ابحث عن أي موضوع يهمك
يتصدر هذا السؤال محركات عناوين البحث في الفترة الأخيرة، ومن ثم تكمن الإجابة في أنه نعم يمكن إلحاق الأذى بالإنسان من قبل القرين، حيث يعمل القرين على ملازمة الإنسان طيلة فترة حياته ويسعى إلى تضليله وإبعاده عن الصواب والحق، ومن لجدير بالذكر أن الفرد المسلم يكون غير قادر على القرين الملازم له، ويعجز عن محاولة إقناعه بالدخول في الإسلام.
ويجب أن ننوه أن الله سبحانه وتعالى يأمر القرين بأن يكون ابتلاء للفرد المسلم، ومن ثم يميز الله عز وجل عباده المؤمنين وغيرهم، ويعمل القرين على انسياق الفرد وراء شهواته، والوقوع في فعل المنكرات.
يقصد بالقرين أنه شيطان يلازم الإنسان ويوسوس له، حيث يعمل على تشجعيه على القيام بالشهوات، ومن الجدير بالذكر أنه من الممكن أن يكون القرين الملازم للفرد المسلم كافراً، ويكون القرين أقوى من الفرد الذي يلازمه، والدليل على ذلك ما جاء في السُنة النبوية الشريفة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم – ما منْكم من أحدٍ إلَّا وقد وُكِّلَ بِهِ قرينُهُ منَ الملائِكةِ وقرينُهُ منَ الجنِّ. قالوا: وإيَّاكَ يا رسولَ اللَّهِ؟ قالَ: وإيَّايَ إلا أنَّ تعالى اللَّهَ أعانَني عليْهِ فأسلمَ.
يُعرف البعض من أهل العلم أن القرين هو الشيطان المسلط على الإنسان، حيث يدفعه إلى فعل الفواحش والمنكرات وكل ما يغضب الله سبحانه وتعالى، ويبعده عن كل أمور الطاعة، ونستند في ذلك إلى قول الله تعالى في الآية رقم 268 من سورة البقرة ” الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ“.
ولكن يقدر المؤمنين على الشيطان بمعاونة الله لهم في ذلك وهم عباد الله ذوات القلب السليم، حيث قال الله عز وجل في الآية رقم 3 في سورة فصلت ” وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ”.
يوجد عدد من الأعراض التي تشير إلى أن الفرد يلازمه قرين مؤذي له، ومن خلال النقاط التالية نذكر أهم هذه الأعراض:
يتساءل الكثير عن هل يمكن أن يطلع القرين على الغيب أم لا، ومن ثم تكمن الإجابة في أنه ليس من الممكن أن يطلع على الغيب، وذلك لأن الغيب لا يمكن لأحد معرفته، ويكون بيد الله سبحانه وتعالى، بينما يقوم القرين الجني بوضع القليل من الأخبار التي وضعها مجموعة من الشياطين، بالإضافة إلى أن الله عز وجل يُطلع الإنسان على بعض من الغيب من خلال الإلهام والتحديث أيضا، والدليل على ما جاء في السُنه النبوية، حيث روت عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “- قدْ كان يكونُ في الأُمَمِ مُحَدَّثُون فإنْ يَكُ فِي أُمَّتِي أحدٌ فعُمرُ بنُ الخطَّابِ”.
أسلفنا في الفقرات السابقة أن القرين يكون دائم في إغواء الإنسان للوقوع في الشهوات والمعاصي، ويوسوس له ويضلله، ومن الممكن أن يتم إضعاف كيد القرين ويتوقف على قوة إيمان لدى العباد، ومن الجدير بالذكر أن القرين يلازم الإنسان طيلة حياته، وعندما يبكي الإنسان يقوم القرين باحتضانه وهو السبب الذي ينتج عنه الشعور بالحرارة العالية عند البكاء بشدة.
لا يوجد ما يسمى بـ سحر القرين، ولكن بفضل الله يتم معالجة السحر بكافة أنواعه والشفاء منه بالقرآن الكريم، والدليل على ذلك قول الله تعالى في الآية رقم 82 من سورة الإسراء “وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا“.
تم ذكر القرين في القرآن الكريم والسُنه النبوية الشريفة، وتأتي الأدلة في النقاط التالية:
يوجد عدد من الأدعية التي جاءت في السنه النبوية الشريفة التي تساعد الفرد المسلم على الحماية من الأذى الذي يمكن أن يلحق به من قبل القرين، ومن خلال النقاط التالية نذكر تلك الأدعية:
يمثل كلاً من النفس والقرين أنهما أخطر وأقوى على الإنسان من نفسه، حيث تكون النفس إمارة بالسوء تكون نتائجها على الفرد أكثر وأخطر من القرين، ويعمل القرين على تشجيع الفرد للوقع في الذنوب والشهوات، حيث يقوم بتزين هذه الأفعال المنكرة في عين الفرد المسلم، ويترك الاختيار للفرد، بينما تكون النفس إمارة بالسوء ولا تترك الفرد إلا أن يقع في هذه المعاصي، والدليل على ذلك قول الله تعالى في الآية رقم 27 في سورة ق “ قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَٰكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ“.