مرض الكوليرا هو واحدًا من الأمراض البكتيرية التي تم تصنيفها كأمراض خطيرة ومهددة بالصحة، وذلك لتسببه في حدوث الإسهال المائي والجفاف الشديد، وهو ينتج عن إصابة الأمعاء الدقيقة بعدوى ضمة الكوليرا والتي تنتج سم الكوليرا في جدارها، أي أنه من الأمراض المعدية أيضًا، ففي النقاط التالية سوف نوضح لكم كيف يتم الإصابة به:
شرب الماء الملوث.
تناول الطعام المتعفن والمختلط ببكتيريا الكوليرا.
تناول الأطعمة النيئة لا سيما الفواكه والخضراوات النيئة.
الحصول على أي طعام من شخص مصاب بالمرض قام بتحضيره وتخزينه دون إدراك أنه ملوث بالبكتيريا الموجودة في أمعائه.
أماكن تواجد بكتيريا الكوليرا
بعد أن تعرفنا إلى أن مرض الكوليرا معديًا، فلا بد وأن نشير إلى أماكن تواجد البكتيريا المسببة له:
توجد بكتيريا الكوليرا في براز المريض، حيث إنه يستمر بإفرازها لمدة تتراوح من 7 إلى 14 يوم، وهي المدة الكافية لتلوث الأطعمة أو السوائل وبالتالي نقل العدوى للغير.
كما توجد في الأماكن التي لا يتم فيها معالجة مياه الشرب بالتقنيات السليمة.
وتنمو في الأمعاء أيضًا في حالة إهمال النظافة الشخصية.
فضلًا عن ذلك فهي يكثر تكاثرها في المياه الساحلية ومياه الآبار ومياه الأنهار.
ناهيك عن المناطق المزدحمة التي تكون ظروف المعيشة فيها في غاية السوء، فعلى سبيل المثال توجد الكوليرا في المناطق التي تستعين بالأسمدة الملوثة خلال زراعة الفواكه والخضروات أو تستعين بمياه الصرف الصحي.
ومن الجدير بالذكر أن بكتيريا الكوليرا يمكنها أن تنمو داخل الطعام المطبوخ عندما يُترك في الهواء دون وضعه في وسائل التبريد وبالأخص في الحبوب والأرز.
ويُقال إنها تنتشر في أطعمة البحر النيئة لا سيما المحار والأسماك القشرية.
عوامل خطر الإصابة بالكوليرا
يمكن لجميع الأشخاص أن تتعرض لعدوى الكوليرا ويُستثني من ذلك الأطفال الرضع الذين تم ولادتهم من أمهات مصابات بشكل مسبق بهذه العدوى ولكن وضعوا في الحضانة لتعزيز صحتهم، فهناك عوامل عديدة من شأنها أن تزيد من خطر الإصابة بالكوليرا، ومن أبرزها ما يلي:
التواجد في منزل واحد مع أحد الأشخاص المصابين بالمرض.
الإصابة ببعض المشكلات الصحية لا سيما مشكلة نقص حمض المعدة، فهذا الحمض يمتلك آلية دفاعية ضد الفيروسات والجراثيم التي تصيب المعدة، إذ في حالة انخفاض مستوياته يكون من السهل لبكتيريا الكوليرا اختراق الأمعاء الدقيقة.
تناول الأدوية المقللة لأحماض المعدة ومن أهمها مثبطات مضخة البروتون.
الإفراط في الحصول على الأسماك النيئة وغير المطهية فهي تكون آتية من المياه الملوثة بالوباء.
العيش في المناطق التي يوجد فيها كوارث طبيعية عديدة أو ينتشر فيها الحروب.
المرافق الصحية في الدولة الفقرة فعلى الأرجح تكون غير نظيفة.
امتلاك فصيلة دم o، فمن يحملونها يكونون أكثر عُرضة للإصابة بالكوليرا مقارنةً بغيرهم دون وجود أسباب واضحة لذلك.
أعراض مرض الكوليرا
لا تظهر أعراض مرض الكوليرا على جميع المصابين بشكل واضح، حيث إنها تكون بارزة لدى 10% منهم فقط، وهي تتمثل في الآتي:
الإسهال المائي المفاجئ.
الغثيان.
التقيؤ.
المعاناة من الجفاف.
خسارة الوزن بشكل ملحوظ.
الإحساس بالتعب والإرهاق.
حدوث بعض التقلبات المزاجية.
جفاف الفم وبالتالي العطش الشديد.
التبول المتكرر.
اضطراب نظم القلب.
انخفاض ضغط الدم.
قلة مرونة الجلد.
احتمالية ارتفاع درجة حرارة الجسم.
الدوخة.
وفي الحالات الشديدة قد يتم التعرض للغيبوبة.
أسباب مرض الكوليرا
يعزى السبب وراء الإصابة رمض الكوليرا إلى دخول بكتيريا الضمة الكوليرية إلى الجهاز الهضمي ومن ثم التسلل إلى الأمعاء والقيام بإنتاج المواد السامة فيها، وذلك عند تناول الأطعمة الملوثة أو المشروبات أو الفواكه والتي يتم ريها بمياه غير نظيفة، إذ تقوم هذه المواد السامة بالتشبث في جدران الأمعاء الداخلية مسببة الآتي:
حدوث خلل في عملية تدفق عنصر الصوديوم والكلورايد بشكل طبيعي.
تحفيز الجسم على إخراج المياه بكميات كبيرة منه ويظهر ذلك على هيئة الإسهال.
ومن الجدير بالذكر أن بكتيريا الكوليرا لا يتم الإصابة بها عبر اللمس كغيرها من الأمراض البكتيرية لا سيما التيفويد.
مضاعفات مرض الكوليرا
من أبرز مضاعفات مرض الكوليرا هو الإصابة بالجفاف نتيجة لفقدان الكميات الكبيرة من الماء والسوائل في الجسم، وهو الأمر الذي بدوره إن لم يتم السيطرة عليه قد يؤدي إلى الموت على الفور لمرافقته لهبوط الدورة الدموية، أما عن المضاعفات الأخرى والتي تعد أقل خطورة فهي كالآتي:
نقص سكر الدم: تقل نسبة السكر في الدم نتيجة فقدان المريض القدرة على تناول الطعام بسبب الإنهاك والإعياء وهو ما يؤدي إلى تعرضهم لنوبات مرضية متكررة وربما فقدان الوعي.
قلة مستويات البوتاسيوم: فعدوى الكوليرا تتسبب في فقدان المعادن الهامة في البراز لا سيما البوتاسيوم، إذ إن قلة مستويات يترتب عليها التأثير على صحة القلب والأعصاب.
الفشل الكلوي: تفقد الكلى لدى مرضى الكوليرا قدرتها على القيام بالتشريح حيث تتراكم السوائل والفضلات في الجسم بشكل يهدد الحياة لأن الفشل الكلوي غالبًا يرافقه الهبوط الدموي.
تشخيص الكوليرا
الأعراض الحادة للكوليرا تظهر بوضوح على المرضى، إذ يكونوا ليس بحاجة حينها للخضوع للتشخيص الدقيق، حيث يتم الاكتفاء بطرق التشخيص الآتية:
تحليل البراز: فمن الممكن التعرف على بكتيريا الكوليرا في عينة البراز.
اختبارات الكوليرا السريعة: وفيها يتم استخدام عصا القياس وبالتحديد في المناطق النائية لمعرفة مدى تفشي العدوى.
المفرغات الحيوية: وفي هذا الإجراء يتم زراعة المفرغات الحيوية للكشف عن بكتيريا الكوليرا وذلك على مستنبت قلوي.
علاج الكوليرا
يتطلب مرض الكوليرا الحصول على الرعاية الطبية على الفور وتناول العلاج المناسب لأنه من الممكن أن يؤدي إلى الوفاة بسهولة وفي غضون ساعات من دخول العدوى المسببة له إلى الأمعاء، فيما يلي سوف نوضح لكم طرق علاجه:
تعويض سوائل الجسم: فمن الضروري أن يتم استبدال السوائل التي خسرها الجسم بواسطة محلول بسيط يطلق عليه اسم أملاح تعويض السوائل، حيث يحصل عليه المريض عبر الفم وهو يتوفر على هيئة مسحوق يتم تحضيره من خلال إضافة الماء المغلي له.
مكملات الزنك: فهذه المكملات تلعب دورًا كبيرًا في التقليل من حدة إسهال الكوليرا وبالأخص لدى الأطفال.
المضادات الحيوية: لا تعد من العلاجات الضرورية للكوليرا ولكنها تساهم بعض الشيء في التقليل من آثار الأعراض الحادة كالإسهال، ومن أبرزها دواء دوكسيسيكلين ودواء سيبروفلوكساسين.
السوائل الوريدية: ففي حالة إن لم تجدي سوائل الفم نفعًا وتسيطر على الجفاف فهنا يكون المريض بحاجة للحصول أيضًا على السوائل الوريدية.
طرق الوقاية من مرض الكوليرا
لتقليل خطر الإصابة ببكتيريا الكوليرا لا بد من اتباع طرق الوقاية الآتية:
غسل اليدين باستمرار بالماء وبالصابون وبالتحديد عقب استعمال المرحاض، وقبل الحصول على الأطعمة الغذائية، ويمكن استعمال معقم اليدين الذي يحتوي على 60% من الكحول الطبي.
تناول الماء الآمن والذي يتوفر في زجاجات المياه المعبأة أو عقب غلي الماء العادي، ومن الضروري استخدام هذا الماء عند تنظيف الأسنان، وفي حالة الرغبة في تعقيم الماء بشكل ذاتي فيمكن القيام بذلك من خلال وضع قرص من اليود لكل لتر منه وتركه يغلي لمدة دقيقة.
لا يحبذ تناول السوشي فهو من الأطعمة النيئة، وكذلك لا ينصح بتناول أي نوع من الأسماك غير المطبوخة.
الحرص على إزالة القشرة الخارجية للفواكه والخضراوات بعد غسلها جيدًا بالماء، ويحبذ الابتعاد عن الأنواع التي لا يتم تقشيرها.
تجنب شراء الطعام والمشروبات من الباعة المتجولين فقد تكون ملوثة.
التأكد من طهي جميع أنواع الأطعمة جيدًا ويفضل تناولها طازجة وساخنة.