خلال المقال التالي نجيب عن سؤال هي اعتقادات وأقوال وأعمال تبطل الإيمان وتخرج من الإسلام ، ونتعرف على إجابة هذا السؤال الذي انتشر في الفترة الأخيرة عبر محركات البحث، كذلك نتعرف على نواقض الإيمان ونتعرف على ما ينقض الإيمان ولا يخرج من الملة، وكذلك نوضح الفرق بين الشرك الأكبر والشرك والأصغر والكفر، نقدم لكم هذا المقال عبر مخزن المعلومات.
هي اعتقادات وأقوال وأعمال تبطل الإيمان وتخرج من الإسلام
الإجابة: نواقض الإيمان.
نواقض الإيمان هي ما يبطل الإيمان ويخرج المسلم من ملة الإسلام وتعتبر من صور الكفر.
تنقسم نواقض الإيمان لثلاثة أنواع هي النواقض الاعتقادية والنواقض القولية والنواقض الفعلية.
بعض نواقض الإيمان ق لا يخرج من الملة ولكنه يحبط العمل مثل الشرك الأصغر.
ما هي نواقض الإيمان
كما ذكرنا تنقسم نواقض الإيمان لثلاثة أنواع وهي:
النواقض الاعتقادية
الشرك الاعتقادي: وهو الاعتقاد بأن أحداً من دون الله يملك ضراً أو نفعاً أو يستحق العبادة، أو أن أحداً دون الله سبحانه وتعالى له تصرف في الكون أو يعلم الغيب أو يدبر الأمر أو يملك شفاعة عند الله.
تكذيب الفرائض والواجبات: من كذب وجوب فريضة مؤكدة مثل الصلاة أو الزكاة أو الصيام فإن ذلك من نواقض الإيمان الاعتقادية التي تخرج صاحبها من الملة، فالواجبات والفرائض المؤكدة لا تقبل الإنكار ولا ينكرها إلا كافر غير مؤمن.
استحلال الحرام: من اعتقد بحلال ما هو معلوم ومؤكد حرمته كالزنا وأكل لحم الخنزير فقد كفر وخرج عن الملة والله أعلم.
النفاق الاعتقادي: وهو أن يظهر الإنسان الإيمان ويخفي الكفر أو الشرك، ومن صور النفاق الاعتقادي تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم أو بغضه، والكراهية لانتصار الإسلام أو الفرحة بانهزامه.
الكبر في الإيمان: وهو الكفر البين بأن يعرف الشخص ويعلم أن الإسلام دين الحق وأن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم حق فلا يتبعها ولا يؤمن كبراً كما فعل ابليس عندما رفض السجود لآدم، فالكفر عن جهل قد يكون مبرراً إلى حد ما أما الكفر عن علم واستكبار الإيمان لا عذر له وذنبه عند الله أعظم.
النواقض القولية
سب الذات الإلهية أو الرسل أو الكتب أو الدين: يخرج سب الله أو الرسل أو الكتب السماوية أو الدين من الملة ويُكفر صاحبه، فالمفترض أن يؤمن المسلم بالله وملائكته وكتبه ورسله ويخالف السب الإيمان بها جميعاً، فمن آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله ودينه لن يسب أحدها.
الاستهزاء بالله أو الدين أو الكتب أو الرسل: يقول تعالى في كتابه الكريم:“وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ”(التوبة:65) صدق الله العظيم، من الآية الكريم يتضح أن الاستهزاء بالله وآياته ورسله من الكفر ويستوجب العذاب.
إنكار المعلوم من الدين: من أنكر معلوماً من الدين أو من أساسات العقيدة كإنكار الكتب المنزلة على الرسل أو إنكار وجود الملائكة أو إنكار البعث بعد الموت وإنكار اليوم الآخر والثواب والعقاب في الآخرة بالجنة والنار فقد كفر لإنكاره قول الله تعالى بتلك الأشياء.
ادعاء النبوة: يقول تعالى في كتابه الكريم:“مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا” (الأحزاب:40) صدق الله العظيم، يعتبر ادعاء النبوة من نواقض الإيمان ومن صور الكفر، فالله تعالى حسب الآية الكريمة يؤكد أن محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ولا نبي من بعده، فمن ادعى النبوة فقد كذب وكَذَبَ كلام الله تعالى وهو من الكفر الذي لا اختلاف فيه.
ادعاء علم الغيب: من ادعى علم العلم فقد كفر، فالله وحده يعلم الغيب وما كان لإنسان أن يعلم الغيب حيث لم يعلم الرسل أنفسهم الغيب، فمن قال بأنه يعلم الغيب بحركة النجوم أو بأي وسيلة أخرى فقد كفر، ويقول صلى الله عليه وسلم:”مَنْ أَتَى عَرّافاً أَوْ كَاهِناً فَصَدَّقهُ بِمَا يَقُولُ؛ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن كان من أتى عرافاً فقد كفر فإن كفر العراف نفسه لا خلاف عليه والله أعلى وأعلم.
النواقض الفعلية
الشرك بالله بالعمل: من قدم قرباناً أو تعبد إلى غير الله فقد خرج من الملة، ويكون ذلك بالركوع أو السجود أو النذر أو الذبح لغير الله ومن فعل ذلك فقد كفر.
السحر: من مارس السحر وأراد أن يؤذي به الناس أو يسخر به الجن لخدمته فقد خرج من الملة، فقد حرم الله السحر وأذى الناس بالسحر، كما حرم الله الاستعانة بالجن أو تسخيرهم حيث يعتبر السحر من صور الشرك و الاستعانة بغير الله.
الاستهانة بكتاب الله: من استهان بكتاب الله فلوثه بالنجاسات أو داسه بالأقدام أو أحرقها أو قام بغير ذلك من الأفعال التي تدل على الاستهانة بكتاب الله والاستهزاء به فقد خرج من الملة وكفر، فالإيمان بكتاب الله وتوقيره من أساسيات الإيمان.
معاونة المشركين على المسلمين: يقول تعالى في كتابه الكريم:“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ” (المائدة:51)، من الآية الكريمة يتضح من قوله تعالى أن من تولى اليهود أو النصارى وناصرهم على المسلمين فقد أصبح منهم والله لا يهدي القوم الظالمين، فلا يجب على المسلم أن يعين غير المسلمين على المسلمين أو أن يواليهم.
العمل الذي ينقض الإيمان ولا يخرج من الملة
هو الشرك الأصغر أو الرياء.
يحبط الرياء عمل المسلم ولكنه لا يخرجه من الملة، حيث يؤمن المرائي بالله ولكنه لا يعمل لوجه الله سبحانه وتعالى وحده.
يعمل المرائي الخير لينال رضا الناس والمكاسب في الدنيا ويشرك حب الدنيا وزينتها مع إيمانه بالله.
يحبط الرياء عمل المسلم وإيمانه ولكنه لا يخرجه من الملة لكونه لا يزال يؤمن بالله وإن لم يكن يعمل الخير خالصاً لوجهه تعالى.
الفرق بين الشرك الأكبر والشرك الأصغر والكفر
يجب التفرقة بين الكفر والشرك الأكبر والشرك والأصغر، حيث يكون كل منها كل يلي:
الكفر
وهو نكران حق الربوبية أو العبودية لله سبحانه وتعالى أو الكفر بالرسل والكتب.
والكافر الذي لا خلاف أو شك في كفره حسب رأي شيخ الأزهر الأسبق الشيخ محمود شلتوت هو من:
بلغته رسالة الإسلام.
بلاغاً صحيحاً دون أن تكون محرفة أومغلوطة.
وكان أهلاً للنظر فيها بامتلاكه للعقل.
ونظر فيها وأراد أن يتبين حقيقتها.
وعلم أنها الحق وتيقن من ذلك.
وجحدها أو أنكرها مع علمه بأنها الحق.
فمن انطبقت عليه هذه الصفات فلا اختلاف أو شك في كفره.
الشرك الأكبر
هو أن يشرك الإنسان مع الله إلهاً آخر فيتعبد إليه أو يعتقد بضره أو نفعه أو قدرته على تدبير الأمر مع الله أو ما نحوه من المعتقدات الباطلة.
لا أحد غير الله سبحانه وتعالى يستحق العبادة أو التعظيم أو التوقير ولا أحد يملك من دون الله ضراً ولا نفعاً فمن اعتقد غير ذلك فقد أشرك.
الشرك بالله هو أعظم الكبائر ومما لا يغفره الله سبحانه وتعالى، يقول تعالى:”إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا” (النساء:48).
الشرك الأصغر
وهو ما لا يتضمن الشرك بالله بصورة صريحة ويكون ذلك شركاً ضمنياً كالرياء أو الحلف بغير الله.
لا يخرج الشرك الأصغر من الملة ولكنه يحبط العمل ويضيع ثوابه لكونه لم يكن خالصاً لوجه الله تعالى.
إلى هنا ينتهي مقال هي اعتقادات وأقوال وأعمال تبطل الإيمان وتخرج من الإسلام ، حيث تعرفنا على أن نواقض الإيمان هي اعتقادات وأقوال وأعمال تبطل الإيمان وتخرج من الإسلام ووضحنا ما هي نواقض الإيمان، كذلك تعرفنا على ما ينقض الإيمان ولا بخرج من الملة، وكذلك فقد وضحنا الفرق بين الشرك الأكبر والشرك الأصغر والكفر، قدمنا لحضراتكم هذا المقال عبر مخزن المعلومات، نرجو أن نكون قد حققنا من خلاله أكبر قدر من الإفادة.