ابحث عن أي موضوع يهمك
هل يجوز الغناء بدون موسيقى في رمضان ذلك هو ما يدور حوله مقالنا في مخزن ، حيث إن شهر رمضان المبارك هو شهر الخيرات والطاعات والعبادات، يناجي فيه العباد ربهم جل وعلا، وهو شهر التوبة عن الآثام والذنوب، وتلاوة القرآن الكريم، وبه يضاعف الله لعباده الأجر والثواب، ويغفر لهم السيئات، وهو أفضل أشهر العام عن الله تعالى وعباده المؤمنين، فهو شهر عظيم له مكانة رفيعة بالإسلام، ومن الأمور التي يتسائل عن حكمها الكثير من المسلمين مع اقتراب قدومه حكم الاستماع إلى الأغاني في رمضان، وهو ما سنوضحه لكم تفصيلًا في الفقرات التالية.
مع اقتراب شهر رمضان المبارك تكثر الأسئلة حول أحكامه وما أفتى به الفقهاء في بعض الأمور التي قد لا يكون واضح ما إذا كانت حلالًا أن حرامًا خلال الشهر الفضيل، ومنها التساؤل حول حكم الاستماع خلال شهر رمضان إلى الأغاني، وقد أتى قول فقهاء الإسلام بالإجماع على عدم جواز الاستماع إليها، ولا إلى الموسيقى، وهو ما يستوي به الاستماع لها في شهر رمضان أو غيره من شهور العام، ولكنهم بالغوا وشددوا على تحريمها في شهر رمضان.
والسبب في التشديد على تحريم الاستماع إلى الأغاني في شهر رمضان أن الوقت به فضيل ومبارك، لذا من غير الجائز أن يتم انتهاك حرمانيته عن طريق ما يرتكب من الخطايا والذنوب والمعاصي، ويستدل على تحريم الاستماع إلى الأغاني ما ورد في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (لَيكونَنَّ من أمَّتِي أقوامٌ، يَستحِلُّون الحِرَ والحريرَ، والخمرَ والمعازفَ)، والمقصود بالمعازف في قول الحبيب المصطفى الأغاني والموسيقى وما يتم استخدامه خلال الغناء من الآلات الموسيقية، وفي النقاط التالية سوف نعرض اثنين من الأدلة على تحريم الغناء والموسيقى:
الأغاني بصفة عامة سواء بدون موسيقى أو مع الموسيقى يترتب عليه ضياع الوقت والثواب، فالعباد العصاة هم من ينشغلون عن العبادة بالاستماع في الليل والنهار إلى الأغاني، ونشر تلك الأغاني بين أقرانهم وأصدقائهم، مما يترتب عليه مضاعفة الإثم والذنوب، ولا شك أن الأفضل لهم قضاء ذلك الوقت في الاستماع إلى القرآن الكريم، وما يتم نشره على المواقع الإلكترونية من دروس دينية، والتي تساعده في اكتساب العلم الذي ينتفع به، وينفع به غيره، أما فيما يتعلق بمسألة الاستماع إلى الأغاني بدون موسيقى وحكمها في شهر رمضان وغيره من أيام العام، فقد انقسم أهل العلم فيه إلى قولان نعرضهم لكم فيما يلي:
لا يجوز للمسلم الاستماع إلى الأغاني التي تتضمن الكلام الفاحش، الذي يترتب عليه إثارة الغرائز بالنفوس، وذلك الحكم يسري على شهر رمضان وغيره من الشهور، قبل الإفطار أو بعده، ولكن التحريم يشتد في الشهر الكريم، لأن مقصد الصوم لا يقتصر فقط على الامتناع عن الشراب والطعام، ولكنه يتضمن تحقيق جميع معاني تقوى الله تعالى، وصوم الجوارح وامتناعها عن المعاصي، ويستدل على ذلك من قول الخالق جل وعلا في سورة الآية ويستدل على ذلك من قول الخالق جل وعلا في سورة البقرة الآية 83 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، ويذكر أن صوم من استمع إلى الأغاني التي تحتوي على الكلام الفاحش في رمضان هو صوم صحيح، حيث لا يعتبر الاستماع إلى الأغاني من مفسدات الصوم، ولكنه ينقص من أجر الصائم.
نعرض لكم في النقاط التالية آراء أهل العلم وقولهم في مسألة الاستماع إلى الموسيقى التي لا تثير الغرائز ولا تنطوي على ذكر للمحرمات والفواحش بعد الإفطار في شهر رمضان:
من الجائز للمسلمين في شهر رمضان وغيره من شهور العام الاستماع إلى الأناشيد، ولكن يشترط ألا تحتوي تلك الأناشيد على الدعوة إلى الأمور المنكرة أو المحرمة، ويستدل على ذلك الحكم ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ كان يستمع إلى ما ينشده الصحابة الأجلاء رضي الله عنهم وأرضاهم، وهو ما ورد عن عن أنس بن مالك حيث قال: (جَعَلَ المُهَاجِرُونَ والأنْصَارُ يَحْفِرُونَ الخَنْدَقَ حَوْلَ المَدِينَةِ، ويَنْقُلُونَ التُّرَابَ علَى مُتُونِهِمْ، وهُمْ يقولونَ: نَحْنُ الَّذِينَ بَايَعُوا مُحَمَّدَا … علَى الإسْلَامِ ما بَقِينَا أبَدَا قالَ: يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو يُجِيبُهُمْ: اللَّهُمَّ إنَّه لا خَيْرَ إلَّا خَيْرُ الآخِرَهْ… فَبَارِكْ في الأنْصَارِ والمُهَاجِرَهْ قالَ: يُؤْتَوْنَ بمِلْءِ كَفِّي مِنَ الشَّعِيرِ، فيُصْنَعُ لهمْ بإهَالَةٍ سَنِخَةٍ، تُوضَعُ بيْنَ يَدَيِ القَوْمِ، والقَوْمُ جِيَاعٌ، وهي بَشِعَةٌ في الحَلْقِ، ولَهَا رِيحٌ مُنْتِنٌ).