ابحث عن أي موضوع يهمك
تكثر في هذه الآونة الاحتفال بالأعياد القومية والوطنية في الدول العربية، إذ يحتفل المسلمون ويفرحون بها، ولكن يجب أن يتم العلم بالحكم الشرعي للاحتفال بهذه الأعياد والمناسبات، وقد ورد بموقع إسلام ويب عدم جواز الاحتفال بالأعياد القومية والوطنية، كما لا يجوز الاحتفال بأعياد الثورة على الظالمين وما إلى نحو ذلك.
وهو ما أتى قياسًا على نصرة الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم والمسلمين في مواطن كثيرة، ومنها يوم فتح مكة ويوم بدر، وبالأحزاب والعديد من المناسبات الأخرى، ولم يحتفل الرسول صلى الله عليه وسلم مطلقًا بذكرى هذه الأيام، كما لم يقم الصحابة من بعده بذلك، ولو كانت تلك الاحتفالات بها خير للمسلمين والاحتفال بها مشروع لكان النبي صلى الله عليه والصحابة قاموا بذلك.
كما لم يقم بذلك أيًا من السلف، ولم يدعو له أحد، ولكن الأعياد التي يجوز للمسلمين الاحتفال بها هي عيد الفطر وعيد الأضحى فقط، حيث إنهم هم العيدين المشروع للمسلمين الاحتفال بهم، وهو ما أمر به الله ورسوله.
اختلف العلماء حول حكم الاحتفال باليوم الوطني أو المعروف بالعيد الوطني، ولكن الرأي الراجح لديهم أن الاحتفال به حرام، في حين قال البعض أنه مكروه وليس حرام، لما به من مخالفة للشريعة الإسلامية، والبعض الآخر من أهل العلم أباح الاحتفال ببعض الأعياد الوطنية وحرام أعياد أخرى، وهناك جمعٌ من أهل العلم ذكر أنه لا مانع من تخصيص يوم للوطن، والذي يمكن به إقامة الحملات الثقافية والتوعوية، للفت نظر أهل الدولة إلى القضايا الهامة التي يجب أن يتم مراعاتها مثل حفظ تاريخ الوطن وأمنه، ولكن لا يجوز أن يطلق عليه مسمى العيد، كما يشترط ألا يحدث فيه أي مخالفات شرعية أو منكرات، وعدم مخالفة الآداب والأنظمة العامة، وما إلى نحو ذلك.
ذكر الشيخ والإمام ابن باز رحمه الله أن اليوم المعروف بالعيد الوطني هو بدعة، ويعد من أمور التشبه بغير المسلمين، حتى وإن وقع بحسن نية من قبل القائمين عليه ومن يدعو له، كما وأشار إلى أنه بظاهره غير مشروع، ولا يجب على أي مسلم الاحتفال به، حتى إن كان من غير العبادات، حيث نهى الدين الإسلامي الحنيف عن التشبه بغير المسلمين، حتى وإن كان القصد منه التعبد، فهو يدخل من ضمن البدع، وأول من قام بالاحتفال بمثل تلك الأيام هو اليهود والنصارى، حتى يشغلوا الناس بها.
حينما سئل الشيخ عثمان خميس حول حكم الاحتفال بالعيد الوطني، فكانت إجابته أن هناك عيدين فقط للمسلمين وهما يوم الأضحى ويوم الفطر، وكذلك فيعتبر يوم الجمعة من أعياد المسلمين حيث يجتمعون به للعبادة، ولكن من غير الجائز أن يتم الاحتفال بيوم الجمعة باعتباره عيد، وفيما يعرف بالعيد الوطني فإن الاحتفال به غير جائز، ولا يجوز سوى الاحتفال بالأعياد الشرعية التي أمر بها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
من غير الجائز أن يتم الاحتفال بيوم الاستقلال، وهو ما أجمع عليه أهل العلم، كما لا يجوز الاحتفال بما يشبهه من أيام، وذلك لما به من تشبه بالكفار، كما وأن في الاحتفال بذلك اليوم ابتداع، فمثل تلك الاحتفالات تكون قد جمعت ما بين البدعة والمعصية، وفي ذلك يقول ابن القيم رحمه الله “والعيد ما يعتاد مجيئه وقصده مِن مكان وزمان، فأما الزمان؛ فكقوله: يوم عرفة ويوم النحر وأيام منى عيدنا أهل الإسلام”.
وقد أتى باللغة أن العيد كلمة مأخوذة من الاعتياد والمعاودة، فإن كان اسم للمكان المقصود الاجتماع به وأخذه للعبادة وما إلى نحو ذلك، كما أن عرفة، ومزدلفة، ومنى، والمشاعر والمسجد الجرام جعل الخالق جل وعلا عيدًا للمسلمين، وجعل أيام التعبد بها عيدًا للمسلمين، وكان للمشركين أعياد مكانية وزمانية، ولكن الإسلام أتى وأبطل هذه الأعياد، وعوض المسلمين عنها بعيدي النحر والفطر وأيام منى، وعوضهم أيضًا عن الأعياد المكانية للمشركين بالبيت الحرام والكعبة، والمشاعر ومنى وعرفة.
يقول الشيخ المطلق حول حكم الاحتفال باليوم الوطني أنه جائز ومباح، فهو يوم نعمة، ولكن يجب على كل مسلم أن يبتعد به عن أي مخالفة شرعية، وأن يلتزم بالآداب الإسلامية دون مخالفة الأنظمة والقوانين، حيث إن اليوم الوطني وفق قول الشيخ المطلق يوم شكر ونعمة، فقد توحدت به كلمة المسلمين، وجمع كلمتهم تحت راية حكم الشريعة، والقيادة الحكيمة، وفي ذلك اليوم انتشرت رسالة الثقافة الوطنية ورسالة الإسلام، وأكد الشيخ المطلق أن اليوم الوطني يوم دعاء وشكر ونعمة، وذكريات حسنة لتوحد المملكة به، وقد قامت كلمتها بجهد ونضال الأجداد.