أحيانًا ما يتم اللجوء إلى استخدام الأسبرين لتثبيت الحمل، وذلك في حالات تعرض المرأة للإجهاض المتكرر، وفي الواقع لا يوجد معلومات دقيقة حتى الآن حول دور الأسبرين بالحد من الإجهاض المتكرر، وسوف نوضح دوره في ذلك الشأن بالتفصيل فيما يلي:
الأسبرين كمثبت حمل في حالة متلازمة أضداد الشحوم الفسفورية (Antiphospholipid Syndrome)
تعد حالة أضداد الشحوم الفسفورية واحدة من اضطرابات المناعة الذاتية التي يرتفع بها احتمالات تكون التجلطات والخثرات الدموية التي أحيانًا ما تتكون بالمشيمة، وهو ما يحد من تدفق الغذاء والدم إلى الجنين، ومن ثم يترتب على ذلك التعرض إلى حالات الإجهاض المتكرر.
ويعتبر كل من الأسبرين ودواء الهيبارين (Heparin) بجرعة منخفضة والذي يصنف كذلك من أنواع الأدوية المميعة للدم، وهما أنسب خياران علاجيان لحل هذه المشكلة، وبذلك ترفع فرصة ثبات الحمل والتقليل من احتمالات موت الجنين.
الأسبرين كمثبت حمل لغير حالة متلازمة أضداد الشحوم الفسفورية
من خلال الاطلاع على نتائج الدراسة التي أجريت في عام 2012 ميلادية على ألف ومئتي امرأة تقريبًا ممن تتراوح أعمارهن بين ثمانية عشر عامًا إلى أربعين عام، تعرضن إلى الإجهاض قبل إجراء الدراسة مرة أو مرتين، فقد أوضحت هذه الدراسة أن تناول الأسبرين بجرعات منخفضة يساعد في تثبيت الحمل والوقاية من مخاطر التعرض إلى الإجهاض، ولكن يجب أن يحدث ذلك مع توفر الشروط الآتية:
الالتزام بالخطة العلاجية الموصوفة من قبل الطبيب كاملة، وألا يتم التوقف عن العلاج إلا عقب الحصول على الاستشارة الطبية، وإلا فإن النتائج التي يتم الحصول عليها قد تكون عكسية، حيث لا تتحقق حينها الفائدة المرجوة من الأسبرين في تثبيت الحمل.
تناول الأسبرين بدايةً بجرعة منخفضة عند التخطيط لحدوث الحمل وقبل حدوثه، حيث إن ذلك يزيد من فرصة تثبيت الحمل مقارنة ببداية تناوله عقب حدوث الحمل بحوالي ستة أسابيع.
طريقة عمل الأسبرين في تثبيت الحمل
أشارت الدراسة التي سبق وأن تطرقنا لها في الفقرة السابقة إلى أنه قد يساهم في تثبيت الحمل عبر ما يلي:
يعمل الأسبرين باعتباره مضاد للالتهاب بالجسم، حيث إن حدوث أنواع الالتهابات المختلفة والإصابة بها قد يتسبب في التعرض إلى الإجهاض المتكرر لدى البعض من النساء.
يزيد الأسبرين من تدفق الدم إلى المشيمة نتيجة خواه المميعة للدم، وهو ما يحسن من وصول الغذاء والأكسجين إلى الجنين.
استخدامات الأسبرين الأخرى للحامل
قد يساعد الأسبرين عند تناوله بجرعات منخفضة خلال الحمل بما لا يزيد عن واحد وثمانين ملليغرام وبعد الحصول على استشارة الطبيب على الوقاية من مخاطر التعرض إلى تسمم الحمل، ومخاطر الولادة المبكرة، وتقييد نمو الجنين بالرحم، حيث يتم البدء بشكل يومي بأخذ الأسبرين منذ نهاية الثلث الأول للحمل، أي بدايةً من الأسبوع الثاني عشر حتى الولادة.
فوائد تناول الأسبرين للحامل
لا يعتبر الأسبرين هام فقط خلال الحمل من أجل التثبيت، ولكن يوجد له بعض الفوائد الأخرى والتي أحيانًا ما يصفه الطبيب من أجلها، ومن بينها ما يلي:
يساعد الأسبرين في تحسين الدورة الدموية للحامل وضخ الدم الذي يحمل المواد الغذائية للجنين عبر المشيمة.
يعمل على الوقاية من مشكلة السكري تسمم الحمل، و التي قد تؤدي إلى الخطر على الحمل، كالولادة المبكرة أو الإجهاض إذا ما كان هناك تسمم أو إجهاض سابق.
يساعد الأسبرين على الوقاية من خطر تجلط المشيمة عند بعض النساء الحوامل المصابات بمتلازمة (هيوز) التي يترتب عليها تجلط الدم.
يساعد الأسبرين في علاج ارتفاع السكري وضغط الدم لدى المرضي أو أي مشاكل يترتب عليها ارتفاع ببروتينات البول أو أمراض الكلى والتورّمات.
يساهم في التخفيف من الالتهابات التي تصيب الحامل.
حالات الإصابة بمتلازمة مضاد الفوسفولبيد.
يساعد على تسكين الآلام أثناء فترة الحمل.
تقليل حدوث ارتفاع درجة حرارة الجسم، وتنشيط الدورة الدموية خلال الحمل.
أضرار تناول الأسبرين للحامل
لتجنب التعرض إلى أضرار الأسبرين أثناء الحمل يجب البدء بتناوله أولًا عقب الحصول على استشارة الطبيب، حيث إن الجرعة التي يمكن وصفها للحامل تتراوح ما بين ستين إلى مئة ملليغرام، ولا بد من التنويه إلى ضرورة عدم تجاوز الجرعة التي يصفها الطبيب، حيث إن جرعة الأسبرين المرتفعة أثناء فترة الحمل ترفع من مخاطر حدوث ما يلي ذكره من مضاعفات:
خلال الثلث الأول من الحمل: يرفع تناول الجرعة الزائدة من الأسبرين أثناء هذه الفترة من مخاطر التعرض إلى الإجهاض، ومن مخاطر حدوث التشوهات لدى الجنين.
خلال الثلث الثالث من الحمل: يرفع تناول الجرعة الزائدة من الأسبرين أثناء هذه الفترة من مخاطر الإغلاق المبكر للأوعية الدموية بقلب الجنين.
ما بعد الأسبوع التاسع عشر من الحمل: يرفع تناول الأسبرين بغير المتابعة الطبية من مخاطر التعرض إلى المشكلات بالكلى لدى الجنين، ومن ثم مخاطر نقص السائل الأمينوسي.
الاستخدام الطويل خلال الحمل لجرعات مرتفعة من الأسبرين: يرفع ذلك من مخاطر الإصابة بنزيف في الدماغ لدى الأطفال الخدج.