ابحث عن أي موضوع يهمك
الاستمطار الصناعي هو تقنية حديثة يتم استخدامها لهطول الأمطار بالمناطق ذات المناخ الصناعي والمناطق التي تعاني من الجفاف، وقد قامت العديد من الدول بتجربة هذه التقنية ومنها المملكة العربية السعودية، حيث تساعد على تعديل الطقس وزيادة كمية الأمطار المتساقطة، وهو ما يتم عبر تثبيت بعض المواد بالهواء، والتي من شأنها المساهمة في تيسير عملية هطول الأمطار، إذ تغير هذه المواد في السحاب العمليات الميكروفيزيائية.
وقد حققت تقنية الاستمطار الصناعي النجاح في المملكة، فقط شهدت العديد من المناطق السعودية هطول الأمطار عقب تنفيذها، ومنها منطقة القصيم، حائل والرياض، لذا قام المركز الوطني للأرصاد في السعودية بالبدء في تنفيذ المرحلة الثانية من تقنية الاستمطار الصناعي الذي يتضمن منطقة عسير، الطائف، جازان، والباحة، وقد ذكر الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد الدكتور أيمن بن سالم غلام أن تقنية الاستمطار الصناعي تمكنت من تحقيق النجاح، وذلك بناءً على التقديرات الأولية التي أجراها الخبراء والمختصون.
يتم الاستمطار الصناعي في المملكة العربية السعودية عن طريق وضع مواد عبر طائرة تحلق مرتفعة أعلى السحاب، ومن ثن تبدأ في نفس تلك المواد والتي من شأنها تحفيز السحب لإسقاط الأمطار، وهذه المواد هي البروبان السائل، الفضة، ثنائي أكسيد الكربون، واليود، ويذكر أم كافة المواد التي يتم استخدامها في تقنية الاستمطار باردة جدًا إلى الحد الذي يجعلها تخفض من درجة الحرارة، وبالتالي هطول الأمطار من السحب.
استجابة نحو الطلبات المتزايدة لتوفير المياه العذبة بالمملكة العربية السعودية أطلقت السلطات السعودية مشروع يعمل على التغيير من شكل السحب وهو ما يساعد على زيادة نسبة الأمطار المتساقطة، وقد تزايدت الحاجة لتطبيق هذه التقنية بالمملكة في الآونة الأخيرة خاصةً لنقص نسبة الأمطار المتساقطة بما يقرب مئة ملم بالسنة، مع تنامي قطاع الزراعة، وارتفاع عدد السكان.
لذت عزمت الحكومة السعودية في أوائل شهر أبريل على البدء بالمرحلة الأولى من برنامج البذر السحابي عقب إصدار الحكومة السعودية موافقتها على هذه الخطة، ومن ثم تم نشر طائرة بالسماء أعلى المنطقة الوسطة للمملكة، تطلق على السحب أعمدة من يوديد الفضة، التي تكون بلورات جليدية بها، الأمر الذي يساعد على تحفيز نزول الأمطار على المناطق المستهدفة، مما يجعله من الحلول الواعدة بالمملكة.
ويذكر أنه من المتوقع استمرار تطبيق تقنية الاستمطار الصناعي حتى خمس سنوات، لزيادة هطول الأمطار بنسبة عشري بالمئة تقريبًا، والتي تعتبر أحد أجزاء المبادرة السعودية الخضراء، التي قام ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بإطلاقها في شهر مارس من عام 2021 ميلادية، للحفاظ على البيئة، وتوفير ما تحتاج إليه المملكة من مصادر مياه طبيعية، وهو ما يساعد على تعزيز التنمية المستدامة عن طريق اعتماد طرق استمطار السحب الراسخة والغير ضارة بالبيئة.
قامت المملكة العربية السعودية بإطلاق أولى المراحل من برنامج البذر السحابي وكان ذلك في شهر أبريل من عام 2022 ميلادية، بالرياض وحائل والقصيم، وق أطلقت غرفة العمليات التابعة إلى البرنامج بمقر المركز الوطني للأرصاد الجوية (NCM) بالرياض، سوف يتولى فريق من الباحثين والخبراء الدوليين مراقبة عملية تقديم البرامج المختلفة على مدار الساعة، ومن ثم إصدار التقارير الدورية طوال تطبيق المرحلة الأولى، والتي من المقرر أن تستمر لمدة خمس أعوام، ويذكر أن التجارب التي تقوم على ذلك البرنامج بدأت منذ سنة 2009 ميلادية، بالتعاون مع شركة WMI، وإتاحة عشر طائرات مجهزة بشكل تام.
تعتبر تكنولوجيا الاستمطار الصناعي من أكثر العمليات التكنولوجية المكلفة، والتي تم تقدير القيمة الاقتصادية المتوقعة لذلك البرنامج في المملكة بما يصل تقريبًا إلى ستة مليارات ريال سعودي كل عام، لاستمطار ما يقرب من أربع وعشرين سحابة، ومن ثم لا تتمكن العديد من الدول من تحمل التكاليف الباهظة التي تنشأ عن تلك العملية التكنولوجية الدقيقة والمعقدة.
يوجد العديد من الإيجابيات والمزايا التي تترتب على تطبيق تقنية الاستمطار الصناعي، ومنها:
على الرغم مما يمكن الحصول عليه من فوائد عدة نتيجة لتطبيق تقنية الاستمطار الصناعي، إلا أن هناك بعض السلبيات والأضرار التي قد تترتب عليها، ومن أبرز هذه السلبيات نذكر ما يلي:
تتم عملية تشكيل السحب بطبقات الجو العليا بفعل الظروف الجوية نتيجة ارتفاع درجة حرارة الجو وتبخر الماء، حيث تتم هذه العمليات بإرادة الله سبحانه وتعالى، أما الاستمطار الصناعي فيتم بواسطة العلماء للمساهمة بإسقاط مياه الأمطار، وذلك بعد التجارب التي يقوم الإنسان بها والذي سخر الله جل وعلا جميع ما في الأرض لكي يستفيد منه بتحقيق غاياته، ولكن يشترط ألا تتعارض هذه الغايات والأساليب مع حكم الشرع، وعلى ذلك فلا يوجد لتقنية الاستمطار الصناعي معارضة للآراء الدينية، وهي جائزة لتحقيقها النفع والمصلحة العامة.