ابحث عن أي موضوع يهمك
كثيرًا ما يتسائل المسلمين عن الحكم الشرعي لصيام الست من شوال ثاني أيام العيد، حيث إن صوم تلك الأيام الست من شوال من السنن النبوية العظيمة ذات الفضل والأجر الكبير، وهو جائز ويمكن البدء في صوم الست أيام منذ ثاني يوم من أيام العيد، فالعيد يوم واحد فقط، وهو اليوم الأول من شهر شوال، والاستمرار بالاحتفال به لثلاث أيام عرف لدى الناس، ولا يوجد حكم شرعي يترتب عليه.
وفي الحديث الشريف الوارد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال (نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الْفِطْرِ ، وَالنَّحْرِ)، ووفقًا لذلك الحديث الشريف فإن صوم أول يوم من أيام عيد الفطر يوافق اليوم الأول من شهر شوال، في حين أن اليوم الثاني من أيام عيد الفطر أو الثاني من أيام شهر شوال فمن الجائز صومهما سواء تطوعًا أو قضاءً.
نعرض لكم بالفقرة الآتية الفتوى الخاصة بجواز صوم ثاني يوم من أيام شهر شوال، أو ثاني أيام عيد الفطر المبارك، وهي الفتوى رقم 41093 والوارد بها ما يلي:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن صيامك لثاني يوم عيد الفطر لا حرج فيه، بل هو مطلوب لأن المبادرة بقضاء ما فات من رمضان مطلوبة حسب الإمكان. ويوم العيد شرعاً لا يشمل إلا يوما واحداً ولا يتعداه إلى غيره، سواء كان عيد فطر أو عيد أضحى، لكن في الأضحى نهينا عن صيام الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة بقول النبي صلى الله عليه وسلم: أيام منى أيام أكل وشرب وذكرٍ لله تعالى.متفق عليه، وراجعي الفتوى رقم: 18، والفتوى رقم: 6579. والله أعلم.
يجوز للمسلمين الشروع بصوم الست من شوال بدايةً من اليوم الثاني من أيام شهر شوال، وهو اليوم التالي من أيام عيد الفطر، وقد شاع لدى المسلمين أن يحتلفون به ثلاث أيام وليس يوم واحد، والمحرم هو أن يصوم المسلم أول يوم من أيام شهر شوال، وهو اليوم الأول من عيد الفطر، ولكن يجوز صوم اليوم الثاني من أيام عيد الفطر، وخير البر عاجله.
وفي فتوى وردت عن اللجنة الدائمة للإفتاء بما يتعلق بالبدء في صوم الست من شوال والوارد بها التالي (لا يلزمه أن يصومها بعد عيد الفطر مباشرة، بل يجوز أن يبدأ صومها بعد العيد بيوم أو أيام، وأن يصومها متتالية أو متفرقة في شهر شوال حسب ما يتيسر له، والأمر في ذلك واسع، وليست فريضة بل هي سنة. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم).
في حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال به (مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ)، ويجوز للمسلم اختيار تلك الست من شهر شوال كامل، فيمكن أن يصومها على مدار الشهر بدايةً من أوله إلى آخره، أو خلاله، ويمكن صومها سواء متتابعة أو متفرقة، منها ما يتم صومه في أول الشهر، أو أوسطه، أو آخره، فالحكم في ذلك واسع دون تضييق، ومن بادر بصوم الست من شوال أول الشهر هو أفضل وأولى من باب المسارعة بالطاعات.
ورد الكثير من الآراء والأقوال على لسان العلماء في فضل صوم الست من شوال، ومنها ما ورد في موقع إسلام ويب بالفتوى رقم 102025 الوارد بها:
فإذا كان المراد صيام الستة من شوال فإنه مستحب لما يترتب على ذلك من الأجر حيث إن صيامها يعادل صيام سنة ومن صامها بعد صيام رمضان فكأنه صام الدهر كما ورد في الأحاديث الصحيحة، ففي صحيح مسلم: عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أنه حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر. وفي سنن ابن ماجه عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها.
إن صوم الست من شوال من الصوم التطوعي، والذي شرع صومها بالإسلام، وفي ذلك تحقيق الكثير من الفوائد التي قد يغفل عنها البعض من المسلمين، ومن هذه الفوائد نذكر لكم ما يلي: