ابحث عن أي موضوع يهمك
للإجابة على هذا السؤال بشكل أوضح يجب أن نتطلع إلى بعض التفاصيل وأن نفهمها جيداً وهي كما يلي:
نعم، فهي لا تخص رسولنا الكريم وحده فقط، وليست خاصة في عملها مع اليهود ولا النصارى فقط، بل هي طريقة إسلامية تحدث في نهاية الحوار عند اختلاف الآراء فيما بينهم عن أمور الدين والعقيدة، ويرفض أحد الطرفين أن يعترف بالحقيقة من وجهة نظر الطرف الآخر وعندها يقوم الطرف الذي يعتبر نفسه بأنه على حق بدعوة الطرف الآخر الذي يعاند، ويصر على إنكار الحق والحقيقة إلى المباهلة، حيث يقوم الطرفان بدعوة الأهل والأقارب أو بعض الأشخاص المقربين ليجتمعوا، ويقوموا بالدعاء إلى الله عز وجل بكل صدق إخلاص واجتهاد.
المباهلة هي من أهم المفاهيم الإسلامية التي يجب على المسلم التعرف عليها وفهمها بشكل جيد.
المباهلة سنة عن الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) تطلب لإظهار الحق لمن يظل يعاند ويصر على الباطل بعد الإثبات بالأدلة والبراهين في أمور الدين والعقيدة.
لنسمع قول الله تعالى في كتابه الكريم وتحديداً في الآية 61 من سورة آل عمران في قوله تعالى (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) صدق الله العظيم.
حيث اجتمع الفقهاء والعلماء والمفسرون في الدين الإسلامي على أن الله -عز وجل- أنزل هذه الآية في شأن قضية وقعت بين رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ونصارى نجران عندما أرسلوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مجموعة مكونة من 60 شخصاً من الشخصيات الدينية وأفضل العلماء والشخصيات الكبيرة لديهم.
وبعد المناقشات وحوار أستمر طويلاُ فيما بينهم وبين رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن الدين والعبادة والعقيدة، بعد أن اصطفاه الله -عز وجل- بالعلم والمعرفة واستمرارهم في العناد والمجادلة والإصرار على ما يدعون ويبطلون الحق الواضح المبين ويكذبون الصادق الأمين رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، أنزل الله عز وجل هذه الآية الكريمة حتى يأمر رسوله الكريم بالمباهلة ويقول لهم (إني سأدعو أبنائي، وأنتم ادعوا أبناءكم، وأدعو نسائي، وأنتم ادعوا نساءكم، وأدعو نفسي، وتدعون أنتم أنفسكم، وعندئذٍ ندعو الله أن ينزل لعنته على الكاذب مناّ).
لذلك أطلق على هذا اليوم اسم يوم المباهلة وهو كان في اليوم الرابع والعشرين من شهر ذي الحجة يطلق عليه يوم المباهلة وهو يوم مشهود حقت فيه كلمة الله العليا وفيه الغلبة كانت لله عز وجل والدين الإسلامي وسيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) فهو يوم مصدر عظمة لا مثيل ولا شبيه له على امتداد الزمن وتعاقب الأجيال.
والجدير بالملاحظة في هذه الآية الكريمة إنها تدل على أن جميع الأمور في النهاية ترجع إلى الله عز وجل ليحكم بين الفريقين بعد أن يضع كل منهم حياته وحياة كل من يحب في سبيل الله وفي سبيل الإيمان بالله الواحد الأحد.
لم يكن المقصود من المباهلة هو حضور جمع الناس ليقوموا بلعنة بعضهم البعض إنما المقصود من المباهلة أن الدعاء واللعن يكون في سبيل الله وعمل الخير وبكل إخلاص لأن الله وحده يعلم ما في القلوب وأن يكون له تأثير مشهود عياناً لينزل الله غضبه وعذابه على الكاذبين المنافقين.
لم يكن المقصود من المباهلة الدعاء واللعن فقط بل كان المقصود منها هو حدوث تأثير خارجي واضح على الكاذبين فهي تعتبر بمثابة الحل الأخير بعد أن لم ينفع المنطق والاستدلال والإثبات.