الوضوء هو أحد الشروط الأساسية في الإسلام ولا تصح الصلاة بدونه، يحمل الوضوء في الإسلام عدد معين من الشروط لكي يقال بأنه صحيح وتام، وهناك العديد من الأمور التي إذا حدثت يتم نقض الوضوء ولا يصح وهو الأمر الذي يترتب عليه عدم صحة الصلاة وقبولها، ومن ضمن التساؤلات الخاصة بمبطلات الوضوء سؤال هل سحب الدم ينقض الوضوء ، وهو الأمر سنسلط عليه الضوء اليوم عبر الفقرات التالية لموقع مخزن فيما يلي.
سحب الدم هو واحد م العمليات التي بها يتم تجميع عينات متنوعة من دم الوريد في أغلب الأوقات،وغالبًا ما يكون الأمر من أجل التبرع، أو من أجل غرض طبي، ويتم الأمر في المختبرات الطبية، وهو أحد الأمور التي جعلت عدد ليس بقليل من الأشخاص بالتساؤل حول إجازة الأمر مع الوضوء وهل هل سحب الدم ينقض الوضوء أم لا، ومن خلال النقاط التالية نتعرف معًا على الآراء الدينية بهذا الشأن:
أشار العديد من علماء المسلمين بأن سحب الدم من الإنسان في الحالات الضرورية لا يعد من المحرمات أو الأمور المكروهة فلا بأس بذلك، ومن الممكن أن يتم المرء صلاته في هذه الحالة إن كان على وضوء عند سحب الدم، ولا يتسبب الأمر في نقض الوضوء.
تم الإدلاء بهذا الرأي بناءً على العديد من الأدلة الدينية المتنوعة بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وأكبر دليل على هذا بأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم ينهي عن الأمر بل تمت الإشارة إلى بعض الأشياء المحددة التي من خلالها يتم نقض الوضوء.
أما الشيخ السعدي رحمه الله أشار إلى أن القيء والدم لا يسبب نقض الوضوء سواء كانت الكمية كبيرة أو صغيرة وهذا بسبب عدم وجود دليل شرعي يثبتهم تسببهم في الأمر، والأصل في الإسلام بقاء الطهارة.
كما أنه لا يمكن قياس الدم وخروجه دون وجود مرض ما، وهذا لأن الحكم في الأمراض المختلفة يتنوع.
كما ورد في الكثير من سير الصحابة المتنوعة بأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يصلي وجرحه ينزف، ولهذا فإن سحب الدم لا يبطل الوضوء.
كما أن ملامسة الدم لا تبطل الوضوء وهذا بإجماع العلماء، وحتى لو الدم الخارج من الشخص نفسه، أما الحنابلة فقد اشترطوا خروج الكثير من الدماء من أجل نقض الوضوء.
حكم سحب الدم في الإسلام
بالإجابة على سؤال هل سحب الدم ينقض الوضوء يتبادر إلى الأذهاب التساؤل حول الحكم الذي أجمع عليه علماء الإسلام والخاص بسحب الدم من الأساس سواء من أجل الأسباب الطبية أو من أجل التبرع به للآخرين، وقد أشار علماء الإسلام إلى أن سحب الدم والتبرع به عند الضرورة من الأمور الجائزة التي لا ضرر منها، ولا ذنب في هذه الحالة أو حرج عائد على المتبرع أو المريض أو حتى المريض، وهذا لما ورد في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة والقرآن الكريم.
فيقول تعالى بسورة البقرة بالآية الـ 173: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ ۖ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}، وتشير هذه الآية إلى رفع الإثم عن المضطر بشأن المحرمات.
هذا ما يثبت بأن القاعدة الأساسية في دين الإسلام هي إشارة إلى أن الضروريات بإمكانها إباحة المحرمات والله ورسوله أعلم.
ما يثبت الأمر أيضًا هي ضرورة الحفاظ والسعي في حفظ سلامة المسلمين جميعهم، وهذا ما تم إثباته بالآية القرآنية الكريمة التي جاءت في سورة المائدة بقوله تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ}.
غير أن التبرع بالدم من الأمور التي تحمل العديد من الفوائد، والتي منها:
زيادة نشاط نخاع العظام عن طريق إنتاج خلايا جديدة للدم.
كما أن هذا الأمر يتسبب في نشاط الدورة الدموية لدى الشخص.
كما يقلل التبرع بالدم من نسبة الحديد به، وهو الأمر الذي حد الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
كما يمنع الإصابة بالأمراض المتعلقة بالدورة الدموية والسرطان.
أركان الوضوء وفرائضه
لابد على كل مسلم بالغ عاقل الإلمام بأركان الوضوء والفرائض التي بدونها لا يصح الوضوء، وبالتالي تُبطل الصلاة ولا تقبل وهذا بعد الإشارة إلى أن الفرائض والأركان الخاصة بالوضوء واحدة، وتتمثل فيما يلي:
من الشروط الأساسية لبدء الوضوء هي أخذ النية بالقلب، وهناك بعض الآراء الإسلامية تقول بأنه هذا الشرط لا يعد أساسيًا وبعدم وجوده يصح الوضوء.
غسل الوجه لمرة واحدة وقيل بأن هذا هو أول أركان الوضوء.
غسل اليدين وصولًا إلى المرفقين.
المسح على الرأس، وهو من الأركان التي أجمع عليها علماء الإسلام.
غسل الرجلين إلى الكعبين.
ترك أحد أركان الوضوء هو واحد من مبطلات الوضوء، وإذا تم الأمر لابد من إعادة الوضوء من بدايته من جديد.
كما أن كل ما يخرج من القبل أو الدبر يعد أحد مبطلات الوضوء مثل: البول، الغائط، المني، المذي، الريح،الودي، دم وغيرها من أشياء.
الدوار بسبب أحد الأمراض مثل السكر الذي قد يتسبب في الإغماء.
الجنون، فالوضوء من الأمور الواجبة لكل مسلم عاقل بالغ.
ملامسة العورة دون حائل، خاصةً إذا كان اللمس بدافع من الشهوة.
النوم العميق الذي من خلاله لا يردك الشخص ما ألم به، أو ما فعله.
كما تتواجد بعض الآراء التي تشير إلى أمن ملامسة النساء دون المحارم من الأمور التي تتسبب في نقض الوضوء.
أركان الوضوء المختلف بفرضيتها
المضمضة والاستنشاق: وهو من الأمور الذي يعتبره جمهور علماء المسلمين جميعهم من السنن وليس الفروض عدا الحنابلة.
كما أشار العلماء إلى أن الترتيب في الوضوء من الأمور المهمة لصحته، والمقصود بالترتيب هو تطهير عضو بعد الآخر بداية بالوجه ووصولًا إلى الرجلين، وهذا لقوله تعالي بسورة المائدة بالآية السادسة: {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ}، وهذا الرأي الذي اتفق عليه المالكية والحنفية، واعتبره كل من الشافعية والحنابلة من الأمور الواجبة لصحة الوضوء.
الموالاة: من الفروض الخاصة بأركان الوضوء أي غسل العضو بالماء قبل جفاف سابقه، وهو المذهب الذي اتخذه المالكية في المشهور والحنابلة، واتفق عليه الشوكاني وابن عثيمين وابن الباز.
مبطلات الوضوء
بعد إلمام الإجابة على سؤال هل سحب الدم ينقض الوضوء والإلمام بأن الأمر لا يتسبب في بطلان الوضوء بإجماع من علماء المسلمين، تتبادر إلى الأذهان التساؤلات الخاصة بمبطلات الوضوء والأمور التي تتسبب في نقضه، ومن ضمن الأمور المسببة لنقض الوضوء ما يلي:
ترك أحد أركان الوضوء هو واحد من مبطلات الوضوء، وإذا تم الأمر لابد من إعادة الوضوء من بدايته من جديد.
كما أن كل ما يخرج من القبل أو الدبر يعد أحد مبطلات الوضوء مثل: البول، الغائط، المني، المذي، الريح،الودي، دم وغيرها من أشياء.
الدوار بسبب أحد الأمراض مثل السكر الذي قد يتسبب في الإغماء.
الجنون، فالوضوء من الأمور الواجبة لكل مسلم عاقل بالغ.
ملامسة العورة دون حائل، خاصةً إذا كان اللمس بدافع من الشهوة.
النوم العميق الذي من خلاله لا يردك الشخص ما ألم به، أو ما فعله.
كما تتواجد بعض الآراء التي تشير إلى أمن ملامسة النساء دون المحارم من الأمور التي تتسبب في نقض الوضوء.
بهذا نكون وصلنا إلى نهاية موضوعنا بعد الإلمام بإجابة سؤال هل سحب الدم ينقض الوضوء أم لا ، والإشارة إلى حكم سحب الدم نفسه ومعرفة أركان ومبطلات الوضوء عبر الفقرات السابقة.