلى تحريم استبدال الذهب بالذهب وأنه في حكم الربا، كما وقد أوضحنا العلة من تحريم الربا ودلائل ذلك التحريم في الشريعة الإسلامية من آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة.