هل يجوز غسل الأعضاء في الوضوء مرة واحدة ؟ شغل هذا الاستفسار محركات البحث لذا سنجيبكم عنه عبر سطورنا التالية في مخزن فالتعرف على أحكام الوضوء ضرورة واجبة على كل مسلم لاعتبارها شرط أساسي من شروط الصلاة التي تعتبر عماد الدين وركن أساسي من أركانه.
نجيبكم عبر فقرتنا هذه عن هذا الاستفسار الأكثر شغلًا لمحركات البحث فللوضوء أحكام لا ينبغي أن يخرج المرء عنها، والجدير بالذكر أن الإلمام بأحكام الوضوء ضرورة واجبة على كل مسلم لأنه أساس للكثير من العبادات كالصلاة والتلاوة وغيرهم الكثير من العبادات، ولأننا نحرص على توفير متطلباتكم من بحث سنوفر لكم إجابة استفساركم اليوم عبر سطورنا التالية:
س/ هل يجوز غسل الأعضاء في الوضوء مرة واحدة ؟
جـ/ نعم يجوز في الوضوء غسل الأعضاء مرة واحدة والدليل على ذلك ما ورد في السنة النبوية المطهرة فعن عبد الله بن عباس قال: {تَوَضَّأَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَرَّةً مَرَّةً}.
نستمد الأحكام الشرعية من آيات القرآن الكريم ومن السنة النبوية الشريفة ففي السنة النبوية نجد توضيح للعديد من الأحكام الشرعية فقد جاءت مُكملة للقرآن الكريم، وإذا تمعنا في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم نجد أنه كان ميسرًا على أمته، ومن هذا الحديث نستدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة أي غسل كل عضو من أعضائه مرة واحدة وفي الحديث إيضاح بالحد الأدنى للوضوء ومشروعية الوضوء مرة واحدة.
أحكام الوضوء
للوضوء أحكام ينبغي على كل مسلم التعرف عليها لاعتباره أساس في أداء الكثير من العبادات، على رأسهم الصلاة، فالصلاة هي عماد الدين، ولأننا نحرص على توفير محتوى مفيد للقارئ سنوفر لكم تفاصيل أحكام الوضوء عبر سطورنا التالية:
الوضوء واجب على كل مسلم نوى الصلاة سواء أكانت صلاته فرض أم نافلة، وهذا بإجماع من القرآن الكريم ومن السنة النبوية الشريفة، فقد وضع المولى عز وجل أحكام للصلاة ومن بينها الوضوء، وردت هذه الأحكام في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا} [سورة النساء: 43].
بعض الحالات يُستحب فيها الوضوء ولكنه لا يُفرض، كالوضوء للنوم على طهارة.
لا يُستحب الوضوء بماء مغضوب، كأن يتعدى المسلم على غيره فيأخذ ما لديه من ما على الرغم من حاجته له.
يُباح للمرء أن يغسل أعضاء الوضوء مرة واحدة أو مرتين أو ثلاث مرات على حد أقصى والثلاث مرات هي الأكمل.
فضل الوضوء
للوضوء أفضال متعددة على كل مسلم ومسلمة، هذه الأفضال يمكنكم التعرف عليها تفصيلًا بمتابعة سطورنا التالية:
الوضوء سبب من أسباب النور والبياض يوم القيامة.
هو مكفر للذنوب والخطايا، والمقصود هنا أنه مُكفر للخطايا الصغيرة والذنوب البسيطة وليس الكبائر وخير دليل على ذلك ما ورد في السنة النبوية الشريفة فعن أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ألا أدلُّكُم على ما يَمحو اللَّهُ بهِ الذُّنوبَ ويرفعُ الدَّرجاتِ قالوا بلى يا رسولَ اللَّهِ قال إِسباغُ الوضوءِ على المَكارِه وَكثرةُ الخُطأ إلى المسجِدِ وانتظارُ الصَّلاةِ بعدَ الصَّلاةِ فذلِكَ الرِّباطُ ثلاثَ مرَّاتٍ}.
المتوضأ الذي يُحسن وضوءه تُفتح له أبواب الجنة والدليل على ذلك ما رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {مَنْ تَوضَّأ فأحسنَ الوضوءَ ، ثمَّ قالَ : أشهدُ أن لا إلَه إلَّا اللَّهُ وأشهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه فتِّحت لَه ثمانيةُ أبوابِ الجنَّةِ يدخلُ من أيِّها شاءَ}.
يبلغ العبد بالوضوء محبة المولى عز وجل ودليل ذلك قوله تعالى: {إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}.
الوضوء نصف الإيمان ونستدل على ذلك مما ورد في السنة النبوية الشريفة فعن أبو مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: {الطُّهورُ شطْرُ الإيمانِ ، والحمدُ للهِ تملأُ الميزانَ ، وسُبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ تَملآنِ ما بين السماءِ والأرضِ ، والصلاةُ نورٌ ، والصدَقةُ بُرهانٌ ، والصبْرٌ ضِياءٌ ، والقُرآنُ حُجَّةٌ لكَ أوْ عليكَ ، كلُّ الناسِ يَغدُو ، فبائِعٌ نفسَهُ ، فمُعتِقُها أوْ مُوبِقُها}.
عن أيو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: {يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ علَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إذَا هو نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ، فَارْقُدْ فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فأصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ وإلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ}
حكم غسل أعضاء الوضوء أكثر من ثلاث مرات
نوضح لكم عبر فقرتنا هذه حكم الاستزادة في غسل أعضاء الوضوء وفق ما ورد في السنة النبوية الشريفة:
لا ينبغي أن تتخطى عدد مرات الاغتسال الثلاث مرات وخير دليل على ذلك ما ورد في السنة النبوية الشريفة فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: {جاء أعرابيٌّ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يسأَلُه عن الوُضوءِ؟ فأَراه ثلاثًا ثلاثًا، قال: هذا الوُضوءُ، فمَن زاد على هذا؛ فقد أساءَ وتعدَّى وظلَمَ}.
يُشير الحديث السابق أن الأعرابي حينما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوضوء وسننه وآدابه قال أن غسل الأعضاء يكون ثلاث مرات كحد أقصى، وأن من يزيد عن ذلك يدخل في دائرة المسرفين.
يجوز للمسلم أن يغسل أعضاء الوضوء مرة واحدة أو مرتين أو ثلاثة، ولكن لا يحق له الاستزادة عن ذلك ففي ذلك إسراف وتبذير.
شروط الوضوء الصحيح
ليصح وضوء المسلم ينبغي أن تتوافر فيه مجموعة الشروط المطلوبة، هذه الشروط نذكرها لكم عبر سطورنا التالية:
تعميم الماء: يشترط لصحة الوضوء تعمم الماء على العضو كاملًا والتأكد من عدم بقاء جزء دون أن يعمه الوضوء، وإذا لم يتحقق هذا الشرط لا يصح الوضوء.
جريان المياه: جريان المياه على العضو المغسول شرط أساسي ليكتمل الوضوء.
معرفة أحكام الوضوء: وهو قول أغلب الفقهاء فقد أشاروا إلى أن المتوضأ ينبغي أن يكون مميزًا لفرائض الوضوء وسننه.
النيّة: ينبغي أن ينوي الفرد الوضوء والنية محلها القلب، وخير دليل على ذلك ما ورد في السنة النبوية الشريفة لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم {الأعْمَالُ بالنِّيَّةِ، ولِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى}.
إزالة جميع ما يحول وصول مياه الوضوء إلى البشرة: وهو ما اتفق عليه فقهاء المذاهب الأربعة فعلى المسلم أن يزيل كل ما يمنع وصول المياه إلى الأعضاء، فالأساس في الوضوء عن جريان الماء وتعميمه على الأعضاء.
طريقة الوضوء الصحيحة
في سياق متصل بموضوع حديثنا اليوم تجدر بنا الإشارة إلى الخطوات الصحيحة للوضوء وهي ما وردت في آيات القرآن الكريم في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [سورة المائدة: 6]، وإليكم تفصيل ذلك:
عقد النية على الوضوء وذكر اسم الله تعالى.
غسل اليدين ثلاث مرات.
المضمضة ثلاث مرات بغررفة واحدة من اليد اليمني.
الاستنشاق ثلاث مرات بغرفة من اليد اليمنى.
غسل الوجه ثلاث مرات من الأذن إلى الأذن ومن منبت الشعر إلى موضع اللجية.
غسل اليد اليمنى من أطراف الأصابع إلى المرفقين ثلاث مرات.
غسل اليد اليسرى من أطراف الأصابع إلى المرفقين ثلاث مرات.
مسح الرأس مرة واحدة من مقدمته إلى القفا.
مسح ظاهر الأذنين وباطنيها.
غسل القدم اليمنى من أطراف الأصابع إلى الكعبين ثلاثًا.
غسل القدم اليسرى من أطراف الأصابع إلى الكعبين ثلاثًا.
بهذه الخطوات يكون قد أتم المسلم وضوءه ويُفضل بعد الفراغ من الوضوء الدعاء بالأذكار الواردة في السنة النبوية فقد روي عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: {ما مِنكُم مِن أحَدٍ يَتَوَضَّأُ فيُبْلِغُ، أوْ فيُسْبِغُ، الوَضُوءَ ثُمَّ يقولُ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا عبدُ اللهِ ورَسولُهُ؛ إلَّا فُتِحَتْ له أبْوابُ الجَنَّةِ الثَّمانِيَةُ يَدْخُلُ مِن أيِّها شاءَ}.
بهذا نصل وإياكم متابعينا الكرام إلى ختام مقالنا الذي قدمنا لكم من خلاله إجابة تفصيلية لاستفسار هل يجوز غسل الأعضاء في الوضوء مرة واحدة ؟ مستندين في ذلك على ما ورد في آيات القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وفي نهاية سطورنا نأمل أن نكون استطعنا أن نوفر لكم محتوى مفيد وواضح يتضمن جميع استفساراتكم ويغنيكم عن مواصلة البحث وإلى اللقاء في مقال آخر من مخزن المعلومات.