هل ثنائي القطب يعتبر مجنون
يود الكثير من الناس التعرف على ما إذا كان مريض ثنائي القطب مجنون أم عاقل، ومن ثم تكمن الإجابة في أنه غير مجنون، ولكنه يعاني من حالة صحية ترتبط ارتباطا قويا بالنبوات النفسية التي يتعرض لها الفرد وتستمر لفترة طويلة من الزمن، ومن ثم في ال تعرض المريض إلى نوبات شديدة يتم إعطائه الأدوية الخاصة به، والعمل على دعم المريض نفسيا، حيث يعمل الدعم النفسي لمريض ثنائي القطب على الحد من أعراض هذا المرض بشكل كبير، ويأتي هذا الدعم من الأطباء والأهل والأصدقاء.
ما هو مرض ثنائي القطب
يقصد بمرض ثنائي القطب أنه عبارة عن حالة نفسية يتم الإصابة بها نتيجة لتغيرات غير طبيعية في الدماغ، ومن ثم يتعرض الفرد إلى اضطرابات نفسية وعاطفية شديدة، يستمر آثارها من يوم إلى عدة أسابيع، ويتم تشخيص هذا المرض إلى ثلاث حالات، نذكرها في النقاط التالية:
- الحالة الأولى: الهوس والانفعال العاطفي السريع والشعور الزائد بالسعادة.
- الحالة الثانية: وهي حالة الحزن والاكتئاب الذي يصيب الفرد.
- الحالة الثالثة والأخيرة: الحالة الحيادية.
ويتم معايشة المريض بصورة طبيعية في حالة اتباع العلاجات التي يتم تحديدها من قبل الطبيب، ومن الجدير بالذكر أن النوبات التي يتعرض إليها مريض ثنائي القطب من الممكن أن تؤثر على شكل حياته الطبيعية، حيث من الممكن أن تمنع من الذهاب إلى العمل أو الجامعة أو المدرسة، كما تترك آثار واضحة على التغيير التام الذي سوف يحدث في سلوك المريض، ويكون غير قادر على التعامل مع من حوله بشكل طبيعي.
تشخيص مرض ثنائي القطب
هناك العديد من الطرق التي يمكن الاعتماد عليها في تشخيص مرض أو اضطراب ثنائي القطب وومنها:
- الاختبار البدني: يتم ذلك عن طريق الطبيب المختص الذي يقوم بعمل فحص جسدي واختبارات عديدة مثل تحليل الدم وفحص البول لتحديد ما إن كان هناك مشكلات صحية أو جسدية أخرى يمكنها أن تتسبب في زيادة أعراض المرض على المصاب، كما يتم عمل تحاليل للغدة الدرقية ومعرفة ما إن كان هناك فرط في نشاط الغدة الدرقية والذي يتسبب عادة في إطلاق الجسم الكثير من الهرمونات في الدم وهو ما يؤثر سلبًا على مرض اضطراب ثنائي القطب.
- التقييم النفسي: إن الطبيب النفسي يقوم بالتحدث مع المصاب حول سلوكياته ومعتقداته وكذلك أفكاره قبل أن تصيبه النوبة وأثناء حدوثها له، وبعد حدوثها ومعرفة ما الذي يحدث له خلال نوبات الاكتئاب أو تقلب المِزَاج وأنماطه السلوكية في كل نوبة تصيبه، وما إن كان مريض ثنائي القطب قد وصل إلى حالة يمكنه فيها تحمل إيذاء نفسه واللامبالاة تجاه مشاعره أم لا، فكل هذا يجعل الطبيب قادرًا على تحديد المرض وحالته بدقة، وفي أي مرحلة منه وصل المريض.
أسباب الإصابة بمرض ثنائي القطب
يتم الإصابة بهذا النوع من الأمراض النفسية لنسبة كبيرة من الناس حول العالم، ويكون شائعا في عمر الخامسة والعشرون عاما، ومن خلال النقاط التالية نتعرف على أهم أسباب هذا المرض:
- العوامل الوراثية: يتم إصابة بمرض ثنائي القطب بسبب وجود هذا المرض في أحد أفراد العائلة الأب أو الأم أو الأخوة، ومن الجدير بالذكر أنه يوجد العديد من الدراسات التي أثبتت أن الكثير من المصابين بهذا المرض كان لهم أحد الأقارب يعانون من هذا المرض.
- العوامل الخارجية والنفسية: تؤثر المشاكل الاجتماعية والضغوطات النفسية على الفرد ومن الممكن أن يتم إصابته بمرض ثنائي القطب، كما يكون للمشاكل البيئية دور في ذلك، والتي تتمثل في تعاطي المخدرات والكحول، إلى تعرض لضغط نفسي، ويطرأ على المريض تغييرات نفسية وتعرض للنوبات.
- تغييرات غير طبيعية في الدماغ: الاضطرابات الدماغية تتسبب في الإصابة بمرض ثنائي القطب الغير واضحة، ومن ثم يتم اضطراب المواد الكيماوية في الدماغ إلى تغيرات في الشحنات الكهربائية في الدماغ.
أنواع اضطراب ثنائي القطب
يتم تصنيف مرض ثنائي القطب على ثلاث مستويات أساسية، ومن خلال النقاط التالية نذكر تلك الأنواع:
- اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول: يتمثل النوع الأول من مرض ثنائي القطب في نوبات من الهوس، وتظهر على شكل ازدياد كمية الطاقة وزيادة النشاط، كما يعاني المريض في هذا النوع من الات الاكتئاب، ويجب أن ننوه أنه من الممكن أن يتعرض المريض بهذا النوع إلى الحالات الحيادية.
- اضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني: يتعرض المريض في هذا النوع لنوبة واحدة من الاكتئاب، وهو ما يعرف باسم النوبة الكبرى، ونوبة هوس لكنها تكون خفيفة، كما يتسبب في تحسن الأداء، ويستطيع المريض العيش بشكل طبيعي ما بين النوبتين، ولكنه في حالة التعرض لنوبة كبرى فيكون المريض بحاجة إلى تناول الدواء.
- اضطراب ثنائي القطب من النوع الثالث: يتعرض المريض في هذه الحالة إلى التغيرات المزاجية العديدة، التي تتراوح بين الحزن والاكتئاب وزيادة النشاط، والشعور بزيادة الطاقة، ويجب أن ننوه أن أعراض هذه النوع من مرض ثنائي القطب يكون أقل حدة من السابقين عليه.
أعراض اضطراب ثنائي القطب
يصاب مرض ثنائي القطب العديد من الأعراض التي تختلف في شدتها من مريض لأخر، كما تختلف وفقا لمستوى المرض، ومن خلال السطور التالية نذكر تلك الأعراض:
النوع الأول
تتمثل أعراض النوع الأول من مرض ثنائي القطب، في النقاط التالية:
نوبة اندفاع الطاقة
يقصد بها أنها نوبة من الهوس التي يشعر المريض من خلالها بطاقة كبيرة، وحماس شديد، وتظل هذه الحالة عند المريض في فترة تتجاوز السبعة أيام، ويطرأ على المريض الكثير من التغيرات السلوكية، التي تتم ملاحظتها من قبل المحيطين به، وتتسبب حالة الهوس هذه في إعاقة الحياة الطبيعية للمريض، وتظهر حالة الهوس كما يلي:
- اضطرابات النوم: يعاني المريض بكميات كبيرة من الطاقة ومن ثم فرط في نشاط الجسم، ويكون ففي هذه الحالة غير قادر على النوم بشكل كافي.
- التلعثم في الكلام: ويقصد بهذا العرض أنه قلة أو زيادة سرعة الكلام عن الحد الطبيعي.
- فقدان السيطرة على الأفكار: حيث يعاني المريض من تداخل الأفكار، وتغيرها بسرعة.
- التشتت وعدم التركيز: حيث يقوم المريض في هذه الحالة بالعمل في أكثر من أمر في وقت واحد ومن ثم يفقد التركيز.
- التصرفات الغير عقلانية: ودائما ما ينتج عن هذه التصرفات أذى جسدي مثل التعرض لحادث سير بسبب زيادة سرعة القيادة.
- اضطراب التفكير: يتعرض الذهن لنوبات ينتج عنها أفكار خاطئة ومشتتة.
حلقة الهوس الخفيف
تتشابه أعراض هذه الحالة مع أعراض الالة السابقة عليها، ولكن تكون ذات شدة أقل بكثير، ومن الجدير بالذكر أن هذه الحالة مختلفة عن السابقة في أنها لا تؤثر على الحياة اليومية للمريض، وتكون مدتها أقل من أربع أيام.
حلقة الاكتئاب الكبرى
وهي عبارة عن نوبة من الحزن والاكتئاب، وتستمر لمدة كبيرة تصل إلى ما يزيد عن خمسة عشر يوما، وتظهر أعراضها كالتالي:
- الإحساس بالحزن والاكتئاب الشديد.
- فقدان الرغبة في القيام بالأمور التي تكون محببة إلى نفس المريض.
- لشعور بالتعب الشديد.
- التعرض إلى اضطرابات النوم.
- عدم التركيز والتشتت.
- الشعور باليأس والإحباط.
- تغيرات الكلام والحركة.
النوع الثاني
تتمثل أعراض هذا النوع من مرض ثنائي القطب في تعاطي المخدرات، والتوتر والقلق، والتعرض للاكتئاب والحزن والألم، مصاحبة لأعراض بسيطة من الهوس.
النوع الثالث
تتمثل أعراض هذا النوع من المرض فيما سنعرضه في النقاط التالية:
- التعرض إلى العديد من نوبات الحزن والاكتئاب لمدة طويلة تصل إلى عامين.
- تكرار النوبات خلال شهرين، أو تكرارها خلال فترة أقل من ذلك في العام الواحد.
علاج مرض ثنائي القطب
يختلف علاج ثنائي القطب وفقا للنوع الخاص به، ومن خلال السطور التالية نذكر تلك العلاجات التي تعمل على الد من الأعراض المصابة لكل نوع:
علاج النمط الأول
يخضع مريض ثنائي القطب بالنوع الأول لعدد من العلاجات وهي كما يلي:
- العلاج النفسي: تعمل الجلسات الطبية مع الطبيب المختص على الحد من فرص التعرض إلى النوبات، بالإضافة إلى الالتزام بتناول الدواء الذي يحدده الطبيب في وقته.
- العلاج الدوائي: يتم إعطاء مريض ثنائي القطب لعلاجات مثبتات الحالة المزاجية بشكل كبير، ومن ثم يتم ضبط الإشارات الكهربائية التي توجد في الدماغ.
- العلاج بالصدمات الكهربائية: يتم تمرير الموجات الكهربائية على فروة رأس المريض، وذلك بعد تخديره، ومن ثم يتم ضبط وتوازن المسارات الكهربائية، وبالتالي يتم تقليل فرص حدوث النوبات.
- الدعم المعنوي: تقديم الدعم المعنوي للمريض من قبل الأهل والأصدقاء، حتى يتم مساعدته في تحسين هذه الحالة لديه.
علاج النوع الثاني
يتشابه علاج هذه الحالة مع السابقة عليها، حيث يتم إعطاء المريض مثبتات للحالة المزاجية ومضادات اكتئاب، ومن الممكن أن يخضع المريض إلى تمرير الصدمات الكهربائية على فروة رأسه.
علاج النوع الثالث
يتم الاعتماد على الكلام في معالجة هذا النوع من ثنائي القطب، حتى يتم المساهمة في فهم التغيرات المزاجية للمريض، والقيام بتسجيل الحالة النفسية للمريض حتى يستطيع المريض تقبل التقلبات المزاجية التي يتعرض إليها، ومن الجدير بالذكر أن علاج هذا النوع من الممكن أن يتوقف بشكل تدريجي.
مضاعفات اضطرابات ثنائي القطب
يتسبب هذا المرض في ترك عدد من المضاعفات الصحية والسلوكية للفرد، ومن خلال النقاط التالية نذكر أهم هذه المضاعفات:
- الإقبال على تعاطي المخدرات، ومن ثم زيادة التعرض لالة الهوس.
- زيادة أو نقص الوزن بسبب طرأ العديد من التغيرات على الشهية للمريض.
- التعرض للاكتئاب والتوتر والقلق.
- زيادة فرط النشاط.
- الإحساس بالصداع النصف، وزيادة ضربات القلب.
- اضطرابات الغدة الدرقية، والإصابة بمرض السكري.
هل مرض ثنائي القطب خطير
- نعم إن مرض ثنائي القطب قد يكون من الأمراض شديدة الخطر لا سيما إن تعرضت حالة المصاب به إلى الإهمال الشديد، حيث إن ترك المريض من دون علاج قد يدفعه إلى القيام بالكثير من السلوكيات العدوانية التي من شأنها أن تحدث عواقب وخيمة عليه وعلى من حوله على حد السواء، ثم أن أضراره قد تؤثر على من حوله من أشخاص، وتتسبب في إعاقة ممارسته لحياته بصورة طبيعية وتعيق المصاب عن القيام بعمله، وقد تتسبب في حدوث الكثير من المشكلات الشخصية مثل الطلاق أو البطالة أو الأزمات القانونية
- .قد يدفع مرض ثنائي القطب المصابين به في كثير من الحالات إلى الاضطرار لتعاطي المخدرات أو الكحول.
- يزيد الأمر سوء عندما يكون هناك تاريخ عائلي طويل من الإصابة بذلك المرض، ولا سيما عند النساء وذلك لكون النساء أكثر عرضة للإصابة بهذه الأمراض ويدخلن في نوبات من الاكتئاب الحاد.
- تزيد خطورة مرض ثنائي القطب حينما يكون المريض يمر بفترة متأزمة في حياته أو في حال معاناته من مشكلات شخصية ما، فنجد هنا أن النوبات التي ترافق المرض تزداد ويدخل في حالات هلوسة شديدة تعصف به وبمن حوله، وتجعله عدوانيًا أو خطيرًا.
أسئلة شائعة
متى يظهر مرض ثنائي القطب؟
تظهر أعراض مرض ثنائي القطب بصورة أخص عند شعور المريض بالاكتئاب أو مروره بفترة صعبة في حياته.
هل مريض ثنائي القطب مسؤول عن تصرفاته؟
يعاني مريض ثنائي القطب من الاضطراب الوجداني، وقد لا يكون مسؤول عن التصرفات التي يحدثها حينما تصيبه أي نوبة من نوبات المرض.