ابحث عن أي موضوع يهمك
هل يجوز إلغاء النذر الذي تعهد المسلم بالقيام به وأداءه في سبيل الله تعالى في حالة عدة استطاعته القيام به في الوقت الحالي ، فكثير منا قد يمر بوقت عصيب في حياته وينتظر قدوم الفرج من الله ـ عز وجل ـ وننوي في داخلنا القيام بعمل ما في سبيل الله في حالة انقضاء هذه الظروف العصيبة وحلول الفرج من فضل رب العالمين، فذلك ما يُعرف بين الناس بالنذر، فهل يجوز إلغاء النذر أو تأخيره وما هو حُكم النذر في المذاهب الفقهية الأربعة، ذلك ما سنتعرف عليه تفصيلاً في السطور التالية من موقع مخزن المعلومات، فتابعونا.
يشير لفظ (النذر) في اللغة العربي إلى مرادف الإيجاب والإلزام مما يوضح طبيعة النذر، حيثُ تشير كلمة النذر في الشريعة الإسلامية على إلزام المرء المسلم لنفسه بعمل شيئ ما بعينه لم يأمره الله به ولم يُكلفه بأدائه، إلا أنه ألزم نفسه بأدائه وفعله، لذا يكون على المسلم الوفاء بنذره وذلك لأنه ألزم نفسه بفعله أمام الله ـ عز وجل ـ ، وقد جاءت الدلالة على وجوب الوفاء بالنذر في السُنة النبوية الشريفة في قول النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ في تأكيد الوفاء بالنذر: (مَن نَذَرَ أنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ، ومَن نَذَرَ أنْ يَعْصِيَهُ فلا يَعْصِهِ)، وكذلك قول الله تعالى في كتابة الكريم “وليوفوا نذورهم”، كما جاء قول الرسول محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ : “من نذر أن يطيع الله فليطعه”.
وهنا قد أشار علماء الدين والفتوى في دار الإفتاء المصرية وغيرهم من علماء المسلمين إجابةً عن سؤال البعض بـ ( ولكن ماذا إن وجد المسلم أمر ما يمنعه من تحقيق نذره حاليا ؟ ) ، وقد جاءت الإجابة عن هذا السؤال في أنه سيكون على المسلم تأخير نذره إلى وقت آخر حينما تحل له الاستطاعة والقدرة على الوفاء به ، فلا يجوز أبداً إلغاء النذر وذلك لكونه عهداً قطعه المسلم على نفسه أمام ربه، فعدم الاستطاعة هنا تعبر عن وجود عقبة ما تمنع المسلم من الوفاء بالنذر، لذا لا يجوز إلغاء النذر أو تأخيره من تلقاء نفس المسلم، إنما يُمكن عدم الوفاء به في وقته لوجود عائق، على ن يتم الوفاء به حينما تهيأ له الأوضاع ذلك.
وقد أشار العديد من علماء الإسلام إلى وجود كراهة في صيغة النذر ذاتها، فالمسلم في نذره يشترط على رب العالمين ويؤكد فعله لشيء ما لوجه الله تعالى في حالة تحقيق المولى أمر ما يرغب فيه الرجل، لذا فإن الأفضل هو أن يقوم المُسلم في البداية بإخراج الصدقات إرضاءً لرب العالمين حتى يُحقق له ما يرغب فيه، وفي حالة نذر المسلم أمراً لله تعالى فسيكون عليه الوفاء به، وفي حالة العجز عن أداءه سيكون عليه كفارة.
هناك عدة شروط من شأنها أن تجعل النذر صحيحاً ويجب القيام به ووفاءه في وقته، أو في غير وقته في حالة العجز عن ذلك، وفي حالة عدم القدرة على أداءه يكون هناك كفارة، وتتمثل شروط النذر في الإسلام في:
جاء عن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ قوله : ( أربع لا رجوع فيهن إلا بالوفاء : النكاح , والطلاق , والعتاق , والنذر ) لذا في حالة عدم وفاء المرء المسلم بالنذر سيكون عليه إطعام عشرة من المساكين، أو كسوة عشرة من المساكين، أو عتق رقبة عشرة من ملك اليد أو اليمين، فإن لم يتمكن المسلم من أداء أي من الأعمال السابقة فسيكون عليه صيام ثلاثة أيام، وذلك ما ورد فيه قول خير الخلق محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (كَفَّارَةُ النَّذْرِ كَفَّارَةُ اليَمِينِ)، ليكون صيام ثلاثة أيام أو إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو عتق رقاب عشرة من العبيد هي الكفارة التي على المسلم عدم التغافل عن فعلها في حالة عدم تنفيذ نذره.
في حالة كان النذر صحيحاً وفقاً لشروط النذر في الإسلام فعلى المسلم الوفاء به كاملاً، أما إن كان في النذر ما يُغضب الله أو يعصي فيه العبد ربه فسيكون عليه إخراج كفارة يمين تكفيراً عما أنذره ولم يف به، وقد جاء حُكم المذاهب الفقهية المختلفة في أمر النذر على النحو الآتي:
وهنا قد أشارة العديد من علماء الإسلام على أنه إضافة إلى السابق فإن النذر يحمل في داخله معاني عدم التأدب مع الله ـ عز وجلل ـ على حد قول البعض منهم، أي أنه لا يصح اشتراط حدوث أمر ما ، فالله تعالى له حكمة يعلمها وحدة في تسيير الكون والمخلوقات ومصائرهم، لذا على المسلم التقرب إلى الله ـ عز وجل ـ بالصدقات والأدعية في الأوقات التي يُستحب الدعاء فيها، وذلك حتى يُحقق الله له ما يريده ويرغب فيه، وذلك لأن النذر لا يُمكنه تغيير القدر أو تحقيق الأمنيات.