للوضوء في الدين الإسلامي الحنيف العديد من الأركان والسنن التي لا بد من الالتزام بها، بالإضافة إلي وجود العديد من نواقض الوضوء والتي تسبب إفساد الوضوء وبطلانه، وبالتالي يمكننا الإجابة على سؤال هل خروج الريح يبطل الضوء من خلال موقع مخزن.
يتساءل الكثيرون حول خروج الريح وتأثيره على الوضوء، ويمكننا التعرف على كافة المعلومات من خلال ما يلي:
الإجابة نعم، حيث إن الريح يعد من نواقض الوضوء، ولا بد على الشخص الذي خرج منه الريح بعد الوضوء أن يتوضأ من جديد.
إذا حدث خروج الريح أثناء الصلاة فإنه من الواجب إعادتها مرة أخرى حيث أن صحة الوضوء من شروط صحة الصلاة.
في حالة ما إذا كان المصلي مريضاً بأحد أمراض القولون التي تسبب الانتفاخ وخروج الغازات بكثرة وكان يتناول الأدوية اللازمة ورغم ذلك لا يستطيع أن يمنع خروج الريح فإنه يكون من أصحاب الأعذار وفقاً لرأي شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب.
في هذه الحالة يتوضأ المسلم مرة واحدة لكل صلاة ولا حرج إن أخرج ريحاً أثناء الصلاة أو بعد الوضوء ولكن عليه أن يحاول عدم فعل ذلك قدر الإمكان.
يكون الاستنجاء من البول والغائط فقط لإزالة بقايا النجاسة، أما خروج الريح فلا يوجب الاستنجاء.
لا يكون الاستنجاء إلا من الغائط والبول أما باقي نواقض الوضوء مثل خروج الريح ومس أعضاء التناسل أو النوم فتوجب إعادة الوضوء ولا توجب الاستنجاء.
لم يذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه استنجى من الريح أو أمر بذلك.
كما لا يوجد في القرآن الكريم ما يشير إلى وجوب الاستنجاء من خروج الريح.
يكون الاستنجاء من البول فقط بغسل فتحة التبول بقليل من الماء لإزالة أثر النجاسة.
في حالة إصابة البول للخصيتين فإنه يجب تطهيرهما بقليل من الماء، وفيما عدا ذلك فإن الاستنجاء يكون بغسل الذكر فقط.
إذا خرجت رطوبة بسيطة مع الريح فإنها تكون من مبطلات الوضوء لكونها خرجت من الدبر وما خرج من السبيلين فإنه ينقض الوضوء.
إذا كانت تلك الرطوبة من العرق وتم التأكد من ذلك فلا يجب الاستنجاء من الريح أما إن كانت تلك الرطوبة ماء خرج من الدبر فيجب التطهر من ذلك قبل الوضوء.
يروى عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:”لا تُقبَلُ صلاةُ مَن أحْدَثَ حتَّى يتوضَّأَ” فقال رجل لأبا هريرة ما الحدث فقال:”فُساءٌ أو ضُراطٌ”.
من الحديث السابق يتضح أنه لا فرق بين إخراج الريح أو إخراج الصوت فقط ففي الحالتين ما خرج من الدبر من صوت أو ريح أو غائط ينقض الوضوء.
يستوجب خروج الغائط الاستنجاء من النجاسة بينما لا يستوجب خروج الريح أو الصوت الاستنجاء ويمكن إعادة الوضوء بعده مباشرة.
نواقض الوضوء
هناك العديد من الأمور التي يمكنها أن تنقض الوضوء وتفسده وفي تلك الحالة لا بد من الوضوء من جديد، ويمكن التعرف عليها من خلال السطور الآتية:
أكل لحم الإبل: لحديث جابر بن سمرة -رضي الله عنه-: (أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: أَأَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الْغَنَمِ؟ قَالَ: إِنْ شِئْتَ فَتَوَضَّأْ، وَإِنْ شِئْتَ فَلاَ تَوَضَّأْ، قَالَ: أَتَوَضَّأُ مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَتَوَضَّأْ مِنْ لُحُومِ الإِبِلِ).
الخارج من السبيلين: (وهما القبل والدبر للرجل أو للمرأة) قليلاً كان أو كثيراً، طاهراً أو نجساً؛ كالبول والغائط والمذي والودي ودم الاستحاضة عند النساء، لقوله -تعالى-: (أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ).
زوال العقل: بجنون، أو تغطيته بسكر، أو إغماء، أو نوم.
هل خروج الريح من المهبل يبطل الوضوء
اختلف العديد من العلماء وفقهاء الدين حول ذلك، حيث توجد عدة أراء ومنها.
الرأي الأول: أن خروج الريح من قُبُل المرأة لا ينقض الوضوء، وأصحاب هذا الرأي هم المالكية والحنفية وبعض الحنابلة، ويستندون في رأيهم هذا إلى الآتي:
أن خروج الريح من قُبُل المرأة ليس خروجاً من محله المعتاد.
أنه اختلاج وليس ريحاً تماماً مثل الريح التي تخرج من جراحة البطن.
أنه كالتجشؤ لا ينقض الوضوء.
أنه لا يقين من نقضه للوضوء والوضوء لا ينتقض بالشك.
الرأي الثاني: أن خروج الريح من قُبُل المرأة ينقض الوضوء ويبطل الصلاة، وأصحاب هذا الرأي هم الشافعية والحنابلة.
يستندون في ذلك لما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:”لا وُضوءَ إلَّا مِن صَوتٍ أو رِيح”.
يدل هذا الحديث عند الشافعية والحنابلة على بطلان وضوء المرأة في حال خروج ريح من القُبُل.
إذ يشمل الحديث كل صوت أو ريح يخرج من أحد السبيلين ضمن نواقض الوضوء وفقاً لتفسير الشافعية والحنابلة.
هل الشك في خروج الريح يبطل الوضوء
يعد من الأسئلة التي تتكرر بكثرة، ويمكن الإجابة عليها من خلال ما يلي:
لا يبطل الوضوء، من شك في خروج الريح ولم يتيقن فإنه يظل على وضوء حتى يتحقق اليقين من الحدث.
يروى عن عبد الله بن عاصم أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل الذي يخيل له أنه يجد الشيء في الصلاة فقال رسول الله:”لا يَنفتِل- أو لا ينصَرِف- حتى يسمعَ صوتًا، أو يجِدَ رِيحًا”.
وجه الدلالة في الحديث أن اليقين لا يزول بالشك فمن شك أنه قد أحدث ولم يتيقن يظل على وضوء.
أما من تيقن من الحدث وشك في الطهارة فإنه يجب عليه الوضوء.
وبالتالي يمكن بناء الحدث على اليقين وليس الشك، فإن الوضوء صحيح مادام لم يحدث شيء فعلي.
هل الريح تنجس الملابس
يمكن توضيح كافة المعلومات من خلال السطور الآتية:
لا يؤثر خروج الريح على طهارة الملابس إلا إذا صاحبه خروج شيء من الغائط.
من أحدث بخروج الريح وهو على وضوء فيعاد الوضوء ولا يجب الاستنجاء من الريح أو تطهير إلا إذا صاحبه خروج شيء من الغائط.
ليست الريح نجسة تنجس ما أصابته أو يتطلب الأمر تطهيره من آثارها مثل البول والغائط.
تنقض الريح الوضوء فقط لأنها تخرج من الإنسان وما خرج من الدبر من صوت أو ريح أو غائط يبطل الوضوء.
ليست الريح مما ينجس الأشياء فلا يستلزم الأمر تغيير الملابس عند خروج الريح.
عند خروج الريح يلزم إعادة الوضوء مرة أخرى أو إعادة الوضوء والصلاة إن خرج أثناء الصلاة، ولا يتطلب الأمر الاستنجاء من الريح كما هو الحال مع خروج البول أو الغائط.
هل يمكن التيمم للمسلم بعد خروج الريح
يمكن أن يتم ذلك ولكن في العديد من الحالات المحددة، ويمكن التعرف على ذلك توضيحه لك من خلال ما يلي:
من كان مصاباً بمرض يمنعه من الوضوء أو التعرض للماء فيجوز له التيمم في وجود الماء.
حيث يكون التيمم محل الوضوء، وعليه فإنه كما تجب إعادة الوضوء عند خروج الريح تجب إعادة التيمم عند إخراج الريح.
من تيمم في وجود الماء لعذر صحي ثم أحدث ريحاً فعليه إعادة التيمم والله أعلم.
من تيمم لعدم وجود ماء ثم أحدث بأن أخرج ريحاً فإنه يعيد التيمم كما يعيد الوضوء في وجود الماء.
في حالة لو كان مريضاً بمرض يسبب خروج الريح بكثرة كمن يصاب بسلس البول، فإنه في تلك الحالة يجوز له الصلاة بوضوء واحد عند كل صلاة وكذلك التيمم إن كان تعرضه للماء ممنوعاً صحياً والله أعلم.