تتعدد الآداب التي لا بد من الحفاظ عليها أثناء قراءة القرآن الكريم، فالقرآن هو كلام الله عز وجل نزله على نبيه ليكون للأمة دستورًا ومنهاجًا، وفضل قراءة القرآن كريم وعظيم، فهو الشفيع لصاحبه يوم القيامة، وهو ما يحمي الفرد من فتن الدنيا والآخرة، ومن آداب قراءة القرآن الإخلاص في النية للمولى عز وجل، ومن هذا يتبادر إلى الأذهان سؤال موضوعنا هل يجوز قراءة القران وانا مستلقي ، وهو ما نوضحه إجابته وكل ما يخص قراءة القرآن الكريم عر الفقرات التالية لموقع مخزن فيما يلي.
يقول الله تعالى في سورة آل عمران بالآيات 190،191 : “إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الأَلْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ“، ومن هذا جاءت إجابة سؤال هل يجوز قراءة القران وانا مستلقي بأنه لا حرج في ذلك.
أما الذكر في الآية السابقة فيتضمن قراءة القرآن أو التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير، وحتى الدعاء والاستغفار، فيمكن للعبد قراءة القرآن وهو مستلقي أو جالي أو قائم وفي كافة الأوضاع.
كما أنه يشترط في الأمر أن يكون الفرد مريض أو به أي مشاكل صحية، فيمكن للإنسان السليم المعافى أن يذكر الله وه مستلقي ولا حرج في ذلك.
كما يقول الشيخ صالح الفوزان: “قراءة القرآن من المضطجع لا بأس بها سواء كان مضطجعًا على السرير أو على الأرض . لا بأس بذلك فيتلو الإنسان القرآن على أي حال كان . قائمًا أو قاعدًا أو مضطجعًا . وسواء كان متوضئًا أو محدثًا حدثًا أصغر . إذا كانت القراءة عن ظهر قلب . أما إذا كانت القراءة من المصحف فإن المحدث لا يجوز له مس المصحف حتى يتوضأ“.
من هذا فلا بأس بأن يقرأ العبد القرآن في أي من حالته، وهذا بشرط الطهارة عند مساس المصحف، ويقصد بالطهارة ألا يكون العبد جنبًا أو أن تكون المرأة حائضًا، وما يشابه هذه الأمور.
أما الوضوء من أجل قراءة القرآن فهو واحد منالأمو المستحبة، ولكنها ليست مفروضة، ولكن ما تم الإجماع عليه هي ضرورة الطهارة من أجل مس المصحف.
هل يجوز قراءة القرآن من الهاتف وأنا مستلقي
تعتبر هذه الإجابة متوافقة مع إجابة السؤال السابق هل يجوز قراءة القران وانا مستلقي، والتي تمت إباحتها، فمن الجائز أن تتم قراءة القرآن الكريم من الهاتف النقال والمرء في جميع أحواله وأوضائعه عدا الجنب، ويأتي في هذا الأمر أيضًا التساؤل الخاص بالقراءة من الجوال في الصلاة، وفي هذا الشأن يأتي قولين ينتمون إلى رأي الفقهاء في القراءة بالصلاة من المصحف في الأساس، وتتمثل الآراء فيما يلي:
رأي الحنفية في قراءة القرآن من الجوال بالصلاة
ينفي الحنفية الأمر، فهم يشيرون إلى عدم جواز مسك المصحف والقراءة منه في الصلاة، ويشير علماء الحنفية بأن هذا يبطل الصلاة.
أشار الحنفية إلى هذا الرأي معليلين بأن مسك المصحف في الصلاة والتقليب به سيحتاج إلى الكثير من الحركات، وهو ما يبطل الصلاة.
أما إذا كانت الحركة بسيطة مثل حركة الإصبع التي يعتمد عليها تقليب الصفحات في الجوال فلا بأس بذلك.
كما أضافوا إلى أن الأمر مشابه للتعليم والتلقين من قبل المعلم، فالقراءة من المصحف تتشابه مع الأمر، وهو ما لا يجوز في الصلاة، وهو الأمر الذي ينطبق مع الجوال أيضًا.
قول جمهور العلماء بشأن قراءة القرآن من الجوال في الصلاة
أجاز كل من المالكية والحنابلة والشافعية إمساك المصحف والقراءة منه أثناء الصلاة، ولكن الأمر مكروه في الفروض.
هو الأمر الذي جاء في المجموع للنوني: “لو قرأ القرآن من المصحف لم تبطل صلاته سواء كان يحفظه أم لا، بل يجب عليه ذلك إذا لم يحفظ الفاتحة كما سبق، ولو قلّب أوراقه أحيانا في صلاته لم تبطل، وهذا الذي ذكرناه من أن القراءة في المصحف لا تبطل الصلاة في مذهبنا ومذهب مالك وأبي يوسف ومحمد وأحمد قال أبو حنيفة تُبطل“.
أما الدليل الذي اعتمد عليه جمهور العلماء في هذا الشأن فتمثل في عدم إثبات دليل على عدم جواز الأمر، ولا يتم الاعتراف بأن حمل المصحف والتقليب به من الحركات التي تبطل الصلاة.
كما قيل بأن الكراهة في الأمر تكون في الفرض فقط دون النافلة، لأن فذ هذا انشغال عن الصلاة بالمصحف، وأمور الفرائض أضيق من الأمور المباحة في النوافل، وفي السنن يتم اغتفار ما لا يغفر في الفرائض.
حكم قراءة القرآن بدون وضوء
يتوافق هذا الحكم مع إجابة سؤال هل يجوز قراءة القران وانا مستلقي، والتي وضحنا إيجازتها فيما مضى، فالقرآن من ضمن الذكر، ويجوز للإنسان أن يذكر المولى عز وجل في كافة الأوضاع والأوقات، وقد كان صلى الله عليه وسلم دائمًا ما يذكر المولى في كافة حالته.
من هذا المنطلق فلا بأس أن يقرأ الشخص القرآن وهو على حدث أصغر، ولكن من الأفضل ألا يتم مس المصحف في هذه الحالة، وهذا لأن مصحف المصحف يحتاج إلى الطهارة كما أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم.
هو الأمر الذي اتفق عليه الصحابة، واتفق عليه شيخ الإسلام بن تيمية، وعلماء المذاهب الأربعة سواء الحنفية أو المالكية والشافعية والحنابلة.
لذا فلا يجوز أن يتم مساس المصحف من قبل الشخص المحدث، ولكن يمكن قراءته عن ظهر قلب.
هل يجوز قراءة القرآن وأنا جنب
قيل في أمر الجنب بأنه لا يصح له قراءة القرآن حتى يتطهر،ويغتسل، وهذا لأنه وقع في الحدث الأكبر، والقرآن لا يجب أن يمسه إلا المطهرون، وفي هذا الحالة لا يجب أن تتم القراءة عن ظهر قلب أو من المصحف.
الحكم بتحريم قراءة القرآن من قبل الشخص الجنب من الأمور التي اجتمع عليها علماء المذاهب الأربعة، وهو ما أشار إليه الترمذي، وابن تيمية، وسفيان التوري، بجانب بن المبارك والشافعي وإسحاق.
كما يقول الكاساني رحمه الله في بدائع الصنائع: “وَلَا يُبَاحُ لِلْجُنُبِ قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ عِنْدَ عَامَّةِ الْعُلَمَاءِ”.
كما وقيل بأن عمر بن الخطاب كان يكره أن يقرأ القرآن وهو جنب، والكراهة في هذا الحال قيل بأنها التحريم، كما ووافق على الأمر كل من علي بن أبي طالب، وبن مسعود رضي الله عنه، وعبد الله بن عمر، وسلمان الفارسي رضي الله عنهم.
هو الأمر الذي أكده بن عثيمين رحمه الله فقتل في لقاء الباب المفتوح:“الواجب على من أصابته جنابة أن يغتسل قبل أن يقرأ القرآن ؛ لأن قراءة القرآن على الجنب حرام على القول الراجح , ولا يحل للإنسان أن يقرأ شيئاً من القرآن بنية قراءة القرآن وهو جنب”
لهذا فإن على الشخص الجنب الاغتسال قبل قراءة القرآن من المصحف أو عن ظهر قلب.
هل يجوز قراءة القرآن للحائض؟
أما المرأة الحائض فقد تم الاختلاف في شأن قراءتها للقرآن في فترة الحيض،وهذا لأن الدورة الشهرية من الأمور التي تندرج تحت بنود الحدث الأكبر، فيقول البعض أنه لا يجب على المرأة قراءة القرآن حتى تطهر.
أما البعض الآخر فيشير بأنه لا بأس بقراءة القرآن عن ظهر قلب للحائض لأن حدثها مدته أطول مثل حدث النفساء، ولا يتشابه الأمر مع الجنب، فلا يجب أن يتم مقارنة أمر المرأة الحائض أو النفساء بالجنب.
يعتبر الرأي الثاني هو الرأي الأرجح والأصح، كما أن للمرأة الحائض أن تمس المصحف من وراء حائل.