ابحث عن أي موضوع يهمك
يتصدر هذا السؤال محركات عناوين البحث في الفترة الأخيرة، ومن ثم تكمن الإجابة في انه اختلف العلماء حول هذه المسألة في الإطار بعد تبيت النية قبل الفجر في صيام الأيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة أو في صيام النوافل بشكل عام والإفطار بعد ذلك، حيث جاء في الإفطار عمداً بعد انعقاد نية صيام هذه الأيام حكمين، نذكرهما في النقاط التالية:
قال ابن رشد عن علماء الفقه الإسلامي في بداية المجتهد ” أجمعوا على عدم القضاء في فطر التطوع، لعذر أو نسيان.. واختلفوا إن كان لغير عذر: فأوجب مالك وأبو حنيفة عليه القضاء، وقال الشافعي وجماعة: لا قضاء عليه”.
ويجب أن ننوه أن الرأي الأرجح المتخذ في الإسلام هو قول كلا من الشافعي وأحمد في إباحة تعمد الفطر في صوم التطوع، وأنه لا قضاء عليه.
يكون الحكم في إفطار الصائم في النوافل مختلف تماماً عن إفطار الصائم في رمضان لأنه فرض على المسلم، ومن ثم يكون إفطار الصائم في نهار الأيام النوافل مُباح حتى وإن كان هذا الأمر بدون عُذر شرعي، ولا يكون على الفرد المسلم قضاء هذا اليوم، ومن ثم يكون على خلاف الإفطار في نهار رمضان الذي لابد أن يكون من عذر شرعي أو مرضي ويكون على المسلم قضاء هذا اليوم.
ويجب أن ننوه أنه من المستحب أن يكمل المسلم صيام هذا اليوم ما دام نوى الصيام، ومن الجدير بالذكر أنه في حالة إفطار المسلم في النوافل لا يكون عليه قضاء هذا اليوم أو أن يكون عليه دفع فدية، ومن ثم إذا أتى الصائم ضيف فليأكل معه ويقطع صيامه ليس سكون عليه حرج في ذلك، أو أن يكون الطقس شديد الحرارة ولا يستطيع الفرد تحمل ذلك، ويرغب في الإفطار فليفطر.
يتساءل الكثير كن أبناء الأمة الإسلامية على الحكم في تبيت النية في صيام القضاء والنفل أم لا، ومن ثم تكمن الإجابة في أنه لا يلزم عقد النية في صيام النوافل قبل طلوع الفجر، ومن ثم لا يكون على الفرد المسلم حرج في أنه لا يعقد نية صيام النافلة في الليل، ومن الممكن أنه في حالة أن الشخص لم يأكل أو يشرب في النهار يستطيع أن ينوي الصيام، والدليل على ذلك ما روته السيدة عائشة أم المؤمنين رضى الله عنها، “- دَخَلَ عَلَيَّ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذَاتَ يَومٍ فَقالَ: هلْ عِنْدَكُمْ شيءٌ؟ فَقُلْنَا: لَا، قالَ: فإنِّي إذَنْ صَائِمٌ ثُمَّ أَتَانَا يَوْمًا آخَرَ فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللهِ، أُهْدِيَ لَنَا حَيْسٌ فَقالَ: أَرِينِيهِ، فَلقَدْ أَصْبَحْتُ صَائِمًا فأكَلَ”.
ويجب أن ننوه أنه في حالة صيام النافلة أو الكفارة والنذر وقضاء شهر رمضان فيلزم على الفرد المسلم أن ينوي الصيام من الليل؛ لأنه وجب صيام جميع النهار.
يتساءل الكثير من أبناء الأمة الإسلامية عن ما إذا نية الصيام لفظية، ومن ثم تكمن الإجابة في أن النية عمل قلبي ومن ثم يعزم الإنسان على الصوم بقلبه، أنه سوف يصوم غداً، ولا يمكن له أن يتلفظ نية الصوم، حيث تكون النية الصحيحة في الصوم هي القلب.
ويجب أن ننوه أن النية ركن من أركان العبادات ومن ثم على المسلم الذي عزم على الصيام أن ينوي الصيام قبل آذان الفجر، ويوجد دليل من السُنة النبوية على أنه يمكن للفرد المسلم تبيت النية في الصيام في أي وقت من الليل سواء أول الليل أو وسطه أو حتى آخر الليل، حيث روت حفصة أم المؤمنين رضى الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “من لم يبيِّتِ الصِّيامَ قبلَ الفَجرِ، فلا صيامَ لَهُ”.
ومن الجدير بالذكر أن علماء الفقه الإسلامي اجتمعوا على أن النية التي تكون مرتبطة بصيام شهر رمضان المبارك أو قضاء ما فات من هذا الشهر أو صيام النذر، أو صيام الكفارة، لابد من أن تكون قبل طلع الفجر، ولا يصح صوم ما سبق ذكره بغير نية، حيث روى عمر بن الخطاب رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لِكلِّ امرئٍ ما نوى”.
كما يلزم عليه الإكثار من الذكر والاستغفار وتلاوة القرآن والتكبير والتحميد والتهليل وإخراج الصدقات والتسبيح.
يكون إفطار يوم من عشر ذي الحجة أمر جائز شرعاً، حيث يكون لكل يوم من هذه الأيام ثواب وفضل خاص به، فلا يُشترط صيام هذه الأيام مجتمعة حتى ينال العبد الثواب والفضل، فمن استطاع الصوم كاملاً كان ذلك أفضل في أخذ الثواب، بينما إذا صام الفرد أياماً منها وأفطر في الأيام الأخرى فهو أمر جائز، لأن صوم الأيام العشر من ذي الحجة ليست بفرض ولكنها نافلة يؤجر الصائم عليها.
ومن الجدير بالذكر أن العشر من ذي الحجة يأتي بهم يوم عرفة الذي يعد من الأمور المستحبة فيه الصيام، حيث يكفر ذنوب العبد الذي ارتكابها، وعلى المسلم أن يترك المعاصي والذنوب وأن يتوب إلى الله توبة نصوحة، حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث النبوي الشريف ” صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ”.
يتساءل الكثير من الناس عما إذا كان شرط الحصول على ثواب هذه الأيام أن تُصام مجتمعة أم من الممكن أن يصوم الفرد أيام منها ويفطر في الأيام الأخرى، ومن ثم تكمن الإجابة في أن الفرد المسلم يحصل على ثواب هذه الأيام بقدر عدد الأيام التي صامها، حيث يكون لكل عبد أجر على الأعمال الصالحة والمستحبة عند الله سبحانه وتعالى فعلها، ويكون من أكثر هذه الأعمال ثواب هو الصيام، حيث يزيد من تقرب العبد من الله سبحانه وتعالى،، ولا يوجد على المسلم حرج في صيام الأيام العشر من ذي الحجة أو أن يتركها.
ومن الأفضل لمن يستطيع الصوم في هذه الأيام فليفعل، حيث روى عبد الله بن عباس رضى الله عنه “- ما من أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللهِ من هذه الأيَّامِ العشرِ . قالوا : يا رسولَ اللهِ ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ إلَّا رجلًا خرج بنفسِه ومالِه فلم يرجِعْ من ذلك بشيءٍ”.