نعم من المؤكد أن الاسم المستثنى يأتي بشكل مباشر بعد استخدام أداة الاستثناء، وعند التحدث عن أسلوب الاستثناء فهو يتكون من أداة الاستثناء والمستثنى منه أيضا وهو من قواعد النحو في اللغة العربية ولمزيد من الشرح على أسلوب الاستثناء سوف نقوم بعرض بعض الأمثلة الخاصة به وهي:
المثال الأول: حضر الطلاب إلا أحمد.
المثال الثاني:قال الله سبحانه وتعالى (فشربوا منه إلا قليلًا منهم) ( سورة البقرة – آية 249).
المثال الثالث: أحب الفاكهة إلا العنب.
المثال الرابع: أفضل الألوان غير الأسود.
المثال الخامس: ركب كل المسافرين ما عدا مسافر.
المثال السادس: قال الله تعالى (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) ( سورة البقرة: الآية 275).
الاسم الواقع بعد أداة الاستثناء يسمى
يتم إطلاق اسم مستثني على الاسم الذي يقع بعد أداة الاستثناء وذلك لأن أسلوب الاستثناء يتكون من عدة أشياء أساسية وهي مستثنى منه وأداة استثناء ومستتثني.
وعند التحدث عن إعراب المستثنى فهو منصوب ولكن يجب العلم أن علامة النصب تختلف بناء على نوع الكلمة، يجب التنويه أنه يوجد ثلاثة أنواع وأشكال لأداة الاستثناء وهم تام مثبت وتام منفي وناقص منفي.
الاسم الواقع بعد غير وسوى يكون
الاسم الواقع بعد غير وسوى يكون مضاف إليه، ويكون إعرابه مجرورا أما بالنسبة لأداة ( سوي وغير) فينطبق عليهما نفس حكم الاسم الذي يأتي بشكل مباشر بعد إلا، والاسم الذي يأتي بعدهما بصورة مباشرة يتم إعرابه بالجر بالإضافة ، فمثلا عند الاستثناء التام المثبت نقول دائما ( جاء القوم غير محمد) فخلال تلك الجملة يتم إعراب كلمة غير بمستنثني منصوب أما بالنسبة إلى اسم محمد فيتم إعرابه كمضاف إليه، وعند القول (جاء القوم سوى أحمد) فهنا سوف يتم إعراب سوي كمستثني منصوب بفتحة مقدرة أما بالنسبة إلى أحمد فهي يتم إعرابها كمضاف إليه.
وعند ذكر حالة الاستثناء التام المنفي فأكبر مثال عليه هو ( ما جاء القوم غير محمد).
أما بالنسبة إلى الاستثناء الناقص المنفي مثال (ما جاء غير محمود) يتم إعراب كلمة غير بفاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة ونفس القاعدة تسري على كلمة سوى.
أنواع أسلوب الاستثناء
سوف نقوم خلال تلك الفقرة بذكر بعض الأدوات الخاصة بالاستثناء وهي إلا ، غير ، سوي ، خلا ، عدا ، حاشا، إلا هي عبارة عن حرف وذلك عكس كلا من غير وسوي هما اسمان أما بالنسبة إلى خلا وعدا إذا كان يوجد قبلهم حرف ما فهنا يتم اعتبارهم فعل ماضي ولكن إذا لم يوجد حرف ما فيكون فعل.
عند الحديث عن حكم المستثنى فهو يعتمد على الاستثناء بالا و الاسثناء بخلا وعدا وحاشا وأيضا الاستثناء بغير وسوى.
أما بالنسبة إلى أنواع الاستثناء بالا فهي تنقسم إلى التالي:
تام مثبت: خلال ذلك النوع سوف يتم نصب المستثنى مثل( نجح المجدون إلا عليا).
تام منفي: أما في هذا النوع يمكن نصب المستثنى وهناك إمكانية أن يتم استبداله بالمستثنى منه مثال (ما تأخر الطلاب إلا طالب، ما تأخر الطلاب إلا طالبا).
ناقص منفي: هنا يتم إعراب المستثنى بناء على ما قبل إلا مثال( ما قرأت إلا كتابا)
أمثلة على الاستثناء من القرآن الكريم مع الإعراب
سنعرض خلال تلك الفقرة بعض الشواهد من القرآن الكريم التي تم فيها استخدام أدوات الاستثناء وهي:
(وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إلا امرأتك) ( سورة هود- الآية 81) ويكون إعراب كلمة امراءتك هنا مستثنى منصوب.
(كُلُّ ٱلطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِىٓ إِسْرَٰٓاءِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَٰٓاءِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ) ( سورة آل عمران : الآية 93) هنا أداة الاستثناء هي إلا أما بالنسبة إلى ما هي عبارة عن اسم موصول في محل نصب مستثنى.
(وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا ٱللَّهُ) ( سورة آل عمران – الآية 62 ) هنا يتم إعراب الله بدل مرفوع.
(وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ) ( سورة آل عمران- الآية 69) وهنا يتم أداة الاستثناء هي إلا أما بالنسبة إلى إعراب أنفسهم مفعول به منصوب.
( قُلْ يَٰٓأَهْلَ ٱلْكِتَٰبِ تَعَالَوْاْ إِلَىٰ كَلِمَةٍۢ سَوَآءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا ٱللَّهَ) ( سورة آل عمران – الآية 64) أداة الاستثناء هنا إلا أما إعراب الله هنا مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
( مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً) ( سورة آل عمران – الآية 28) تتقوا هنا يتم إعرابها في محل نصب مستثنى.
( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) (هنا أداة الاستثناء إلا اما بالنسبة لإعراب مستثنى منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
(عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا) ( سورة البقرة- الآية 235) هنا تكون أداة الاستثناء إلا أما بالنسبة إلى إعراب تقولوا فعل مضارع منصوب.
الاستثناء في الشعر العربي
سوف نقوم بذكر بعض أبيات الشعر التي تم فيها استخدام أداة الاستثناء خلال السطور التالية وهي:
تَجمَّعَ فيها كُلُّ لِسْنٍ وأُمَّةٍ فما تُفْهِمُ الحُدّاثَ إلاّ التراجمُ
وكُلُّ أنابيب القنا مَدَدٌ لَهُ وما تنكتُ الفُرسانَ إلاَّ العواملُ
أحيانا تدخل لا على الفعل الماضي مثل التالي:
أقسموا لا رأوك إلاّ بقلبٍ طالما غَرَّتْ العيونُ الرجالا .
وأحيانا يتم استخدام أداة الاستثناء في الدعاء مثل التالي:
فلا هَجَمْتَ بها إلا على ظَفَرٍ ولا وصلَتَ بها إلاَّ إلى أَمَل.
هناك حالات يأتي فيها أدوات الاستثناء جار ومجرور مثل التالي:
أتى الطُّعْنَ حتَّى ما تطيرُ رشاشةٌ مِنَ الدم إلاَّ في نحورِ العواتقِ
وأحيانا يأتي مفعول به مثل التالي:
نهاها وأغناها عن النَّهبِ جُودُهُ فما تبتغي إلاَّ حُماةَ الحقائقِ.